تخطى إلى المحتوى

السجــود سر السعادة 2024

  • بواسطة
بعض الناس يسجد لأن السجود مجرد ركنٌ من أركان الصلاة وقد حان وقته، أو لأنه يريد أن يدعو ربَّه فحسب .. ولكن لن تشعر بمدى جمال السجود إلا إذا تحرَّك قلبك وبذلت أفضل ما عندك لاستشعار ذلك الركن العظيم من أركان الصلاة ..

يقول ابن القيم "والسجود سر الصلاة وركنها الأعظم وخاتمة الركعة وما قبله من الأركان كالمقدمات له .. فهو شبه طواف الزيارة في الحج فإنه مقصود الحج ومحل الدخول على الله وزيارته وما قبله كالمقدمات له؛ ولهذا أقرب ما يكون العبد من ربِّه وهو ساجد، وأفضل الأحوال له حال يكون فيها أقرب إلى الله، ولهذا كان الدعاء في هذا المحل أقرب إلى الإجابة" [الصلاة وأحكام تاركها (11:45)]

الونشريس

السجـــود بـــاب السعادة

إن السعادة لا توجد إلا عند اقتراب الروح من خالقها عزَّ وجلَّ، وكلما ارتفعت الروح واقتربت أكثر من الملك سبحانه وتعالى كانت أسعد ..
ولهذا حين تخرج أرواح المؤمنين من أجسادهم، فإنها تصعد إلى أعلى وتقترب من الله تعالى .. أما أرواح العصاة، فلا تُفْتَح لهم أبواب السماء ولا يدخلون إلى السعادة ..
وحينما اقترب النبي الونشريس من موعد سعادته حين وفاته الونشريس، جعل ينصب يده ويقول "اللهم الرفيق الأعلى"[متفق عليه] حتى قُبِضَ ومالت يده الونشريس ..

فإذا أردت أن تصل إلى السعادة، يجب أن تصعد بروحك إلى أعلى .. وهذا لن يحدُث إلا إذا نزلت بجسدك إلى أسفل ..

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ الونشريس قَالَ "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ" [صحيح مسلم]

وكلما سجدت وتذللت لربِّك أكثر، أزددت قُربًا وارتفعت مكانتك أكثر ..

قال رسول الله الونشريس "من تواضع لله رفعه الله"[صحيح الجامع (6162)]

فالسجود هو سر الفرح والسعادة .. ولهذا كان النبي الونشريس إذا جاءه أمر يُسَرُ به، خرَّ ساجدًا شكرًا لله تعالى. [صحيح الجامع (4701)]

فإنك حين تسجد لا تنزل إلى أسفل، بل تسبح إلى أعلى فتقترب أكثر من ربِّك جلَّ جلاله ..

ولذلك تقول في سجــودك:

سبحـــــان ربِّي الأعلى

الونشريس

فما أحلى السجــــود

حين يلتصق جسدك بالأرض، وتقترب روحك من فاطر السماوات والأرض .. فتحس بالسعادة تتسلل إلى شِغاف قلبك وتسكن فيها ..

ولا تزال تسجد أكثر، فترتفع درجتك في الجنة أكثر ..

إلى أن تصل إلى قمة السعادة .. إلى الفردوس الأعلى من الجنة ..

والتي سقفها عرش الرحمن جلَّ جلاله، فأهلها جارهم هو الله عزَّ وجلَّ ..

عَن رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ الونشريس فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي "سَلْ"، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ "أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟"، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ "فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ" [صحيح مسلم]

هل علمت الآن ما الذي كنت تفعله طوال سنوات عمرك؟

أرأيت مدى خسارتك لعدم استشعارك لجمال السجــود طوال الفترة الماضية؟

وليس جسدك فقط هو الذي يسجد، بل قلبك أيضًا وهو الأهم ..
    بارك الله فيكى

    الونشريس

    بارك الله فيك وجزاك خيرا

    جزاك الله كل خير
    اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا

    بارك الله فيكى

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.