تفرحين جداً عندما يكرر طفلك الكلام الذي تقولينه أمامه وفي بعض الأوقات أنت تطلبين منه أن يكرر ذلك. لكن انتبهي فإذا تخطى عمر معين سيتحول الامر الى مشكلةّ!
ليس من الضروري ان تكون المشاكل التي تعترض الطفل صحية وجسدية فقط فالمشكلات الخاصة بالنطق واللغة حساسة جداً وتتطلب وعياً مضاعفاً من قبل الاهل. وتعتبر "الايكولاليا" أي تكرار الكلام، إحدى هذة المشكلات التي تعرقل نمو الطفل، وتضعه في خانة تتطلب العناية الخاصة. ماهي مشكلة الايكولاليا؟ متى ولماذا تصيب الاطفال؟ وكيف يتم العلاج؟.
متى يصاب الاطفال بمثل هذة الحالة؟
هذه الحالة تعتبر طبيعية وملازمة لنمو الطفل الى حين بلوغه عمر السنتين، لأنه خلال هذه المرحلة التكرار يساعد الطفل على تخزين المفردات ليستعملها في موقعها المناسب لتصبح اللغة في عمر 3 سنوات مكتسبة، وبذلك يعتبر استمرار تكرار الكلام بعد تخطي هذا العمر مشكلة تتطلب المعالجة.
ما هي الايكولاليا؟
الايكولاليا عبارة عن اضطراب في عملية التواصل، يظهر من حصول تكرار الكلام مباشرة بعد سماعة أو بعد وقت قصير. (أي أن الطفل يعيد العبارات كما هي في موقعها غير المناسب خلال الحديث). تصيب الصغار وتستمر معهم إذا لم يتم معالجتها.
ما هي اسباب حصول ذلك؟
هناك العديد من الاسباب التي تساعد على ظهور هذه المشكلة ومنها:
• الاصابة بمرض نفسي (مثل: التوحد).
• الاصابة بمرض عصبي.
• وجود تخلف عقلي.
• كثرة إلحاح الاهل على تكرار الكلام من قبل طفلهم يساعد على تفاقم المشكلة في الكثير من الاوقات.
ما هو تأثير الايكولاليا على حياة الطفل؟
من الطبيعي ان يظهر عدد من المشكلات عند الاطفال الذين يعانون من الايكولاليا، وذلك بسبب صعوبة تواصلهم مع الآخرين وعدم فهمهم للكلام الموجه إليهم مما يعيق اكتسابهم للكثير من المفاهيم ويشكل لهم صعوبة من الناحية الاجتماعية (مشاركة أقرانهم باللعب، عدم قدرتهم على التعبير عن فكرة معينة).
متى يجب أن يلجأ الاهل الى الطبيب المتخصص؟
ان تخطي الطفل عمر السنتين، واستمرار ظاهرة التكرار المباشر، يستدعي التوجه الى اختصاصي في علاج النطق واللغة.
ما هو العلاج المتوفر؟
هناك العديد من الامور التي يجب التركيز عليها اثناء مرحلة العلاج، الا ان اهمها يعتمد على التواصل، أي العمل على ابراز اهمية التواصل للطفل من خلال اللعب (مثلاً: التواصل يتم بين شخصين مرسل ومتلقى، الكلام يجب ان يكون ذا معنى..) اضافة الى ضرورة التركيز على موضوع معين اثناء المحادثة وخلق رغبة لدية في التعبير عما في داخله وقيمة لما يقوله. وذلك لان الطفل أثناء العلاج سيكرر الكلام وراءك تلقائياً.
كم تستمر مدة العلاج؟
لا نستطيع تحديد ذلك، فحالة الطفل ومدى تجاوبه مع المعالج يؤثران الى حد كبير على معالجته.
ما اهمية الاكتشاف المبكر في علاج الطفل؟
الاكتشاف المبكر يساعد الى حد كبير في معالجة الطفل، لأنه يكون في مرحلة اكتساب اللغة والتواصل، وكلما كان الطفل صغيراً كلما كان تجاوبه أسرع وتمكنا من السيطرة على مشكلتة أكثر.
ما هو دور الاهل في هذه المرحلة؟
على الاهل عدم الاستخفاف بمثل هذه المشكلة، من خلال مراقبة طفلهم وطريقة تواصله مع الآخرين، وعدم تحفيزه على تكرار الكلام، واثناء العلاج يجب أن يكون هناك تنسيق مع الاهل لمعرفة كل ما يحصل معه داخل المنزل.
الكلمات الاولى
متى يبدأ الطفل الكلام؟
في عمر 8 – 9 أشهر يبدأ الطفل بنطق الكلمات التي يسمعها من محيطه، ويكرر تحديداً الاحرف المشابهة (مثل: بابا – ماما).
وفي عمر السنة ونصف السنة يبدأ بقول كلمات بسيطة جداً (مثل ناني، باي..).
ثم يبدأ بقول الكلمة – الجملة (مثل: بابا باي) الى أن يبلغ الثلاث سنوات فيبدأ بتكوين جملة بسيطة ومفيدة (مثل: بدي سيارة، بدي روح باي).
هل تختلف نسبة الاصابة بين الاناث والذكور؟
ليس هناك دراسات معينة تظهر مدى الاختلاف بين الاناث والذكور.
تقول الاختصاصية ميسون جابر: تعيش سنيتيا وسط عائلة تتكون من 3 ذكور، الا ان فرحة اهلها لم تكتمل، فسنيتيا التي تبلغ من العمر 5 سنوات تعاني حالياً من تخلف عقلي بسيط جداً، وهي موجودة في مؤسسة متخصصة في مؤسسة متخصصة لرعايتها، وقد لاحظت ادارتها انها تعاني من مشكلة في لفظ الكلام، فهي تكرره بشكل تلقائي، وفي الوقت الغير المناسب، وهذا الامر استدعى منها عرضها على طبيب متخص، وكان التعامل معي، فاطلعت على حالة سنيتيا، وحددت المشكلة، وبدأنا شيئاً فشيئاً بالعلاج لمدة يومين في الاسبوع، وتضمن تعليمها كيفية الاجابة على الاسئلة، وكيفية الحوار ومبادئة.
وبعد مرور عام تحسن حال سنيتيا بشكل لافت، وكانت تتجاوب بطريقة جيدة، الا اننا توقفنا عن متابعو العلاج نتيجة ظروف خاصة بالعائلة.
لماذا يوجد أطفال متفوقون وآخرون فاشلون؟
لماذا يتميز بعض الأطفال عن غيرهم من حيث القدرة على التحصيل الدراسي والتفوق الأكاديمي؟ ولماذا تتمتلئ أدراج بعضهم بشهادات التقدير والتفوق الأكاديمي؟ فيما لايحصل البعض الآخر على أي منها على مدار سنواته الدراسية؟ اسئلة جميعها تصب في حقيقة واحدة وهي أن كل صف يحتوي على أطفال متميزين وآخرين عكس ذلك ويبقى السؤال الأهم وهو هل هم متميزون بالفطرة والطبيعة أم أن المناخ الأسري والمدرسي يلعب دوراً في هذا التمييز؟!
الدراسات العلمية تناقضت فيما بينها حول أسباب تفوق بعض الطلبة على أقرانهم، ففي حين أكدت بعضها أن المناخ الأسري المناسب والذي يقوم على رعاية الأطفال دون سن الثالثة من عمرهم رعاية خاصة مليئة بالحب والتفاهم تشكل سببا رئيسيا في تميزهم وقدرتهم على التأقلم السريع مع محيط المدرسة.
وتضيف الدراسات نفسها أن هؤلاء الأطفال ينقلون خبراتهم وتجاربهم الإيجابية بما فيها علاقتهم الحميمة مع والديهم إلى المدرسة، بل ويكون لديهم قدرات خاصة على التعامل مع مدرسيهم وأصدقائهم.
وعلى الصعيد نفسه، يؤكد الطبيب النفسي العالمي بروفسور هانس إينك إن كل طفل يولد بشخصيته المنفردة والمختلفة عن الآخرين ولكن النوعين الأكثر شيوعا هما: الشخصية الاجتماعية ونقيضها.
فالطفل الاجتماعي بالفطرة غالبا ما يكون أكثر تميزا من الانطوائي، حيث يكون لديه قدرة أكبر على التأقلم مع أي محيط خارجي يقابله فهو شخص متكلم، يستطيع التعبير عن نفسه بسهولة وصدق ولكنه أيضا يميل إلى السلوك العدواني وكثرة الحركة.
أما الطفل الأنطوائي فيقول هانس: إنه غير اجتماعي وليس لدية القدرة على التعامل مع أصدقائة ومدرسية ويعاني من عدم القدرة على التعبير عن ذاته.
فالطفل الاجتماعي بالفطرة غالبا ما يكون أكثر تميزا من الانطوائي، حيث يكون لديه قدرة أكبر على التأقلم مع أي محيط خارجي يقابله فهو شخص متكلم، يستطيع التعبير عن نفسه بسهولة وصدق ولكنه أيضا يميل إلى السلوك العدواني وكثرة الحركة.
أما الطفل الانطوائي فيقول هانس: إنه غير اجتماعي وليس لديه القدرة على التعامل مع أصدقائه ومدرسيه ويعاني من عدم القدرة على التعبير عن ذاته. ويضيف أن هذا النوع غالبا ما يكون سلبيا وتحصيلة الدراسي أضعف من غيره مما يولد لديه شعورا بالتشاؤم.
ورغم أهمية نطرية د.هانس إلا أن هناك آراء أخرى تناقضها، فالدكتور روبرت بولمين ود.دنيس دانيل أجمعا على أن تصرفات وردود أفعال الأطفال ليست واحدة في كل المواقف التي يواجهونها، فهي تختلف باختلاف البيئة المحيطة بهم. فلكل طفل عبقريته الشخصية التي تميزه عن غيره من باقي أقرانه.
"كل طفل لديه قدرات تنبع من إحساسه بذاته .. هذه العبقرية الشخصية هي التي تسمح لكل طفل بالقيام بأقصى ما يمكن أن يقوم به وفقا لقدراته الخاصة التي يعرفها جيداً ويجيد استخدامها".
النجاح الأكاديمي
وإذا كانت النظريات العلمية تؤكد أن البيئة المنزلية تلعب دورا أساسيا في قدرة الأطفال على التحصيل الدراسي، فإن دور المدرسة والمدرّسة لا يقل أهمية عن دور المنزل.
متابعة الطفل وتنمية القدرات سبب نجاحه
وفي ذلك، تؤكد السيدة منى مصطفى والدة إحدى الطالبات المتفوقات "لأسرتي" أنها لم تركز فقط على الجانب الدراسي "كنت أتابع هوايات ابنتي وأحاول بكل ما أملك أن أنميها فهي متفوقة في لعب البيانو والتنس والباليه، كما أنها متفوقة أيضا دراسيا". وتصيف "لم أعان أبدا مع ابنتي رغم تعدد هواياتها.. كانت دائما متفوقة وقادرة على توزيع وقتها بين الدراسة والهواية".
وفي ذلك تقول نادين سليم وهي مدرسة بالمرحلة الابتدائية بإحدى المدارس البريطانية بالكويت إن مشاكل الطلبة غير القادرين على التحصيل الدراسي عادة ما تبدأ في المنزل، فالإهمال وعدم إعطاء الطفل جزءا من وقت الأبوين يجعله غير قادر على التأقلم وفاقداً للثقة بنفسه.
وتضيف إن "الثقة بالنفس بالنسبة للأطفال هي المفتاح الرئيسي للنجاح الأكاديمي". "كنت أدرّس طالبة في الصف الثاني الإبتدائي .. كانت لا تفقه شيئاً في الرياضيات وغالبا ما كانت تنظر إلى الشباك طوال حصة الحساب، كلما سألتها عن شيء يكون الرد هو "أنا حمارة ما بفهم شي" طبعا هذا الرد يوضح طريقة تعاطي أبويها معها أثناء الدراسة.
وتستطرد نادين أنها قررت أن تساعد الفتاة على اجتياز هذه الأزمة حيث كانت تستقطع جزءا من وقتها يوميا أثناء الاستراحة وتقوم بإعطائها مفاتيح المادة الرئيسية لتفهمها، وكانت المفاجأة على حد تعبيرها "بعد أقل من خمسة أسابيع تفوقت الصغيرة وأصبحت تدخل في تحد مع باقي زميلاتها" وتضيف "إنها الثقة بالنفس .. كل ما قمت به هو تنمية ثقتها بنفسها وبقدرتها على التحصيل كباقي الطلبة".
القدرة على التركيز
أما المفتاح الثاني لنجاح الطالب الأكاديمي فهو "التركيز" حسب ما قالته المدرسة الأمريكية "جين هودسون" "لاشيء أصعب على المدرس أو المدرسة من تملل الطلبة وفقدانهم التركيز فيما يدرس بعد دقائق بسيطة من بدء الحصة".
وتضيف: "ما شعورك عندما تكون منهمكا في التدريس وتعطي كل ما لديك ثم تفاجأ بأن أغلب الطلبة فاقدوا التركيز".
إن تدريب الأطفال على الاستماع هو بداية الطريق نحو تنمية قدرتهم على التركيز. وتستطرد جين إن قدرة الطفل على التركيز تزيد بنسبة دقيقة واحدة على سنه، فإذا عمر الطالب سبع سنوات فقط فإن قدرته على التركيز لن تزيد على ثماني دقائق فقط ثم يقل تدريجيا بعد ذلك إلى أن ينعدم.
المشاركة
وإذا كانت الثقة والتركيز سببين رئيسيين من أسباب التميز الدراسي، فإن القدرة على المشاركة الإيجابية داخل الصف وخارجه لسبب ثالث لا يقل أهمية عنهما. فمشاركة الطفل مع أصدقائه وتعاطفه معهم ومحاولته مساعدة من يحتاج إلى ذلك تعد من الأسباب المهمة في نجاح الشخص أكاديميا وعمليا. فهي تعوده على عدم الأنانية والاهتمام بالذات فقط. ومن هذا المنطق تنصح جين الأهالي بالتحدث مع أطفالهم لمعرفة مدى مشاركتهم لغيرهم في الصف وخارجه وقدرته على المساعدة الإيجابية.
كيف تخلقين طفلا متفوقاً؟!
علمي طفلك أن الدراسة ليست عملا فرديا فقط بل هي عمل جماعي قائم على فكرة المشاركة .. استقطعي جزءا من وقتك لتقرئي مع طفلك وتشاركيه ألعابه وعلميه كيف يعبر عن كل ما يريد بالكلمات. والأهم من ذلك دعيه يعبر عن فرحه أو حزنه أثناء اللعب بالنبرة الصوتية التي يختارها، فاللعب والهدوء لا يجتمعان.
اصطحبي طفلك إلى المتاحف والمعارض الفنية ليكون منفتحا على عالم جديد خارج عالمه المنزلي والمدرسي. حاولي تنمية قدراته ومواهبه بالتوازي مع تحصيله العلمي.
تابعي في المنزل ما يدرسة طفلك في المدرسة وحاولي أن تساعديه بمعلومات أخرى سواء بالذهاب إلى المكتبات أو عن طريق الإنترنت .. حولي المذاكرة إلى متعة.
تجنبي تماما المقارنة بين طفلك وباقي أخوته أو أصحابه .. كل طفل له قدراته الخاصة التي يجب أن نحترمها، وتجنبي تماما توبيخه إذا أخطأ.
دعي طفلك يناقش أصدقاءك فيما يرغب أن يتحدث فيه واتركيه يسأل ما يشاء وحاولي إعطاءه أجابات صحيحة قدر الإمكان ولكن بالطريقة التي تتناسب مع عقليته وسنه. وتأكدي من أن الطفل عندما يسأل عن شيء فهو مهيأ لتلقي الإجابة.
شكرا علي التوضيح
العفو حبيبتى نورتينى