السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزاتي .. أخواتي الطيبات
عطر الله أيامكم بمعرفته وذكره وحبه
ألقاكم اليوم في الدرس الثالث من سلسلة دروس ( مع الله تحلو الحياة )
دائما ما نفكر بالرزق ودائما تفكيرنا عندما نطلق كلمة الرزق تأتي الينا دائما فكرة المال !! لانعرف لماذا الا أنا تفكيرنا مطبوع فيه بأن الرزق هو المال … وللأسف هذا التفكير خاطئ لأن الرزق له تعددات ومفاهيم وأشكال كثيرة لم ندركها ولم نتعرف عليها الا اذا كنا نحب الله تعالى ونحمده على نعمه كلها ومن هذه النعم (نعمة الحمد ) قليلة جدا لا يأتيها أو لا يقولها الا من رحم ربي وعرف قدره ( وما قدروا الله حق قدره )
أبواب الأرزاق كثيرة … وكتاب الرزق كبير ايضا آخر الكتاب كما قال بعض العلماء الافاضل هو باب الرزق بالمال .!!
لأن الانسان عندما كان جنين في بطن أمه يبدأ الله يرزقه وهو صغير ضعيف لا يملك شيئا ولا يستطيع أن يدفع الضر عن نفسه .. فالله الرحمن الرحيم يرزقه أولا بالأب والأم دون أن يطلب هذا الجنين من الله أن يرزقه الاب والأم … كما أن الله يحمي الجنين وهوفي أحشاء أمه بكيس يمنع الميكروبات والدم بأن يخالط الجنين ويدخل اليه فيبقى في حفظ الله ورعايته …
أما الطعام فأن الله تعالى قد رزقه طعام دون أن يسأل بأن مد له الحبل السري ليأكل ويتغذى من طعام أمه فيكبر ويقوى .. ثم يسهل الله له الخروج من بيت الضيق أي من رحم أمه الى بيت الواسع وهو الدنيا … لكن ركزي مع أختي حماك الله ورعاكي بأن الله قطع عن هذا الطفل باب واحد لزرقه بطعامه وغذائه وهو الحبل السري ليرزقه الله تعالى ب بابين للرزق أحدهما ماء وحليب دافئ في الشتاء والآخر حليب وماء بارد في الصيف دون أن يطلب هذا الرضيع الضعيف الذي ليس له حول ولا قوة من الله تعالى أن يرزقه الطعام لكن الخبير الحنان الرحيم قطع باب وأعطاه بابين لعلمه الكبير بأن هذا الطفل سيحتاج الى ماهو أكثر من الحبل السري والى ماهو مفيد له .الا وهو صدر امه الذي جعل له بابين لطعامه واحد ما هو بارد في الصيف وماهو ساخن في الشتاء . هذا غير الحنان والحب الذي يأخذه الطفل حين تلتقطه أمه لترضعه
وعندما يكبر فأن الله تعالى يقطع عنه هذان البابان ليعطيه أربعة أبواب للرزق وهما ( طعامان ( النبات والحيوان ) وشرابان ( الحليب والماء )
قد رزقنا أنواعا من النبات وأنواعا من الحيوانات وأنواعا من الحليب من البقر والجمل والماعز وغيره
فلينظر الإنسان إلى طعامه، أنا صببنا الماء صباً ، ثم شققنا الأرض شقاً ، فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً ، وزيتوناً ، ونخلاً ، وحدائق غلباً ، وفاكهة وأباً ، متاعاً لكم ولأنعامكم}
يجب أن نعرف بأن الله تعالى بأن الله يرزقنا من دون أن نطلب منه وهذا من سابق غيبه وعلمه الرحمن الخبير .. فهل حمدنا الله تعالى على نعمه التي أنعمنا اياها دون الطلب منا أن يرزقنا هذا الرزق الطيب ؟؟!!
… للأسف ماحمدناه ولا شكرناه حق شكره
يقول تعالى: ((يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا)) النحل 83
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واعف عنا وارحمنا فأنت الرحمن الرحيم ..
اللهم أوزعنا أن نشكر نعمك كما تحب وترضى أنك رب جميل حنون رزاق كريم اللهم قربنا اليك بكل عمل نعمله في الدنيا وأبعد عنا الكفر والجحود بنعمك
أخواتي هذا غير النعم الاخرى التي نعرفها من نعمة العين أو البصر التي نرى فيها أجمل الالوان والبحار والاشجار والطعام والشراب ذي الانواع والالوان الكثيرة التي لا يستطيع أن يصفها أحد حتى ولو كان شاعرا مخضرما ، فكما يقولولن رؤية الشيء ليس كالوصف ، ونعمة القلب الذي يضخ الدم الى جميع أعضاء الجسم وينقي الدم الذي نحتاجه لنبقى على قيد الحياة ، ونعمة الكلى التي تنظف نفسها 36 في اليوم مرة دون أن نشعر ، بينما مريض الكلى فأنه يغسل الكلى 3 مرات كل اسبوع وهو يتألم من هذا الغسيل ويتلوى من الالم …. وغيرها من النعم التي لو سردناها هنا ما انتهينا ولخجلنا من أنفسنا لأننا لم نقم بحمده الله تعالى وطاعته وشكره كما يجب ..
ماذا طلب الله تعالى بعد أن انعم علينا كل هذا الرزق من صحه وعافية وأولاد أصحاء وبارين بنا ووالدين رحيمين بأولادهم … ومال هناك من يكيفه قوت يومه وهناك من يمتلك أكثر مما يكفيه ؟؟ ماذا طلب منا لم يطلب الله تعالى منا أن نشق الارض لنرضيه أو أن نصنع جبال ضخمه لنرضيه ولم يطلب أن نعذب أنفسنا كما يفعل بعض الاديان والطوائف من تعذيب وتجريح لأجسامهم أو دفع أموال طائلة لا يستطيعون على دفعها للكنائس أو رجال الدين ليعطوهم صك الغفران وغيره …. بل طلب منا طلب صغير يستطيعه الصغير والكبير وهو من أرسى الجبال في الأرض ورفع السماء وبسط الارض وأخرج الحب والفاكهة وحدائق غلبا لنا لنتنعم بها ولنأكل ونشرب ما لذ وطاب طلب منا
قال الله تعالى في محكم كتابه
(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )
ولتعلم أن من أعظم ما يشكر العبد به ربه عز وجل هو أداء الفرائض كما روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ.
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
فقط اذا أردت أن تشكر الله تعالى على نعمه عليك أن تذكره وتحمده على نعمه في كل لحظة في كل نفس تتنفسه .. أنت فقط تحمده الله تعالى بكلمات وصلاة وغض البصر عما حرم الله ، واتباع أوامره واجتناب نواهيه … لم يطلب الله تعالى منا غير القليل القليل من الاعمال فلماذا نستكثرها ونتثاقل منها وماهي الا بعض الكلمات وبعض العبادات التي فيها أيضا فوائد لنا !!!!!
نسأل الله تعالى الخبير الرحمن الرحيم فالق الصخر ومنبت الزهر ورافع السماء وباسط الارض أن يجعلنا من عباده الحامدين والشاكرين له
والعالمين بنعمه ما ظهر منها وما بطن لنبقى نشكره في الضراء والسراء كما يحب ويرضى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الغاليات الى درس آخر من سلسلة حلقات ( مع الله تحلو الحياة )
عطر الله أنفاسكم بشكره وقوى قلوبكم بذكره وزادكم معرفة بنعمه
اللهم أوزعنا أن نشكر نعمك كما تحب وترضى أنك رب جميل حنون رزاق كريم اللهم قربنا اليك بكل عمل نعمله في الدنيا وأبعد عنا الكفر والجحود بنعمك
جزاك الله خيرا موضوع قيم ومفيد
جعله اللهم في ميزان حسناتك
تقييييييييييييييم+5 نجوووووم
وبارك الله فيكى
ويا رب يجعلة فى ميزان خسناتك
تم التكريم
والتقييم