تخطى إلى المحتوى

من دروس الهجرة 2024

الونشريس

علي يفدي رسول الله بنفسه

"الهجرة حدث غير مجرى التاريخ" إنه عنوان موفق يلخص لنا الهجرة، ويدل على معناها الحقيقي، وبالفعل فالهجرة غيرت مجرى التاريخ، فقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم، ومكث بمكة ثلاثة عشر عاما يدعو إلى الله، ويربي الناس على الإيمان واليقين، ويحرر العقول من العبودية لغير الله.

ولكن صناديد الكفر لم يرق لهم ذلك، فقد ناصبوه العداء، وما تركوا وسيلة في إيصال الأذى إليه إلا استخدموها، حتى وصلوا في نهاية المطاف إلى أن الحل الوحيد هو قتل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

في يوم هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، تآمر مشركو قريش في جلسة طارئة، يترأسهم أبو جهل لعنه الله، عقدت الجلسة في دار الندوة، تآمروا على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختاروا لهذه المهمة أقوى الشباب وأجلدهم، ليحاصروا حجرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا ما خرج ضربوه ضربة رجل واحد. وعلى الفور نزل الأمين جبريل، وأخبره الخبر، وقال: لا تنم على فراشك الليلة. ودع عليا ينام مكانك!!.

فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الفدائي المسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان عمره عشرين عاما، وقال: يا علي أتنام على فراشي الليلة؟ فإن القوم أجمعوا أمرهم على قتلي!!!.

فقال علي رضي الله عنه على الفور وبدون تردد، وبكل ثبات: نفسي لك الفداء يا رسول الله.

قالها وهو يعلم علم اليقين أن البيت سيهاجم، وسيمزق النائم في الفراش تمزيقا. وتبكي فاطمة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لها: لا تبكي يا فاطمة فإن الله مانع أباك!!!.
فماذا حصل؟؟

نام سيدنا علي، مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجتمع أربعون من رجال قريش مدججين بالسلاح يقفون، أمام باب الحجرة الشريفة، ويشرف عليهم رئيس الضلالة أبو جهل، ويحرضهم ليكونوا يقظين.

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ حفنة من التراب، وقرأ بعض آيات من سورة يس، ونثر التراب على رؤوسهم، وخرج في أمان الله ورعايته، وأغشى الله على أبصار المشركين، وقيل: إنهم ناموا حتى لم يوقظهم إلا حر الشمس.

يا نـازل الغـار والأعداء تنتظر **** لا تخـش كيدا فإن الحق منتصـر
خرجت تتلو وباب الدار مزدحم **** في خشية منك غاب السمع والبصر
فأصبحـوا وتراب الخزي فوقهم **** نجا الأمين فما أداهم الســـهر

أشرقت الشمس، ثم ارتفعت واشتد حرها ولهيبها، ومر رجل من أمام باب حجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فوجد القوم نائمين ويغطون في سبات عميق، قال ماذا يا قوم، قالوا ننتظر محمدا، قال لقد قابلت محمدا متوجها إلى بيت أبي بكر!!!

فقاموا مبهوتين يبحثون عنه في الفراش، ولكنهم لم يجدوه وتفاجؤوا بوجود سيدنا علي رضي الله عنه، يلبس بردة الحبيب وينام على فراشه.

لقد نجى الله حبيبنا محمدا صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
إنه الإيمان الكامل، والعقيدة الحقة، واليقين الراسخ

وإذا العقيدة لامست قلب امرئ **** كانت له في التضحيات عجائب

هذا هو الفدائي البطل الوفي إنه الفتى الذي جمع ثلاث خصال:

1- إنه زوج فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة.

2- إنه صهر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

3- إنه والد الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

هذا هو علي وهؤلاء هم أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذين تربوا على الإيمان والوفاء، والمروؤة.

الونشريس

    بارك الله فيك

    يا نـازل الغـار والأعداء تنتظر **** لا تخـش كيدا فإن الحق منتصـر
    خرجت تتلو وباب الدار مزدحم **** في خشية منك غاب السمع والبصر
    فأصبحـوا وتراب الخزي فوقهم **** نجا الأمين فما أداهم الســـهر

    الونشريس

    الونشريس

    منورين حبايبي

    جزاك الله خيرا

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.