الزرقاء مدينة أردنية، ومركز محافظة الزرقاء. تقع شمال شرق العاصمة عمّان بحوالي 20 كم، حيث تتداخل مدن الزرقاء والرصيفة وعمّان لتشكل المدن الثلاث تجمعاً سكانياً ضخماً. تُعتبر الزرقاء أكبر مدينة أردنية من حيث عدد السكان،
بعد العاصمة حيث بلغ عدد سكانها في عام 2024 قرابة 395,000 نسمة. وتُعتبر عاصمة الأردن الصناعية. وتبلغ مساحتها حوالي 60 كم2، وترتفع عن سطح البحر حوالي 619 متراً.
يعود أول إستيطان بشري في المدينة إلى الألف الرابع قبل الميلاد. إلا أن المدينة قد فقدت أهميتها حتى إعادة إستيطانها في بداية القرن العشرين من قبل المهاجرين الشيشان الآتين من القوقاز، وتحديدا عام 1902، حيث نزحوا من الحروب بين الإمبراطوريات العثمانية والروسية، حيث استقروا على طول نهر الزرقاء. تم بعد ذلك بناء محطة على الخط الحديدي الحجازي في المستوطنة الجديدة، وتحولت هذه المحطة إلى مركز مهم. في 1929 أصدرت الحكومة الأردنية الجديدة مرسوما لتأسيس أول مجلس بلدي لمدينة الزرقاء. بعد تشكيل قوة حدود شرق الأردن في عام 1926، تم بناء قواعد عسكرية في المدينة من قبل الجيش البريطاني.
أصبحت المدينة في وقت لاحق تُعرف باسم "المدينة العسكرية"، وكانت مقر الجيش العربي سابقا.
وتتميز الزرقاء بموقعها الجغرافي المتوسط بين مدن المملكة وعلى شبكة مواصلات دولية تربط الأردن بالدول المجاورة، وتمر من خلالها سكة حديد الحجاز التي تأسست عام 1900.
سميت الزرقاء بهذا الاسم نسبة إلى نهر الزرقاء الذي هو ثالث أكبر مجرى مائي في جنوب بلاد الشام بعد نهر الأردن ونهر اليرموك.
"الزرقاء" هي كلمة ٌ تعود "للأكاديين" والأكاديون هم عرب ٌ ساميون أصلهم من شمال الجزيرة العربية، هاجروا إلى بلاد الرافدين وأسسوا دولة فيها، وعندما أرادوا التوسع، قاموا باجتياح بلاد الشام.
وتتكون كلمة الزرقاء في اللغة الأكادية من مقطعين هما :
(زار) وتعني مياه
و(كي) وتعني منطقة
وقد أطلقوها على النهر الكبير الذي كان يطلق عليه اسم "النهر العظيم" أو "نهر التماسيح"، فأخذت الزرقاء هذا الاسم من كلمتي (زار ـ كي) من اللغة الأكادية، والتي تعني "منطقة مياه"، ثم دخلت الكلمة في تحويرات لفظية وكتابية من خلال تعرض منطقتنا إلى هجرات الأمم والشعوب كالأكاديين والأشوريين والفرس واليونايين والرومان والعرب والمسلمين والشركس. فتحولت الكلمة من (زار ــ كي) إلى (زارقي) إلى (زارقا) ثم إلى (الزرقاء).
وقد جاء ذكر الزرقاء على تاعديد من الشعراء مثل الشاعر أبو الطيب المتنبي (348 هـ)
كأنَ رقــابَ الناس قالــت لســيفِــه رفيقــــك قيــس ٌ وأنت يمـاني
أتـَتـْـه المنـايا في طــريق ٍ خـَفـِيــّة ٍ على كـُل ِ سمع ٍ حولـَه وعيان
وأيضا في وصفها قال الشاعر عماد الدين الأصفهاني عند وداع القائد صلاح الدين الأيوبي في الزرقاء :
ولم أنس بالزرقاء يوم وداعنا أنامل تدمي حيرة للتندم
أعدتك يا زرقاء حمراء إنني بكيتك حتى شيب ماؤك بالدم
ولاردن كل مدنها جميله ومزدهره
مشكوررررررررررررررره هبووووووش