إذا تم الاجهاض سواء كان ذلك تلقائياً أو كان نتيجة لإجراء عملية تنظيف الرحم وخرجي من الرحم كل الأنسجة الجنينية فمن المعتاد ان يستمر نزول الدم لمدة اسبوع أو عشرة أيام، وفي حالات قليلة جداً قد يستمر نزول الدم لمدة ثلاث أسابيع ولكن في كل هذه الأحوال يتناقص نزول الدم تدريجيا وفي أول الأمر يكون الدم فاتح اللون وكميته تعادل كمية الدم التي تفقدها المرأة أثناء فترة الحيض، ثم تقل كمية الدم ويصبح لونه أغمق وفي نهاية الفترة يصبح عبارة عن افرازات ملونة تلوينا خفيفا بلون الدم.
وخلال هذه الفترة يصبح حجم الرحم اصغر وينقبض انقباضات قد تكون شديدة وهي قد تسبب للمرأة تقلصات قد تكون شديدة ومؤلمة في أسفل البطن، في أغلب الأحوال تحدث الدورة الشهرية بعد شهر من حدوث الاجهاض وقد تتأخر في بعض الحالات لمدة اسبوع او عشرة أيام ويجب أن يكون معروفا ان الموعد الجديد لا علاقة له بالمواعيد السابقة التي تعودت عليها فالميعاد الجديد يكون مرتبطاً بتاريخ حدوث الاجهاض حيث تأتي الدورة بعد هذا التاريخ بحوالي شهر.
ويجب أن نوضح بأنه من الممكن أن يحدث الحمل بعد حدوث الاجهاض وقبل نزول الدورة المتوقعة، ولذلك يفضل باستخدام موانع الحمل اذا رغبت المرأة في عدم الإنجاب وهو من الأفضل تجنب الحمل في الفترة التي تلي الاجهاض لمدة تصل ثلاث أشهر.
وخلال الشهر الأول بعد الاجهاض قد تستمر الافرازات الرحمية والدماء وهذه تقلل من حموضة المهبل وتجعل الجو أكثر ملاءمة لنمو الميكروبات كما ان عنق الرحم يستمر مفتوحاً بعض الوقت وكذلك فإن جدار الرحم الداخلي يكون غشاؤه المخاطي في مرحلة التكوين كل هذه الظروف تسمح بدخول الميكروبات كما ان الالتهاب يكون عنيفا.
وفي الغالب تحتاج المرأة بعد الاجهاض إلى قدر من الراحة وهو في الحقيقة مرتبط بها فقدته من دم اثناء الاجهاض وكذدلك تحتاج الراحة لحالتها الصحية عامة، صحيح ان المرأة قد تخرج من المستشفى مباشرة بعد عملية الاجهاض ولكنها تحتاج لاسبوع من الراحة خاصة إذا كانت الدماء المفقودة من الرحم أكثر من المعتاد، وخلال هذه الفترة تعتبر التغذية من الأمور الهامة جدا وقد ينصح الطبيب باعطاء هذه السيدة الحديد والفيتامينات والمقويات العامة كما قد يصف الطبيب الأدوية القابضة للرحم حتى يساعده في العودة إلى حجمه ومكانه الأصليين في الوقت المناسب، ومن الضروري زيارة الطبيب المعالج بعد حدوث الاجهاض بثلاثة أسابيع وذلك للتأكد من انتهاء نزول الدم ورجوع الرحم الى حجمه الطبيعي والى وضعه الصحيح كما يجب التأكد من خلو الجهاز التناسلي من اي التهابات تكون قد حدثت كنوع من المضاعفات بسبب الاجهاض نفسه
وتحتاج المرأة لفحص عنق الرحم في الزيارة التالية ونكرر دائماً الكثير من الأطباء يخطئ في تشخيص وجود قرحة في عنق الرحم ووجود ما يشبه القرحة في عنق الرحم ناتج عن تفاعل طبيعي مع هرمونات الحمل وتختفي هذه الظاهرة بمجرد ان يتخلص الجسم من هذه الهرمونات وهذا يستغرق حوالي اسبوعين او ثلاثة بعد الاجهاض وعلى هذا الأساس لا داعي اطلاقا في علاج هذه الظاهرة بالكي كما يفعل الكثير من الأطباء والطبيبات لأن عملية الكي لا مبرر لها والانتظار ثلاثة اسابيع كفيل باختفاء هذه التغيرات بلا أي علاج.