تخطى إلى المحتوى

المرض نعمه 2024

السلام عليكم ورحمة الله

الونشريس

الحمدلله نحمده و نستعينه و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله و أن محمد عبده و رسوله
(يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون)
أما بعد أخواتي أحبكن في الله و أوصيكن و نفسي بتقوى الله و حفظه في السر و العلن و أذكركن بعد تذكير نفسي بأن دار الدنيا دار ابتلاء و امتحان قال الله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
الونشريس

عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له
رواه مسلم . فكل أمرنا حتى و إن كان مرضا خير و لله الحمد و المنة!!!!

و قد روي أن أحد السلف كان أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين واليدين ، وكان يقول : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً " فَمَرّ بِهِ رجل فقال له : مِمَّ عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول . فَمِمَّ عافاك ؟

فقال : ويحك يا رجل ! جَعَلَ لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبَدَناً على البلاء صابراً !

سبحان الله رغم الابتلائات المتعددة التي ابتلي بها هذا الرجل إلا أنه تجاوز مرحلة الصبر و هي واجبة على كل مؤمن و مرحلة الرضا و هي فضل مندوب إليه إلى مرحلة شكر الله و هذه أعلى الحالات و أكملها .

الونشريس

و الشاهد في هذا أنه إذا ابتلي المؤمن بمرض وجب عليه الصبر فحبس النفس عن الجزع و اللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب قتنقلب محنته إلى منحة و لو جزع لن يغير شيئا مما أصابه بل بالعكس زاد هما إلى همه

الونشريس

و لا بد من أن نعلم أمرا مهما أن للمرض فوائد عديدة :

الصبر:

فقد بشر الله الصابرين بأجزل العطاء لصبرهم و قد روى البخاري ومسلم عن عطاء بن أبي رباح قال :
قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟
قلت : بلى .
قال : هذه المرأة السوداء ! أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي .
قال : إن شئت صبرتِ ، ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك .
قالت : أصبر .
ثم قالت : فإني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها .
فتصبَّرت هذه المرأة في مقابل سلعة الله الغالية : الجنة.

تكفير للذنوب و السيئات:

و كل ما قترفته جوارحنا من ذنوب و خطايا و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
«ما يصيب المؤمن من وَصب، ولا نصب، ولا سقَم، ولا حزن حتى الهمّ يهمه، إلا كفر الله به من سيئاته» [رواه البخاري 5641].

الونشريس

كسب الحسنات :

فبصبر المؤمن على مرضه يمكن أن يصل منازل لم يبلغها بعمله و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
«إن العبد إذا سبقت له من الله منـزلة لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده، ثم صبّره على ذلك، حتى يبلغه المنـزلة التي سبقت له من الله تعالى» [صحيح أبي داود للألباني 2/597].

الونشريس

المرض سبب في دخول الجنة:

 و قد قال الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم :
«يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب، لو أن جلودهم كانت قرِّضت بالمقاريض» [صحيح الترمذي للألباني 2/287].

الونشريس

المرض نجاة من النار:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عاد مريضًا ومعه أبو هريرة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«أبشر فإن الله عز وجل يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظاره من النار في الآخرة» [السلسلة الصحيحة للألباني 557].

المرض تنبيه و تذكير:

المرض تنبيه : من فضل المرض أنه يذكر العبد الغافل بربه و حاجته إليه فيكف عن معاصيه و يجدد توبته و يلتجأ إلى الله طالبا العافية و النجاة.
إذا أحب الله قوما إبتلاهم :فإذا أحب الله المؤمن ابتلاه و اختبر صبره فقد قال عليه الصلاة والسلام:

«إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» [حسنه الألباني في صحيح الترمذي 2/286].
نعمة الصحة: يتذكر المؤمن حينئذ نعمة الصحة التي كان فيها و غفل عن شكرها

الصدقه:
فعندما يكون المؤمن مريضا و قادرا على شراء الدواء يتذكر حينها إخوانه المرضى الفقراء الذين لا يملكون ثمن دوائهم فيحضه ذلك على التصدق لهم.الونشريس


زيادة الايمان :

إن المرض يزيد المؤمن توكلا على الله و قوة في الإيمان و رقة في القلب
 يكتب للمؤمن كل عمل كان يعمله و هو في حال صحة: فعندما يبتلى المؤمن بمرض و قد كان يقوم الليل أو يصوم أو يتنفل قبل مرضه كل هذه الأعمال تكتب له و هو نائم على فراش المرض و قد قال المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم-:
«إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاءٍ في جسده، قال الله -عزَّ وجلَّ-: اكتب له صالح عمله، فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له و رحمه» [حسَّنه الألباني 258 في صحيح الجامع].

الونشريس

دعاء المريض مستجاب:

قال -تعالى-:
-: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ} [النَّمل: 62]
فالمرض أخواتي مقدر لمن يصاب به و لتعلم إحدانا يقينا أن الله أرحم بنا من أنفسنا فهو أرحم الراحمين و أنه ما إبتلانا بمرض إلا لحكمة لا نعلمها فهو الحكيم الذي يصرف الأمور و من رأت مصيبة غيرها تهون عليها مصيبتها و ماهي إلا دنيا و لنتسلح بالصبر فالله مع الصابرين
(استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين) .


إصبر قليلا و كن بالله معتصما*** لا تعجلن فإن العجز بالعجل
الصبر مثل إسمه مر في كل نائبة*** لكن عواقبه أحلى من العسل


ختاما أخواتي في الله أحبكن في الله و أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفينا أجمعين و يعافينا .
اللهم انا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة
في الدنيا و الأخرة

ودمتم بصحة و عافية

    جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك واللهم اجعلنا من الصابرين علي البلاء والحامدين لنعه علينا

    جزاك الله كل خير
    أفدتي مشكوره

    بارك الله فيكي

    يسلموو حبيبتي
    يتصفح الموضوع حالياً : 15 (1 عدلات و 14 زائرة)

    بارك الله فيك موضوعك رائع

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.