هذه بعض الاسئله والاجوبة الخاصة بالقرآن الكريم .. وان شاء الله الموضوع يكون متجدد بكل ما هو خاص بالأسئله والأجوبة عن فتاوى القرآن الكريم ..
الجواب : الحمد لله لا مانع من النظر في القرآن من دون قراءة للتدبر والتعقل وفهم المعنى ، لكن لا يعتبر قارئاً ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن ولو لم يسمع من حوله ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) رواه مسلم .
ومراده صلى الله عليه وسلم بأصحابه : الذين يعملون به ، كما في الأحاديث الأخرى ، وقال صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ) خرجه الترمذي ، والدارمي بإسناد صحيح ، ولا يعتبر قارئاً إلا إذا تلفظ بذلك .
والله ولي التوفيق .
الحل فيما أرشد الله سبحانه وتعالى إليه في قوله: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ} [سورة النحل: الآيات 98-100].
أرشدنا الله سبحانه وتعالى قبل أن نتلو القرآن أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم من أجل أن يطرد الله عنا هذا العدو وأن يبعده عنا.
وعليك بالتدبر؛ فإنك إذا تدبرته؛ فإن هذا مما يجلب لك الخشوع، ويرغبك بالقرآن الكريم، ولا يكون كل همك إكمال السورة أو ختم الجزء أو ما أشبه ذلك، بل يكون مقصودك هو التدبر والتفكر فيما تقرأ من آيات الله سبحانه وتعالى.
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يطيل القراءة في صلاة الليل، ولا يمر على آية رحمة؛ إلا وقف وسأل الله، ولا يمر بآية فيها ذكر العذاب؛ إلا وقف واستعاذ بالله، مما يدل على أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقرأ بتدبر وحضور قلب.
أما قراءة القرآن الكريم فإنك تقرأ القرآن الكريم على حسب حالك، ولكن إذا كان عندك خطأ في القراءة فإنه يجب عليك أن تعدلها وأن تطلب ممن هو أحفظ منك للقراءة وأتقن أن يعدل لك القراءة وتتعلم عليه ما يلزم إذا أمكن ذلك، وإذا لم يمكن ذلك فإنك تقرأ على حسب استطاعتك، ولو مع المشقة.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (1/549) من حديث عائشة رضي الله عنها].
فلا تترك القراءة، لكن مهما أمكنك أن تصلح أخطاءك، فإنه يجب عليك ذلك.
أما من ناحية مس المصحف، فلا يجوز لك إلا من وراء حائل وأنت على هذه الحالة التي تذكر، أن الحدث يخرج باستمرار، ومن غير شعور منك، لأن المصحف لا يجوز أن يمسه إلا الطاهر، ولكن عليك أن تتلقى القراءة من غيرك، وأن تستمع إلى من يقرأ، أو تتخذ من الأشرطة المسجلة من القرآن الكريم والمصحف المرتل ما تسمع منه القرآن الكريم وتستفيد منه، هذا الذي أراه لك.
أما مس المصحف فلا يجوز لك وأنت على هذه الحالة، ولكن لا بأس أن تقرأ ما تحفظه من السور، ولا بأس أن تذكر الله عز وجل، بأنواع الأذكار الواردة، ولا بأس أيضًا، أن تقرأ الأحاديث النبوية، إنما الذي يُمنع هو مسُّ المصحف بدون طهارة، وإذا مسست المصحف من وراء حائل فلا بأس بذلك.
الذي أرى أنه إن لم يكن هناك استماع للقرآن فلا يشغل المسجل، وإذا أراد الإنسان أن يستمع إلى المسجل فلينصت، أو يغلقه، أما كون كتاب الله يقرأ وهذا يشتغل في شغل البيت في الكنس أو الطبخ أو إصلاح أمور فلا شك أن فيه غفلة عن كتاب الله، وأنه يخشى أن يكون من جنس فعل المشركين الذين قالوا: { لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [فصلت:26].
لا بد من تحريك الشفتين في قراءة القرآن في الصلاة، وكذلك في قراءة الأذكار الواجبة كالتكبير والتسبيح والتحميد والتشهد؛ لأنه لا يسمى قولاً إلا ما كان منطوقاً به، ولا نطق إلا بتحريك الشفتين واللسان، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يعلمون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم باضطراب لحيته -أي: بتحركها- ولكن اختلف العلماء هل يجب أن يُسمع نفسه؟ أم يكتفي بنطق الحروف؟ فمنهم من قال: لا بد أن يسمع نفسه، أي: لا بد أن يكون له صوت يسمعه هو بنفسه، ومنهم من قال: يكفي إذا أظهر الحروف، وهذا هو الصحيح.
فأجاب رحمه الله تعالى: السرعة نوعان سرعة يلزم منها إسقاط بعض الحروف أو الحركات فهذه لا تجوز وسرعة أخرى مع المحافظة على الحروف والكلمات والإعراب فهذه جائزة.
يقول السائل هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن وشعرها مكشوف؟
فأجاب رحمه الله تعالى: يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن وشعرها مكشوف وذراعاها مكشوفتان وكذلك القدمان لأنه لا يشترط لقراءة القرآن ما يشترط في الصلاة من السترة.
تقول قال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) ما معنى الغناء بالقرآن هنا؟
فأجاب رحمه الله تعالى: اختلف العلماء رحمهم الله في معنى قوله (لم يتغن بالقرآن) فقيل المعنى أن يستغني به عن غيره لأن من لم يستغن بالقرآن عن غيره واتبع غير القرآن على خطر عظيم ربما خرج من الإسلام بذلك وقيل المعنى من لم يحسن صوته بالقرآن احتقاراً للقرآن فليس منا ومن المعلوم أنه ليس على ظاهره بمعنى أن من لم يقرأ القرآن على صفة الغناء فليس من الرسول في شيء ليس هذا مراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قطعا.
لا حرج أن تقرأ الحائض والنفساء الأدعية المكتوبة في مناسك الحج ولا بأس أن تقرأ القرآن على الصحيح أيضاً لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن إنما ورد في الجنب خاصة بأن لا يقرأ القرآن وهو جنب لحديث على رضي الله عنه وأرضاه أما الحائض والنفساء فورد فيهما حديث ابن عمر { لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن } ولكنه ضعيف لأن الحديث من رواية اسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهو ضعيف في روايته عنهم ، ولكنها تقرأ بدون مس المصحف عن ظهر قلب أما الجنب فلا يجوز له أن يقرأ القرآن لا عن ظهر قلب ولا من المصحف حتى يغتسل والفرق بينهما أن الجنب وقته يسير وفي إمكانه أن يغتسل في الحال من حين يفرغ من اتيانه أهله فمدته لا تطول والأمر في يده متى شاء اغتسل وإن عجز عن الماء تيمم وصلى وقرأ أما الحائض والنفساء فليس بيدهما وإنما هو بيد الله عز وجل ، فمتى طهرت من حيضها أو نفاسها اغتسلت ، والحيض يحتاج إلى أيام والنفاس كذلك ، ولهذا أبيح لهما قراءة القرآن لئلا تنسيانه ولئلا يفوتهما فضل القرأءة وتعلم الأحكام الشرعية من كتاب الله فمن باب أولى أن تقرأ الكتب التي فيها الأدعية المخلوطة من الأحاديث والآيات إلى غير ذلك هذا هو الصواب وهو أصح قولى العلماء رحمهم الله في ذلك .
الشيخ ابن باز
هل يجوز الحلف بالقرآن؟
الحلف بالقرآن تريد بذلك القرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم جائز؛ لأنه من كلام الله, وكلام الله تعالى صفة من صفاته وجميع صفات الله يجوز الحلف بها.
أما إذا كنت تريد بالقرآن المصحف الذي هو الورق والحروف المكتوبة فهذا لا يجوز؛ لأن هذا مخلوق, والحلف بالمخلوق شرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) ثم نقول أيضاً: ما الذي حثك على أن تحلف بالقرآن؟ ما هناك قسم إلا بالقرآن؟ احلف بالله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).
ما حكم قراءة الإمام من المصحف في صلاة التراويح ؟ وما الدليل على ذلك من الكتاب والسنة ؟
لا حرج في القراءة من المصحف في قيام رمضان ، لما في ذلك من إسماع المأمومين جميع القرآن ، ولأن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة قد دلت على شرعية قراءة القرآن في الصلاة ، وهي تعم قراءته من المصحف وعن ظهر قلب ، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها أمرت مولاها ذكوان أن يؤمها في قيام رمضان ، وكان يقرأ من المصحف ، ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه معلقاً مجزوماً به .
الشيخ ابن باز
بعض الناس يقرؤون القرآن في المسجد ويقولون بين السكتة والسكتة بين الآيات الله الله أو الله يفتح عليك يا عمنا أو مثل هذه العبارات ما حكم ذلك؟
فأجاب رحمه الله تعالى: حكم هذا أنه من البدع المنكرة لأن تلاوة القرآن عبادة من أفضل العبادات الحرف فيها بحسنة والحسنة بعشر أمثالها وليست لعباً حتى يقال كلما فرغ من آية وكان صوته جميلاً الله الله يعني يتعجب فهذا من البدع التي أحدثها من أحدثها من الناس نعم إذا مر الإنسان بآية وعيد فليتعوذ وإذا مر بآية وعد فليسأل وإذا مر بآية تسبيح فليسبح وإذا مر بآية تعجيب فليتعجب ويقول الله أكبر وأما الله الله أو مثلاً يا سلام يا سلام فهذا من البدع.
فضيلة الشيخ ما حكم تجسيد القصص النبوي أو القرآني بأفلام كرتونية ربما زيد فيها وغير كقصة الغلام -أعني: غلام الأخدود- أو قصة أصحاب الفيل كما في سورة الفيل، أو قصة الراهب والملك والساحر؟
أولاً: إن هذه القصص قد لا تكون صحيحة فكيف يبنى على غير صحيح.
ثانياً: إني أخشى أن يقال لمن جسدها وصورها أين الدليل على أن صورة الغلام على هذا الوجه وصورة الساحر على هذا الوجه؟ أين الدليل على أن أصحاب الأخدود على هذا الوجه والذين فتنوهم على هذا الوجه؟ فليس عنده علم بذلك، والخلق لا يزال ينقص، فقد كان الإنسان كبيراً، خلق آدم طوله في السماء ستون ذراعاً، وورد في أحاديث أخرى أن عرضه سبعة أذرع، وما زال الخلق ينقص حتى وصل إلى ما نحن عليه الآن، ما الذي أدراه أن أصحاب الأخدود على هذا الوجه؟ لذلك أنا أقول: إن الورع عدم تجسيد هذه الأشياء ويكفي أن توصف بالكلام.
سمعت في (نور على الدرب): أنه يجوز للحائض إعراب القرآن، وأنا أعلم المسلمات التجويد ويأتين إلي من أماكن بعيدة ويكون وقتهن محدودا، هل يحل لي أن أعلمهن التجويد وأصحح لهن بعض آيات من القرآن، أو أتلو لهن أثناء الحيض؟
وكذلك الحائض منهن تتعلم أم تنتظر حتى تتطهر، أفتونا مأجورين، وأنا أقرأ من كتب التفسير المجزأة أثناء الحيض هل هذا جائز أم الأحوط الترك؟
يجوز لك أن تقرئي القرآن وأنت حائض، وأن تعلمي الحيض التلاوة والتجويد حال الحيض، لكن دون مس للمصحف، وللحائض أن تمس كتب تفسير القرآن وتتعرف الآيات منها، في أصح قولي العلماء.
وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن من غير مس المصحف وهو محدث الحدث الأصغر من غير خلاف بين العلماء؛ لأنه لم يرد في الشرع ما يمنع من ذلك والأصل الجواز، لكن قراءته على وضوء أفضل.
وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
هل علي إثم بقراءة القرآن بدون طهارة لعدم وجود الماء والتراب؟
إذا كنت على الحالة التي ذكرتها جاز لك أن تقرأ القرآن على غير طهارة؛ لعموم قوله تعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } وقوله تعالى: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
أحدنا يحمل المصحف في جيبه وربما دخل به الخلاء، فما حكم ذلك أفيدونا؟
حمل المصحف بالجيب جائز، ولا يجوز أن يدخل الشخص الحمام ومعه مصحف، بل يجعل المصحف في مكان لائق به؛ تعظيما لكتاب الله واحتراما له، لكن إذا اضطر إلى الدخول به خوفا من أن يسرق إذا تركه خارجا جاز له الدخول به للضرورة.
وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ما حكم سماع القرآن أثناء النوم من مسجل أو غيره لتكون خاتمة المسلم على ذكر الله ؟
الحمد لله لا حرج من أن يستمع المسلم قبل نومه للقرآن ، أو لمحاضرة ، أو لشيء مباح ، بل قد جاء في السنَّة الصحيحة أن من أذكار ما قبل النوم أدعية وقراءة آيات وسورٍ من القرآن .
قال البخاري : باب التعوذ والقراءة عند المنام عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده .
رواه البخاري ( 5960 ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته ، فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم – فذكر الحديث – فقال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صدقك وهو كذوب ، ذاك شيطان " .
رواه البخاري ( 3101 ) .
وسماع القرآن قبل النوم وبعده – في رمضان وفي غيره – يورث طمأنينة للقلوب ، وانشراحاً للصدور ، قال تعالى : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 .
والله أعلم.
ما حكم الاستماع إلى القرآن المذياع من الراديو ؟
الراديو آله لا حكم لها في نفسها وإنما الحكم لما يذاع بها فإن أذيع من الراديو قرآن أو بيان حق لشرائع الله أو مواعظ ترفق القلوب أو أخبار سياسة عادلة يعرف منها الناس أحوال العباد والبلاد ليكونوا على بينة من أمرهم ، وما يراد بهم وليتخذوا لأنفسهم موقفاً سليماً ناجحاً ممن يواليهم ويعاديهم أو أذيع منه أخبار تجارية يعرف بها الناس ما ينفعهم في حياتهم وفي معاشهم إلى غير هذا من المصالح كان السماع خيراً وقد يكون واجباً أحياناً وإن أذيع منه غناء ماجن فيه تخنث أو استهتار أو أذيع منه أخبار سياسية كاذبة هوجاء سداها قلب الحقائق والتلبيس على الناس ولحمتها بهرج التهريج وإثارة العواطف بقول الزور والاثم والبهتان إلى مثل هذا من الرذائل كان ما أذيع باطلاً لا يليق بالمسلمين السكوت عنه ولا الاستماع له اللهم إلا أن يكون من يستمع للأخبار الكاذبة أو الآراء المغرضة والأقوال المنحرفة ممن عندهم وعي ولهم في الأمة شأن ليقوموا بكشف زائفها وبيان وقاية الأمة من غائلتها وصيانة لمن يخشى عليه أن ينخدع بزخرفها .
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه .
اللجنة الدائمة
لا نعلم لذلك أصلا في الشرع المطهر.
وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
سمعت حديثا عن الرسول ، – صلى الله عليه وسلم – ، ما معناه أن من حفظ سورة القرآن أو آية من القرآن الكريم ونسي بعد ذل فقد ارتكب ذنبا ، ما مدى صحة هذا الحديث ؟
هذا الحديث روي عليه الصلاة والسلام ، من الوعيد الشديد على من حفظ آية من كتاب الله – عز وجل ثم نسيها وهذا الحديث إن صح فالمراد به من نسي الآية تهاونا وإعراضا عن كتاب الله – عز وجل – وعدم مبالاة به ، وأما من نسيها بمقتضى الطبيعة أو بانشغاله بما يجب عليه من شؤون حياته وحياة أهله فإنه لا إثم عليه .
وقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام سمع رجلا يقرأ فقال رحم الله فلانا لقد أذكرني آية كنت أنسيتها والنسيان من طبيعة البشر فقد قال النبي ، – صلى الله عليه وسلم – ، { إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون } .
والعجيب أن بعض الناس لتهيبه من عقوبة الله – عز وجل – يذهب به الهوى حتى يقول لن أحفظ شيئا من كتاب الله أخشى أن أحفظ شيئا فأنساه ، فمنع نفسه من الخير بهذه الحجة التي لا أساس لها من الصحة .
ونحن نقول احفظ كتاب الله – عز وجل – وتعاهده ما استطعت كما أمر بذلك النبي ، – صلى الله عليه وسلم – ، فإنه أمر بتعهد القرآن وقال { إنه أشد تفلتا من الإبل في عقلها } .
فأنت احفظ القرآن وتعهده وإذا نسيت شيئا بمقتضى الطبيعة لا للإعراض عن كتاب الله ولا للتهاون به فإن ذلك لا يضرك وليس عليك إثم .
الشيخ ابن عثيمين
فضيلة الشيخ: ما حكم قراءة سورة (يس) عند المقبرة، أو قراءة سورة (الإخلاص) كأن يقول أحد الناس مثلاً: اقرءوا سورة الإخلاص إحدى عشرة مرة؟
القراءة عند القبور من البدع سواءً (يس) أو قرأ بـ(قل هو الله أحد) أو (الفاتحة) فلا ينبغي أن يقرأ الإنسان على المقبرة، وإنما يقتصر على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم ) ثم ينصرف، ولا يزيد على هذا قراءة ولا غيرها.
السائل عثمان علي العميرين من الثانوية التجارية بالرياض يقول هل يثاب الإنسان الذي يقرأ القرآن ولو لم يفهم معانيه؟
فأجاب رحمه الله تعالى: القرآن الكريم مبارك كما قال الله تعالى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) فالإنسان مأجور على قراءته سواء فهم معناه أم لم يفهم ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يقرأ قرآناً مكلفاً بالعمل به بدون أن يفهم معناه فالإنسان لو أراد أن يتعلم الطب مثلاً ودرس كتب الطب فإنه لا يمكن أن يستفيد منها حتى يعرف معناها وتشرح له بل هو يحرص كل الحرص على أن يفهم معناها من أجل أن يطبقها فما بالك بكتاب الله سبحانه وتعالى الذي هو شفاء لما في الصدور وموعظة للناس أن يقرأه الإنسان بدون تدبر وبدون فهم لمعناه ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزن عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً فالإنسان مثاب ومأجور على قراءة القرآن سواء فهم معناه أم لم يفهم ولكن ينبغي له أن يحرص كل الحرص على فهم معناه وأن يتلقى هذا المعنى من العلماء الموثوقين في علمهم وأمانتهم فإن لم يتيسر له عالم يفهمه المعنى فليرجع إلى كتب التفسير الموثوقة مثل تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير وغيرهما من التفاسير التي تعتني بالتفسير الأثري المروي عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
إذا دخل الإنسان المسجد وصلى تحية المسجد وعلى يمينه أو يساره رجل يقرأ القرآن، هل يسلم عليه أو يتركه؛ لأنه إن سلم عليه خشي المسلم أن يضيع على القارئ حضور قلبه للقراءة ويأثم المسلم، وإن لم يسلم ربما يكون في قلبه عليه حزازة ورآه ما سلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( أفشوا السلام بينكم ) [ صحيح مسلم الإيمان (54) ، سنن الترمذي الاستئذان والآداب (2688) ، سنن أبو داود الأدب (5193).
] كما في الحديث، وربما أن القارئ ما يعلم أنه ما ترك السلام إلا خشية أن يضيع عليه حضور قلبه، فأيهما أفضل؟ يسلم، أو يتركه ويسلم إذا أقيمت الصلاة؟
جزاكم الله خيري الدنيا والآخرة وأمد في عمركم آمين.
السنة: أن يسلم عليه؛ لما جاء في الأحاديث الصحيحة من شرعية السلام والمصافحة عند اللقاء.
وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
لوحظ كثر من طلاب المدارس داخل المملكة وغيرها أنهم يمسون القرآن الكريم من غير طهور من البول ، وهذا عادة منتشرة بكثرة في المدارس وقد قال تعالى { لا يمسه إلا المطهرون } وقال صلى الله عليه وسلم { لا يسم القرآن إلا طاهر } .
فما الحكمة من ذلك وهل من عمل ذلك يؤثم ؟
يلزم ولاة أمور الطلاب أن يعلموهم بالفعل ما يجب لكل عبادة ومن ذلك قرأة القرآن في المصحف وأن ذلك يتوقف على الطهارة الكاملة وهكذا على المدرسين لمادة القرآن أن ينبهوا على ذلك في بدء كل درس ويلزموا كل من أحدث أن يجدد الوضوء فالمياه متوافرة بحمد الله في كل مدرسة ليلاً ونهاراً وصفة الوضوء معروفة للطفل منذ التحاقه بالمدرسة والأدلة التي ذكرها السائل كافية في لزوم الطهارة لمس المصحف الذي هو تنزيل من رب العالمين أي مشتمل ومحتو على الكلام المنزل من الله تعالى فإن الله لما وصفه بأنه لا يمسه إلا المطهرون اتبع ذلك بأنه تنزيل منه وهذا الوصف يرجع أن السياق في هذا القرآن الموجود في المصاحف وأن المراد المطهرون من الكفر والشرك ومن الحدثين الأصغر والأكبر لعموم الدليل وإذا كان المراد الكتاب المكنون الذي لا يقربه إلا الملائكة فإن القرآن فرع منه فلا يمسه إلا من هو طاهر باطناً وظاهراً والله أعلم
الشيخ ابن جبرين
ـ ما نصيحتكم للشباب في أسهل طريقة لحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى؟
القرآن ميسر وسهل الحفظ؛ قال الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [سورة القمر: آية 17]، والشأن هو عزيمة الإنسان، وصدق نيته، فإذا كان لديه عزيمة صادقة، وإقبال على القرآن؛ فإن الله ييسر له حفظه ويسهله عليه.
وهناك أمور تساعد على حفظه؛ كتخصيص وقت مناسب في كل يوم، تحضر مع مدرس القرآن في المسجد، والحمد لله المدرسون اليوم كثيرون، ولا تجد حيًا من الأحياء إلا وفيه من يدرس القرآن، وهذه فرصة عظيمة، ما كانت موجودة في الزمان السابق؛ فعلى الأخ أن يختار أي حلقة من الحلقات، أو أي مدرس من المدرسين، ويلازم الحضور معه يوميًّا، إلى أن يكمل القرآن.
وأيضًا؛ عليك أن تكثر من استعادة ما قرأت مرة ثانية وثالثة وحتى يثبت في قلبك وذاكرتك، وعليك بالعمل بكتاب الله؛ فإنه أعظم وسيلة لتعلمه، قال تعالى: {وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [سورة البقرة: آية 282]
.
|
وجزاكِ الله خير الجزاء والجنة اللهم امين ياااااااااارب