تخطى إلى المحتوى

فتيات الصحابه العباده لدى فتيات الصحابه 2024

  • بواسطة
الونشريس

لقد خلق الله الإنسان، وسخر له ما فى السموات والأرض، كل ذلك من أجل تحقيق غاية واحدة ألا وهي عبادته تبارك وتعالى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات 56]

والعبادة هي القضية التي بعثت الرسل لأقوامهم من أجلها، ودار بينهم الصراع والخصومة، وكانت دعوة كل نبي تتلخص في هذه المقولة ((اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)) [هود 50].


ولئن كان المسلمون جميعاً يشتركون في تحقيق أصل العبادة، إلا أنها تبقى بعد ذلك ميداناً للتفاضل والتنافس

فكلما ازداد المرء من عبادة ربه تبارك وتعالى صار أعلى مرتبة وأسمى شأناً ممن ليس كذلك

ويحتاج المرء المسلم للاعتناء بالعبادة لأن الإيمان يزيد وينقص، ومن أعظم ما يسهم في زيادته أعمال العبادات

ويحتاج إليها لأنها زاد للثبات بإذن الله تبارك وتعالى

فالقلوب تتقلب كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:»ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه»

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«يامثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك»

قال «والميزان بيد الرحمن يرفع أقواماً ويخفض آخرين إلى يوم القيامة»

وعن سبرة بن فاكهة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ، إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه»

ويصور صلى الله عليه وسلم شدة تقلب قلب العبد تصويراً دقيقاً يورث لدى المسلم الوجل والخوف والشعور بالحاجة إلى تثبيت الله وعونه،

ويفسر له كثيراً من مواقف الانحراف والانتكاس التي يراها، فعن المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- أنه قال: لا أقول في رجل خيراً ولا شراً حتى أنظر ما يختم له، يعني بعد شيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قيل: وما سمعت؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:»لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا اجتمعت غلياً«

وفي تصوير آخر لحال القلب يقول صلى الله عليه وسلم :«مثل القلب مثل الريشة تقلبها الريح بفلاة».

ويحتاج العبادة من يدعو إلى الله تبارك وتعالى آكد من غيره من الناس لتعينه على الاستمرار وتحمل أعباء الدعوة ومعاناة الناس، لذا فكثيراً ما كان الأمر يرد بها بعد ذكر ما يُواجه به صلى الله عليه وسلم من صد وإعراض

((فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ ءَانَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى)) [طه 130]

ويحتاج إليها لأنها وسيلة لتربية النفس وإصلاحها وتنقيتها من أمراض الشهوات والشبهات.

لذا فقد كان الجيل الأول من نساء الأمة مضرب المثل في ذلك، وقدوة لمن جاء بعدهن. قالت عائشة -رضي الله عنها- :«ولم أر امرأةً قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تَصدَّق به وتقرب به إلى الله تعالى».

ولئن كانت هذه أوصافاً عامة لعبادتهن -رضوان الله عليهن-، فسيرهن وأخبارهن تشهد بقدم صدق وسابقة في أبواب الخير والعبادة، فمع طائفة من أخبارهن في ذلك:

الصلاة: الصلاة ثاني أركان الإسلام وأفضلها بعد الشهادتين، لذا فلنوافلها فضل ليس لغيرها.

عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة، أو قال قلت: بأحب الأعمال إلى الله، فسكت، ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

«عليك بكثرة السجود لله؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة»

قال: معدان ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال لي ثوبان.

وعن ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه- قال كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي:«سل» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال:«أو غير ذلك» قلت: هو ذاك، قال:«فأعني على نفسك بكثرة السجود».

لذا كان لهن -رضوان الله عليهن- عناية بشأن الصلاة واجتهاد فيها.

وكان لعائشة -رضي الله عنها- عناية بالصلاة وهي في بيتها قال القاسم: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة -رضي الله عنها- فأسلم عليها، فغدوت يوماً، فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ ((فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ)) (الطور 27)

وتدعو وتبكي وترددها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي. وأم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- يشهد لها جبريل بوحي من السماء بأنها صوامة قوامة. إن البيوت التي تعمر بالصلاة بيوت يحل فيها الخير والبركة، وتضيق بالشياطين فيتنادون فارين لا مقام لكم.

لذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بإحياء البيوت بالصلاة والذكر فقال صلى الله عليه وسلم :

«اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً».

الونشريس

    بارك الله فيكي
    جعله الله ف ميزان حسناتك
    نــــــــــايس طرح

    الونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.