والدة رسولالله
1 ـــ وقول أم عبد الرحمن بن عوف قابلة رسول الله
وعثمان بن أبى العاص
وما وقع من الآيات ليلة مولده
صلى الله عليه وسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تزوج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب ، أشرف قبيله من قريش ، وتوسمت نورا بين عينيه ، وحملت آمنة وتوفى عبد الله عند أخواله وهو بن خمس وعشرون السنة.
وقال محمد بن اسحاق :
كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث ( أنها أتيت حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها : إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولى : أعيذه بالواحد ، منشر كل حاسد ، من كل برعاهد وكل عبد رائد ، يذود عنى زائد ، فإنه عند الحميد الماجد حتى أراه أتى المشاهد ، وآية ذلك : أنه يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام ،فإذا وقع فسميه محمد.
فإن إسمه فى التوراة أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض. وإسمه فى الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض . وإسمه فى القرآن محمد) .
ثم لما وضعته رأت تأويل ذلك فقالت :
( لقد علقت به – فما وجدت له مشقه حتى وضعته ، فلما فصل منى ، خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب ثم وقع إلى الأرض متعمدا على يديه . ثم أخذ قبضة من التراب فقبضها ورفع رأسه إلى السماء وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام وأسواقها حتى رؤيت أعناق الإبل ببصرى رافعا رأسه إلى السماء.)
وقال عثمان بن أبى العاص: حدثتنى أمى : أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ولادته ، قالت : فما شىء أنظره فى البيت إلا نور وإنى نظرت إلى النجوم تدنو حتى إنى لأقول : ليقعن على .
وقالت الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف : أنها كانت قابله الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها اخبرت حين سقط على يديها واستهل سمعت قائلا يقول : يرحمك الله ، وإنه سطع منه نور رئيت منه قصور الروم .
وحكى الرواة عن العباس بن عبدالمطلب رضى الله عنه قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا . قال : فأعجب جده عبد المطلب وخطى عنده وقال : ليكونن لإبنى هذا شأن فكان له شأن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كرامتى على الله أنى ولدت مختونا ولم ير سوأتى أحد " .
وقال البيهقى :
أنبأت الرواة عن أبى الحكم التنوخى قال : كان المولود إذاولد فى قريش دفعوه إلى النسوة من قريش إلى الصبح يكفأن عليه برمة ، فلما أصبحن أتين فوجدن البرمة قد إنفلقت عنه بإثنتين ووجدنه مفتوح العينين شاخصا ببصره إلى السماء . فأتاهن عبد المطلب فقلن له ما رأينا مولودا مثله ، وجدناه قد إنفلقت عنه البرمة ووجدناه مفتوحا عينيه وشاخصا ببصره إلى السماء
فقال : أحفظنه فإنى أرجو أن يكون له شأن ، أو أن يصيب خيرا، فلما كان اليوم السابع ذبح عنه ودعا له قريشا فلما أكلوا قالوا : ياعبد المطلب أرأيت إبنك هذا الذى أكرمتنا على وجهه ما سميته ؟
قال : سميته محمدا
قالوا : فما رغبت به عن اسماء أهل بيته ؟
قال : أردت أن يحمده الله فى السماء وخلقه فى الأرض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونتابع معا علامات أخرى إن شاء الله فكونى معى ، وذلك لعدم المشقة فى الإطلاع
فإلى لقاء قريب
ولنتابع رحلتنا مع علامات نبوة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
قال الحافظ أبو بكر فى كتابه ( هواتف الجان )
عن مخزوم بن هانئ المخزومى عن أبيه قال : لما كنت الليلة التى ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة ، وخمدت نار فارس ـ ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ـ وغاضت بحيرة ساوة
وقال : رأى الموبزان ( الوزير ) أن إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت فى بلادهم
فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك وجمع مرازبته ( الوزراء ) وقص عليهم رؤيا الموبزان وحدثهم عن تصدع القصر ، وأتاهم خبر خمود النار فازداد الملك هما بهم ، ثم كتب :
" من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر أما بعد : فوجه إلىّ برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه "
فوجه ( بعث ) إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نفيلة الغسانى فلما ورد عليه قال له :
" ألك علم بما أريد أن أسألك عنه ؟
فقال : لتخبرنى أو ليسألنى الملك عما أحب ، فإن كان عندى منه علم وإلا أخبرتك بمن يعلم
فأخبره الملك بالذى وجه به إليه فيه
قال : علم ذلك عند خال لى يسكن مشارف الشام يقال له سطيح
قال : فائته فاسأله عما سألتك عنه ثم ائتنى بتفسيره
فخرج عبد المسيح حتى انتهى إلى سطيح سلم عليه فلم يرد سطيح جوابا
فقال له عبد المسيح شعرا ، فرفع سطيح رأسه يقول :
" عبد المسيح ، على جمل مشيح ، أتى سطيح ، وقد أوفى على الضريح بعثك ملك بنى ساسان ، لإرتجاس الإيوان ، وخمود النيران ورؤيا الموبزان
رأى إبلا صعابا ، تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة ، وانتشرت فى بلادها ، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة وظهر صاحب الهراوة ، وفاض وادى السماوة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس فليس الشام لسطيح شاما يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات وكلما هو آت آت
ثم قضى سطيح مكانه فنهض عبد المسيح ينشد شعرا
ورجع إلى كسرى فاخبره بما قال سطيح
فقال كسرى : إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا كانت أمور وأمور
فملك منهم عشرة فى أربع سنين ، وملك الأربعة الباقون إلى خلافة عثمان رضى الله عنه .
3 ـــ علامات النبوةتبدأ منذ صغر الحبيب
كانت ترضعه حليمة بنت أبى ذوئيب السعدية ، وإخوته منالرضاعة هم : عبد الله بن الحارث ، وأنيسة ، وحذافة وهى الشيماء .
قالت حليمة : قدمت مكة فى نسوة من بنى سعد نلتمس الرضعاء فى سنة شهباء ومعى صبى لنا ، وشارف لنا وما ننام ليلتنا ، وما نجد فى ثديى ما يغنيه ولا فى شارفنا ما يغذييه ، ولكنا كنا نرجوا الفرج .
فلما قدمنا مكة فما بقى منا أحد إلا عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرهته ، فقلنا : إنه يتيم ، وإنما يكرم الظئر ( المرضعة ) ويحسن إليها الوالد ،
فقلنا : ما عسى أن تصنع بنا أمه أو عمه أو جده ، فكل صواحبى أخذ رضيعا ، فلما لم أجد غيره ، رجعت إليه وأخذته ، والله ما أخذته إلا أنى لم أجدغيره ،
فقلت لصاحبى ( لزوجى ) والله لآخذن هذا اليتيم ، فعسى الله أن ينفعنا به ، ولاأرجع من بين صواحبى ولا آخذ شيئا
فقال : قدأصبت .
قالت : فأخذته ، فأتيت به الرحل وما أمسيت حتى أقبل ثدياى باللبن حتى رويته وأرويت أخاه ، وقام أبوه ( من الرضاع ) إلى شارفنا ( ناقة مسنة ) يلتمسها فإذا هى حافل ( مملوءة باللبن ) فحلبها ، فأروانى وروى .
فقال يا حليمة والله لقد أصبنا نسمة مباركة ( نفس ذات بركة ) ولقد أعطى الله عليها ما لم نتمن .
قالت حليمة : فبتنا بخير ليلة ، شباعا وكنا لا ننام ليلنا مع صبينا .
ثم رجعنا إلى بلادنا أنا وصواحبى ، فركبت أتانى القمراء ( الناقة ) ، فحملته معى فوالذى نفس حليمة بيده لقطعت ( سبقت ) الركب حتى أن النسوة ليقلن : أمسكى علينا ( تمهلى ) هذه أتانك التى خرجت عليها؟
فقلت : نعم
فقالوا : إنها كانت أدمت حين أقبلنا فما شأنها؟
قالت : فقلت : والله حملت عليها غلاما مباركا .
قدمنا والبلاد سنة ( هادئة للنوم فى بدئه )، ولقد كان رعتنا يسرحون ثم يريحون ، فتروح أغنام بنى سعد جياعا وتروح غنمى شباعا بطانا ( مملوءةالبطون ) حفلا ( كثيرات اللبن ) فنحتلب ، ونشرب ،فيقولون : ما شأن غنم الحارث وغنم حليمة تروح شباعا حفلا ، وتروح غنمكم جياعا؟
ويلكم أسرحوا حيث تسرح غنم رعاؤهم،فيسرحون معهم ، فما تروح إلا جياعا ، كما كانت وترجع غنمى شباعا كما كانت .
قالت حليمة :وكان يشب شبابا ما يشبه أحد من الغلمان ، فلما استكمل سنتين أقدمناه مكة ، أنا وأبوه ، وكان غلاما جفرا
وقدمنا به على أمه ونحن أضن شئ به ممارأينا فيه من البركة ، وقلنا لها : إنا نتخوف عليه وباء مكة وأسقامها ، فدعيه نرجع به حتى تبرئى من دائك ، فرجعنا به أشهرا ثلاثة أو أربعة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـــالملائكة تغسل صدر الحبيب
قالت حليمة رضى الله عنها:
فبينما هو يلعب هو وأخوه فى بهم له ( صغارالماعز ) إذ أتى أخوه يشتد ، فقال : إن أخى القرشى أتاه رجلان عليهما ثياب بيض ، فأخذاه وأضجعاه فشقا بطنه ، فخرجت أنا وأبوه يشتد ، فوجدناه قائما ، قد انتقع لونه (بهت لونه ) فلما رآنا أجهش بالبكاء ، فإلتزمته أناوأبوه فضممناه إلينا ، فقلنا : مالك بأبى أنت ؟ فقال: أتانى رجلان وأضجعانى ، فشقا بطنى ، وصنعا به شيئا ، ثم رداه كما هو .
فقال أبوه : والله ما أرى إبنى إلا وقت أصيب ، إلحقى بأهله فرديه إليهم قبل أن يظهر له وما نتخوف منه.
قالت : فاحتملناه ، فقدمنا به على أمه ، فلما رأتنا أنكرت شأننا ، فقلنا لها ما حدث
فقالت : كلا والله ، لايصنع الله ذلك به ، إن لإبنى شأنا ، أفلا أخبركما خبره .
إنى حملت به ، فوالله ما حملت حملا قط كان أخف علىّ منه ……..وحكت عن خروج النور منها وإضاءة قصور الشام وحاله حين وضعته كما سبق شرحه .
وقد حكى ذلك عتبه بن عبد السلمى رضى الله عنه، وكذا أنس رضى الله عنه فقالا:
" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان ،فأخذه فصرعه فشق عن قلبه ، فأستخرج القلب فاستخرج منه علقة ، فقال هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه ( ضم بعضه لبعض ) ثم أعاده فى مكانه .
وجاء الغلمان يسعون إلى أمه فقالوا : إن محمدا قد قتل ، فاستقبلوه وهو منتقع اللون .
قال أنس : " وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط فى صدره ".
وقد حدثت أيضا حادثة شق الصدر مرة أخرى فى رحلة الإسراء والمعراج .
قال ابنإسحاق :
" حدثنى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا له : أخبرنا عن نفسك ؟
قال : " نعم أنا دعوةإبراهيم ، وبشرى عيسى عليهما السلام ، ورأت أمى حين حملت بى أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام واسترضعت فى بنى سعد بن بكر .
فبينا أنا فى بهم لنا أتانى رجلان عليهما ثياب بيض معهما طست من ذهب مملوء ماء ثلجا ، فأضجعانى فشقا بطنى ثم استخرجا قلبى فشقاه فأخرجا منه علقة سوداء فألقياها ثم غسلا قلبى وبطنى بذلك الثلج ، حتى إذا ألقياه رداه كما كان، ثم قال أحدهما لصاحبه :
زنه بعشرة من أمته ، فوزننى بعشرة فوزنتهم ، ثم قال : زنه بمائة من أمته فوزننى بمائة فوزنتهم ،ثم قال : زنه بألف من أمته فوزننى بألف فوزنتهم ، فقال : ( دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم " . ( قال ابن كثير اسناد جيد قوى.
قال الواقدى :
حدثنى معاذ بن محمد عن عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس قال:
خرجت حليمة تطلب النبى صلى الله عليه وسلموقد وجدت إليهم ( صفار الضأن والماعز ) تقيل فوجدته مع أخته فقالت؟ فى هذا الحر؟
فقالت أخته : يا أمه ما وجد أخى حرا رأيت غمامة تظلل عليه إذا وقف وقفت وإذا سار سارت حتى إنتهى ألى هذا الموضع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكذلك .. قول
قال بن إسحاق:
خرجأبو طالب فى ركب تاجرا إلى الشام ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حينذاك بن اثنتى عشرة عاما ، فلما نزل الركب بصرى من ارض الشام وبها راهب يقال له: بحيرا فى صومعه له ، وكان إليه علم اهل النصرانية ، ولم يزل فى تلك الصومعة منذ قط راهب فيها إليه يصيرعلمهم عن كتاب – فيما يزعمون- يتوارثونه كابرا عن كابر.
فلما نزلوا ذلك العام ببحيرا قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا وذلك عن شىء رآه وهو فى صومعته ،وقالوا انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الركب حتى أقبل وغمامه تظله من بين القوم ، ثم أقبلوا فنزلوا فى ظل شجرة قريبا منه فنظرإلى الغمامة حين أظلت الشجرة ، وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها.
فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وأمر بطعام فصنع ثم أرسل إليهم ليطعمهم.
قال أحدهم : والله يا بحيرا إن لك لشأنا اليوم ، ماكنت تصنع هذا بنا وقد كنا نمر بك كثيرا فما شانك اليوم؟
قال بحيرا : لا يتخلفن أحد منكم عن طعامى.
قالوا: يا بحيرا ما تخلف أحد إلا غلام وهو أحدثنا سنا فتخلف فى رحالنا.
قال: دعوه فليحضر هذا الطعام معكم.
فلما حضر ورآه بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته ، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرا وقال له : ياغلام أسألك بحق اللات والعزى الاأخبرتنى عما أسألك عنه – وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: لا تسألنى باللات والعزى شيئا فوالله ما أبغضت شيئا قط قدر بغضها.
فقال له بحيرا: فبالله ألا ما أخبرتنى عما أسألك عنه؟
فقال له : سلنى عما بدا لك.
فجعل يسأله عن أشياء من حاله ومن نومه ومن هيئته وأموره فجعل رسول الله صلى اللهعليه وسلم يخبره فوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه موضعه من صفته التى عنده.
فلما فرغ أقبل على عمه أبى طالب فقال: ما هذا الغلام منك ؟ قال إبنى.
قال بحيرا : ماهو بإبنك وما ينبغى لهذا الغلام ان يكون أبوه حيا.
قال : فإنه ابن اخى.
قال : فما فعل أبوه.؟ قال : مات وأمه حبلى به. قال: صدقت ارجع بإبن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا فإنه كائن لإبن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده.فخرج به عمه أبوطالب سريعا حتى أقدمه مكة
حين فرغ من تجارته بالشام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مات جده عبد المطلب ، وماتت أمه آمنة وتكلفه بالرعايه عمه أبو طالب وهو ابن ثمانى سنوات وكان ابو طالب فى أشد الحاجة للمساعدة لفقره وكثرة عياله ، فاشتغل برعى الأغنام فى شعاب مكة وكان أبو طالب يحب محمدا حبا شديدا لا يحبه لولده وكان لا ينام إلا إلى جنبه.
وكان يخصه بالطعام ، وكان إذا أكل عيال ابى طالب جميعا أو فرادى لم يشبعوا ، وإذا أكل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شبعوا ن فكان إذا أراد أن يغذيهم قال: أنتم حتى يأتى ولدى ، فيأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهم فكانوا يفضلون من طعامهم ، وإن لم يكن معهم لم يشبعوا.
فيقول أبو طالب : انك لمبارك . وكان الصبيان يصبحون شعثا امصا ( وسخ العين ) ، ويصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم دهنيا كحيلا.