تخطى إلى المحتوى

ابو الفرج الاصفهاني 2024

  • بواسطة

أبو الفرج الأصفهاني
ولد عام 897م، ومات عام 967م يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار ما لم يرقطمثله
هو ابو الفرج علي بن الحسين ابو الفرج الاصفهاني، وينتهي نسبه الى مروان بن محمدآخر خلفاء الامويين، ولد في مدينة اصبهان او اصفهان عام 284ه 897 (ميلادية) فيخلافة المعتضد بالله ابي العباس احمد بن الموفق وهي السنة التي مات فيها ابو عبادةالبحتري الشاعر المعروف.
أصبهان او أصفهان
واصبهان مدينة تقع في العراق العجمي وهي على نهر «رندروز» من جهة الشمال على بعدمائتين وعشرة أميال من طهران جنوباً، وكان اهلها عموماً متعلمين، وكان كل واحد منهمتقريباً يحسن الكتابة، بل ان اصحاب الدكاكين والصناع كانوا يحسنون نظم الشعر.
وقال ابن بطوطة في وصفهم انهم حسان الصورة ألوانهم بيض زاهرة مشوبة بحمرة،والغالب عليهم الشجاعة والنخوة وفيهم كرم وتنافس عظيم في الاطعمة والضيافة، وتؤثرعنهم في ذلك اخبار غريبة. وقال القزويني انهم اهل حذق في العلوم والصناعة. اماياقوت فوصفهم بشدة البخل والفسق. وهجا بعض الشعراء اصبهان فقال:
لعن الله اصبهان بلاداً
ورماها بالسيل والطاعون
بعت في الصيف قبة الخيش فيها
ورهنت الكانون في كانون
والظاهر ان الحالة الاجتماعية في المدينة كانت تتغير تبعاً للظروف والاحوال.
لم تدم حياة ابي الفرج في اصبهان طويلاً اذ ما لبث ان رحل منها الى بغداد، وروىعن علماء كثيرين يطول تعدادهم، وسمع من جماعة لا يحصون ومنهم ابن دريد امام عصره فياللغة والأدب والشعر، والفضل بن الحباب الجمحي الراوية، والاخفش العالم النحويالكبير، وابن الانباري، والطبري، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وجعفر بن قدامة احدمشايخ الكتاب وعلمائهم.
وقال عنه ابن خلكان: «كان من اعيان ادبائها (بغداد) وأفراد مصنفيها، روى عن عالمكثير من العلماء يطول تعدادهم، وكان عالماً بأيام الناس والانساب والسير«.
وقال التنوخي: «ومن المتشيعين الذين شاهدناهم ابو الفرج الاصبهاني، وكان يحفظ منالشعر والاغاني والاخبار والآثار والاحاديث المسندة والنسب ما لم ارقط من يحفظهمثله، ويحفظ دون ذلك من علوم أخر منها اللغة والنحو والخرافات والمغازي والسير، ومنآلة المنادمة شيئاً كثيراً، مثل علم الجوارح والبيطرة ونتف من الطب والنجوموالاشربة وغير ذلك، وله شعر يجمع اتقان العلماء واحسان ظرفاء الشعراء«.
وقال ياقوت في معجم الادباء: «العلامة النسابة الاخباري الحفظة، الجامع بين سعةالرواية والحذق في الدراسة، لا اعلم لأحد احسن من تصانيفه في فنها وحسن استيعاب مايتصدى لجمعه، وكان مع ذلك شاعراً مجيداً«.
وقال ابن النديم في كتاب الفهرست «كان شاعراً مصنفاً ادبياً، وله رواية يسيرة،واكثر تعويله كان في تصنيفه على الكتب المنسوبة الخطوط او غيرها من الاصول الجياد«.
أصغر علومه
يبدو ان ابا الفرج الاصفهاني كان متأثراً الى حد بعيد باسحاق الموصلي فهو يقول: «ان موضعه في العلم، ومكانه في الادب، ومحله من الرواية، وتقدمه في الشعر، ومنزلتهفي سائر المحاسن.. اشهر من ان يدل عليه فيها وصف. اما الغناء فكان اصغر علومه،وأدنى ما يوسم به، وان كان الغالب عليه، وعلى ما كان يحسنه: فإنه كان له في سائرادواته نظراء وأكفاء، ولم يكن له في هذا نظير، فإنه لحق بمن مضى فيه وسبق من بقي،والحب للناس طريقة فأوضحها، وسهل عليهم سبيله وانارها، فهو امام اهل صناعته جميعاً،ورأسهم ومعلمهم. يعرف ذلك من الخاص ومن العام. ويشهد به الموافق والمفارق وهو الذيصحح اجناس الغناء وطرائقه، وميزه تميزا لم يقدر عليه احد قبله ولا تعلق به احدبعده«.
ولذلك جرى الاصفهاني في تجنيسه للأغاني على مذهب اسحاق الموصلي ويحيل ما كانمنها على مذهب غير اسحاق الى مذهبه.
كما تأثر ابو الفرج الاصفهاني كذلك بابن المعتز الخليفة الشاعر، اذ كانت له آراءجريئة في الفن الشعري والغناء فنقل عن آراء طريفة، واخبارا طيبة وروى احكامهالنقدية في الغناء والمغنين وعلق على بعض اقواله بقوله: «هذا كلام العقلاء وذويالفضل في مثله، لا كلام الثقلاء وذوي الجهالة«.
وتأثر الاصفهاني كذلك بشخصية «جحظة البرمكي» – وهو احمد بن جعفر بن موسى بن يحيىبن خالد بن برمك – وكان حسن الادب كثير الرواية للاخبار، متصرفاً في فنون جمةعارفاً من العلوم بصناعة النجوم، حافظاً لاطراف من النحو واللغة، مليح الشعر، مقبولالالفاظ، حاضر النكتة، واما صناعة فن الغناء فلم يلحقه فيها احد. وقد جلس اليهالاصفهاني مجلس الطالب من الشيخ، ولم يفارقه الا بعد ان انتقل جحظة الى جوار ربه،وكان الاصفهاني في ذلك الوقت في الاربعين من عمره.
وظهر اثر تلك التلميذة في كتاب الاغاني فهو يقول: «سألت أحمد بن جعفر جحظة عننسبه قلت له: ان الناس يقولون ابن امية ابن امية فقال: هو محمد بن امية بن ابي اميةقال: وكان محمد…» وهو يقول في موضع آخر: «حدثني جحظة وجعفر بن قدامة، وخبر جعفراتم، الا اني قرأته على «جحظة» فعرفه وذكر لي انه سمعه«.
واتصل ابو الفرج الاصفهاني بالوزير المهلبي وزير معز الدولة البويهي. ويقولالثعالبي في «يتيمة الدهر» ان ابا الفرج كان منقطعاً الى المهلبي الوزير كثير المدحمختصاً به«.
وكان المهلبي يختاره في كل شيء مفرح وكانت صحبته له قبل الوزارة وبعدها، وظلهكذا الى ان فرق بينهما الموت. ومات المهلبي مغضوباً عليه من معز الدولة عام 352هجرياً ولعل هذا هو السبب الذي منع ابا الفرج الاصفهاني عن رثائه.
كتاب مدفوع
وكان المهلبي من الادباء الذي يقولون الشعر ويكتبون النثر، ونعتقد انه الشخصيةالتي الف لها ابو الفرج الاصفهاني كتاب «الأغاني» إلا أن الأصفهاني صرح في كتابه عنالباعث الذي رفعه الى التأليف فقال: «والذي بعثني الى تأليفه ان رئيساً من رؤسائناكلفني جمعه، وعرفني انه بلغه ان الكتاب المنسوب الى اسحاق مدفوع ان يكون من تأليفه،وهو مع ذلك قليل الفائدة وانه شاك في نسبته لأن اكثر اصحاب اسحاق ينكرونه، ولانهابنه حماداً اعظم الناس انكاراً لذلك ولعمري صدق فيما ذكره واصاب فيما انكره. وكانابو الفرج الاصفهاني شيعياً، اذ كان من الشيعة الزيدية، وقال صاحب كتاب «الذريعةإلى تصانيف الشيعة» انه قال متغزلاً:
انت – يا ذا الخال في الوجنة – مما بي خالي
لا تبالي بي ولا تخطرني منك ببال
لا ولا تفكر في حالي وقد تعرف حالي!
انا في الناس امامي وفي حبك غالي!
فهو يتشيع في الابيات الى الأمويين، ولعل هذا يرجع الى انه كان من سلالةالامويين وورث التشيع عن اسرة امه، وكانت من الرافضة او الزيدية، كما ان الفترةالتي قضاها ابو الفرج في الكوفة زادت في شعوره نحو الشيعة والتحمس لهم. وظهر اثرهذا التشيع واضحاً في كتاب «مقاتل الطالبية«.
من صفاته
يروي عن خلقه انه كان اكولاً نهما، وكان اذا ثقل الطعام في معدته تناول خمسةدراهم فلفلا مدقوقاً، ولا تؤذيه ولا تدمع عيناه، وهو مع ذلك لا يستطيع ان يأكل حمصةواحدة، او يأتدم بمرق قدر فيها حمص، واذا اكل شيئاً يسيراً من ذلك ظهر أثر ذلك علىبشرته وتفشى في جلده، وبعد ساعة او ساعتين يفصد، وربما فصد لذلك دفعتين.
ويروي الرواة عن ابي الفرج الاصفهاني شيئاً غريباً، وهو شغفه بالغلمان والمامهبأديرة النصارى لهذا الغرض، ولا تفيدنا هذه الظاهرة في قليل او كثير في ميدانالترجمة لابي الفرج، بيد انها تلقي لنا اضواء على البيئة الاجتماعية التي عاش فيهاابو الفرج. ولا شك ان اثر هذه البيئة ظهر واضحاً جلياً في مروياته الماجنة في بعضالاحيان. ولذلك حفل كتاب «الاغاني» بمثل هذه الاخبار التي سقطت في بعض الطبعات. كماروى «الاصفهاني» اخبار القيان والمغنيات، ووضح دور «عريب» وجواريها، وبذل الكبرىومن اخذ عنها، وجواري البرامكة وآل يحيى بن معاذ، ودور آل الربيع ومن لف لفهم ممنتمسك بالغناء القديم. وصور مجالس الشراب واقداح الراح وكؤوس الخمر تصويراً واقعياًصحيحاً. زد على ذلك ان الاصفهاني نفسه كان نديماً. وهل يستطيع ابو الفرج ان يقصالشراب الا اخبار الكاس والطاس وما اليهما؟
ويقول ابو الفرج في ابيات له يصور تلك الحياة العابثة الماجنة التي كان يحياهافي بعض الاحيان:
وبكر شربناها على الورد بكرة
فكانت لنا ورداً الى صحوة الغد
اذا قام مبيض اللباس يديرها
توهمته يسعى بكم مورد
وكان يضيق بشهر الصيام، فإذا جاء رمضان تمنى ان ينجلي عنه، واذا ادبر رمضانازداد سروره وعظمت نشوته:
وقد جاء شوال،فشالت نعامة ال
صيام، وابدلنا النعيم من الضر
وضجت حبيسة الدن من طول حبسها
ولامت على طول التجنب والهجر
مؤلفاته وشعره
وللأصفهاني مجموعة كبيرة من المؤلفات نذكر منها كتاب «الاغاني» وكتاب «مجردالاغاني»، وكتاب «التعديل والانتصاف في اخبار القبائل وانسابها»، وكتاب «مقاتلالطالبيين»، وكتاب «اخبار القيان»، وكتاب «الاماء الشواعر»، وكتاب «المماليكالشعراء»، ووكتاب «ادب السماع»، وكتاب «اخبار الطفيليين»، وكتاب «مجموع الاخباروالآثار»، وكتاب «الخمارين والخمارات»، وكتاب «الفرق والمعيار في الاوغادوالاحرار»، وهي رسالة كتبها في هارون بن المنجم، وكتاب «دعوة النجار»، وكتاب «جمهرةالنسب»، وكتاب «نسب بني تغلب»، وكتاب «الغلمان المغنيين»، وغيرها…
وله فضلاً عن ذلك مؤلفات اخرى كان يرسلها الى المسؤولين على بلاد المغرب من بنيامية، فكانوا يحسنون جائزته، ولم يعد منها الى الشرق الا القليل.
وللأصفهاني طائفة من الاشعار، وشعره جيد الا انه في الهجاء اجود، وان كان فيغيره متأخر. وكان الناس في ذلك العهد يحذرون لسانه، ويتقون هجاءه، ويصبرون فيمجالسته ومعاشرته ومؤاكلته ومشاربته على كل صعب من امره، لأنه كان حاد الطبع غليظالقول: زد على ذلك ان لم يكن يهتم بمظهره او يعتني بملبسه، ولم يكن يخلع ملابسه الابعد ان تتمزق ويبليها الزمن، ولم يكن يغسلها الا قليلاً!
الا ان كتاب «الاغاني» يعد اهم الاعمال الادبية التي قام بها ابو الفرج.
ورتب ابو الفرج كتاب الاغاني، وعلى ذكر مائة صوت مختارة من اغاني الاقدمين، كانطلبها هارون الرشيد من المغنين في عصره، فاختاروها له، وجمعها اسحق بن ابراهيمالموصلي في كتاب له، فهي مذكورة في هذا الكتاب على هذا المذهب، وقيل ان البعض نسبالى اسحاق الموصلي بعض اغان ليست في كتابه ولا على مذهبه في الحقيقة، فوقع في ذلكشكوك، فطلب الى ابي الفرج بعض اصدقائه ان يضع كتاباً في مائة صوت مختارة، فوضع هذاالكتاب، وذكر معها، بطريق المناسبة، اغاني أخر ليست من هذه الاصوات المائة مع ذكراللحن وكيفية الغناء به.
وفي هذا الكتاب ترجمة الاعلام الذين جرت على يدهم أو لديهم او من شعرهم هذهالاغاني: من ملوك ووزراء ومغنين وشعراء وغير ذلك – حسب اقتضاء المقام – فكان لهذاجامعاً لأكثر مشاهير الجاهلية والإسلام، كما كان اذا قال مثلاً «صوت» يذكر بعدهالشعر الذي غنى فيه هذا الصوت والذي غناه، والذي ينسب اليه، والذي قال الشعر، ثميذكر ترجمة كل واحد في محله حسب السياق الذي تقتضيه الحال.
وقيل ان هذا الكتاب جمع في خمسين عاماً. وقد اتفق المؤرخون والرواة على انه لميكتب مثله في بابه، ولما انتهى ابو الفرج من تأليفه حمله الى سيف الدولة بن حمدان،فأعطاه الف دينار واعتذر اليه، وروي عن الصاحب بن عباد انه كان يستصحب في اسفارهحمل ثلاثين جملاً من كتب الادب ليطالعها، فلما وصل اليه هذا الكتاب اكتفى به، فلميستصحب غيره بعد ذلك. وقد طبع في بولاق بمصر سنة 1285 هجرياً (1868م) في عشرينجزءاً تشتمل على 36684 صفحة من قطع الثمن.
وعثروا على الجزء الحادي والعشرين في بعض المكتبات الاوروبية، فاعادوا طبعه فيواحد وعشرين جزءاً، وطبعه «برونو» سنة 1888م، فصار الكتاب واحداً وعشرين جزءاً. ووضع له الاستاذ «جويدي» المستشرق الايطالي فهرساً ابجدياً وطولاً عام 1895،واعيدطبع واحد وعشرين جزءاً من الاغاني عام 1322هجريا (1904م) مع فهرس ابجدي مبني علىفهرس «جويدي» ولخص كتاب الاغاني جمال الدين الحموي المتوفي سنة 697 هجرياً في كتابمنه نسخة خطية في المتحف البريطاني، وجرده الاب «انطون صالحاني» من الاسانيدوالاغاني، وابقي الروايات على حدة في كتاب اسماه «روايات الاغاني» وهو جزءان: الأولفي الروايات الادبية، والثاني في الروايات التاريخية، وطبع في بيروت في المدةالواقعة بين عام 1888م، 1908م.
مختارات الاغاني
وصدرت في بيروت منذ سنوات «قطوف الاغاني» وهي مختارات من الاغاني. وقال الوزيرابو القاسم الحسن بن الحسن المغربي في مقدمة ما انتخبه من كتاب الاغاني «وقدمه الىسيف الدولة بن حمدان فاعطاه الف دينار، وبلغ ذلك الصاحب ابن عباد فقال: «لقد قصرسيف الدولة، وانه يستاهل اضعافها» ووصف الكتاب فأطنب، ثم قال: «ولقد اشتملت خزانتيعلى مائتين وستة آلاف مجلد ما فيها ما هو سميري غيره، ولا راقني منه سواه». وقالابو القاسم عبدالعزيز ابن يوسف، كاتب عضد الدولة: «لم يكن كتاب الاغاني يفارق عضدالدولة في سفره ولا حضره، وانه كان جليسه الذي يأنس اليه، وخدينه الذي يرتاح نحوه». الا ان بعض القادرون في كتاب الاغاني بعض الخلل، ولعل هذا يرجع الى طوله وفي ذلكيقول ياقوت الحموي في معجمه: «وقد تأملت هذا الكتاب، وعنيت به، وطالعته مراراً،وكتبت منه نسخة بخطي في عشرة مجلدات، ونقلت منه الى كتاب الموسوم «بأخبار الشعراء» فأكثرت وجمعت تراجمه فوجدت يعد بشيء ولا يفي به في غير موضع منه، كقوله في اخبارابي العتاهية: «وقد طالت اخباره هنا وسنذكره خبره مع عتب في موضع آخر.. ولم يفعل،وقال في موضوع آخر: اخبار ابي نواس مع جنان اذا كانت سائر اخباره تقدمت.. ولم يتقدمشيء الى اشباه ذلك والاصوات المائة تسعة وتسعون، وما اظن الا ان الكتاب قد سقط منهشيء او يكون النسيان غلب عليه والله اعلم«.
ووجدت في الادب العربي كتب مختلفة باسم «الاغاني» غير كتاب الاصبهاني، ومنهاكتاب «تجريد الاغاني لابن واصل الحموي»، وكتاب اغاني اسحاق التي غنى بها، وكتابالاغاني لحسن بن موسى النصيبي وهو مرتب على حروف المعجم وألفه صاحبه للخليفةالمتوكل وضمنه اشياء من الاغاني لم يذكرها اسحق الموصلي ولا عمرو بن بانة وذكر مناسماء المغنين والمغنيات في الجاهلية والإسلام كل طريف وغريب.
وجرى الاصبهاني في تقسيم كتابه على نحو من سبقه من المؤلفين فأساس ترتيبه ليسالزمن وليست الاسماء مرتبة ترتيباً ابجدياً، ولا الموضوعات مفهرسة موضوعية، وانمااساس ترتيبه الاصوات. وفي هذا يقول: «ولعل من يتصفح ذلك ينكر تركنا تصنيفه ابواباًعلى طرائق الغناء، او على طبقات المغنين في ازمانهم ومراتبهم او على ما غنى به منشعر شاعر. والمانع من ذلك والباعث على ما نحوناه علل منها انا لما جعلنا ابتداءهالاصوات المختارة، كان شعراؤها من المهاجرين والانصار واولهم ابو قطيفة، وليس منالشعراء المعدودين ولا من الفحول، ثم عمر بن ابي ربيعة، ثم نصيب. فلما جرى اولالكتاب هذا المجرى ولم يكن ترتيب الشعراء فيه: الحق آخره بأوله وجعل على نسب ما حضرذكره، وكذلك سائر المائة صوت المختارة، فإنها جارية على غير ترتيب الشعراءوالمغنين. وليس المغزى من الكتاب ترتيب الطبقات، وانما المغزى فيه ما ضمنه من ذكرالاغاني بأخبارها وليس هذا مما يضر بها«..
وأدت هذه الطريقة الى تجزئة حياة كثير من الشعراء واهل الفن، بل انه ترجم لبعضهمفي اكثر من موضع مما دعا الى التكرار والاستطراد الذي لا ضرورة له. زد على ذلك انهكان يروي القصة كما وصلت اليه، والخبر كما وقع عليه، ليس يعنيه صدق او كذب بقدر مايعنيه هذه الرواية. وتوفي ابو الفرج الاصفهاني في الرابع عشر من ذي الحجة سنة 356 هالموافق 21 نوفمبر عام 967 في بغداد. ومات في هذه السنة عالمان كبيران وثلاثة ملوككبار، فالعالمان: ابو الفرج وابو علي القالي، والملوك: سيف الدولة الحمداني، ومعزالدولة بن بويه، وكافور الاخشيدي.
واختلف في تاريخ الوفاة الا ان هذه السنة هي الراجحة في كتب المؤرخين.

منقوووول من موقع يابيروت

    اشكرك اختى على عطاءك المتواصل

    دمتى بخير

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.