الحمد لله
قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) قال ابن القيم: الآية عامة ، والله لا يحب المعتدين في كل شيء: دعاء كان أو غيره
– ابن جرير: معناه: إن ربكم لا يحب من اعتدى فتجاوز حدَّه الذي حده لعباده في دعائه ورفعه صوته فوق الحد الذي حد لهم في دعائهم وفي غير ذلك من الأمور
– وقال الشوكاني: قد يحصل المطلوب بالدعاء قريبا وقد يحصل بعيدا وقد يدفع عن الداعي من البلاء مالا يعلمه بسبب دعائه وهذا مقيد بعدم الاعتداء في الدعاء
– وقال ابن عطية في تفسيره (2/410): الاعتداء في الدعاء على وجوه، والمعتدي هو مجاوز الحد ومرتكب الحظر، وقد يتفاضل بحسب ما اعتدى فيه
– سمع عبد الله بن مغفل ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض، عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بني، سل الله الجنة، وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء) صحيح ، رواه ابو داود (96)
***
– ومن الاعتداء في باب الدعاء: البكاء المتكلف والنحيب والصراخ، كالذي يحصل من كثير من الناس في دعاء القنوت في رمضان، وربما حصل من النساء أيضا.
***
-ومن الاعتداء ألايتأدب بأدب العبوديةبين يدي ربه وهو يدعو،فيسأل مالايليق سؤاله، كأن يقول:اللهم ارزقني عشاء فاخرا،وأنعم عليّ بالبيتزا،ونحو ذلك
*
*
*
-ومن الاعتداء مايفعله بعض الناس من الدعاءبعد فراغ الإمام من القراءةوقبل الركوع فترى الواحد منهم حينئذ يتمتم بشيء وربمارفع صوته به وآذى الناس
***
-ومن الاعتداء في باب الدعاء: أن يكبر الإمام للصلاة فترى بعض الناس ينشغل بالدعاء، وقد شرع الإمام في الصلاة وهو لايزال رافعا كفيه يدعو
***
-ومن الاعتداءفي باب الدعاء: مايفعله بعض الناس من الدعاءعند قول الإمام(غيرالمغضوب عليهم ولاالضالين) فيقول بعضهم: رب اغفرلي ولوالدي، أو غيرذلك
***
– ومن ذلك: الدعاء الجماعي بصوت عال في الطواف، فتجد المجموعة الكبيرة يقودهم أحدهم، فيدعو بصوت عال، ويرددون خلفه، فيؤذون الطائفين والمصلين
– ومن الاعتداء في الدعاء: تعاهد الدعاء الجماعي، قال ابن باز: الدعاء الجماعي بعد الصلاة المكتوبة أو في غيرها بدعة لا أصل له حتى في غير الصلاة
***
– وترى بعضهم إذا جلس الإمام للتشهد الأوسط ظل ساجدا يدعو فلا يرفع حتى يوشك الإمام أن يقوم إلى الركعة الثالثة، وهذا لاشك من الاعتداء في الدعاء
***
– ومن الاعتداء أيضا: أن يتأخر بعض المصلين بعد سلام الإمام والمأمومين فيظل يدعو بعد التشهد، وقد فرغ الناس من الصلاة وشرعوا في الأذكار
***
-وفي الصحيحين عن أبي هريرة:أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه
***
ومن الاعتداء أن يسابق الإمام في قول آمين بعد الفاتحة، فتجد بعضهم يشرع في التأمين ولم يفرغ الإمام من قراءة الفاتحة بعد، والتأمين دعاء
***
– وربما رأيت بعضهم جالسا في المسجد وفجأة! يعنّ له السجود،فيسجد سجدة طويلة ويدعو، ومثل هذا السجود لا أصل له في الشرع ، فهو والدعاء فيه:اعتداء
***
ومن الاعتداء في باب الدعاء ما يفعله بعض الناس من السجود سجدة بعد الفراغ من الصلاة أو من قراءة القرآن، فيسجد سجدة طويلة يكثر فيها الدعاء
***
1- وقال القرطبي: من الاعتداء أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة، فيتخير ألفاظا مفقرة وكلمات مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها
***
1-ومن الاعتداء: ترك الأدعية المأثورة واختراع أدعية محدثة. قال ابن تيمية: الأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء
***
ومن الاعتداءفي الدعاء: رفع الصوت والصياح به قال ابن جريج: إن من الدعاءاعتداء: يكره رفع الصوت والنداءوالصياح بالدعاء.ويؤمربالتضرع والاستكانة
***
-قال القرافي:الدعاءعلى الظالم له أحوال:إمابعزله لزوال ظلمه وهذاحسن، أوبذهاب أولاده وهلاك أهله ونحوهم ممن لم يحصل منه جنايةعليه وهذاينهى عنه
***
– قال شيخ الإسلام: فقوله (وانصرني على من بغى عليّ) دعاء عادل لا دعاء معتدٍ، يقول: انصرني على عدوي مطلقا. الرد على البكري (1 /207)
***
-صح عن ابن عباس قال:كان رسول الله يدعو: رب أعني ولاتعن علي وانصرني ولاتنصر علي وامكرلي ولاتمكرعلي واهدني ويسرهداي إلي وانصرني على من بغى علي
***
– ومن الاعتداء: الدعاء على الظالم بما هو أعظم من ظلمه فإن المظلوم إنما يجوز له رد العدوان بمثله لا أكثر، لقوله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها)
***
– قال ابن رجب: يُنهى عن الدعاء على نفسه وأهله وماله في الغضب. وقال علماء اللجنة : ينبغي الدعاء للأولاد بالهداية، ولا يجوز الدعاء عليهم
***
– ومن الاعتداء: الاستعجال واستبطاء الإجابة، ففي الصحيحين: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي) فيترك الدعاء أو يسيئ الظن بربه
***
-ومن الاعتداء: الدعاء بالإثم أو بقطيعة الرحم، وفي الحديث عند مسلم (2735) : (لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم)
***
-أن يعلق الدعاءعلى المشيئةكأن يقول:اللهم اغفرلي إن شئت، وفي الحديث المتفق عليه(لايقل أحدكم: اللهم اغفرلي إن شئت ارحمني إن شئت ارزقني إن شئت)
***
-ومن أعظم الاعتداء في الدعاء: أن يدعو لمن لا يجوز الدعاء له، كالدعاء للكافر الميت بالرحمة كما يفعل بعض الجهلة عند موت صاحب لهم من أهل الكتاب
***
-ومن الاعتداءفي باب الدعاء: مايفعله بعض الناس من الدعاءعند قول الإمام(غيرالمغضوب عليهم ولاالضالين) فيقول بعضهم: رب اغفرلي ولوالدي، أو غيرذلك
***
ومن الاعتداء: الدعاءعلى المسلمين بالشر قال بعض السلف (إنه لايحب المعتدين) هم الذين يدعون على المؤمنين فيمالا يحل فيقولون اللهم اخزهم والعنهم
***