الملكة المتوجة
اكرم ادهم احمد النقيب
المحامى بالنقض والدستوريه والاداريه العليا وعضو اتحاد المحامين العرب والنجل الثانى للمرحومه صاحبه الجلاله ملكة مصر السابقه ناريمان حسين فهمى صادق من المرحوم
الدكتور/ ادهم احمد النقيب
مولدها و نشأتها
كانت ناريمان الطفله الجميــله وحيـــدة والديها والذى يعنى اسمها باللغة التركية ( الجميلة الفاتنة خفيفة الروح ) لا تدرى انها ستكون آخر ملكات مصر
صورة للملكة ناريمان فى صباها مع والدها حسين بك صادق وولدتها أصيلة هانم صادق 1941
يتببع
قصص كثيرة و روايات نسجت عن ظروف و ملابسات ارتباط الملك فاروق ملك مصر السابق بالفتاه الارستقراطية الجميلة ناريمان لم تتفق الروايات جميعها على التفاصيل حيث حفلت كل قصة بسيناريو مختلف و لكن معظم بل كل هذه الروايات اتفقت على ان اللقاء الاول بين الملك و ناريمان كان فى محل احمد باشا نجيب الجواهرجى فى شارع الملكة فريده المعروف الان بأسم شارع عبد الخالق ثروت
يتبع
المفارقه ان شروط فاروق التى وضعها كمواصفات فيمن ستكون ملكة مصر وزوجته المقبله خلفا للملكة فريده والتى انفصل عنها جاءت منطبقه تماما على ناريمان وكانت هذه الشروط هى
ان تكون الزوجة وحيدة والديها
وان يكونا قد طعنا فى السن لكيلا ينجبا طفلا اخر
والشرط الثانى الا يجرى فى عروقهما اى دماء سورية او لبنانية او تركية او دماء اجنبية
بحيث تكون فتاة مصريه خالصه مائه فى المائه،
اما الشرط الثالث فهو ان تكون من الطبقه المتوسطه العليـا
و لا تكون من طبقة الباشوات
والشرط الرابع والاخير ان تبلغ من العمر 16 عاما
و ان تكون قادرة من الناحيه الجسمانيه و الصحيه
على ان تحمل له طفلا،
جميع الشروط جاءت منطبقه على ناريمان فهى وحيدة والديها و من عائلة برجوازية دماؤها
مصريه تماما مسلمه و عذراء وبالفعل حظيت الفتاه بالرضا و القبول من الملك فقد كانت فى الحقيقه فتاه جميله
رفض والدها للزواج
كانت الخطوه الثانيه بعد ان ابدى الملك موافقته على ناريمان ان يقوم والدها بفسخ خطبتها و اصيب الاب بالقلق و الفزع خوفا من ان يكون طلب الملك نزوه من نزواته و لم يجد الاب امامه سوى ان يصارح خطيب ابنته بذلك حيث استقبل الامر بوعى كامل و تم فسخ الخطبه ليغرق الاب فى مخاوفه مما جعله يستشير صديقه دسوقى اباظة باشا الذى ابلغه انه متخوف و ان فاروق (مش بتاع جواز) و نصحه بأن يأخذ ابنته و يهرب بها خارج مصر و ساءت حالة الاب وانقطع عن العمل فقد كان يشعر ان الالم سيلازم ابنته بعد ذلك وهو يربط بين مصيرها ومصير الملكة التى سبقتها فريده والتى عرف انها كانت تعانى داخل القصر وان المعاناة اسفرت عن طلاق وفشل وهو يفضل ان ترتبط ناريمان بالشاب زكى هاشم على الارتباط بالملك، كان والد ناريمان يتابـع مأساة الملكة فريده وما عانته من حياة القصور والنهاية الفاشله للزواج و حتى لا تتزوج ابنته من الملك فكر جليا فى الهرب بها واعد خطة لذلك و لكن المخلصين حذروه فتراجع عن فكرته . وزادت عليه الضغوط ثم توفى فجأة بالسكته القلبيه و حضر الملك العزاء و كان معه كبار رجال الدوله
رأى ناريمان فى الملك
كانت ناريمان معجبه بالملك فاروق وتحتفظ له بصور شخصية ترى فيها قدرا كبيرا من الوسامة والرجوله، مشاعر ناريمان فى ذلك الوقت طبيعية فمن هى الفتاه التى ترفض الزواج من ملك؟ ربما كانت ظروفها الشخصيه وارتباطها بالدكتور زكى هاشم احد الاسباب التى جعلت قصة لقائها بالملك غريبه وغير منطقيه فهى كانت مخطوبة وحددت مع خطيبها موعد الخطبه بل ووزعت الدعوات على 500 مدعو، ولكن كلام الملوك لا يــرد وحياة القصور لا تقاوم والجلوس على العرش شرف لا يحظى به الا اقل القليل، كل هذا قطعا جال ببالها و هى تتأمل حياتها الجديده مع الملك وهى تتخيل خطواتها الاولى داخل قصر عابدين المهيب، و هى تبتسم لكاميرات المصورين و هى تتأبط ذراع ملك مصر والسودان، اقصـى ما تحلم به الفتاه هو الزواج من فارس الاحلام لا ان يكون الحلم حقيقه وتتزوج من ملك فى حجم ووزن فاروق منتهى الحظ، هكذا عاشت ناريمان اللحظات التى سبقت الزواج كانت بدون شك تترقب الايام و تعد الساعات حتى تصل الى اللقب، وكان فاروق يغذى دائـما هذا الامل ويدعمه، كان يبث شوقه فى خطابات غراميه و كان يهاتفها بكلمات جميله ولغه ملكيه راقيه و برجوله تنتظرها
العقبه الوحيده التى كانت تقف فى طريقها هو ان والدها المحبب جدا الى قلبها يمانع هذه الزيجه ويرفضها ويعترض عليها لدرجة ان البعض يربط بين رحيله المبكر وبين حزنه الدفين على زواج ابنته المرتقب من الملك، وقتها كانت لا تفهم لماذا يرفض الاب هذا الشرف وليس الزواج، كانت دوافع الاب غير دوافعها و نظرة الاب غير نظرتها
وتتذكر الملكة ناريمان فى المرات القليلة التى تحدثت فيها عن لقائها بالملك قائلة:وجدت نفسى اتحدث مع الملك كأنى اعرفه طوال حياتى فقد كانت له طريقه خاصة فى الاستماع لما تقوله له كأنك تقـول شيئا حكيما او ذكيا، وقـد شجعنى على التحـدث وجعـلنى اشعر بأن كل شئ كنت أقـوله كان بالنسبة له مفيـدا وذا معنى، وقد اذهلنى منكباه وكذا ذراعاه ومعصماه المغطيان بالشعر الاسود فقد كان قوى البنية ذا بناء عظمى ضخم ولم استطع ان امنع نفسى من التفكير فى زكى هاشم الذى بدا انه مدرس بمدرسة تافهة
كانت ناريمان تبلغ من الطول خمسة اقدام وكانت تنجذب الى الاشياء المتضادة ويبدو ان اكبر مشكلة كانت تواجهها مع الرجل الذى وعدها ابوها به انه لم يكن كبير الحجم بما فيه الكفاية فكانت دائما تشير اليه على انه زكى هاشم الصغير ولم تكن مهتمة بمؤهلاته من جامعة هارفارد مثلما كانت متأثرة بأنه نحيل جدا و ضئيل جدا لانه كان اطول منها بمقدار ضئيل
كانت ناريمان معجبة بالملك و كانت معجبة اكثر بالصور التى يظهر فيها مرتديا زيه العسكرى وتلك التى ظهر فيها وهو يحمل سيفا وقناع المحاربين وبصورته وهو بلحية الخليفة التى تعترف بأنها وجدتها رومانتيكية جدا
وفى يوم زيارة الملك لمنزلها ذهبت مع والدتها الى حلوانى جروبى لشراء تشكيلة غالية من الحلويات وقامتا بتزيين المنزل بالنباتات والزهور واشترت فستانا جديدا وكان موعد الملك فى الثالثة ولكنه لم يحضر قبل العاشرة حيث وقفت سيارة ماركة كاديلاك حمراء امام المنزل وكان فاروق يرتدى بدلة سهرة سوداء وطلب من ناريمان اعداد فنجان من القهوة ومكث فى المنزل 20 دقيقة فقط وبعد ان غادر اخذت ناريمان السيجار الهافانا الذى اطفأه فى الطفاية كتذكار لتريه لصديقاتها فى مدرسة الاميره فريال الثانوية الا ان والدها نهرها لذلك
تفقد الثقة بنفسـها وبعد غياب طويل من المــلك دق جــرس الهاتـف
فى منزلهــا وكانت هذه هى المرة الاولى التى تحدث معها فيها تلفونيا
وفى هذه المكالمة طلب منها ان تسافر فى رحلة الى اوروبا بصحبة
عمها قبل ان يخطبها رسميا وقال انا قررت كل شئ ستسافرين بصحبة
عمك وتم استدعاء عمها مصطفى صادق الى قصر عابدين بناء على
تعليمات الملك وتم ترتيب السفر وسافرت ناريمان الى ايطاليا لتدريبها
على قواعد البروتوكول الملكى فقد كانت ناريمان الفتاه الشابه بالكاد قد خرجت
من طور الطفوله فعمرها كان وقتها سبعة عشر عاما تنظر الى الحياه ببساطه الفتاه فى عمرها فقرر الملك ان تسافر ايطاليا بأسم مستعار على اساس انها ابنــة عم زوجــة على بك صادق ويــكون اسمها سعاد صادق وقال لها فاروق لا تخــافى
يا عزيزتى اينما ذهبت فستكونين محاطه بجدار من حماية لا يمكن اختــراقه، وعاشت ناريمان فى رومــا فى السفاره المصريه فى فيلا سافويا وهى المنزل
السابق للعائلة المالكة الايـطاليـــة التى كانت تعيــش فى هــذه الفتره فى الاسكندرية وسعدت هى حيث عاشت فى غرفة النوم الخاصه بملكة ايطاليا السابقه وتم تكليف الكونتيسه ليلى مارتلى وهى سيده كانت من اكثر سيدات اوروبا ثقافه وخبره بمرافقة ناريمان لتعلمها التاريخ والسلوكيات العامة واتيكيت البلاط الملكى وتولى السفير عبد العزيز بدر باشا تدريبها على البروتكول المصرى
وكان الانجليز يراقبـون عن قرب ملكة مصر المقبــله، كان مخططا لها ان تمكث فى ايطاليا عاما كاملا لتتدرب على قواعد البروتكول وعلى الحياه الجديده التى تنتظرها كملكة لمصر لكن فاروق لسبب او لاخر طلب اختصار المدة وعودتها بعد ستة اشهر فقط
صورة ملكية تجمع الملك فاروق والملكة ناريمان على عرش مصر بقصر عابدين 1951
وصلت التهانى من جميــع دول العـالم وقدم الملوك والرؤساء الهدايا فقدم الرئيس الامريكى ترومان 4 فازات من
الكريستال بينما ارسل ملك انجلترا الملك جورج سياره كبيره الحجم من الفضه وارسل الزعيم الروسى ستالين مكتبا صغيرا
من احجار نادره للملك بينما كانت هدية ستالين للملكه عباره عن بالطو من الفرو لونه اسود وارسلت سويسرا ساعه
من الذهب الخالص وقدمت تشيكوسلوفكيا طقم شاى واهدت
هولندا مجموعه من الاكواب الكريستال بينما ارسل الامبراطور الاثيوبى هيلاسلاسى فازه مرصعه بالاحجار الكريمه
وارسل ملك الاردن 12 حامله للصابون من الذهب ومرصعه بالاحجار الكريمه و ارسل ملك المغرب سيفا مرصعا بالجواهر للملك وعقدا من اللؤلؤ للملكة وارسل الحاكم البريطانى العام للسودان جرسا لغرفة الطعام مثبتا على قاعدة من الابنوس ترتكز على نابين من انياب الفيله
صور رسمية للمكلة ناريمان عندما تولت عرش مصر 1951
والاهم ان حدث الزواج انتشر فى كل دول العالم شرقها وغربها وعرفت كل دول العالم بزواج ناريمان من الملك فاروق كان الاحتفال فى مصر مهيبا ففى الشوارع تم اطلاق 101 طلقة مدفعية تحية واقام الجيش استعراضا كبيرا واطلقت الالعاب النارية وقذفت الطائرات من الجو ببرقيات تهنئة للملك والملكة وفى المساء اضاءت المراكب الانــوار وسارت فى مياه النيل بينما اصطف الراقصون على الشواطئ وفى الميادين وشاركت القوات البريطانية التى كانت موجوده بمنطقة القناه الملك فاروق الافراح ونظمت عرضا عسكريا بكامل اللباس العسكرى كنوع من الاحترام والاحتفال بالمناسبة فى الوقت نفسه كان يوم الزفاف اسطوريا وحدثا لا يمكن ان تتجاوزه صفحات الملكية فى مصر بكل احداثه وتفاصيله
الظهور الاول للملكة وشهر العسل
صورة للملكة ناريمان و هى فى طريقها لزيارة قبر الملك فؤاد الاول 1951
وفى اول ظهور للملكه الجديده بعد الزفاف ظهرت ناريمان بكامل اناقتها ترتدى ملابس لونها اسود وتركب سياره ماركة كاديلاك حمراء وهى فى طريقها الى مسجد الرفاعى لزيارة قبر الملك فؤاد والد فاروق وزارت القبر وقرأت الفاتحة على روحه واعتبر الكثيرون ان هذا الموقف هو البدايه الاقوى لانضمام ناريمان الى العائله المالكه حيث ذهبت الى قبر والد الملك فى لفته تعبر عن الاحترام والانتماء والاهم الالتزام
صورة للملكة ناريمان وهى تجلس على عرش مصر
صورة ملكية تجمع الاسرة العلوية ويتوسطهم الملك فاروق والملكة ناريمان بمناسبة عقد قرانهم 1951
مولد ولى العهد
صورة للملك فاروق والملكة ناريمان بمناسبة ولادة الملك احمد فؤاد بقصر القبة 1952
فى يوم 16 يناير 1952 دوت فى ليل القاهرة الساكن طلقات المدفعيه حيث تم اطلاق 101 طلقه فى الساعة السادسه والثلث صباحا اعلانا عن مولد اول طفل لفاروق قبل موعد ولادته الطبيعية بشهر واحد هو الامير احمد فؤاد
محمد على ( 75 عاما )فاروقعبد المنعم52 عاما
يتبع