دماء اصطناعية للحالات الطارئة
طور علماء رومانيون دماءً اصطناعية بديلة للدماء الطبيعة لاستخدامها في الحالات الطارئة مثل تلك التي تستدعي أثناء إسعافها كميات كثيرة وعاجلة من الدم. وتتكون هذه الدماء الاصطناعية البديلة من الماء والأملاح وبروتين "الهيميريثرين" المستخلص من نوع خاص من الديدان البحرية كعنصر أساسي فيها. ويأمل العلماء الذين قاموا باستصناع وتطوير هذا النوع من الدم البديل في المركز الطبي لجامعة "بابيس بولياي" في مدينة "كلوجنابوكا" في رومانيا من استخدامها مستقبلاً بدون أن يكون لها آثار جانبية مؤذية وهو الأمر الذي يحتاج للمزيد من الاختبارات والتجارب الإكلينيكية وذلك بعد ثبوت نجاحها في المختبرات الطبية على فئران التجارب. وتمتاز هذه الدماء البديلة كما يقول هؤلاء العلماء بكونها ستساعد كثيراً على سد النقص الحاصل عالمياً في إمدادات الدم كما أنها ستقلل وبشكل كبير من انتشار الأمراض المعدية التي تحصل بنسبة كبيرة أثناء التبرع ونقل الدم. ويقول الدكتور "راداو سيلافي" المشرف على هذا الأمر بأنه يأمل أيضاً أن يتواصل تطوير المادة الأساسية من هذه الدماء البديلة بحيث تصبح مثل المواد سريعة التحضير التي تأتي على شكل مسحوق يضاف له الماء ليكون جاهزاً للاستعمال وذلك لغرض تسهيل نقلها وتخزينها في الظروف والحالات المختلفة وخصوصاً وأن مادة "الهيميريثرين" المكون الأساسي لهذه الدماء الاصطناعية لا تتأثر بسهولة بالمتغيرات الفيزيائية والكيميائية على عكس مادة "الهيموغلوبين" التي تعتبر المكون الرئيسي للدماء الطبيعية. وكانت هناك تجارب سابقة ناجحة في هذا المجال من جامعتي "ادنبره" وجامعة "بريستول" في بريطانيا حين تمكن العلماء من تكوين دماء مستخلصة من الخلايا الجذعية في نخاع العظام والتي تتميز كما يقول الدكتور "مارك تيرنر" المشرف على تلك التجارب بكونها من فصيلة "O-" المانحة تقريباً لحوالي 98 بالمئة لكل الفئات الأخرى من الدم البشري. كما كانت هناك دراسة فرنسية مماثلة اهتمت باستخدام "الهيموغلوبين" المستخلص من دماء الأبقار كبديل في الحالات الضرورية والطارئة.