شكوى الآباء: لماذا لم تتكوّن علاقة وثيقة بيني وبين المولود الجديد؟
من الطبيعي جداً أن يستغرق الأب وقتاً أطول في التعود على المولود الجديد.
تعتبر ولادة طفل جديد تغييراً كبيراً في حياة الزوجين. قد تختبر الزوجة مشاعر غامرة نتيجة مسؤوليتها عن رعاية الصغير الذي يعتمد عليها كلياً، وخاصة إذا كانت ترضعه رضاعة طبيعية. ولكنها، بعكسك أنت، قد تستمتع كثيراً بما تنجزه في الرعاية والاهتمام. نحن نعرف الآن أن الآباء يحتاجون أيضاً إلى الاهتمام والدعم، وأنت تحتاج إلى القيام بتعديلات كبيرة في حياتك لتكون أباً.
لعل زوجتك تتأقلم مع الوضع الجديد بإبعاد كل من حولها كي تتعايش مع الدور الجديد عليها؟ وربما تستبعدك أنت شخصياً، وفي هذه الحالة لا يستبعد أن تشعر بالملل وبعدم القدرة على تكوين العلاقة الوثيقة بينك وبين طفلك. ومن الممكن أيضاً أن تشعر أنها قد استبدلت مشاعر الحب نحوك ووجهتها إلى المولود. يحس الكثير من الآباء بالاستبعاد وكأنهم فائض لا حاجة إليه عندما يجدون أن زوجاتهم نجحن في تكوين علاقة وثيقة مع المولود بسرعة كبيرة وبطريقة مميزة. ويحدث هذا بالذات في حالة الأم المرضعة حيث يعتمد الطفل عليها بالكامل.
قد تشعر بالامتعاض لأن زوجتك تطلب منك القيام بأكثر مما اعتدت عليه؟ مهما كان شعورك، حاول أن تكون صبوراً وتوفر سنداً لها قدر المستطاع وأطلعها على ما يجول في خاطرك. حين تفهم زوجتك حقيقة مشاعرك، قد تساعدك في التعامل المريح مع دور الأب.
حاول أن تتذكر كيف كان يتعامل معك والدك في صغرك. هل كان يتقرّب إليك؟ هل كان محبّاً للأطفال بطبيعته؟ ربما أصبح أقرب إليك في المرحلة التي بدأت فيها بالابتسام والحركة والكلام؟ يختلف الناس في استيعابهم مفهوم الأبوة، و سيساعدك التحدث مع زوجتك عن معنى الأبوة والأمومة لكل منكما.