تلك العبارة التي يرددها المؤذن في أذان الفجر
فمنا من ينفض النوم من عليه ويزيل النعاس من عينيه
ويؤثر الصلاة على النوم ويقوم ليؤدي تلك الصلاة الفاضلة
وينال هذا الكنز الذي لا سيعى الكثيرون للحصول عليه
ومنا من تغلبه عيناه وينتصر عليه هواه
وتفوته الصلاة ويخسر كنز الفجر الذي أعده له مولاه
فأحبت أن أهمس بكلمات هادئة في آذان من يحرم نفسه من هذا الكنز المفقود في حياته وأقول:
هل تعلم ما لصلاة الفجر من أجر
هل تعلم ما لتاركها من وزر
وهل تعلم للمحروم منها من خسر
ألا تريد النور التام يوم القيامة ؟" : بشر الْمشائين في الظُلم إلى الْمساجد ، بالنُور التام يوْم الْقيامة"
ألا ترغب فيما هو خير من الدنيا وما فيها ؟ : " ركْعتا الْفجْر خيْر من الدُنْيا وما فيها "
هل أنت في غنى عن شهادة الملائكة ؟ : "إن قُرْآن الْفجْر كان مشْهُودا"
أم أنك لا تتمنى الفوز بالجنة والنجاة من النار؟ : " لنْ يلج النار أحد صلى قبْل طُلُوع الشمْس وقبْل غُرُوبها " يعْنى الْفجْر والْعصْر "
أو لعلك تزهد في رؤية الله عز وجل يوم القيامة؟ : " إنكُمْ ستروْن ربكُمْ كما تروْن هذا الْقمر لا تُضامُون _ تضارون _ في رُؤْيته ، فإن اسْتطعْتُمْ أنْ لا تُغْلبُوا على صلاةٍ قبْل طُلُوع الشمْس وقبْل غُرُوبها فافْعلُوا "
ألا تحب أن يكتب لك أجر قيام الليل كله ؟ : " منْ صلى الْعشاء في جماعةٍ فكأنما قام نصْف الليْل ، ومنْ صلى الصُبْح في جماعةٍ فكأنما صلى الليْل كُلهُ "
هل أنت لا تحتاج دعاء الملائكة؟ : " منْ صلى الْفجْر ثُم جلس في مُصلاهُ ، صلتْ عليْه الْملائكةُ ، وصلاتُهُمْ عليْه : اللهُم اغْفرْ لهُ ، اللهُم ارْحمْهُ "
أم أن قلبك لا يهفو لعمل حجة وعمرة؟ : " منْ صلى الْغداة _ الفجر _ في جماعةٍ ، ثُم قعد يذْكُرُ الله حتى تطْلُع الشمْسُ ، ثُم صلى ركْعتيْن ، كانتْ لهُ كأجْر حجةٍ وعُمْرةٍ تامةٍ تامةٍ تامةٍ "
ألا ترغب في أن تكون في حفظ الله وكنفه ولا يضرك شيئ بإذن الله؟ : " منْ صلى صلاة الصُبْح فهْو في ذمة الله"
هل تفتقد لطيب النفس وصفاء الروح ونشاط البدن؟ : " يعْقدُ الشيطانُ على قافية رأس أحدكُم إذا هُو نام ثلاث عُقدٍ ، يضرب على كل عقدة ، عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطا ، طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان "
هل يمكن أن تسمح لشيطان رجيم خبيث أن يبول في أذنيك؟ : ذكر عنْد النبي صلى الله عليه وسلم رجُل ! فقيل : ما زال نائما حتى أصْبح ، ما قام إلى الصلاة ، فقال : " بال الشيْطانُ في أُذُنه "
أم أنك لا تخاف من النفاق؟ : " إن أثْقل صلاةٍ على الْمُنافقين : صلاةُ الْعشاء ، وصلاةُ الْفجْر ، ولوْ يعْلمُون ما فيهما لأتوْهُما ولوْ حبْوا"
أعلم أن الأمر يحتاج إلى صبر وجهد ومجاهدة ومصابرة
ولكن..ألا يستحق ..؟!!
من الأسباب المعينة للاستيقاظ لصلاة الفجر :
1- النوم مبكرا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها إلا ما فيه مصلحه وخير .
2- أن يحرص المسلم على آداب النوم كالدعاء قبل النوم وجمع الكفين والنفث فيهما ويقرأ سورة الإخلاص والمعوذات والنوم على طهارة.
3- أن يستعين بمن حوله من أهله ووالديه وأقاربه وجيرانه فيوصيهم بإيقاظه.
4- عمارة القلب بالإيمان والعمل الصالح والبعد عن المعاصي.
5- أن يستشعر ما ودر في فضل صلاة الفجر من الأجر العظيم وما ورد في ذم تاركها مع الجماعة ومؤخرها عن وقتها من الزجر والتوبيخ.
6- التوبة التي تتبع كل ذنب والإكثار من الاستغفار وتطهير القلب>
7- الدعاء عقب كل صلاة وفي مواطن إجابة الدعاء بأن يعيننا ربنا على صلاة الفجر.
إخوتي في الله..
هيا نجدد التوبة من ترك كل صلاة فجر
ونعزم على ألا نتركها أبدا
لا تقل "صعب" ولكن قل : "إياك نعبد وإياك نستعين"
استعن بالله ولا تعجز
أري الله في قلبك الصدق في رغبتك في الصلاة
تذلل له في كل صلاة وادعوه أن يرزقك إياها
قل له : "يارب إني لا حول لي ولا قوة لي إلا بك فأعني ولا تحرمني"
فالأمر يسير على من يسره الله له
وتذكر أن الراحة الحقة ، حين تضع أولى قدميك في دار الكرامة ، وتنجو من دار العقاب والمهانة، وليست في إيثار نومة
زائلة ، أو لذة عابرة ، ما تلبث أن تزول ثم تقاسي آلامها وعذابها سنوات عديدة ، وأزمنة مديدة .
اللهم اجعلنا من الذين هم على صلاتهم يحافظون وفيها خاشعون وفي صلاة الفجر لا يفرطون ومنها لا يحرمون.