أما في حالة الرجل فإن تردده على عيادة الطبيب يعتبر أقل بكثير و غالباً ما يبقى محصوراً في الحالات المرضية الشديدة. و هذا ينبع إلى حد كبير من طبيعة الرجل و تكوينه النفسي و دوره في المجتمع ، و الذي يحتم عليه التحمل و الصبر و إخفاء الشكوى. و هذه الصفات متعارف عليها في كافة المجتمعات الإنسانية و إن كانت أشد وضوحاً في المجتمعات الشرقية.
و تشير إحدى الإحصائيات المتعلقة بصحة الرجل أن 31% من الرجال على الأقل يتحملون المرض لفترات طويلة إلى أن يصبح مشكلة جدية ، عندها فقط يضطرون للبوح و الشكوى للطبيب.
و لكن باستطاعة المرأة ، زوجة أو أم أو أخت أن تلعب دوراً مهماً في في وقاية صحة الرجل من خلال ملاحظتها المبكرة لعلاملت الخطورة و المرض التي قد تظهر عليه.
على سبيل المثال:
1- مشاكل غدة البروستات: عندما يضطر الرجل إلى التردد الكثير على الحمام، أو يضطر للاستيقاظ المتكرر ليلاً للتبول فإن هذه العلامات قد تكون مؤشراً لوجود تضخم في غدة البروستات. و هذه الحالة تظهر عادة بعد سن الخمسين و يمكن علاجها بالأدوية أو بالجراحة، و لكنها في حالالت قليلة قد تكون مؤشراً على الإصابة بسرطان اليروستات، و بالتالي لا بد من نصح الرجل و حثه على زيارة الطبيب حال ظهور الأعراض.
2- العطش المفاجئ: إذا الرجل قد تجاوز الأربعين و بدأ يشعر بإحساس مفاجئ و شديد بالعطش، فقد يكون ذلك دليلاً على الإصابة بالسكري من النوع الثاني الذي قد يصيب الكبار، و الذي يحدث نتيجة لعدم قدرة الجسم على تصنيع كميات كافية من مادة الأنسولين ، أو بسبب ظهور حساسية في الجسم ضد الأنسولين مما يؤدي إلى نفس النتيجة. و من الأعراض الأخرى المرافقة للعطش، الشهية المرتفعة و اضطراب أو تشوش البصر، و التعب و صعوبة شفاء الجروح. فإذا اجتمعت هذه الأعراض فإن تنبيه الرجل لزيارة الطبيب يصبح واجباً. و في غالب الأحوال يمكن السيطرة على المرض من خلال بعض التعديلات الغذائية الهادفة إلى ضبط مستوى السكر في الدم.
3- تضخم الخصية: عند ملاحظة أي زيادة أو تضخم في حجم الخصية أو ظهور أي ورم أو انتفاخ عليها فيستحسن إستشارة الطبيب خوفاً من الإصابة بسرطان الخصية. و هذه الحالة يسهل علاجها إذا تم التعرف عليها مبكراً.
4- الاكتئاب: قلما يعترف الرجل بمرضه النفسي أو هبوط معنوياته، و لكن الاحصائيات العلمية تبين أن الاكتئاب الحاد يصيب الرجال أكثر من النساء. و أنهم أكثر إقداماً على الإنتحار في مثل هذه الظروف.
و من علامات الإكتئاب: تغيرات سريعة في المزاج، فقدان الاهتمام بالحياة (بما في 1لك العلاقة الزوجية) ، قلة النوم أو كثرته بصورة غير طبيعية، الأكل الشديد أو على العكس القليل جداً، فقدان الثقة بالنفس و صعوبة التركيز. و الطبيب النفسي كفيل بعلاج هذه الأعراض.
5- قرحة المعدة: إذا كان يشعر بإحساس بالحرقة أو لألم أو الجوع الحاد بعد حوالي 45 دقيقة من تناوله لوجبته، فقد يكون مصاياً بقرحة المعدة، لاحظي أن التدخين و الكحول و الإجهاد عوامل تساعد على الإصابة بالقرحة، و لحسن الحظ أن علاج القرحة أصبح اليوم من ذي قبل من خلال مجموعة من المضادات الحيوية المتوفرة لدى الصيدلي. و لكن لا بد من استشارة الطبيب للتأكد من الحالة لأن المضادات الحيوية لا ينبغي أخذها دون ارشادات الطبيب خوفاً من مضعفاتها.
6- الشخير العالي المتقطع: إذا كان شخيره عالياً و تصحبه فترات توقف تشبه الاختناق . فقد يكون مصاباً بحالة انقطاع النفس sleep apnoea و هذه الحالة ترهق المصاب و تقلق نومه مما يجعله متعباً في اليوم التالي نظراً لأن جسمه لم يأخذ كفايته من النوم العميق المتواصل. و من الضروري استشارة الطبيب حيث أن هذه العلامة قد تكون لها علاقة بحالة القلب.
7- ظهور الدم أثناء تفريش الأسنان: و ظهور الرئحة في الفم من علالمات الإصابة بمرض اللثة. مما يعني أن المصاب معرض للإصابة بأمراض القلب نظراً لسهولة إنتقال الجراثيم من الفم عبر الدم إلى القلب. لذا لا بد نت زيارة طبيب الأسنان بصفة دورية و الإهتمام بنظافة و تعقيم الأسنان.
8- الإصابة بالفتق أو القيلة: و هي حالة ناتجة عن انفصال العضلات في منطقة لقاء الفخذ بالبطن مما يؤدي إلى خروج بعض الأحشاء ، لا سيما الأمعاء عن مكانها . و من أعراض هذه الحالة الشعور بالأم في المنطقة و الإصاية بالإمساك و نزول الدم مع البراز. و لكن هذه الأعراض لا تظهر دائماً، فيصبح الشعور بالألم في المنطقة دليلاً على الإصابة. لذا ينصح باستشارة الطبيب دون تأخر.
9- اصفرار العيون: ظهور اللون الأصفر بصورة غير معتادة في العيون قد يكون مؤشراً على الإصابة باليرقان أو مرض الصفراء و هو من أول علامات مرض الكبد. و الأعراض الأخرى للمرض هي الدوخة و القيئ و فقدان الشهية و انتفاخ البطن و الحكة أو هرش عام، و تغيرات في الوزن. لذا لا بد من استشارة الطبيب فوراً.
10- الأعراض الجلدية: إذا لاحظت أن الشامة على جلده تزداد مساحة أو أنها أصبحت تنزف أو تحك أو تغير لونها ، فعليك فوراً استشارة الطبيب خوفاً من الإصابة بسرطان الجلد.
11- القشرة: إذا كانت ثقيلة و مستمرة أو كانت كانت موجودة خلف الأذن بصورة طبقات جلدية متشمعة فقد يكون ذلك دليلاً على إصابة جلدية قد تسببها الفطريات مما يتطلب المعالجة.