وقد قيل (يضيع العلم بين الحياء والكبر )
ومن الحياء المذموم الحياء الذى يمنع صاحبه ان يقول الحق او يشهد الصدق فقد يستحى الولد ان يصوب لابيه خطأ وقع فيه او طالب العلم مع معلمه والبنت مع امها والصديق مع صديقه فربما ضاعت الحقوق بسبب هذا الحياء المزعوم
وكثيرا من النساء يشعرن ان قريبا او جارا او زميلا تجاوز حدود القرابة او الجوار او الزمالة وتمتنع عن ردعه حياء
فهذه امثلة علة سبيل المثال لا الحصر من الحياء المذموم الذى لا يرغب فيه ديننا العظيم
وقال أبو حاتم رضى الله عنه :الحياء إسم يشتمل على مجانبة المكروه من الخصال والحياء حياآن أحدهما استحياء العبد من الله جل وعلا عند الإهتمام بمباشرة ما خطر عليه والثاني استحياء من المخلوقين عند الدخول فيما يكرهون من القول والفعل معا ، والحيا آن جميعا محمودان إلا أن أحدهما فرض والآخر فضل فلزوم الحياء عند مجانبة ما نهى الله عنه فرض ولزوم الحياء عند مقارفة ما كره الناس فضل
وعن محمد بن عبد الله البغدادي :
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه *** فلا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظه عليك فانما *** يدل على وجه الكريم حياؤه
وعن رجل من خزاعه :
إذا لم تخش عاقبة الليالي *** ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير*** ويبقى العود ما بقي اللحاء
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياء
وكان عثمان رضي الله عنه من شدة حياءه تستحي الملائكة منه
فقد ذكر البخاري عن مجاهد قال : لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من رق وجهه دق علمه .
وقالت عائشة رضي الله عنها : نعم النساء نساء الأنصار ، لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين .
وقال وكيع : لا ينبل الرجل من أصحاب الحديث حتى يكتب عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه .
وكان ابن المبارك يكتب عمن هو دونه ، فقيل له ، فقال : لعل الكلمة التي فيها نجاتي لم تقع لي .
وروى البيهقي عن الأصمعي قال : من لم يحتمل ذل التعليم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا .
وروي أيضا عن عمر رضي الله عنه قال : لا تتعلم العلم لثلاث ، ولا تتركه لثلاث ، لا تتعلم لتماري به ، ولا ترائي به ، ولا تباهي به ، ولا تتركه حياء من طلبه ، ولا زهادة فيه ، ولا رضا بجهالة .