ازيكوا يا عدولاتي الحلوين
كتبت خاطرة جديدة بعد غياب طويل
شرفوني بحضوركن و قيموني بآرائكن القيمة
تقف في منتصف غرفتها ، تحدق فيما يشبه السراب، قدماها عاريتان، خصلات شعرها متمردة ثائرة تحاول الحصول على حريتها ، تحاول فك قيود الرباط المحكم عليها ، تشعر بثقل يجثم على صدرها ، فتحاول التنفس، تحاول أخذ نفس عميق ، و لكن شرايين أنفها أجزمت أنها لن تجعلها تنجح ، و رئتيها أبت أن تتوسع ، ذهبت مسرعة للمربع المثبت على الحائط المسمى بالنافذة ، لماذا لم أقل (( النافذة )) مباشرة ؟؟
حسنا، لنقول أني ثرثارة لا أحب الاختصار، لا تهتموا بي لنعود إلى من أحكي عنها، و قبل أن تصل لما اعتبرته منفذ هروبها الوحيد ، عجزت ساقيها عن إكمال ما تبقى من خطوات قليلة ، هوت على الأرض ، شاعرة بأنها فقدت كل ذرة قوة في جسدها، هوت و قد انكسر جسدها كمزهرية شديدة الرقة صنعت من أثمن أنواع الخزف الصيني ، انكسرت و انتشرت جزيئاتها لتملأ أرضية غرفتها ، انكسرت و هي وحيدة ، و فجأة شعرت بأناملها تتخدر و بقلبها يفقد نبضاته ، و بعقلها يتوقف عن التفكير و لكن لحظة سؤال أخير يا عقلي .. هل أنا أموت ؟ أنا لا أستطيع أنا ألتقط جزيئات الهواء ، و لا أستطيع أن أتحرك هل هذه اللحظات الأخيرة في حياتي ؟ هل ستنتهي حياتي بهذا الشكل البائس ؟ لا ! لن أسمح بهذا و لكن إذا كنت أموت لم أستغرق كل هذا الوقت؟ كل ما أعرفه عن الموت أنه لحظة ليس هناك العديد من الثواني فيها ! لماذا يستغرق موتي كل هذا الوقت؟ و لكن هل توقف الزمن ؟ لماذا فقدت الاحساس به ؟ لحظة …. إذا أنا أموت لماذا ما زلت أفكر ، لماذا ما زلتم تقرأون ما يجول في خاطري ؟ حسنا الإجابة المنطقية الوحيدة الآن أني لم أمت و هذا أكبر دليل فأنا ما زلت أفكر بمنطقية .. و لكن ماذا حدث؟ لم… لحظة آسفة للمقاطعة المتكررة و لكن أين أنا؟ أنا لست في غرفتي ! أنا مازلت أقف في المنتصف و لكن في منتصف اللامكان ! أعلم أم مايجول في خاطركم الآن هو (هل هي بلهاء؟ ما هذه التفاهات اللتي تتفوه بها؟ كيف تستطيع أن تستخف بعقولنا هكذا؟) و لكن لحظة أوقفوا هذه الطلقات الجارحة ، و ترفقوا بي ، أنا لست بلهاء و لكن إذا مررتم بما أمر به الآن لن تستطيع ألسنتكم المتسرعة أن تتفوه بحرف أو بالأحرى لن تتجرأ!
هل فقدت الاحساس بالزمن حقا ! و تجولت عن طريق عقلي الباطن و سافرت عبر الزمن و لكن إذا أنا تمردت على قوانين الفيزياء و انتقلت حقا عبر الزمن فلا شك أني انتقلت إلى ماضي و ليس إلى مستقبل ، فأنا لا أرى سوى صحراء قاحلة ، و لا ألمح حتى أي معلم من معالم الحضارة ، إن عقلي سينفجر من التفكير كقنبلة موقوتة ، أحاول الصراخ و لكن كأن حبالي الصوتية قد اختفت لم لا أستطيع سماع صوتي ؟ آه يا لي من متسرعة و لكن لم أظلم حبالي الصوتية فيمكن أن تكون طبلة أذني هي المذنبة في هذه القضية المعقدة التي لا أرى لها نهاية .. و لكن هل كان لها بداية من الأصل ؟؟ ياللسخرية لماذا أشعر أن كل ما حولي يستخف بي و يضحك بخفوت تعجبا من سذاجتي . حسنا لقد حانت لحظة انتهاء هذه المهزلة التي لا أعرف حتى الآن كيف تورطت فيها ؟ أغلقت عيني مجددا و أنا أرجو أن أنجح في العودة لمكاني الأصلي ، لغرفتي الكئيبة ، أفتحهما فأجد أني لم أتحرك نصف خطوة حتى ، أغلقهما مجددا أملا في أن أنجح هذه المرة …. لحظة لقد رأيت هذه النافذة من قبل … و هذا الفراش لم يبدو هذا المكان مألوفا؟؟ نعم إنها غرفتي و لكنها لم تعد كئيبة بعد الآن أسرع نحو النافذة في مشهد مكرر و لكن هذه المرة أنجح في الوصول نعم لقد وصلت و فتحت النافذة لتتسارع الرياح الباردة في اختراق جسدي و لكن لا بأس فهذه الرياح أجبرت رئتي على فعل ما أريد فترضخ لي و تتسع لكي يدخلها الهواء فأتنفس كما لم أتنفس من قبل و أشعر بسعادة بالغة لم أعهدها من قبل ، ثم أستدير و أسمح لظهري أن ينزلق على الحائط لأجلس مسترخية على أرضية الغرفة ، و تجول عيني متأملة كل جانب من جوانب الغرفة تتحرك عيني سعيدة بما ترى و لكن فجأة يعترض هذا الباب جولتها و يفسد سعادتها و تختفي ابتسامة ارتسمت على شفتي… لماذا ؟ لأنه لم يكن موجودا من قبل .. بالطبع أنا متأكدة فأنا أحفظ كل جانب من جوانب هذه الغرفة عن ظهر قلب.
تبدأ أشباح القلق في نهش عقلي و بعث رسائل الخوف في أعصابي لتصل إلى قلبي فتنهكه بالنبضات التي بدأت تتسارع فيه ، تمتنع ساقي عن الحركة و لكن أجبرها على الحركة غير مراعية سيالات الخدر التي بدأت تنطلق فيها ، أسير بخطوات بطيئة ، بأنفاس متقطعة و بقلب يوشك على التوقف، أصل أخيرا لهذا الباب و تلتمس أنامل يداي المرتجفة قبضته المعدنية الباردة ، و ثم يفتح الباب ! و لكن أنا لا أرى شيئا ، ما هذه الظلمة الحالكة؟ تتحرك أصابعي على الحائط باحثة عن مفتاح الإنارة و لكنها عجزت عن إيجاده،حسنا لا بأس سأحاول التعرف على ملامح الغرفة بحواسي الأخرى ، حسنا ها أنا أضع قدمي على بداية أرضية الغرفة على ما أظن و لكن فجأة …. تنطلق صرخة من حلقي سمعتها طبلة أذني هذه المرة بوضوح أو بالأحرى لنقول أن الطبلة كانت على وشك أن تثقب! …….. ما الذي حدث ؟ لقد خدعت قدمي المسكينة و لم تجد ما تهبط عليه نعم أنا أسقط و لكن أين أو بأي شئ سأرتطم ؟ لا أعرف فجفناي لا يتجرآن على تعرية عيني فكعادتي
منذ الطفولة عندما أخاف أغلق عيني ، و لكن لأكن واقعية أنا لم أكن خائفة! بل كان الرعب هو الشعور المعبر عن حالتي فأنا لا أعرف أي مصير سأتلقاه … و لكن ما هذا الذي أسمعه ، إنه صوت مألوف ، مألوف جدا و يشعرني بالأمان ، فأفتح عيني لأجد ضوءا قويا يخترق عيني بوقاحة دون استئذان ، ووجه ملامحه تكاد تنطق معبرة عن قلقها ، و عينان تحدقا بي بتعجب ،إنها أمي نعم إنها أمي الحبيبة أين كنت يا حبييتي لقد اشتقت لك ، لم تركتني وحدي ، لم… و لكن ما هذا المكان انه مكان مألوف بالنسية إلي ، إنها غرفتي و لكنها الحقيقية ، (الحقيقية)؟ هل تتساءلون ماذا أعني و لكن فكروا قليلا كل ما تحتاجونه لحظة فكروا للحظة فقط …. نعم أنا أرى هذه الابتسامة على شفتيك نعم أنت محق فما كان يحدث معي كان مجرد كابوس ، كابوس لعين . نظرت لأمي بعينين دامعتين ، و أرتمي بعدها في أحضانها لألتمس الأمان ، و ما هي إلا لحظات حتى يعود قلبي لحالته الطبيعية و تهدأ نبضاته ليستوعب أنه كان مجرد كابوس كابوس سأغلق عليه الأبواب في الجانب المظلم من عقلي ، و أهمس بصوت خافت (أيتها الأحلام ترفقي!)
و هكذا تكون قد انتهت خاطرتي
فشاركوني عزيزاتي بآرائكن و أعدكن
أني لن أغضب من رأي كاره لخاطرتي بل سآخذه
بعين الاعتبار لأطور من نفسي
و أعلم أن هذه الخاطرة قد لا تحمل أي قيمة أو عبرة
و لكن ترفقوا بي فهي مجرد خاطرة طرأت على بالي
وأرجو منكن أن تعبروا عن ارآئكن بكل حرية و صدق
حاولت اعرف ايه اللى حصلك ههههه
بس بجد وصفك للكابوس ده روووعه كلمه قليله عليه
اسلوب رائع وكلمات اروع فى انتظار ابداعاتك دائما
حسك عالي في الكتابه واسلوبك جميل جدا
رائع جداااااااااااا