تبدأ كل شابة فى مقتبل الحياة حياتها الزوجية و فى قلبها امل كبير فى العيش بسعادة
و لكن تاتى الرياح احيانا بما لا تشتهى السفن
فاحيانا يحدث التنافر فى طباع
او خلافات لاحل لها مع اهل الزوج
او يظهر بخل الزوج الشديد او سفهه
او يكون ذو علاقات نسائية كثيرة
او او
كلها اسباب لو دامت معها الحياة الزوجية تستمر فى تعاسة شديدة
لكن ما اريد التطرق اليه ليس الاسباب الحقيقية للتعاسة الزوجية
بل
الاسباب الوهمية للتعاسة الزوجية
وهى افكار تسيطر على الزوج او الزوجة و تكون سببا فى تعاسة الاسرة كلها
بل و ربما تؤدى فى نهاية المطاف الى ابغض الحلال
و لا استطيع ان ادعى معرفتى بكل هذه الاسباب
لكنى ساعرض عليكم قليلا منها كما عاصرته بنفسى
مع الاخذ بالاعتبار ان الغرض من كتابة هذه النماذج ليس التشهير بأحد أو السخرية من أحزان أحد
بل الغرض ان تبحث من تشعر و لو بلحظة من الحزن و التعاسة عن السبب
و تتفكر جيدا هل هو سبب حقيقى ام وهمى ؟؟؟
السبب الاول
الاهتمام المبالغ فيه بالشكل الخارجى للطرف الاخر
اه لو كان زوجى وسيم … اه لو كانت زوجتى رائعة الجمال
و اليهم اقول ان هذا وهم مطلق
فاجمل جميلات العالم ليسوا اسعد سيدات العالم
و اوسم الرجال على الاطلاق ينهون حياتهم احيانا لشعورهم بالاكتئاب
و لينظروا حولهم و يددقوا فى احوال من يعرفون
هل اختص الله الجميلات و الوسماء بالسعادة دون البشر ؟؟؟
بالطبع لا
فانفضوا عن اذهانكم هذه الافكار البالية
فالانسان الحق بدينه و اخلاقه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُنْكَحُ
الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .
استكثار النفس على الطرف الاخر
انا من عائلة كبيرة جدا و مركزنا الاجتماعى مرموق
اما زوجى فرغم انه يعمل بمركز مرموق وصل اليه بعد جهد جهيد و استطاع ان يوفر لى حياة افضل حتى مما كنت اعيشها مع والدى
الا انه من عائلة مركزها الاجتماعى اقل منا بكثير … و قد صدمتنى موافقة والدى عليه و تحيزه له رغم اعتراض اخى الذى وصل الى التراشق بالالفاظ مع والدى
و بعد الزواج و انجاب الاولاد ظلت فى قلبى غصة كلما اضطررت و لو للافصاح عن أسم الحى الذى يقطن فيه اهله حتى الان
و الحقيقة اننى اشعر اننى كثير جدااا على شخص مثله
و كان يجب ان أتزوج شخصا أفضل منه بكثير
وانا لست سعيدة معه على الاطلاق
يتزوجون و يفضى بعضهم الى بعض
و كلا منهم يستكثر نفسه على الطرف الاخر
هو يقول كنت استحق افضل منها
و هى تقول كيف لمثله ان يتزوج مثلى
و أقول لهم انتم تعيشون فى تعاسة وهمية خلقتموها بانفسكم
اقرأوا قوله تعالى
قال تعالى : ( يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) الحجرات/13.
السبب الثالث
الاعتقاد الواهم عند الرجل انه يشقى و يتعب من اجل زوجته و أولاده
يقول الشاب
اخرج فى الصباح الباكر لاشقى و أتعب من أجل أن أوفر لزوجتى و أولادى الحياة الكريمة
و طلباتهم لا تنتهى .. اكل و شرب و ملابس و مصروفات مدارس و دروس خصوصية
و طبعا لا مانع من الفسح و المصايف
الحقيقة اننى اشعر بالقهر و الظلم
لماذا يجب على ان اعمل لرفاهية الجميع
و لم لا تعمل هى و تساعدنى مثل الكثير من الزوجات
و لماذا لا يعطيها اهلها القليل من النقود وهم يملكون الكثير
ماهذا البخل؟؟؟
الحقيقة اننى تعيس معها
اشعر اننى كالثور الذى يدور مع الساقية مغطى العينين
يالأسف
فالشاب الذى نشا على الأنانية و البعد عن الدين
انعدمت عنده النخوه و الشهامة
و الكثير الآن اصبحوا يستحلون أموال زوجاتهم وبل و يجبرونهن احيانا على العمل او طلب النقود من الاهل
و الغريب انه يشعر فعلا بالحزن و القهر و عدم الرغبة فى الانفاق على البيت و الاسرة
لكن
لم نسمع من قبل عن رجل ترك وظيفته و عمله و جلس فى البيت لانه طلق زوجته
بل تجدوه عادى جدا يستمر فى الاستيقاظ مبكرا و العمل حتى المساء بكل جد و أجتهاد
اذا فانت كنت واهم ياأخى و لم تكن تشقى و تتعب من اجل زوجتك و اولادك
بل تشقى و تتعب من اجل ان يكون لك شان فى المجتمع
الم تقرأ القرأن الكريم و تعلم ان لك القوامة و ان عليك الانفاق ؟؟؟
قال تعالى
الم تستمع الى الحديث الشريف
وبعد أخواتى الغاليات
لن استرسل فى سرد الاسباب الوهمية رغم كثرتها حتى لا أطيل عليكم أكثر من ذلك
لكن أرجو أن أكون فتحت لكم طريقا جديدا للسعادة
بالتخلص من الاسباب الوهمية للشعور بالتعاسة
و هذا هو مرادى و هدفى
تفكروا و تأملوا حياتكم
و تخلصوا من الافكار التى لا فائدة منها
لقد تزوجت و انا لا ارغب في العيش في محافظة زوجي لكنني احببته هو،و كنت ارى ان حبي سيجعلني اتخطى الفرق في العادات و التقاليد البالية،لم استطع التاقلم لانهم لا يخرجون من المنزل اي النساء الا للطبيب و مع الزوج،لا يدرسون البنات و كاننا في العصر الجاهلي مهما تفوقت الفتاة بل يحضرونها
لزواج مبكر يدخلها في دوامة المشاكل في عمر صغير.
لقد حاولت و حاولت التاقلم مع حياتهم لكنني لم استطع و هذا ما يسبب لي الكابة خاصة بعد
ان رزقني الله ببنت لا اريدها ان تحيى حياة اهل زوجي
اريد الرحيل لكن ظروفنا لا تسمح الان…
اليس هذا سببا يبدو وهميا لكنني بسببه فقدت السعادة لانني على الاعراف:
فلا استطيع العودة الى الوراء و لا استطيع اصلاح الوضع بسبب الظروف المادية
سلمت يداكي على التنبيه
هناك الكثير من الظروف المحيطه بنا هى مايدفعنا لمثل هذا الشعور والكأبه
ليس بيدنا ولا نستطيع ان نتخطى كل شئ
احيانا الانسان يجب ان يعايش ظروفه مهما كانت قهريه
هى الحياه هكذا
اشكرك ليلو على الطرح الرائع وعلى نشاطك بالقسم
تم التقييم ياقمر
الله يعطيكـِ العآآآفية