ليس من المستبعد أن يتعرض الطفل لبعض الكدمات والرضوض خلال العام الأول من عمره، وفي بعض الحالات، لا يتطلب التعامل مع هذه الأحداث البسيطة أكثر من قبلة ومعانقة للطفل من الأب أو الأم ليشعر بالراحة والاطمئنان، إلا أنه يمكن للطفل أن يتعرض إلى كدمات كبيرة على الرأس تؤدي إلى إصابات خطيرة للرأس. تعلمي كيفية تمييز الإصابة بارتجاج الدماغ وكيفية التعامل معها بشكل مناسب وفوري حتى تتمكني من منح طفلك العناية الطبية اللازمة قبل أن تتفاقم المشكلة وتتحول إلى وضع أكثر خطورة.
ما هو ارتجاج الدماغ؟
تعمل الجمجمة بمثابة درع حامٍ للدماغ، ولكن عندما يقع الطفل ويرتطم رأسه بقوة، أو يتم هزه بعنف، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابة في الرأس-وهو ما يسمى عادة بارتجاج الدماغ- حيث يرتطم الدماغ بالجمجمة. يسبب ارتجاج الدماغ في تغير وظائف وعمل الدماغ بطريقة طبيعية، ويكون مصحوباً عادة بفقدان الوعي المؤقت.
يمكن لارتجاج الدماغ أن يكون خفيفاً وتكون أعراضه مؤقتة، إلا أن ارتجاج الدماغ الشديد يتطلب عناية طبية فورية للتأكد من عدم حدوث ضرر دائم للدماغ. تكون إصابات الرأس لدى الأطفال أكثر خطورة إذا وقع الطفل على سطح صلب من ارتفاع معين يعادل أو يفوق وزنه؛ بمعنى إذا ارتطم في شيء ثقيل، أو إذا تعرض الطفل لضربة على جانب رأسه وليس على الجهة الأمامية أو الخلفية من الجمجمة.
الأعراض
يكون ارتجاج الدماغ الخفيف مصحوباً بفقدان وعي مؤقت، والشعور بالتشويش الخفيف، وصداع طبيعي، والشعور بالنعاس خلال الساعات الأولى للإصابة، والاستفراغ بما لا يزيد عن مرتين بعد حدوث الإصابة، أما إذا تطورت هذه الأعراض خلال 12-24 ساعة التي تلي حدوث الإصابة، فإن ذلك يدل على أن الوضع أكثر خطورة، وعندها عليك التحدث إلى طبيب الأطفال فوراً.
فقدان الوعي: إن فقدان الوعي لعدة ثوانٍ يدل على أن الضربة التي تعرض لها الطفل قوية لدرجة تسببت في حدوث ورم دموي، وإذا بدأ طفلك بالبكاء مباشرة بعد تعرضه للإصابة، فهذا يعني أنه لم يفقد الوعي، وهي علامة جيدة. أما إذا كان الطفل فاقداً للوعي ولكن يتنفس بطريقة طبيعية، وكان لونه طبيعياً، قومي بوضعه في وضعية الاستلقاء على سطح مستوٍ واتصلي بالإسعاف، أما إذا شككت بأن الطفل قد أصاب رقبته، لا تحركيه، وانتظري حتى تأتي المساعدة الطبية.
الشعور بالنعاس: إذا نام طفلك بعد تعرضه للإصابة على رأسه وكان من الصعب إيقاظه، عليك الحصول على المساعدة الطبية في الحال. وحتى تتأكدي من ذلك، اجعلي طفلك يجلس مستقيماً أو اجعليه يقف، فإذا شعر بالإنزعاج، أو بدأ بالبكاء وبالتفاعل معك، فاطمئني بأن الأمور على ما يرام. ولكن إذا لم يتفاعل الطفل معك، وكان شاحب اللون، ويتنفس بطريقة غير منتظمة، ويسيل لعابه بشكل كبير، أو يعاني من الأعراض الأخرى المذكورة أدناه، اطلبي المساعدة الطبية فوراً.
الدوار: الشعور بالدوار المؤقت هو أمر طبيعي بعد التعرض للأصابة في الرأس، لكن إذا استمر الشعور بالدوار بعد ساعة من حدوث الإصابة، وبدأ طفلك بفقدان التوازن بشكل متكرر، أو وجد صعوبة في الجلوس باعتدال، أو لم يكن بمقدوره تحريك ذراعيه وساقيه بطريقة طبيعية، أو وجد صعوبة في الكلام أو التواصل معك، عليك الاتصال بطبيب الأطفال فوراً.
عدم تساوٍ في حجم البؤبؤ: اتصلي بطبيب الأطفال إذا أصيب الطفل بالحول، أو في حال عدم تساوي حجم البؤبؤ في العينين، أو إذا بدأ طفلك بالارتطام بالأشياء من حوله عندما يتحرك- مما يدل على أن قدرة رؤية الطفل قد انخفضت.
الاستفراغ: إذا قام الطفل بالاستفراغ ثلاث مرات أو أكثر بعد تعرض رأسه للإصابة، عليك اصطحابه إلى الطوارئ.
الشعور بالتشويش: بمعنى عدم قدرة طفلك على التركيز، وعدم قدرته على الاستجابة إلى أوامرك أو أسئلتك.
البكاء الشديد والمتواصل: إذا استمر الطفل بالبكاء لأكثر من عشرة دقائق، فمن الأفضل أخذه للطبيب.
التنفس بشكل غير منتظم: راقبي العلامات التي تدل على طريقة تنفس طفلك، مثل الشهيق، أو عدم القدرة على التنفس بعمق، أو صعوبة في التنفس.
خروج السوائل: يتوجب عليك الحصول على مساعدة طبية فوراً عندما يخرج دم أو سائل من أنف أو أذن الطفل إثر الإصابة.
حصول فجوة في جمجمة الرأس: إذا لاحظت وجود فجوة أو انخفاض في جمجمة رأس الطفل، أو إذا لاحظت تورماً بشكل ملحوظ في المنطقة المصابة، اتصلي بطبيب الأطفال.
الصداع الشديد: إذا لاحظت أن طفلك يعاني من صداع شديد يؤثر على سير نشاطاته اليومية الطبيعية، أو يمنعه من النوم، اتصلي بطبيب الأطفال فوراً.
بعض الأعراض الأخرى: من الأعراض الأخرى التي يجب عليها مراقبتها هي: انتفاخ سريع فوق الأذن، وألم في الرقبة، وتغير من اللون الوردي إلى اللون الأزرق، وارتجاف جهة من جهات الجسم، والإصابة بنوبات وتشنجات، وعدم القدرة على تحريك الذراعين أو الساقين، وظهور مناطق زرقاء وسوداء اللون حول العينين أو خلف الأذنين، وشحوب الوجه لفترة وجيزة.
متى عليك استدعاء الطبيب؟
احصلي على الرعاية الطبية عندما تشعرين بوجود شئ خاطئ بعد تعرض طفلك للإصابة في رأسه، فمثلاً إذا ظهرت الأعراض التي تم ذكرها سابقاً على طفلك، تحدثي إلى طبيب الأطفال فوراً. في حال تعرض طفلك للإصابة في رأسه في اليوم الذي يلي تعرضه للإصابة الأولى، اعرضي طفلك على الطبيب حالاً، لأن تعرض الطفل لارتجاج الدماغ مرة أخرى قبل ظهور أعراض الارتجاج الأول يمكن أن يكون غاية في الخطورة.
