في أحد الأيام ذهب الثعلب إلى الأسد وأخذ يتوسل إليه أن يقص الأسد شعره الطويل، كي يلبسه على رأسه، ويخيف الحيوانات..
تبسّم الأسد وأخذ يفكر في الموضوع..
ألحّ الثعلب كثيراً في طلبه، فوافق الأسد على مضض..
لبس الثعلب شعر الأسد وأخذ يتمختر بها مقلداً مشية الأسد، ومزمجراً كصوت الأسد، فرحاً بمنظره الجديد..
رأى الثعلب من بعيد خروفاً صغيراً يأكل العشب بهدوء، اقترب منه الثعلب وصار يزمجر كصوت الأسد..
خاف الخروف من الثعلب الذي ظنه أسداً، وصار يجري ويجري.
ضحك الثعلب كثيراً لأنه استطاع أن يخيف الخروف..
ثم اقترب الثعلب من غزالة جميلة حلوة، كانت تشرب الماء على مهل، وزمجر خلفها.
فقفزت غزالة من الخوف، وصارت تقفز هنا وهناك وهي ترتجف من الخوف، حتى ابتعدت عن الثعلب.
ضحك الثعلب كثيراً حتى انقلب على قفاه من الضحك.
شعر الثعلب بالعطش بعد أن زمجر بصوت عالٍ.
اقترب الثعلب من بركة الماء كي يشرب منها، وهو يزمجر كالأسد.
وما أن وصل إلى بركة الماء حتى رأى صورته على صفحة الماء.
قفز الثعلب خوفاً وصار يركض هنا وهناك، يقع تارة ويقف تارة أخرى، فقد رأى صورته وهو لابس شعر الأسد، ويزمجر بصوتٍ عالٍ..
وبعد لحظات تذكر الثعلب أن الصورة التي رآها على صفحة الماء، هي صورته هو..
فشعر الثعلب بالخجل من الحيوانات التي أخافها..
ثم خلع شعر الأسد وقرر ألا يعود لهذا العمل مرة أخرى.
