اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً
لأننا بشر نُخطيء و نذنب و نعصي و نتجاوز . . قد نبعدُ عن الطريق أميلاً و أميال
فكثيرة هي تلك الأوقات و الأيام و الدقائق و اللحظات , إما في ظلمة الليل أو في وضح النهار
و التي تناسينا فيها نظر الله لنا , وقد خلعنا ثوب الحياء عن أجسادنا و عقولنا بل عن كل جوارحنا
لنظلم فيها أنفسنا , وكثيراً تلك الواردات التي وردت على خواطرنا فحولناها الى أعمال ظلمنا فيها أنفسنا …..
فالظلم واقع فينا لا محالة , مهما كنا علماء أو صالحين , عباداً أو عاميين , ذكوراً أو إناثاً . .
هذه الوقفة مع هذا الدعاء العظيم . .
الذي يُعلن فيه العبد عن قمة إعترافه بكبائره و صغائره , بآثامه و جرائره و فقره لعفو ربه , لعل إفتقارنا و اعترافنا هذا
يكون عملاً صالحاً نتوسل به الى ربنا عز وجل فيقبلنا . .
الحديث : عن أبي بكر الصديق أنه قال لرسول الله : علمني دعاءٌ أدعو به في صلاتي قال : قل
اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً , ولا يغفر الذنوب إلا أنت , فاغفر لي مغفرة من عندك , و أرحمني , إنك أنت
الغفور الرحيم متفق عليه البخاري و مسلم
السّائل و الطالب هو أبو بكر الصديق خير هذه الأمة بعد نبيها
و المسؤول هو خير الخليقة و خير البشر محمد فلابد إذاً أن يكون الجواب يليق بالسائل و المسؤول ,
فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم . .
ومن فقه الصديق أنه علم أن الصلاة هي أقرب صلة بين العبد و بين ربه ,
و هي إحدى الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء , فطلب من النبي أن يعلمه أنفع الدعاء ,
و أنسب دعاء. . دعاء في هذا المقام . . فجاءه الجواب من النبي بهذا الدعاء , الذي يرفع
صاحبه الى أعلى الدرجات , و علّمه فيه كثير من التوسلات التي تستوجب قبول الدعاء . .
فهلاّ تمسكنا بهذا الدعاء و دعونا به . . في كل صلاة . .
نفعني الله و إيّاكم على الدوام . . و بلّغنا بعلمنا القاصر . . أعلى المقام
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين