ﻟﻤﺎ ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﻭ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻓﻲ
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻭ ﺗﺒﻌﺘﻬﻢ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻔﺮﺳﺎﻧﻬﺎ ، ﺃﺩﻛﻬﻢ ﺳﺮﺍﻗﺔ
ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺪﻟﺠﻲ ﻭ ﻛﺎﺩ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻬﻢ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻗﺎﻝ
ﺃُﺗﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﺗﺤﺰﻥ
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﺪﻋﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﺍﻗﺔ ﻓﺴﺎﺧﺖ
ﻳﺪﺍ ﻓﺮﺳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺮﺍﻗﺔ : ﺇﻧﻲ ﺃﺭﺍﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺩﻋﻮﺗﻤﺎ ﻋﻠﻲ ،
ﻓﺎﺩﻋﻮﺍ ﻟﻲ ، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻟﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺭﺩ ﻋﻨﻜﻤﺎ ﺍﻟﻄﻠﺐ ، ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﺴﺮﺍﻗﺔ ﻛﻴﻒ
ﺑﻚ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺴﺖ ﺳﻮﺍﺭﻱ ﻛﺴﺮﻯ ﻭﺗﺎﺟﻪ .
ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﻓﺎﺭﺱ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﻦ ﻭ ﻏﻨﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻛﻨﻮﺯ ﻛﺴﺮﻯ ﺃﺗﻰ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ، ﻓﺄﻣﺮ ﻋﻤﺮ ﺑﺄﻥ
ﻳﺄﺗﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺴﺮﺍﻗﺔ ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺷﻴﺨﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻗﺪ ﺟﺎﻭﺯ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻤﺮ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ
ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻓﺄﻟﺒﺴﻪ ﺳﻮﺍﺭﻱ ﻛﺴﺮﻯ ﻭ ﺗﺎﺟﻪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺃﺯﺏ ﺃﻱ ﻛﺜﻴﺮ
ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻚ ﻭﻗﻞ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﺒﻬﻤﺎ
ﻛﺴﺮﻯ ﺑﻦ ﻫﺮﻣﺰ ﻭﺃﻟﺒﺴﻬﻤﺎ ﺳﺮﺍﻗﺔ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻪ ﺑﻦ
ﺃﺧﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺟﻌﺸﻢ ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺟﺎﺑﺮ
ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﻭﻃﺎﻭﺱ .
ﻭﻟﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﺳﺮﺍﻗﺔ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻗﻴﻞ ﺑﻌﺪ
ﻋﺜﻤﺎﻥ .
ﻓﻤﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺳﻮﻑ ﻳﻐﻨﻢ ﺃﻣﺘﻪ ﻛﻨﻮﺯ ﻛﺴﺮﻯ ﻭﺗﺎﺟﻪ ﻭ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﺳﺮﺍﻗﺔ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺐ ـ ﺑﺎﺏ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ
3419 ﻛﻨﺰ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ . 35752
الف شكررر