تخطى إلى المحتوى

التاريخ الكامل للصهيونية أيدولوجياً وسياسياً 2024

التاريخ الكامل للصهيونية أيدولوجياً وسياسياً


الونشريس



مقدمة

بعد أن قدمت لكم موضوعاً يحمل نقداً للصهيونية وتوصيفاً لها كحركة غربية تأخذ نفس نهج أخواتها من الحركات الغربية مثل النازية والفاشية وغيرهم أقدم لكم اليوم التاريخ الكامل للحركة الصهيونية وتأسيسها تحت قيادة بنيامين زئيف هيرتزل. البحث ليس من إعدادي بل إنه مجرد ترجمة لبحث عبري من إعداد الأستاذ محمد محمود شيحة (ليسانس أداب عبري جامعة المنوفية) مجمع من عدة مراجع يهودية صهيونية مختلفة.

نلاحظ في تاريخ الصهيونية كيفية نشأتها في الكنف الغربي كواحدة من حركات النهضة الغربية وكيف إنها حركة غربية امبريالية استعمارية بالأساس كانت تستلهم أفكارها من الحركات والأفكار الأوروبية الأخرى وكيف ان الصهيونية أصلاً نشأت في الكنف الألماني وأن مؤسسوها الأوائل يهود ألمان وهو ما يؤكد قولنا في موضوعنا السابق أن الصهيونية شقيقة النازية وليست حركة مناهضة لها، إن بعض الفقرات هنا حول أهداف الصهيونية وأسباب إقامتها ستجدها نفس أهداف وأسباب النازية حول وجود اليهود كشعب عضوي غير نافع في أوروبا معزول عن باقي المجتمعات وكيف إنه شعب مشاغب وجاهل ويجب تهجيره من أوروبا لأرض خاصة بها حتى ينتج بها ويتمكن من تفعيل إمكانياته.

وسنجد في هذا البحث دلائل كثيرة تدحض ادعاءات الصهاينة حول حنين اليهود الدائم لفلسطين ورغبتهم في الهجرة الدائمة والرفض الدائم من العالم له فنجد أن في بدايات الهجرة اليهودية توجه كل اليهود المهاجرين إلى أمريكا باستثناء قلة قليلة توجهت إلى فلسطين رغم أن الفرصة كانت متاحة للجميع وكيف ان يهود الغرب كانوا مندمجين تماماً في مجتمعاتهم وكانوا غربيون قبل أن يكونوا يهوداً فمثلاً نرى المفاجأة في أن في الهجرة الثانية اليهودية وهي الأكبر من بين كل موجات الهجرة أكثر من 1.3 مليون يهودي هاجروا للولايات المتحدة بينما هاجر 35 ألف إلى فلسطين أي أن الرغبة اليهودية إلى العودة لأرض فلسطين الموعودة والدولة الإسرائيلية المزعومة ليست سوى مجرد كذبة وخدعة تشبه ألاعيب الحاوي التي لا تعتبر سوى وهم يحاول خداع عملائه به. بل إننا نجد أن هجرة اليهود من أوطانهم كانت نتيجة ضغوط داخلية وظروف اقتصادية وهي نفس الأسباب التي قد تدفع أي شخص للهجرة من وطنه فمثلاً هي نفس أسباب هجرة الشباب المصري الغير شرعية لإيطاليا وهذا يدل على أن اليهودي إنسان طبيعي ولا يحمل فلسطين بداخله كما يدعون ولم يهاجر سوى لأسباب طبيعية وليس أسباب إلهية خارقة للطبيعة نعجز عن دراستها فهو مجرد إنسان يتوطن ويتجنس حيثما يولد.

ونلاحظ أيضاً أن طوال تاريخ الصهيونية لم يتم ذكر يهود العالم العربي والإسلامي حيث أنهم كانوا مندمجين في مجتمعاتهم وهذا يؤكد أكثر أن الصهيونية هي حركة غربية استعمارية تماماً ذات ديباجات يهودية فقط وليست حركة يهودية شيطانية معقدة يستحيل فك شفراتها لتعلقها بالوعود الإلهية والمهدي المنتظر والمسيح الدجال فالصهاينة غير مختلفين عن المستعمرين الانجليز أو أي مستعمرون آخرون وهذا يفسر عدم وجود يهود العالم العربي والإسلامي في تاريخ الصهيونية نهائياً لأنهم أيضاً كانوا من الضحايا المستهدفين.
أتمنى أن يستفيد من هذا البحث الجميع وخاصة المختصين لما يحتويه من أرقام وتواريخ قيمة تساعدهم في أبحاثهم.
وأرجو أن تعذروني في أي أخطاء في البحث فهو أولى تجاربي في الترجمة من العبرية على الإطلاق ونسأل الله التوفيق

*ملحوظة: البحث مختص بالتاريخ الأيدولوجي والسياسي لـ ((بداية الحركة((وتياراتها ولا يتضمن تاريخ مفصل لسيرة الصهاينة أو الأفعال الصهيونية المدنية والعسكرية وربما أخصص بحث أخر شخصي بإذن الله لتاريخ العنف بالصهيونية.

الــــــــــــــــــصـــــهــيــونــيــة
הציונות هاتسيونوت

الصهيونية هي حركة قومية حديثة والتي تدعو لإقامة دولة يهودية بفلسطين، الهدف هذا لم يكن واضح في بداية الحركة وقد ازدادت حدة الهدف بزيادة نجاحها. في البداية تحدثت فقط عن مجرد إقامة دولة ولكن فيما بعد تعدل ذلك ليكون لازماً أن تقوم بفلسطين.
الحركة تأسست كجزء من عملية الصحوة القومية التي مرت على شعوب أوروبا بالنصف الثاني من القرن التاسع عشر وفي الحقيقة ليدعوا لإنهاء الشتات اليهودي عن طريق الوطن القومي للعشب اليهودي. في السنين التي كانت بين كلا الحربين العالميتين واجهت الصهيونية حركات يهودية قومية أخرى والتي كانت تطلب الاستقلال القومي بأماكن تجمع اليهود الأخرى ومع حركات دينية يهودية تقليدية والذين رفضوا فكرة القومية.
بعد الحرب العالمية الثانية 1945 وخاصة بعد إقامة دولة إسرائيل 1948 تحولت الصهيونية للحركة الحاكمة للشعب اليهودي.

مصدر الاسم هو صهيون (بالعبرية: تسيون) وهو أحد الأسماء الأخرى لأورشليم القدس في التوراة:
"ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بترنم وفرح أبدي وعلى رؤوسهم ابتهاج وفرح يدركانهم ويهرب الحزن والتنهد" أشعياء 10:35

الدوافع لتأسيس الصهيونية:

تأسست الصهيونية بمرور القرن التاسع عشر، بذلك القرن ظهر في أوروبا عدة أيديولجيات والذين ترك كل واحد منهم أثر عميق في الصهيونية. عصر التنوير، وقت ازدهار القوميات الرومانية، الماركسية والاشتراكية، عصر النهضة هو الذي مكن المجتمع الأوروبي أن يقف اليهود بينه. وللتنوير (الهسكلاه) أثر أساسي في ألمانيا وفرنسا. ولذلك اليهود بتلك الدول هم الذين بدأوا حركة التنوير. بمرور القرن التاسع عشر بدء لتأسيس اليهودية التصحيحية والتي كان مركزها ألمانيا.
نفس عملية التنوير بدأت تحدث في روسيا في الستينات من القرن التاسع عشر. وأيضاً هناك بدأت حركة التنوير تنمو إلا أن في روسيا كان المجتمع الأكثر تحرراً لليهود. أحداث الشغب التي نظمها اليهود عام 1881 أعاقوا برامج (العواصف الجنوبية). وهكذا تم تمرير جزء من اليهود المتعلمين (مسكيلييم) الذين لم ينجحوا في ان يتم استيعابهم في مجتمع أوروبا الشرقية. كنتيجة لأعمال الشغب تلك هاجر يهود كثيرون للغرب ، فقط جزء صغير منهم وتحت تأثير موشيه ليب ليلنفلوم ويهوذا ليف بيكر قرروا أن يهاجروا لفلسطين وانتظموا تحت اسم جديد وهو (محبي صهيون).

مواجهة للرموز الكثيرة التي كانت تشير إلى الرفض من جانب المجتمع الغربي ، خاصة أثناء الأزمة الاقتصادية في سبعينيات القرن التاسع عشر، غالبية اليهود في غرب أوروبا شعروا بالأمان في عملية الاندماج بالمجتمع المسيحي. ولكن حدث فجأة إفاقة كتلك التي حدثت لرجل اسمه زئييف بنيامين هيرتزل صحفي يهودي (نمساوي ألماني) كان يغطي محاكمة ألفريد درايفوس (ضابط فرنسي يهودي أتُهم بالخيانة) وبمرور المحاكمة لاحظ هيرتزل أن الجمهور الفرنسي والقضاة يتهمون درايفوس بالخيانة بدون أي أدلة قاطعة بل والأسوأ من ذلك أن الجمهور الفرنسي لم يكن يصرخ "الموت للخائن" دون أن يلحقها "الموت لليهود" هذا الحادث أوضح لهيرتزل أن يوجد كراهية شديدة لليهود في باطن الشعوب فليس لليهود مستقبل بأوروبا. ونتيجة لذلك الحادث بدء هيرتزل في التحرك لأجل إقامة دولة للشعب اليهودي.

في عام 1896 نشر هيرتزل كتاب "الرؤية لإقامة دولة يهودية" وهو الكتاب المعروف باسم "دولة اليهود" (لاحظ أن الكتاب كان مكتوب بالألمانية) ووجد صدى كبير لدى المجتمع في أوروبا الشرقية ومكنه من إقامة الحركة الصهيونية ومجلس الشيوخ الصهيوني.
في 29 أغسطس 1897 اجتمع في باسيلي مجلس الشيوخ الصهيوني الأول (المؤتمر الصهيوني) بمبادرة من هيرتزل وأقيمت المؤسسة الصهيونية العالمية (الهستدروت). غالبية أعضاء المجلس جاءوا من أوروبا الشرقية ذلك لأنه غرب أوروبا قد مكن يهود أوروبا من الاستيعاب داخله. هيرتزل والذي اختير ليترأس المجلس ناقش الموضوع مع قادة العالم وكتب خطابات حول هذا الشأن.
بمرور ثمانينات القرن التاسع عشر تم البدء في تنمية مؤسسات ماركسية واشتراكية، يهود كثيرون انضموا لتلك الحركات في 1987 أقيمت المنظمة اليهودية الشيوعية التي تسمى (هابوند) وكانت تضم 2.5 مليون يهودي تقريباً. هذا رغم أن الشيوعية تتحامى للمثالية وترفض الدين شعر يهود كثيرون بالرفض داخل المجتمع الشيوعي.
موجة الهجرة الثانية جاءت بسبب هجرة الجماهية من أوروبا الشرقية والتي حدثت في نهاية القرن التاسع عشر ومع بداية القرن العشرين هاجر اليهود بعدد كبير نسبياً مقارنة بتعدادهم السكاني. الموجة التي تضمنت الهجرة الثانية كانت الكبرى بين موجات الهجرة. أكثر من 1.3 مليون يهودي هاجروا للولايات المتحدة بينما هاجر 35 ألف إلى فلسطين. الغالبية العظمى من المهاجرين هاجروا إلى الولايات المتحدة وإنجلترا والأرجنتين وفرنسا وكندا وجنوب أفريقيا (لاحظ أن فلسطين ليست في قائمة الدول تلك(.
من دوافع الهجرة الجماعية أن سكان أوروبا الشرقية اليهود كانوا يهوداً مثل الأخرين وكان يوجد زيادة سكانية سريعة في المنطقة تلك وكذلك المشاكل الاقتصادية الصعبة فجعلتهم يعانون من مأساة كبرى.
سبب آخر أسرع من هجرة اليهود هي القوانين والمطاردات من جانب الحكومات ومن جانب المجتمعات المحلية.
اثنين من الحوادث التي أسرعت اليهود بالهجرة كانت برامج كيشنيف (برامج موجهه ضد اليهود) التي حدثت بعام 1903 وبرامج ما بعد تجربة النمو في روسيا عام 1905.
من بين 35 ألف يهودي فقط هاجروا إلى فلسطين قلة قليلة كانت تعرف نفسها كصهيونية والغالبية هاجروا لإسرائيل بسبب الضغط لكن القلة الصهيونية التي هاجرت لفلسطين هاجرت وهي متأثرة بالأيدولوجيات الماركسية والاشتراكية من جانب ومؤذية لليهودية من جانب أخر، عامل الإيذاء كان مختص بمسألة حب التوراة ونشرها بين يهود فلسطين.
بسبب الخلفية الماركسية لهم زاد الرجال من نشاطاتهم السياسية وهم الذي باستمرار شغلوا المناصب السياسية بالمستوطنات وبدولة إسرائيل ومن بين المهاجرين في موجة الهجرة تلك كان يوجد بن جوريون وبيرل كتسيلسيون و تنكيد وأى.دى جوردون والأخير كان متأثراً بشكل كبير من مبدئ العمل الخاص بليف تولستوي.
بعد الحرب العالمية الأولى قامت في روسيا حرب أهلية التي أضرت بيهود كثيرين وكنتيجة لهذا الضغط ومن منظمة حركة الشباب والذين نظموا فرق الهجرة الثانية هاجر لفلسطين صغار كثيرون من شباب الماركسية. والتقدميين هم الذين شكلوا القاعدة الأكثر وسعاً من الأيدولوجية الماركسية القومية الخاصة بالهجرة الثالثة. بتلك الهجرة أيضاً تأسست حركة الحارس الصغير (هاشومر هاتسعير) والهجرات الرابعة والخامسة والسادسة والغير قانونية والتي حدثت عقب الضغوط التي حدثت في أوروبا في بولندا و ألمانيا النازية. كانت تلك الهجرات ذات مستوى فكري أقل بكثير.
الهجرة السابعة حدثت بعد إقامة دولة إسرائيل وكانت حوافزها هو تحقيق التنبؤات المشيحانية القديمة في أن الشعب اليهودي سيعود بعد 1800 عام إلى صهيون وأيضاً من اقتناعهم بأن المنفى ليس وطن لليهود.
يقال أن دوافع الصهيونية كانت مركبة في نفس الوقت. الضغوط الاقتصادية والمعادية للسامية والتي ضغطت على الجمهور اليهودي للهجرة لفلسطين وأفكار أخرى مادية ودينية والتي قادت الصهاينة إلى تحقيق أهداف أخرى، الدوافع المادية الأساسية كانت الأفكار الاشتراكية القومية والأفكار التصحيحية.

أهداف الصهيونية:

بداية الصهيونية بشرق ووسط أوروبا (جماهير المحافظين من المجر النمساوية والمانيا) وأهداف الصهيونية لم تكن مقبولة أبداً لكل تيارات الصهاينة وحتى الأهداف التي أتفقوا عليها اختلفت بمرور الوقت بالتطورات الأخرى (وعد بلفور – الانتداب البريطاني – قيام إسرائيل … إلخ) أيضاً قائمة الأولويات بين الأهداف الأخرى لم تكن ثابتة حتى تلك التي أتفقوا عليها.

بين أهداف الصهيونية التي استراحوا منها بمرور الوقت الآتي:

*إقامة وطن قومي للشعب اليهودي
*تطوير دولة إسرائيل بوسائل استيطانية باليهود وبطرق احترافية أخرى.
*تنظيم الشعب اليهودي بوسائل صناعية بواسطة شركاء أخرون
*زيادة الوعي الذاتي للشعب اليهودي
*تحضير الأسس السياسية لإقامة الوطن القومي
*تشجيع الهجرة إلى فلطسين
*تشجيع التعليم اليهودي العبري
*بناء مجتمع نموذجي مبني على العدل الاجتماعي والمساواة
*اتحاد يهودي لمحاربة معاداة السامية
*بناء قوة يهودية من أجل الدفاع عنهم من مطارديهم
*جعل العبرية لغة الشعب اليهودي
*زيادة وحدة شعب إسرائيل
*زيادة الدعم لدولة إسرائيل
*تجميع الشعب اليهودي بدولة إسرائيل

الفرق بين صهيونية اليوم وصهيونية الماضي

الفرق بين صهيونية اليوم وصهيونية الماضي منذ أن الأهداف الأساسية للصهيونية بالماضي (مثل إقامة الوطن القومي) قد تحققت بالفعل كان هناك تغير حول إعلان أهدافها الجديدة خاصة حول تقوية الدولة ومكانها وقاعدتها.

يتبـــــــــــــــع

    تاريخ الصهيونية

    الصهيونية القديمة

    طبقاً لوجهة النظر العالمية المنتشرة بشكل واسع حول الصهيونية يجعلون بداية الصهيونية للنصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر.
    الغالبية العظمى من اليهود بأوروبا كانوا متدينين بمرور القرن الثامن عشر نشأت بأوروبا حركة فكرية تدعى باسم عصر التنوير (الهسكلاه) تلك الحركة صنعت انفتاحا من المسيحيين تجاه اليهود. بتلك الحركة كانت أوروبا قد قبلت اليهودية. بمرور القرن التاسع عشر وخاصة بألمانيا وفرنسا تفتح المجتمع اليهودي للمجتمع المسيحي. قاد العملية اليهود الغربيين والذين دعوها بحركة التعليم أو التنوير.
    حتى نهاية القرن التاسع عشر كانت اليهودية قد عبرت عملية كبيرة من الاستيعاب بالمجتمع الاقتصادي والمسيحي وبمرور القرن التاسع عشر ربح اليهود بغرب أوروبا الحرية "حقوق المساواة" وبشكل رسمي تحول اليهود لأول مرة في التاريخ منذ صعود المسيحية لمواطنين متساويين في الحقوق.
    بالرغم من أن ظاهرة التنوير ظهرت بشكل متوازي مع الرومانسية والقومية الحديثة. الحركة القومية التي ظهرت عقب الأفكار الرومانسية جادلت في أن الهوية الأساسية للإنسان هي الهوية القومية المقامة على لغة تاريخية وعلى أرض مشتركة وتلك الهوية يجب أن تمثل بدولة ولكل شعب دولة واليهود اعتبروا نفسهم بذلك مالكي الشعب مع دين آخر تصبح مكان المسيحية اليهودية وكذلك تحول اليهود المحدثين إلى ألمانيا يتبعون دين موسى. وبالرغم من أن صعود الرومانسية حول اليهود في عيني محيطيهم كقسم ليس له علاقة بالقومية الصاعدة فالمؤرخ تسافي جراتس لاحظ صعود القومية اليهودية وأشار إليها.
    الوعي بالقومية تلك أمكن لوجود الصهيونية على يد مفكرين كموشيه هس وبينكر وهيرتزل . وجاهت النظرة الأيدولوجية الخاصة باليهودية كقومية تسببت في تشكيل القاعدة لتشكيل الحركة الصهيونية القومية والتي قادت في النهاية لإقامة دولة يهودية قومية. التنوير والتعليم جاء إلى شرق أوروبا فقط بالعقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر. يهود شرق أوروبا بدئوا أيضاً بعملية التنوير والتعليم. بالرغم من أنها بصورة متحضرة مقارنة بيهود وسط أوروبا.
    شعوب شرق أوروبا كلهم كانوا محافظين أكثر (بسبب التقدم البطيء والقوة الزائدة للكنيسة) ولذلك عملية التعليم اليهودي بين تلك الشعوب قوبلت برفض كبير من جانب المجتمع المسيحي ، المعارضة للانضمام تمثلت في برامج مشهورة مثل (عواصف الجنوب) و(برامج كيشنيف) والتي عارضت يهود وسط أوروبا. يهود شرق أوروبا لم يتسلموا التحرير الذي ناله يهود غرب أوروبا ولذلك بقوا معزولين طبقاً للقانون وعانوا من اضطهاد السلطة وكنتيجة من ذلك وجد اليهود المتعلمين في شرق أوروبا صعوبة في إيجاد طريقة للاندماج مع مجتمع شرق أوروبا العام. جزء كبير من اليهود المتعلمين من شرق أوروبا انضموا بالبنود وهي منظمة اشتراكية يهودية تعمل بروسيا وجزء آخر بحث عن مصيره بدول غربية وخصوصاً الولايات المتحدة حيث أن اليهود هناك استوعبوا بسهولة أكبر.
    حدث مع بداية ثمانينات القرن التاسع عشر هجرة عامة من شرق أوروبا خاصة للذهاب للولايات المتحدة حتى الحرب العالمية الأول ووصل عدد المهاجرين تقريباً لحوالي 35 مليوناً.
    أسباب الهجرة الكبرى كانت الزيادة الكبيرة في عدد السكان والضغط الاقتصادي الكبير الذي عاشوا به وكان 2.5 مليوناً من بين كل المهاجرين يهوداً والذين لم يعانوا فقط من المشاكل الاقتصادية وحدها ولكن أيضاًَ من معاداة اليهود. فقط جزء ضئيل جداً من اليهود قرر الهجرة لفلسطين فيما يسمى بموجة الهجرة الأولى والثانية والأسباب في الحقيقة متعددة وأولها هي أن فلسطين أقرب وأرخص كثيراً من الولايات المتحدة وكذلك الرابط الديني (معظم المهاجريين كانوا متدينين) الأمل في إنهم سيتأقلمون أكثر في فلسطين اقتصاديا وتلك كانت بداية توحيد الأفكار القومية، بتلك الأعوام قاموا في رومانيا وروسيا حركات لحب صهيون والذين شجعوا في إحياء اللغة العبرية والهجرة لفلسطين في اجتماع لجنة كتوفيتس في عام 1884 وحدوا تلك الحركة إلى حركة كبيرة وعرفوا بأنفسهم كبداية الصهيونية كحركة سياسية قومية. في يوم 30 ديسمبر 1881 في رومانيا أجتمع مجلس بوكشان والذي كان المؤتمر الصهيوني الأول وتأسس الهدف المركزي للاستيطان في فلسطين وسوريا.
    أول تنظيم للهجرة لفلسطين كان بيوم 25 أغسطس 1882 وجاءوا من جاليسيا ورومانيا حيث السفينة الأولى التي جلبت 220 مهاجراً وهم المهاجرين الذين أقاموا وشنه بينسا و ذكرى يعقوب.
    غالبية المهاجرين بالهجرة الأولى جاءوا من شرق أوروبا وأراضي روسيا الواقعة ببولندا ورومانيا أيضاً حوالي 2500 مهاجر جاءوا لفلسطين من اليمن في ذلك الوقت.
    حاملو الفكر الذي لمعوا بنهاية القرن التاسع عشر تخطوا جدار اليوتوبيا وتحولوا إلى برامج لتحقيقها. في الواقع ليس بأرقام كبيرة فمنذ منتصف القرن التاسع عشر تلاميذ الحاخام يهودا بيباس والحاخام يهودا بن شلومو حي القلعي تدفقوا مهاجرين إلى يافا من مناطق الإمبراطورية العثمانية ومن منفى اليهود بإسبانيا ووسط أوروبا. في يافا دعموا أنفسهم لحمل المجتمعات الموجودة في المنفى (متعاضدين مع أبناء المستوطنات القديمة الذين اعتمدوا على آلية التوزيع) وأعدوا البنيان الفكري الاجتماعي والمؤسسي الاقتصادي لاستيعاب يهود شرق أوروبا والذين جاءوا لفلسطين بالربع الأخير من القرن.
    هجرة التلاميذ هي الهجرة التي تستحق أن تسمى بالهجرة الأولى وايضاً القلعب كما أيضاً زافي كليشور المتأثر بـ"ربيع الشعوب" الأوروبي من منتصف القرن التاسع عشر وحاول مزج الأفكار الأوروبية مع التوق التاريخي الديني لعودة اليهود لأرض صهيون.

    مؤســـس الصهيونية

    في عام 1894 الصحفي بنيامين زئيف هيرتزل صحفي يهودي غطى محاكمة درايفوس وبمرور المحاكمة لاحظ هيرتزل أن الجمهور الفرنسي والقضاة يتهمون درايفوس بالخيانة بدون أي أدلة قاطعة بل والأسوأ من ذلك أن الجمهور الفرنسي لم يكن يصرخ "الموت للخائن" دون أن يلحقها "الموت لليهود" هذا الحادث أوضح لهيرتزل أن يوجد كراهية شديدة لليهود في باطن الشعوب فليس لليهود مستقبل بأوروبا ونتيجة لذلك الحادث بدء هيرتزل في التحرك لأجل إقامة دولة للشعب اليهودي. ولكن التأثر الأكبر لهيرتزل كان في فشل العتق من تأمين الحرية لليهود والحقوق الاجتماعية المتساوية. من خلال عمليات تقوض الإمبراطورية النمساوية المجرية حيث عاش بها 2 مليون يهودي. وصعود حركات قومية عنصرية وكراهية الأجانب بأراضيها.
    في 29 أغسطس 1897 اجتمع المؤتمر الصهيوني الأول بمبادرة هيرتزل وأقيمت المنظمة الصهيونية العالمية (الهستدروت). معظم أعضاء المجلس جاء من شرق أوروبا وذلك لأن النظام الاقتصادي في غرب اوروبا مكن اليهود هناك من الاندماج فيه.
    هيرتزل تم انتخابه ليكون رئيس المنظمة وقد استمر في جهوده. ناقش الموضوع مع زعماء العالم وكتب خطابات بهذا الشأن وأيضا بأشياء أخرى مثل كتاب دولة اليهود. وبذلك كان قد وضع الأساس لكل النظم السياسية للحركة الصهيونية ودولة إسرائيل. وفي ذلك المجلس تقررت ديموقراطية الحركة الصهيونية وكذلك تقررت به المبدئ المهم "مصوتين أحزاب وليسوا ممثلين" حيث الحقيقة التي مكنت كل شخص من أن يكون ممثلاً في البرلمان وهذا أيضاً هو الوضع في كنيست دولة إسرائيل.

    المنظمة الصهيونية العالمية أقيمت بدون طلب من لجنة كتوفيتس. وهيرتزل بحداثة طريقة بالرغم من عدم معرفته بحركة محبي صهيون وهي كانت حركة قومية تهدف لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي بدون أي تفاصيل حول متى تقام وأين تقام، وفي النهاية انضمت حركة محبي صهيون للصهيونية وشكلوا قطاع "نيتس" وهو قطاع صغير نازي نسبياً بالصهيونية. ابتكار هيرتزل الكبير لاقى شعبية كبيرة وعارض حركة الهجرة لفلسطين داعياً للعمل في صمت وعندما أعيقوا على يد السلطات قرر هيرتزل العمل بصورة عكسية. هدفه كان أن يصل لتقنين عالمي للصهيونية مع العلم الخاص بها والاعتراف بالحق القانوني لليهود كشعب يجب أن يكون له دولة ملكه ومن هنا جاءت فكرة الصهيونية السياسية. ولكي يصل لذلك الهدف ناشد هيرتزل مبادراً الإمبراطورية العثمانية وقيصر ألمانيا الإمبراطورية البريطانية وكانت نهاية تلك العملية هو تحقيق وعد بلفور والاعتراف بوطن قومي لليهود وبقرار الأمم المتحدة للتقسيم في 1947. وتحقق توقع هيرتزل بشعبية العملية والشرعية العملية والتي تقبلها مساعدوه بكل نقط التلاقي الصعبة والتي عبرتها الصهيونية حتى تحققها.
    بسبب برامج كيشنيف أجتمع مجلس الشيوخ الصهيوني السادس والذي قام في بال عام 1903 عرض هيرتزل مشروع أوغندا والذي طبقاً له تقام مستوطنة يهودية في أوغندا.
    ذلك المشروع بحث بجدل كبير وفي المجلس السابع والذي اجتمع في 1905 قرر أن الأرض الوحيدة التي يمكن أن تقام بها دولة لليهود هي فلسطين. الهدف المهم حول أن فلسطين يجب أن تكون مقر الدولة المستقبلية قاده (صهيوني صهيون) بقيادة مناحم أوسيشكين ويحيائيل تشلنوف وشمرياهو لافينوكنتيجة انفصل عن الحركة الأرضيين (التريوتراليستيين) وهكذا أعلنت الحركة الصهيونية رسمياً عن هدفها بإقامة وطن قومي لليهود بفلسطين. وكنتيجة لذلك القرار في 1908 تمت إقامة المكتب الوطني الإسرائيلي (الأرتس يسرائيلي) بقيادة أرتور رونيه والذين كانوا المبتدئين بمراسم إقامة الدولة.

    الهجرة الثانية

    بين الأعوام 1903 لـ1904 هاجر لفلسطين خاصة من شرق أوروبا حوالي 35 ألف مهاجر بينهم 13.000 إلى 1000 هم الذين بقوا هناك.
    فقط قلة قليلة من المهاجرين من 1000 لـ1500 كانوا متأثرين بالأيدولوجية الاشتراكية القومية.
    نواه الأيدولوجية تلك كانت لها تأثير كبير على المستوطنات بفلسطين. طبقاً للتركيب الديموغرافي كانت تلك الهجرة بشكل كبير امتداد للهجرة الأولى.
    الغالبية العظمى للمهاجرين جاءوا من شرق أوروبا خاصة من حدود الموشاف وجاليتسيا. وقلة قليلة من الدول الإسلامية. جمهور المهاجرين كانوا عائلات محافظة دينياً والذين كانوا يأملون في تحسين وضعهم الاقتصادي وللعثور على راحة ووضع اجتماعي واستكمال نظام حياتهم القادم ومعظمهم لم يكن منظم ولا صاحب أفكار محددة.

    قلة قليلة من بين رجال الهجرة الثانية كانوا شباب وشابات في العشرينات من عمرهم من الذين هاجروا كانوا اشتراكيون وصهاينة (رواد وقوميين) وبداخلهم همة الشباب. مجموعة الصغار مليؤون بالاشتراكية والقومية اليهودية كانوا النواة الصلبة التي قادت الاستيطان الريادي بإسرائيل. من أطر رؤيتهم للاستيطان بفلسطين وجعلها أرض قيم كبرى رغم تحدثهم كلهم اليديشيية حينها فاستخدام اللغة العبرية بدا لهم مهم جداً. جزء منهم كان مستعد للتخلي عن خصوصيته وفرديته من أجل أهدافهم. هؤلاء المهاجرون تمردوا ضد الحياة اليهودية بالمنفى وأرادوا صنع (مجتمع جديد) و(آدم جديد) في فلسطين. تلك القلة شكلت النخبة الفكرية للمستوطنة بفلسطين والذي كان دورها قيادة المستوطنة حتى إقامة الدولة وحتى بعدها. وبمرور الأعوام عرفت الهجرة الثانية بتلك النخبة لكن دراسات اليوم تشير إلى أن تلك المجموعة كانت قلة وليس لها أن تمثل باقي المهاجرين في الهجرة الثانية.
    بين المهاجرين بتلك الهجرة كان يوجد ديفيد بن جوريون وإسحاق بن زافي وأدي.دي جوردون. في 1917 نجحت المؤسسة الصهيونية أن تحقق أحلام هيرتزل والذي توفى في 1904 وأن تحصل على وعد بلفور والذي به أعلنت بريطانيا إدراكها لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ذلك البيان تأكد بواسطة عصبة الأمم المتحدة في 1920 بتأطير الانتداب التي أعلنته بريطانيا.

    الهجرة الثالثة

    بعد الحرب العالمية الأولى حدثت في روسيا حرب أهلية أضرت بالكثير من اليهود وكنتيجة لذلك ولحركة الشباب هاجر لفلسطين يهود كثيرون خاصة الشباب. والذين قادوا القاعدة الأكثر وسعاً من الأيدولوجية الاشتراكية القومية للهجرة الثالثة وهؤلاء الأشخاص تسموا "حالوتسيم" (الرواد) وبتلك الهجرة قامت حركة الحارس الصغير (هاشومر هاتسعير) والتي كانت تمثل اليسار الاشتراكي وحتى الشيوعي وبمرور السنين وصلت مُثلت بواسطة حزب العمال حتى انضمت لمارتس.
    كنتيجة من الانتداب قامت في 1929 الوكالة اليهودية والتي كان واجبها بدء إقامة الوطن القومي.
    الوكالة تولت قيادة المستوطنات بفلسطين وبدئت في تشكيل الآليات وفريق العمل الذين سيخدمون الدولة في المستقبل.
    مهاجري الهجرة الثالثة تركزوا خاصة في المستوطنات والقرى لا بالمدن واستقروا وأقاموا مستوطنات جديدة مثل نهلل ووادي بن رعائيل.

    *************

    طبعا الموضوع منقول

    شكرا ياقمر

    بارك الله فيكِ

    منوووووورات

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.