مع انتهاء ماراثون الثانوية العامة، أصبح كل ما يشغل أولياء الأمور والطلاب هو الالتحاق بإحدى كليات القمة المعتادة مثل الطب أو الهندسة.. ورغم أن هناك تخصصات نادرة ومطلوبة في سوق العمل.. إلا أن أحداً لم ينتبه إليها.
من بين تلك المجالات مجال "التربية الخاصة" و"التخاطب"، فتعالوا بنا نتعرف على اثنين من أكثر التخصصات إنسانية ورحمة،،،
التربية الخاصة تخصص يتعامل مع حالات الإعاقة الذهنية والحركية للأطفال، ويعمل علي تأهيلهم بواسطة مجموعة من البرامج التي تعمل علي رفع مستواهم في المجالات التي تتوافق مع قدراتهم العقلية حتى يتكيفوا مع المجتمع الذي يعيشون فيه.. عوامل عديدة دفعت بشباب حديثي التخرج للعمل في التربية الخاصة،
من هؤلاء، مجدي داود (أخصائي تربية خاصةـ مصر)، الذي يحكي عن تجربته في هذا المجال ويقول: «كان الشائع في مصر هو دخول الطلاب كليات الهندسة، والطب، أو التربية إنجليزي أو فرنساوي.. إلا أن مجال التربية
الخاصة أصبح مجالا قويا ومطلوبا داخل وخارج مصر».مفهوم التربية الخاصة
تعرف التربية
الخاصة بأنها نمط من الخدمات والبرامج التربوية تتضمن تعديلات خاصة سواءً في المناهج أو الوسائل أو طرق التعليم استجابة للحاجات الخاصة لمجموع الطلاب الذين لا يستطيعون مسايرة متطلبات برامج التربية العادية .وعليه، فإن خدمات التربية
الخاصة تقدم لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبياً على قدرتهم على التعلم، كما أنها تتضمن أيضاً الطلاب ذوي القدرات والمواهب المتميزة.ويشتمل ذلك على الطلاب في الفئات الرئيسة التالية :
الإعاقة العقلية ( Mental Handicap )
الإعاقة السمعية ( Hearing Impairment )
الإعاقة البصرية ( Visual Impairment )
الإعاقة الحركية ( Physical Impairment )
الإعاقة الانفعالية ( Emotional Impairment )
التوحد ( Autism )
صعوبات التعلم ( Learning Disabilities )
اضطرابات النطق أو اللغة ( Speech and Language Disorders )
أهداف التربية الخاصة
*التعرف إلى الأطفال غير العاديين وذلك من خلال أدوات القياس والتشخيص المناسبة لكل فئة من فئات التربية الخاصة.
*إعداد البرامج التعليمية لكل فئة من فئات التربية
الخاصة .*إعداد طرق التدريس المناسبة لكل فئة من فئات التربية الخاصة، وذلك لتنفيذ وتحقيق أهداف البرامج التربوية على أساس الخطة التربوية الفردية .
* إعداد الوسائل التعليمية والتكنولوجية الخاصة بكل فئة من فئات التربية
الخاصة .* إعداد برامج الوقاية من الإعاقة ، بشكل عام ، والعمل، إن أمكن، على تقليل حدوث الإعاقة عن طريق البرامج الوقائية .
*مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وذلك بحسن توجيهم ومساعدتهم على النمو وفق قدراتهم واستعداداتهم وميولهم.
* تهيئة وسائل البحث العلمي للاستفادة من قدرات الموهوبين وتوجيهها وإتاحة الفرصة أمامهم في مجال نبوغهم .
* تأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص المناسبة لتنمية قدراته حتى يستطيع المساهمة في نهضة الأمة.
مبادئ التربية الخاصة
*لابد من تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في البيئة التربوية القريبة من البيئة العادية.
*إن التربية
الخاصة تتضمن تقديم برامج تربوية فردية .وتتضمن البرامج التربوية الفردية :
أ- تحديد مستوى الأداء الحالي .
ب- تحديد الأهداف طويلة المدى .
ج- تحديد الأهداف قصيرة المدى .
د- تحديد معايير الأداء الناجح.
هـ- تحديد المواد والأدوات اللازمة.
و- تحديد موعد البدء بتنفيذ البرامج وموعد الانتهاء منها .
* إن توفير الخدمات التربوية الخاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يتطلب قيام فريق متعدد التخصصات بذلك حيث يعمل كل اختصاصي على تزويد الطفل بالخدمات ذات العلاقة بتخصصه.
* إن الإعاقة لا تؤثر على الطفل فقط ولكنها قد تؤثر على جميع أفراد الأسرة .
والأسرة هي المعلم الأول والأهم لكل طفل.
* إن التربية
الخاصة المبكرة أكثر فاعلية من التربية في المراحل العمرية المتأخرة . فمراحل الطفولة المبكرة مراحل حساسة على صعيد النمو ويجب استثمارها إلى أقصى حد ممكن .أهمية رسالة معلم التربية الخاصة
إن رسالة المعلمين – بمن فيهم معلمو التربية
الخاصة – لا تنفصل عن الرسالات السماوية التي تهدف إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور – بإذن ربهم – و هدايتهم إلى سبيل الحق والعدل والخير، وترجع أهمية مهنة المعلم إلى أنها تتحكم في مصير الجيل الصاعد، و تقرر ما سيكون عليه في مستقبل أي أمة من الأمم ، فإن وجهت توجيهاً رشيداً فهناك المجد والشرف الرفيع في الانتظار . ولا تقل رسالة معلم التربية الخاصة أهمية….فنحن نكن له كل التقدير لما يلاقيه من صعوبات كبيرة في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وإيصال المعلومة لهم، فالتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ليس بالأمر اليسير وإنما يتطلب مهارات خاصة، و كثير من الجهد، و الصبر و المثابرة .و ينفرد معلم التربية
الخاصة بتدريس المنهج الإضافي، وهو منهج يشتمل على مجموعة من المهارات التعويضية التي دعت الحاجة إلى تدريسها نتيجة لظروف الإعاقة،و من تلك المهارات ما يلي :
1.المهارات الأكاديمية
2. مهارات الإدراك الحسي .
3.مهارات التواصل.
4.المهارات الاجتماعية .
5.مهارات الحياة اليومية .
تخصص "التخاطب"
وقريبا من تخصص التربية الخاصة، هناك مجال "التخاطب"، الذي يعد من المجالات المهمة والمطلوبة في سوق العمل، ويقول د. أحمد الصباغ ـ أخصائي تخاطب في معهد السمع والكلام بجمهورية مصر العربية ـ إن التخاطب مجال حديث وُجد في الطب، ولم يكن متواجدا منذ حوالي 30 عاما، وفيه يحاول الأخصائي أن يكيف المريض للتعامل مع الإعاقة الموجودة لديه.
يشرح الصباغ طبيعة عمله ويقول تتراوح المشكلات التي يعالجها التخاطب ما بين مشكلات اللغة مثل التلعثم ودرجة الصوت ونقائه(البحة الصوتية)، مرورا بالإعاقات الذهنية والسمعية وصولا لمريض التوحد.
وعن أسباب اتجاهه إلى هذا المجال،
قال الصباغ: "ارتبطت بمهنة أخصائي التخاطب لأنها مهمة إنسانية في المقام الأول، ولها أجر عظيم، لأنك تساعد طفلا لا يستطيع أن يعبر عن احتياجاته، بالإضافة إلى أن هذا التخصص أصبح مطلوبا في سوق العمل … مع زيادة الاهتمام بمجال التخاطب
من هو أخصائي التخاطب؟
أخصائي التخاطب هو ذلك الشخص المؤهل والمدرب لكي يقوم بتلك الوظيفة التي تتطلب جانبا عاليا من الاطلاع والثقافة واللباقة والكياسة والقدرة على تكوين العلاقة الطيبة مع الطفل حتى يتسنى له النجاح في أداء مهمته.
مهام و واجبات أخصائي التخاطب
– المشاركة في التشخيص و التقييم الشامل للحالات خاصة من حيث النمو اللغوي و اضطرابات النطق و عيوب الكلام .
– دراسة العوامل العضوية والنفسية المسببة للاضطراب مع الإفادة في ذلك من تقارير الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمعلومات المتجمعة عن طبيعة البيئة و العلاقات الأسرية .
– وضع البرنامج العلاجي المناسب لنوع الاضطراب وحدته وتنفيذه ومتابعته وتقويمه أو إحالة الطفل إلى المراكز العلاجية المتخصصة.
– تنسيق الجهود وتبادل المعلومات بشأن حالة الطفل مع بقية أعضاء الفريق و الإفادة من جهودهم في مساندة و تعزيز البرنامج العلاجي بما يحقق فاعليته و نجاحه .
– تبصير الوالدين بدورهما في متابعة حالة الطفل وإمدادهما بالمعلومات والتدريب الملائم للمشاركة في البرنامج العلاجي أثناء تواجد الطفل بالمنزل .
– متابعة حالة الطفل بعد انتهاء البرنامج العلاجي واتخاذ ما يلزم من إجراءات بشأن مواصلة مراحل أخرى من العلاج أو تعزيز المكاسب و المهارات التي اكتسبها الطفل نتيجة البرنامج العلاجي.
– المشاركة في توعية الأسر بالتأثيرات السلبية للمناخ الأسري المشبع بعدم الاستقرار والاضطراب والخوف وطرق التنشئة الخاطئة كاستخدام العقاب البدني والتهديد و القسوة في معاملة الطفل على نموه اللغوي وبأهمية التفاعل اللفظي مع الطفل كوسيلة لزيادة مفرداته اللفظية و محصوله اللغوي .
كيف أصبح أخصائي تخاطب؟
من أهم الكليات المؤهلة لهذا التخصص هي آداب علم نفس، ومعاهد الخدمة الاجتماعية التي توفر للطلبة مجموعة من المعلومات الأساسية، تؤهلهم للتعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن لابد من حصول الراغبين في دراسة علم التخاطب علي مجموعة من الدورات المتخصصة من معهد السمع والكلام أو كلية التربية في جامعة عين شمس حتى يمكنهم مزاولة المهنة بكفاءة.
فكل التحايا لكل من يحمل شعلة أمل تضئ حياة إنسان،،،