الجن نوع من أنواع الخلق يعيشون فى أمم أى جماعات مثلهم مثل الناس بدليل قوله تعالى بسورة الأنعام "وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم "وكلمة الجن تطلق فى القرآن على شيئين :
مم خلق الجن ؟
خلق الله الجان أبو الجن من نار السموم وهى مارج من نار وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "والجان خلقناه من قبل من نار السموم "وقال بسورة الرحمن "وخلق الجان من مارج من نار "ومعظم البشر يعتقد أن النار المذكورة فى الآيات هى اللهب المتأجج وهو اعتقاد خاطىء فالنار هىالوقود أى خشب الأشجار وأوراقها الجافة مصداق لقوله تعالى بسورة يس "الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون "والمعنى الذى خلق لكم من النبات الأخضر وقودا فإذا أنتم منه تشعلون ومصداق لقوله بسورة الواقعة "أفرأيتم النار التى تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون "فالنار هى الشجرة أى الوقود وهو الخشب وكل ما يجف من الشجرة ومن ثم فالجن خلقوا من الوقود وهو التراب المتخلف عن حرق خشب الأشجار .الملائكة من الجن :
إن الملائكة فصيل من الجن اختارهم الله منهم لأداء مهام معينة كلفهم بها والأدلة على هذا هى :
–أن الله جعل إبليس من الملائكة فقال بسورة البقرة "وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس "فهنا إبليس أحد الملائكة وفى نفس الوقت جنى لقوله بسورة الكهف "إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ".
–أن الملائكة اعترضت ورفضت خلق أدم (ص)عندما أخبرهم الله أنه سيخلقه ومن المعروف أن المسير لا يملك حق الإعتراض والرفض وفى اعتراضهم قال تعالى بسورة البقرة "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء "والمسير لا يقدر على المن على خالقه كما فعلت الملائكة بقوله له "ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك "ومن ثم فهم مخيرون ولا يوجد مخير سوى الإنس والجن ومن ثم لابد أن يكونوا من الجن لأنهم ليسوا من الإنس.
–أن الله جعل على الرسل (ص) ومنهم بعض الملائكة رصدا وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "الله يصطفى من الملائكة رسلا"والرصد هو الرقيب المسجل للعمل وفيه قال تعالى بسورة الجن "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا "وقال بآية سورة الحج "ومن الناس إن الله سميع بصير يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم "والمسير لا يتم رصده وأما المخير فيرصد لأنه قد يفعل ما حرمه الله عليه .
وقد وكل الله للملائكة وكلهم رسل لله – مصداق لقوله بسورة فاطر "جاعل الملائكة رسلا" -وظائف عدة ذكر فى القرآن منها التالى :
– النزول بالوحى واختص به الله جبريل(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة
"قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ".
– الوفاة وهى إماتة الخلق واختص الله بها ملك الموت فقال بسورة السجدة
"قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ".
– نصر المؤمنين فى حروبهم ضد الكفار ومن الآيات الدالة على هذا قوله
بسورة الأنفال "إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين أمنوا سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب ".
– تعذيب الكفار ويختص به 19 ملاكا هم خزنة النار وفى هذا قال تعالى بسورة
المدثر "وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة "
– حمل العرش الإلهى بدليل قوله بسورة الحاقة "والملك على أرجائها ويحمل
عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ".
– التسبيح بحمد الله والإيمان به بدليل قوله بسورة غافر "الذين يحملون
العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ".
– الاستغفار للمؤمنين بدليل قوله بسورة غافر "الذين يحملون العرش ومن
حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين أمنوا ".
– الصلاة على النبى (ص)بدليل قوله بسورة الأحزاب "إن الله وملائكته يصلون
على النبى ".
– النزول فى ليلة القدر بأمر الله لتفريق الأحكام الإلهية وفى هذا قال
تعالى بسورة القدر "ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم"
– الشفاعة وهى الشهادة للمسلمين فى الأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة النجم
"وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "
– النفخ فى الصور وفى هذا قال تعالى بسورة ق"ونفخ فى الصور ذلك يوم
الوعيد "
– إهلاك الأقوام الكافرة كما فعلوا مع قوم لوط(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة
هود"قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود "
– لعن الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الذين كفروا وماتوا وهم
كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
الكفار والملائكة :
جعل الكفار الملائكة أولاد الله البنات أى الإناث وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون "وقال بسورة الأنبياء "وقالوا اتخذ الرحمن ولد سبحانه بل عباد مكرمون "
وقد زعم بعض الكفار أنهم يعبدون الملائكة وفى يوم القيامة يسأل الله الملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون أى يطيعون فتقول الملائكة الطاعة لك وحدك أنت ناصرنا من دونهم بل كانوا يطيعون الشهوات الخفية وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكةأهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن "
وقد طلب الكفار من النبى(ص) أن يكون معه ملك كدليل على رسوليته من عند الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام"وقالوا لولا أنزل عليه ملك "وقال بسورة الفرقان "لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا "وقد بين الله للكفار أنه لو بعث ملك لكان لابسا جسم إنسان مثلهم وفى هذاقال تعالى بسورة الأنعام "ولو جعلناه ملكا رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون "والملائكة تخاف من المشى فى الأرض ولذا لن يرسلهم وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
الملائكة والعرش: