في شهر شعبان حدث أمر عظيم وهو تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام، ما هي الحكمة من تحويل القبلة؟ وهل من فوائد من هذا الحدث؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فمن الفوائد التي أحصاها أهل العلم من تحويل القبلة:
أولاً: أن الله تعالى له الخلق والأمر؛ فالدين ما شرع، والحلال ما أحل، والحرام ما حرَّم، وليس للعبد إلا الطاعة والامتثال
ثانياً: أن الله تعالى يبتلي عباده بالأوامر والنواهي؛ ليعلم المطيع من العاصي ((وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه))
ثالثاً: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم من المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله؛ حيث تحولوا وهم في الصلاة إلى جهة الكعبة بمجرد نزول الآيات، ولم يتربصوا بتنفيذ الأمر صلاة أخرى
رابعاً: سعي اليهود وأعداء الدين إلى التشويش على المسلمين وتشكيكهم في دينهم وشريعة ربهم؛ فإنهم قالوا: ما بال محمد يتحول عن القبلة التي كان عليها؟ لقد خالف الأنبياء من قبله!! إن كانت الأولى حقاً فالثانية باطل، وإن كانت الأولى باطلاً فقد كان على باطل!! كما قال سبحانه ((سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها))
خامساً: أن التدين ليس بالمظاهر والأشكال بل هو مجموع اعتقاد القلب ونطق اللسان وعمل الجوارح؛ قال سبحانه ((ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب….الآية))