تخطى إلى المحتوى

الحلقة السادسة من لنتعرف على رسولنا ببساطة 2024

  • بواسطة

الحلقة السادسة

كفلاء الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم وحاضنته

لقد عادت بالحبيب – صلى الله عليه وسلم- مرضعته حليمة السعدية لتكفله أمه آمنة، ويرعاه جده عبد المطلب ،والله – تعالى – كالئ الكل وحافظهم.

وبهذا كانت آمنة الوالدة أول كافل للنبي – صلى الله عليه وسلم- في صباه، وشاء الله – تعالى – أن تخرج آمنة بغلامها الذكيّ النقي الطاهر إلى يثرب (المدينة)

لتزيره أخواله من بني عدي بن النجار إذ هم أخوال أبيه، وخال الأب خال الابن، لأن أمّ عبد المطلب والد عبد الله هي سلمى بنت عمرو النجاريَّة.

ولما وصلت آمنة بالأبواء عائدة من المدينة إلى مكة أدركتها المنية فماتت بها، وحضنت الحبيب محمداً الغلام اليافع مولاة أبيه أم أيمن بركة باركها الله ورضي عنها.

إنها أم أسامة حِبُّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وابن حبه زيد بن حارثة مولاه – رضي الله عنه وأرضاه – ، فوصلت به حاضنته أم أيمن مكة المكرمة

فسلمته إلى جده عبد المطلب فكفله فكان ثاني الكفلاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ولقد لقي محمد الغلام الطاهر من الحفاوة والإجلال والتقدير

من جده الكفيل ما لا يقدر قدره ولا يعرف مداه.

ومات الجد الرحيم والكافل الكريم وسِنُّ النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنوات.

ليكفله بوصيَّة خصوصية من عبد المطلب – عمُّه أبو طالب وهو شقيق أبيه فكان

أبوطالب ثالث الكفلاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم

في صباه ومازال في كفالته حتى بلغ سن الرشد .. ثم لازمه أبو طالب العم الكفيل فلم يتركه ولم يسلمه لقريب

ولا بعيد حتى قبضه الله في السنة الحادية عشرة من البعثة النبوية العظيمة.

ومات أبو طالب _مع الأسف_ علي غير ملة الإسلام لما سبق فى قضاء الله تعالى أنه يموت غير مسلم

ولاراد لماقضى الله .
مظاهر الكمال المحمدى قبل النبوة

ان الفترة التى قضاها الحبيب(صلى الله عليه وسلم ) من ايام طفولته الى يوم مبعثه كانت حقا زاخرة
بمظاهر الكملات المحمدية وكلها دلائل لنبوته وآيات كمالاته
وها نحن نستعرض مع القارئ الكريم طرفا منها طلبا لكمال محبته واليقين فى الإيمان به (صلى الله عليه وسلم ) .

وأول تلك المظاهر للكمال المحمدي :

انه(صلى الله عليه وسلم ) لم تكشف له عورة قط بعد ان حدث له مرة وهو ينقل الحجارة مع رجالات قريش لبناء الكعبة المشرفة
وكانوا يرفعون أزرهم على عواتقهم يتقون بها ضرر الحجارة وكان هو (صلى الله عليه وسلم ) يضع الحجارة على عاتقه
وليس عليه شئ فرآه عمه العباس رضى الله عنه فقال له : لو رفعت من إزارك على عاتقك حتى لا تضرك الحجارة
ففعل (صلى الله عليه وسلم )
فبدت عورته فوقع على وجهه فوق الأرض ونودى : استر عورتك اى ناداه ملك فما زؤيت له بعد ذلك عورة أبدا .

وثاني المظاهر للكمال :

هو تحكيم قريش له فى اعظم خلاف لها كاد يفضى بها الى الحرب والقتال وذلك ان السيل كان قد طغى على الكعبة
فغمرها بالمياه وزلزل بناءها وكاد يهد أركانها وتشاورت قريش طويلا فى إعادة بناء الكعبة بعد الذى اصابها
وكانت تتهيب ان تمس الكعبة بشئ لا سيما هدمها وتجديد بنائها مخافة ان تنالها عقوبة من الله رب الكعبة
وحاميها من كل كيد يراد لها وبعد اخذ ورد اقدمت على هدمها وتجديد بنائها بعدما اعدت لذلك عدته
ومنه المال الحلال وفعلا وزعت اركانها على قبائلها وشرعت فى الهد والبناء ولما ارتفع جدار الكعبة
وبلغ موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يتشرف بوضع الحجر مكانه من الركن اليمانى الشرقى ,
وتنافسوا فى ذلك وشحوا به على بعضهم حتى كادوا يقتتلون
وأخيرا ألهمهم الله تعالى الى تحكيم اول من يقبل من باب الصفا وما زالوا كذلك حتى اقبل محمد (صلى الله عليه وسلم )
فما ان راوه مقبلا حتى قالوا : هذا محمد الأمين رضينا به حكما
وفعلا رضى (صلى الله عليه وسلم )بتحكيمهم له فأمرهم ان يبسطوا ثوبا فوضعه فيه
ثم امر ممثلى قبائل قريش ان يأخذ ممثل كل قبيلة بطرف ودفعوه , ولما حاذوا به مكانه من الجدار رفعه بيديه الكريمتين
فوضعه مكانه , وبذلك حقنت دماء قريش وعادت الألفة والمودة بين رجالات قريش
فكان هذا الحكم والتحكيم اكبر مظهر من مظاهر الكمال المحمدي قبل إنبائه وإرساله نبيا ورسولا .


وثالث المظاهر للكمال المحمدي :

اعتراف بحيرى الراهب بكماله وبنبوته ووصيته عمه أبا طالب به وذلك انه
لما بلغ (صلى الله عليه وسلم ) الثانية عشرة من عمره او ما يقاربها
وأراد أبو طالب وهو عمه وكافله السفر الى الشام صحبة قافلة تجارية عز على ابى طالب
ان يخلف محمدا وقد امتلأ قلبه بحبه (صلى الله عليه وسلم ) .
وعز على محمد(صلى الله عليه وسلم ) ان يفارقه عمه كذلك فتعينت الصحبة
فصحبه ابو طالب معه الى الشام مجتازين ديار ثمود وبلاد مدين الى الشام ,
وانتهوا الى بصرى من ديار الشام فنزلوا منزلا قريبا من صومعة راهب هو بحيرى ,
كان بحيرى ذا علم بالمسيحية والكتب الأولى
وكان رأسا فى المنطقة لعلمه وفضله وشاء الله تعالى ان يطل من اعلى صومعته فيرى قافلة قريش
وهى مقدمة نحوه وان بينها غلاما تظلله غمامة من الشمس ولما وقفت القافلة للنزول ونزلت
راى الغمامة تقف فوق الغلام لا تتعداه تحفظه من حر الشمس
فعلم ان لهذا الغلام شانا وكيف يصل إليه ويجرى الحديث معه ليعرف شانه ؟
فما كان من الراهب إلا ان دعا القافلة الى الطعام عشاء عنده بعنوان ضيافة ,
وقبلت القافلة ذلك بعد تردد واستفسار عن مثل هذه الضيافة التى لم تحصل لقوافلهم المتعددة قط
وطمأنهم بحيرى بأنه لا غرض له إلا إكرامهم , والتعرف على أحوالهم .
ولما حضر الطعام وتقدم الأكلة لم ير بحيرى الغلام الذى راى الغمامة تظله فتعجب وقال للقوم : هل تخلف من قافلتكم احد ؟
فقالوا :لا , فقال : بلى اين الغلام الذى كان معكم فجاؤوا به , وقد تخلف لصغره
وحيائه ان يطعم مع رجالات قريش فبقى فى رحل عمه .
فلما جاء وجلس اخذ بحيري يلحظه ويتأمله ولما انصرف القوم قام بحيري الى محمد(صلى الله عليه وسلم )
وقال له : غلام أسالك بحق اللات والغزى-
جريا على حلف العرب بهما – ألا أخبرتنى عما أسالك عنه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
"لا تسألنى باللات والعزى فوالله ما ابغض شيئا قط بغضهما "
فقال له : أسالك بالله ألا ما اخبرتنى عما اسالك عنه فقال له (صلى الله عليه وسلم )
" سل عما بدا لك " فجعل بحيرى يسأل عن أشياء عن حاله فى نومه وهيئته وأموره فجعل النبى (صلى الله عليه وسلم )
يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرى من نعوت الرسول وصفاته التى عرفها من الكتب السابقة
ثم نظر الى ظهره فراى خاتم النبوة بين كتفيه
وكان مثل اثر المحجم ثم التفت الراهب بحيري الى ابى طالب فسأله عن الغلام
فأخبره فعلم انه النبى المنتظر وامره ان يعود به الى دياره مخالفة
ان يغتاله يهود إذا راوه وعلموا به فقضى ابو طالب حاجته من تجارته بسرعة وعاد بابن اخيه مسرعا الى مكة

ورابع المظاهر للكمال المحمدي :

حضوره (صلى الله عليه وسلم ) حلف الفضول . ان حلف الفضول كان بعد حرب الفجار
التى كانت حربا فجر فيها اهلها بانتهاكهم حرمة الشهر الحرام وقد دارت تلك الحرب بين كنانة
وقريش من جهة وقيس من جهة أخرى وكان سببها تافها
لم يعد قتل رجل من قيس تداعى بعده الأحلاف للقتال ولما انتهت تلك الحرب الفاجرة الخاسرة
إذ هى من عمل الجاهلية دعت قريش الى حلف الفضول وسببه ان رجلا من زبيد جاء مكة ببضاعة
فاشتراها منه العاص بن وائل وكان ذا قدر وشرف فى مكة
فمنعه حقه فاستعدى الزبيدى الأحلاف على العاص وهم عبد الدار ومخزوم وجمح وسهم
وعدى فأبوا أن يعينوه على العاص بن وائل فما كان منه إلا أن علا جبل أبى قبيس
وصاح بشعر يصف فيه ظلامته وعندها مشى الزبير بن عبد المطلب وقال : ما لهذا مترك
فاجتمعت هاشم وزهرة وتيم بن مرة فى دار عبد الله بن جدعان ومعهم النبى (صلى الله عليه وسلم )
وكان عمره إذ ذاك عشرين سنة فصنع لهم عبد الله طعاما وتخالفوا وهم فى شهر ذى القعدة
اى حلف بعضهم لبعض متعاهدين بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه
ما بل بحر صوفة فسمت قريش ذلك الحلف "
الحلف الفضول " وقالوا : فقد دخل هؤلاء فى فضل من الأمر ثم مشوا الى العاص بن وائل ,
وانتزعوا منه حق الزبيدي . فى هذا قال الزبير بن عبد المطلب وهو عم النبى (صلى الله عليه وسلم ).

ان الفضول تحالفوا وتعاقدوا ………….. ألا يقيم ببطن مكة ظالم
أمر عليه توافقوا وتعاقدوا ……………..فالجار والمعتر فيهم سالم

وخامس الكمالات المحمدية:

هو رغبة خديجة فيه وزواجها به(صلى الله عليه وسلم ) انه(صلى الله عليه وسلم )
لما تجاوز العشرين من عمره وحضر حلف الفضول وقبله تحكيم قريش له فى وضع الحجر
الأسود واشتهاره بالصدق والوفاء والأمانة والعفة والنزاهة زيادة على شرف الأصل
وطيب المحتد كان بمكة امرأة سرية ثرية ذات كمالات نفسية من خلق فاضل وأدب رفيع
تلك هى خديجة بنت خويلد الأسدية القرشية رضى الله عنها وقد بلغها من مظاهر الكمال المحمدي
ما جعلها تعرض عليه الاتجار بمالها ليوفر له دخلا ماليا
يستغنى به عن كفالة عمه ابى طالب ورفادته ورضى الحبيب محمد(صلى الله عليه وسلم )
بالعرض وقبل الطلب وخرج فى قافلة تجارية الى الشام ويصحبه لخدمته غلام خديجة المسمى بميسرة
وهذه هى المرة الثانية التى يسافرفيها(صلى الله عليه وسلم) الى الشام إذ الأولى كانت مع عمه وفى صباه
وقد تقدم الحديث عنها فى رابع الكمالات المحمدية
.من الآيات التى شاهدها ميسرة فى سفره مع الحبيب (صلى الله عليه وسلم)
انه راى ملكين يظللانه من حر الشمس إذا اشتدت الهاجرة
كما انه (صلى الله عليه وسلم) نزل يوما تحت ظل شجرة قريبة من صومعة راهب
فسأل ميسرة عنه فقال له : هو رجل من اهل الحرم قرشى
فقال له الراهب : انه ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبى وذلك لما شاهد من آيات النبوة التى تلوح لكل ذى بصيرة
وتأمل كما قال الأعرابى الذى نظر لأول مرة الى الحبيب (صلى الله عليه وسلم)
فقال : والله ما هو بوجه كذاب وعاد الحبيب (صلى الله عليه وسلم) بتجارة رابحة وسرت بها خديجة ,
وزادها سرورا ما أنبأها به غلامها ميسرة من خبر الراهب وامر الملكين اللذين يظللانه من حر الشمس
فرغبت لذلك ولغيره فى الزواج به (صلى الله عليه وسلم)
وعمره يومئذ خمسة وعشرون عاما وعمرها ما بين الخامسة والثلاثين والأربعين من السنين
وقد تزوجت قبله (صلى الله عليه وسلم) أبا هالة زرارة التميمي
وتزوجت قبل هذا بعتيق بن عائذ المخزومى وولدت له بنتا تدعى هندا وبهذا كان كل من هند وهالة ربيبا للنبى (صلى الله عليه وسلم)



    جزاك الله خيرا وذادك علما ونفع بك

    عليه افضل الصلاة والسلام ياحبيبى يارسول الله اعزكى الله ورفع قدرك

    نور الكمال وقد يزيد …. فما رأت عينى بمثله اجمل
    صلى عليك الله يا نور والوجود …. صلاة مخزونة من العظيم المبجل

    اللهم ما صلى وسلم على سيدنا محمد

    اللهم ما صلى وسلم على سيدنا محمد

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.