يعد الصداع العنقودي من بين أكثر أنواع الصداع حدة، فهو يسبب ألما شديدا خارقا في عين واحدة وحولها .
أغلب المصابين بالصداع العنقودي يأتيهم هذا الصداع على شكل نوبات ، أي مجموعة من واحد إلى ثلاث نوبات صداعي يوميا على مدى فترة من بضعة أسابيع أو شهور بالتبادل مع فترات تخلو من الصداع.
وحوالي . 2 % من الناس لديهم الشكل المزمن من هذا الصداع، وفيه تستمر النوبات بشكل يومي لمدة عام أو أكثر قبل أن يدخل المريض في حالة من السكون.
ونوبات الصداع المزمن أصعب في علاجها بالعقاقير من الصداع العنقودي الذي يأتي في شكل نوبات ولا يوجد سبب معروف أو شفاء للصداع العنقودي، والذي قد يستمر مع المرء طيلة حياته. ورغم أن الصداع من هذا النوع مؤلم لدرجة شديدة، إلا أنه لا يوجد منه ضرر دائم أو علاقة مع أمرض أخرى. غير أن الألم الشديد حول عين واحدة قد يشير أيضا إلى وجود جلوكوما حادة ، وهي حالة تتطلب عناية طبية فورية.
ويصيب الصداع العنقودي الرجال بشكل أساسي، وتكون أول نوبة عادة أثناء فترة المراهقة أو في أوائل العشرينات. وبالنسبة لمن يصابون بصداع عنقودي، فإن تدخين السجائر وشرب الكحول قد يثير النوبات أثناء الفترات العنقودية وليس أثناء فترات السكون.
الأعراض
يبدأ الصداع العنقودي النمطي بغتة، وعادة ما يكون هذا بعد ساعتين إلى ثلاثة بعد أن يغط الشخص في النوم. ويكون الألم شديدا ، وثابتا ومحرقا وخارقا، ويبدأ عادة خلف إحدى العينين غير أنه قد يصيب في بعض الأحيان الخد، وبالقرب من الأذن، أو في بعض الأماكن الأخرى المجاورة. وقد تدمع العين المصابة بغزارة أو تبدو حمراء بلون الدم، وقد يتهدل جفن العين، وتبدو الأنف في البداية مسدودة ثم يبدأ الرشح بها، ويتوهج الخد ويتورم.
وخلال النوبة الواحدة، تحدث جميع الأعراض على الجانب الأيسر أو الأيمن، لكنه لا يحدث على الجانبين معا مطلقا . وأغلب الناس يصابون دائما في نفس الجانب. وبعد ساعة أو اثنتين، عادة ما يزوي الألم وباقي الأعراض، وأحيانا ما يكون هذا الانزواء فجائيا كما بدأ ، وليبدأ في نفس التوقيت من يوم بعد باكر.
خيارات العلاج
المسكنات مثل الأسبرين والبروفين والأسيتامينوفين غير فعالة مع الصداع العنقودي، وهذا يعود أساسا لأن تأثيرها بطيء للغاية. أما الإندوميثاسين، وهو مسكن ومضاد للالتهاب فغالبا ما يحقق فعالية كبيرة.