اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
العجب بضم العين وسكون الجيم تعني التباهي والتفاخر والتعالي على الآخرين بنعمة من الله أوجدها فيشخص دون من حوله من من الآخرين من مال أو جمال أو جاه او كثرة في العيال وقد تجتمع كل هذه النعم فيه فيصل به الحد أن يكفر بالله العظيم الذي وهبه إياها
وقد حدثنا القرآن الكريم عن رجلين تصاحبا رجل أعطاه الله جنتين من أعناب وأحفهما بنخل وجعل بينهما زرعا كانتا تفيضان عليه بالثمار الطيبة والمباركة فغمر بتلك النعم حتى صارله مال كثير فاعجب كثيرا بما أعطاه الله لحد الكفر بمن وهبه هذه النعم ويتبين ذلك من خلال حواره مع صاحبه فبدأ حواره بالتفاخر عليه بكثرة المال وبالحاشية التي تحيطبه من خدم وحشم وكثرة في الأولاد ثم أخذ يتدرج في عجبه حتى وصل به الحال أن يدخل إلى جتنه ظالم لنفسه فيقول ( ما أظن أن تبيد هذه أبدا )
ثم يصل إلى قمة الكفر والطغيان بحيث يقول ( وما أظن الساعة قائمة )
ثم يسترسل مستهزأا بالمنعم عليه ( ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا )
أنظر أخي الكريم إلى العجب كيف يعمي بصيرة الإنسان بحيث يرى ما هو فيه من نعيم ليس من الله وإنما هو من صاغ هذا النعيم بجهده وعلمه وهذا ما كان من أمر نمرود حيث قال ( إنما أوتيته على علم عندي ) وجهل أو تجاهل أن هذا العلم الذي عنده إنما هو من عند الله ليمتحنه أيكون من الشاكرين أم يأخذه العجب فيكفر بمن وهبه هذه النعم
وعودة إلى قصة الرجلين : فبعدما تفوه صاحب الجنتين بما فيه كفر بالبعث وبالمنعم عليه أخذ صاحبه يستنكر عليه هذا القول فقال له ( أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا )
ثم أخذ يبين له إيمانه بخالقه العظيم فقال( لكن هو الله ربيولا أشرك بربي أحدا )
ثم أخذ يعاتبه على كفره بالله قائلا ( لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترنيأنا أقل منك مالا وولدا )
ثم دعا الله أن يعطيه خيرا مما عند صاحبه ودعى بأن يهلك زرعه بعذاب من السماء أو بقلة المياه جزاءا له على كفره فقال ( عسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماءفتصبح صعيدا زلقا ، أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا )
فكانت نتيجة هذا الكفر أن فسد زرعه وأحيط بثمره فصار خاويا لا فائدة فيه هنا إنتبه من سكرته وأخذ يقلب كفيه ندما وحسرة على ما أنفق فيه من مال وهو يقول ( ياليتني لم أشرك بربي أحدا ) وتخلى عنه كل من حوله من الرجال والحاشية ووجد نفسه وحيدا لا حول له ولا قوة ويتجلى ذلك في الآية الكريمة ( ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا )
ثم تختم القصة بالآية الكريمة ( هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا )
فتعالى الله العظيم الذي يمهل ولا يهمل
فكن أخي الكريم من الشاكرين لأنعم الله وابتعد عن العجب الذي يوصل الإنسان إلى الكفر والعياذ بالله فكلنا مفتنون بهذه النعم الإلهية وخيرنا من ينجح بعدم إطلاق العنان لنفسه بأن تتعالى على المنعم لينال بذلك خير الدنيا والآخرة قال تعالى
( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )
ان شاء الله عجبكم واستفدتم.
دمتم بالف خير
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعج
تقبلوا خآآآلص تحيآآآتي وسلامي
منقول