تخطى إلى المحتوى

العلامات التي يستدل بها على معرفة الرؤيا 2024

  • بواسطة
الونشريس

العلامات التي يستدل بها
على معرفة الرؤيا

أولاً : علامات الرؤيا الصالحة :
1- أن تكون خالصة من الأضغاث والأوهام المفزعة المقلقة.
2- أن تكون مما يصلح إدراكه في اليقظة فلا يرى في المنام أمراً يجمع بين متضادين كأن يرى إنساناً قائماً جالساً.
3- أن لا يكون الإنسان نائماً وباله مشغول بأمر ما فإن الغالب على مثل هذه الرؤيا أن تكون رؤيا تحديث الإنسان بما يقع في نفسه كأن يكون عطشاناً فيرى في المنام أنه شرب أو جوعاناً فيرى أنه يأكل وغير ذلك.
4- أن تكون هذه الرؤيا قابلة للتأويل وموافقة لما في اللوح المحفوظ فإن كانت رؤيا تارة يرى فيها كذا وتارة يرى فيها كذا وهكذاا فهذه لا تسمى رؤيا صالحة صادقة لأن كون الرؤيا صالحة لابد من تناسقها وترتيبها على الوجه الذي يمكن تأويلها به.

ثانياً : أما عن الرؤيا التي هي من عمل الشيطان فهي بخلاف ما ذكرناه تماماً فإن اشتملت على تحزين وأوهام وخوف وغيره فلا ينظر إليها لكونها من عمل الشيطان.
قال العلاَّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله:
والفرق بين الأحلام التي هي أضغاث أحلام لا تأويل لها مثل ما يراه من يفكر ويطيل تأمله لبعض الأمور فإن كثيراً ما يرى في منامه من جنس ما يفكر في يقظته فهذا النوع الغالب عليه أنه أضغاث أحلام لا تعبير له.
وكذلك نوع آخر ما يلقيه الشيطان على روح النائم من المرائي الكاذبة والمعاني المتخبطة فهذه أيضاً لا تعبير لها ولا ينبغي للعامل أن يشغل بها فكره، بل ينبغي له أن يلهى عنها وأما الرؤيا الصحيحة فهي إلهامات يلهمها الله للروح عند تجردها عن البدن وقت النوم أو أمثال مضروبة يضربها الملك للإنسان ليفهم بها ما يناسبها وقد يرى الشيء على حقيقته ويكون تعبيره هو ما رآه في منامه([1]).

ضـوابط تعـبـيـر الرؤى
تمهيـد :
إن مما يؤسف له في هذه الأزمنة المتأخرة أن كثر المعبرون للرؤى ولا نعني بذلك أهل الخبرة بالتعبير والتأويل ولكن نعني من تجرأ عليها بدون وعي ولا إدراك وظن أن الأمر سهل ونسي أنها ما دامت جزءاً من النبوة فلا يجوز التجرؤ عليها وعلى تأويلها إلا بالعلم وقوة الإدراك فكم سمعنا عن أناس عبروا الرؤيا بأمور غير صحيحة فأفسدت على الرائي أمور دنياه فقطعت الرحم المأمور بإيصالها وتشتت الأسر المأمور باجتماعها كل ذلك بسبب تعبير خاطىء.
ولما كانت الرؤيا تأخذ جانباً كبيراً من جوانب حياة بعض الناس كان ولابد من وضع ضوابط للتعبير وقبل أن ندخل في بيان ضوابط تعبير الرؤيا نتساءل فيما بيننا لماذا تجرأ البعض على التعبير دون علم؟ هذا سؤال ينبغي أن نجيب عليه نظراً لخطورة هذا الأمر وكثرة من يقع فيه.

فـمـن الأسـباب :
1- ضعف الوازع الديني:
إن الوازع الديني هو المحرك للقلوب وهو العاصم لها بعد توفيق الله من الوقوع فيما لا ينبغي، فلو أن كل عاص تذكر أن دينه لا يسمح له أن يتقول على الله بلا علم ماتجرأ على ذلك بل تحرى ما يصلحه في أمور دينه ودنياه.

2- الغفلة عن الآخرة:
فإن أهل التأويل المتطفلين أي الذين لا يعبثون ولا يقدرون الأمور تقديرها هم في الحقيقة غافلون عن الآخرة ووقوفهم بين يدي الله تعالى.
فقد تكون الرؤيا بمثابة دعوة إلى استقامة أو دعوة إلى أن يتخلص صاحبها من أمور منكرة هو واقع فيها فإذا بالمعبر لها يعبرها بطريقة خطأ فما كان من الرائي إلا أن بقي على ما هو عليه وبالتالي لا يستقيم على طاعة ولا يقلع عن معصية وهنا يكون المعبر سبباً في هلاكه وعذابه يوم القيامة وهنا سيسأل المعبر عن تعبيره الخاطىء ما دام أنه ليس أهلاً للتعبير.
ومن الأسباب أيضاً:

3- حُـب الشهرة :
وهذه أعظم آفة يصاب بها بعض معبري زماننا وذلك لكثرة الرؤى في هذه الأزمنة.

4- قـلـة العـلـم :
ونعني بالعلم هنا العلم الشرعي الموصل إلى معرفة الرب سبحانه ومعرفة شرعه. فلو علم هؤلاء حقيقة المعبود وحقيقة شرعه ما تجرؤوا على ذلك.
قال تعالى: ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ) ([2]).
وخلاصة هذا الأمر أني أذكِّر إخواني بما قاله الإمام مالك في ذلك حين سُئل:
قيل لمالك: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال أبالنبوة يلعب؟
وقال مالك : لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها فإن رأى خيراً أخبره وإن رأى مكروهاً فليقل خيراً أو ليصمت، فقيل هل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه لقول من قال إنها على ما تأولت عليه؟ فقال: لا ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة([3]).
الضوابط المعتبرة في تعبير الرؤيا:
إن من محاسن شريعتنا أنها جعلت لكل ما فيه صلاح لأفرادها ومجتمعاتها ضوابط لكي لا ينحرف أفرادها عن الطريق المستقيم حفاظاً على كيان الأفراد والمجتمعات، ولما كانت الرؤيا منزلتها عظيمة في ديننا كان ولابد من وجود ضوابط معتبرة لكي يهتدي بها أصحابها عند إرادة تعبير رؤياهم، وهذه الضوابط لا شك أنها تخدم المعبر قبل أن تخدم صاحب الرؤيا لأن الخطر الأعظم ليس في حق الرائي وإنما في حق صاحب التأويل وقد ذكرنا ذلك آنفاً، فما هي الضوابط المعتبرة إذاً لكي يسلم الأفراد وتسلم المجتمعات ممن يقومون بتأويل الرؤيا دون علم ولا إدراك؟
نقول وبالله التوفيق: هناك ضوابط معتبرة لصاحب الرؤيا وضوابط معتبرة للمعبر أما الضوابط المعتبرة في صاحب الرؤيا:
1- إذا أراد أن تصدق رؤياه فليكن الصدق خلقه وليحذر الكذب والغيبة والنميمة.
2- يستحب أن ينام على وضوء لتكون رؤياه صالحة.
3- التزام العفة فإن غير العفيف يرى الرؤيا ولا يذكر شيئاً منها لضعف نيته وكثرة ذنوبه ومعاصيه.
4- أن لا يقصها على جاهل أو عدو فإن الرؤيا على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت.
5- أن لا يقصها على معبر وفي بلده أو في وطنه من هو أحذق منه في التعبير ألا ترى ما جاء في ملك مصر حين رأى ما رأى فقص رؤياه على معبري بلده فقالوا له أضغاث أحلام فسأل عنها يوسف فعبرها له.
6- أن يحترز من الكذب في رؤياه قال صلى الله عليه وسلم (من كذب في الرؤيا كلف يوم القيامة عقد شعيرتين، ومن كذب على يمينه لا يجد رائحة الجنة وإن أعظم الفرية أن يفترى الرجل على عينيه يقول رأيت ولم ير شيئاً).

أما الضوابط المعتبرة في حق المعبر:
1- أن يكون عالماً حاذقاً بعلم تأويل الرؤى.
2- أن لا يؤولها إلا بعلم وإدراك.
3- إذا قصت عليه الرؤيا أن يقول خيراً أو يقول خيراً تلقاه وشراً تتوقاه.
4- أن يكتم على الناس عوراتهم فلا يذهب فيقول فلان رأى كذا أو كذا مما فيه كشف لعوراته ونحوه.
5- أن لا يعبر الرؤيا إلا بعد أن يتعرف ويميز كل جنس وما يليق به.
6- أن يكون فطناً ذكياً تقياً نقياً من الفواحش عالماً بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولغة العرب وأمثالها وما يجري على ألسنة الناس.
7- أن لا يعبر الرؤيا وقت الاضطرار.
8- أن يعبر الرؤيا على مقادير الناس ومذاهبهم وأديانهم وبلدانهم مع الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وسؤاله التوفيق والسداد في تعبيره للرؤيا.
9- إذا لم يمكنه تأويلها فإن الأولى أن يحيلها على من هو أعلم منه بالتأويل ولا يتحرج في ذلك.
10- إذا كانت الرؤيا فيها شيء يكرهه صاحبها فإنه يصمت أو ليقل خيراً وذلك بأن يدعو صاحبها إلى التزام تقوى الله ويذكره بوقوفه بين يديه وينصح له وغير ذلك مما فيه مصلحة.
11- أن ينوي بتعبيره التقرب إلى الله بذلك لأن هذا كان مسلكاً من مسالك الأنبياء يعني مسلك التعبير فإن نواه على أنه قربة إلى الله أُجر على ذلك.
12- أن لا يعبر الرؤيا حتى يعرف لمن هي ولا يعبرها على المكروه وهي عنده على الخير ولا على الخير وهي عنده على المكروه.

أما عن تعبير الرؤيا وطريقة ذلك، فاعلم أن تأويلها ينقسم إلى أقسام قال ذلك الإمام البغوي رحمه الله:
الأول : قد تكون بدلالة القرآن كتأويل الحبل بالعهد كقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً).
الثاني: قد تكون بدلالة السنة كتعبير القوارير بالنساء كقوله صلى الله عليه وسلم : (يا أنجشة رويدك سوقاً بالقوارير).
الثالث: قد تكون بالأمثال السائرة بين الناس. كالصائغ يعبر بالكذاب لقولهم: أكذب الناس الصواغون.
الرابع: قد يكون مستنداً إلى الأسماء والمعاني: (أي التفاءل فيها) كمن رأى رجلاً يسمى راشداً فيعبر بالرشد وسالماً يعبر بالسلامة.
الخامس: أنه قد يكون التأويل بالضد والقلب كالخوف في النوم يعبر بالأمن والأمن يعبر بالخوف والضحك بالحزن وهكذا([4]).
وهنا أختم هذه الضوابط بما قاله العلاّمة ابن سعدي – رحمه الله – في ذكره للفوائد من سورة يوسف عليه السلام.
ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه وأن تعبير الرؤيا داخل في الفتوى لقوله للفتيين (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ).
وقال الملك (أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي) وقال الفتى ليوسف (أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ) فلا يجوز الإقدام على تعبير الرؤيا من غير علم([5]).
قلت: وإذا كان علم التأويل نوعاً من الإفتاء فليعلم المعبر أنه يوقع إمضاء الله على إفتائه كما قال ذلك الإمام أحمد – رحمه الله -.
الآثار السلبية لبعض الـمعبرين – من غير الـمجيدين -:
ذكرنا فيما سبق خطورة تأويل الرؤيا على غير مرادها وذكرنا بعض الأسباب التي أدت إلى التجرؤ عليها لكن هل هناك آثار سلبية يؤدي إليها هذا التعبير الخاطيء.

نعم هناك سلبيات كثيرة تحدث من جراء التعبير الخاطيء للرؤيا منها:

1- أن بعض الناس يضعف توكلهم على الله تعالى وذلك باعتمادهم على رؤياهم فقد يحدث للإنسان أن يرى رؤيا فتفسر له على حصول شيء له فينظر هذا الشيء دون الأخذ بأسباب تحصيله إن كان خيراً أو الأخذ بأسباب اجتنابه إن كان شراً وهذا أمر مشاهد ومن هنا يضعف التوكل.
2- ومن الآثار السلبية للرؤيا إثارة الخوف والفزع عند الناس. مما تجده عند تعبير الرؤيا وذلك إذا عبرت من حاذق تجد أن من عبرت له يصاب بخوف ورعب من هذا التعبير ونحوه فلو سكت المعبر عن تعبيره أخذاً بأسباب السلامة له ولصاحبها لكان أولى وأسلم.
3- ومن الآثار السلبية أيضاً الاعتماد عليها الذي يؤدي إلى الكسل والبطالة عند كثير من الناس فتراهم إذا وجدوا شيئاً فيه خير لهم اعتمدوا عليه مما يؤدي إلى ركونهم إلى هذه الرؤيا وبالتالي يحدث الكسل والبطالة.
4- ومن الآثار السلبية لبعض المعبرين غير المجيدين: ظلم الآخرين والاعتداء عليهم. فقد يرى بعض الناس رؤيا ثم تعبر له بطريق الخطأ فيقال له هناك بعض الناس عدو لك فإما أنه يخبره به أو يصفه له وبالتالي يحدث هنا الظلم للآخرين الذي يترتب عليه الاعتداء عليهم إما بالضرب أو السب أو ذكرهم بما لم يكن فيهم ونحوه.
5- ومن الآثار السلبية أيضاً تخريب البيوت وهذا أمر مشاهد ومعروف فقد يرى بعض الناس أمراً ما فيعبر له على أن زوجته أو أحد أقاربه يقولون في حقك كذا أو أن زوجتك يحصل منها كذا مما يكرهه هو وبالتالي يحدث أشياء تؤدي إلى خراب هذا البيت أو قطع صلة رحم.
6- ومن الآثار السلبية أيضاً تساهل كثير من النساء في الكلمات دون حاجة تذكر وهذا مما يعاني منه الكثير وهذا ناتج بلا شك عن الجهل بأحكام الرؤيا وتعبيرها.
7- ومنها أيضاً أن بعض الناس قد يصاب بأمر ما فيري رؤيا فيعبرها له فلان من الناس الذي هو غير مجيد لها فيقول له إن فلاناً من الناس هو الذي أصابك بهذا السحر أو العين وما شابه ذلك وهذا من أعظم الأمور خطراً فإنه يوقع العداوة والبغضاء بين العشائر والقبائل ويترتب عليه أيضاً أمور لا ينبغي ذكرها وهذا بلا شك ناتج عن جهل المعبر لهذه الرؤيا.

    مشكورة يا مدام نونا

    موضوع جميل جدا يا مدام نونا
    ياريت تجيبلنا من المواضيع دى كتيييييير

    الونشريس

    ربنل يبارك فيكي يامام نونا موضوعك مميز.

    الونشريس

    جزاكى الله خير

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.