ﺳُﺌﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻏﻔﺮ ﻟﻪ
ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﻓﻘﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ :
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻛﻠﻤﺘﺎﻥ ﻳﺘﻔﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻓﺘﺮﻗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻔﻆ
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻬﻮ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻵﺧﺮ
ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻭﺍﺣﺪ ﺻﺎﺭ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ
ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﻭﺣﺪﻩ ﺷﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺋﻌﻪ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻪ
ﻭﺁﺩﺍﺑﻪ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
)ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺪِّﻳﻦَ ﻋِﻨْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟْﺄِﺳْﻼﻡُ(
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺸﺮﺍﺋﻊ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ
ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﻣﺆﻣﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻌﻪ ﻓﻬﻮ
ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﺇﺳﻼﻡ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﺈﻥ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻔﺴﺮ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻬﺎ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻔﺴﺮ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﻟﺠﺒﺮﻳﻞ
)ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ(
ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
)ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﻛﺘﺒﻪ(
ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
) ﻗَﺎﻟَﺖِ ﺍﻟْﺄَﻋْﺮَﺍﺏُ ﺁﻣَﻨَّﺎ ﻗُﻞْ ﻟَﻢْ ﺗُﺆْﻣِﻨُﻮﺍ ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﻗُﻮﻟُﻮﺍ ﺃَﺳْﻠَﻤْﻨَﺎ ﻭَﻟَﻤَّﺎ ﻳَﺪْﺧُﻞِ
ﺍﻟْﺄِﻳﻤَﺎﻥُ ﻓِﻲ ﻗُﻠُﻮﺑِﻜُﻢْ(
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
)ﺃﻻ ﻭﺇﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻣﻀﻐﺔ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﺤﺖ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﻓﺴﺪﺕ
ﻓﺴﺪ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠﻪ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ(
ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻭﻗﺪ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺣﻘﺎً ﻭﻗﺪ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﻗﺺ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﺮﻕ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺇﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻲ
ﺳﻴﺎﻕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻵﺧﺮ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرااا
جزاك الله خيرا