يقول الله تبارك و تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون.
ويقول كذلك: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا و إن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا.
سؤالي هو لماذا قال الله في الآية الأولى كونوا قوامين لله شهداء بالقسط وفي الآية الثانية العكس، و كذلك في الأولى قال خبير بما تعملون وفي الثانية قال بما تعملون خبير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتقديم والتأخير في القرآن وجه من أوجه البلاغة فيه، وهو كثير. وقد ذكر ابن الجوزي طرفا كبيرا منه في كتابه المدهش.
قال: فصل في المقدم والمؤخر.
وأورد فيه: في البقرة (وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) وفي الأعراف (وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا).
في البقرة (والنصارى والصابئين) وفي الحج (والصابئين والنصارى).
في البقرة والأنعام (قل إن هدى الله هو الهدى) وفي آل عمران (قل إن الهدى هدى الله).
في البقرة (ويكون الرسول عليكم شهيدا) وفي الحج (شهيدا عليكم).
في البقرة (وما أهل به لغير الله) وفي باقي القرآن (لغير الله به).
في البقرة (لا يقدرون على شيء مما كسبوا) وفي إبراهيم (مما كسبوا على شيء).
في آل عمران (ولتطمئن قلوبكم به) وفي الأنفال (به قلوبكم).
في سورة النساء (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله) وفي المائدة (كونوا قوامين لله شهداء بالقسط)…
ولم نقف على من علل هذا التقديم والتأخير من المفسرين، لكنه لا يخفى ما فيه من الحسن والبلاغة.
شكرا لك غاليتى
تسلم ايدك يا الغلا
لا حرمنا من جديدك وعطائك المتواصل
مع باقات حبى وودى ووردى
اختك
ريموووو