إنه لمن السهل جداً على الإنسان أن يكتشف بأن هذا الشخص كفيف ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في معرفة الأشخاص ضعيفي البصر، إذ إن الأسباب المؤدية لهذا الضعف هي أسباب متعددة وفي بعض الأحيان قد لا تكون ظاهرة، وبناءً عليه فإن الكشف المبكر عن الضعف البصري في مرحلة الطفولة المبكرة هو مسؤولية الأسرة ومراكز الأمومة والطفولة ومعلمات رياض الأطفال إلى جانب الأطباء فليس هناك ما هو أهم من الاطمئنان أولاً على سلامة حاسة الإبصار لدى الأطفال ومن ثم كشف أي ضعف فيها في أسرع وقت ممكن وذلك للوقاية من الإعاقة البصرية قدر المستطاع ومساعدة الأطفال المعرضين لخطر الإعاقة من بلوغها أقصى حالات التقدم وأيضاً مساعدة الأسرة في كيفية التعامل مع الطفل.
ومع أنه من غير المتوقع أن يقوم أولياء الأمور والمعلمات بتشخيص حالات الضعف البصري إلا أنهم قادرون على لعب دور بالغ الأهمية في تحديد الأطفال الذين تبعث استجابتهم وتصرفاتهم على الشعور بعدم الطمأنينة فيما يخص قدراتهم على الإبصار، فليس من الحكمة أن ينتظر الآباء والمعلمون، فربما يعاني الطفل من ضعف بصري أو مرض في العيون ويحدد الاختصاصي نوع ومدى المشكلة البصرية وكيفية علاجها.
و نود الإشارة إلى أن الكشف المبكر عن الضعف البصري له بالغ الأهمية على نظر الطفل ومستقبله وذلك حتى لا يصل الطفل إلي مرحلة يستحيل بها علاجه، ومن هذه المضاعفات وصول الطفل إلى مرحلة كسل العين، وقد تم شرح موضوع كسل العين في حلقة سابقة وتم التعرف على أكبر المشكلات الناتجة عن إهمال علاج ضعف البصر عند الأطفال.
أعراض الإعاقة البصرية:
هناك مجموعة من الأمراض تشير إلى احتمال معاناة الطفل من مشكلة بصرية وتم وضع قائمة للأعراض التي تظهر عند بعض الأطفال ويجب أن ينتبه لها الأهل في البيت والمعلم في المدرسة وهي:
الأعراض السلوكية:
o يفرك عينيه باستمرار.
o يغمض إحدى عينيه.
o يقترب كثيراً من الشيء عند النظر إليه.
o لديه صعوبة في القراءة أو في عمل يتطلب النظر عن قرب.
o يرمش بعينيه أكثر من المعدل الطبيعي.
o يطبق جفونه أو يبعدها عن بعضهما.
o تغطية إحدى العينين عند القراءة أو رؤية الأشياء القريبة أو البعيدة.
الأعراض الظاهرية:
o انتفاخ الجفون والتهاب الجفون.
o احمرار العينين.
o الحول.
o الإحساس بتنمل في العين باستمرار.
o الرأرأة ( اهتزاز العين باستمرار وعدم القدرة على التركيز ) .
– الأعراض عن طريق الشكوى:
o حكة في العين والشعور بالألم.
o حرقة العين.
o الشعور بجرح في العين.
o الصداع بعد إنجاز عمل يتطلب جهد عن قرب أو الغثيان.
o الدوخة عند القراءة أو الكتابة.
o الشعور بوجود شيء خشن أو رمل في العين.
o ازدواجية في الرؤية كأن يقول أرى الشيء اثنان أو غشاوة الرؤية.
– ومن الأعراض أيضاً ما قد يلاحظه المدرس بالصف مثل:
o تفضيل الواجبات والأنشطة التي لا تتطلب التعامل مع العين كالاستماع مثلاً.
o عدم الاهتمام بالأنشطة البصرية مثل النظر إلى السبورة أو القراءة.
o كثرة التعرض للسقوط أو الاصطدام.
o الحذر الشديد عند نزول الدرج.
o الخلط بين الأشياء والحروف والأرقام المتشابهة.
إذن بعد أن يتم ملاحظة واحدة أو أكثر من الدلائل على الطفل فإنه يحول إلى اختصاصي البصريات أو اختصاصي العيون الذي يقوم بإجراء الفحص الدقيق على عين الطفل وذلك لتحديد درجة ونوع الإعاقة البصرية وأسبابها واحتمالات تطورها، بالإضافة إلى اختصاصي العيون فإنه يتم تحويل الطفل إلى كل من اختصاصي الأطفال لتحديد مدى تأثيرها على النمو الجسمي والاختصاصي النفسي لتحديد مدى تأثيرها على الذكاء كذلك اختصاصي اللغة والكلام لتحديد مدى تأثيرها على التواصل.
قد يشخص اختصاصي العيون حالة الطفل على أنها من النوع القابل للعلاج أو التصحيح وذلك من خلال تدريب عضلات العين أو من خلال الجراحة أو من خلال العدسات أو النظارات الطبية التي تساعد على الرؤية بشكل طبيعي وفي هذه الحالة فإن الطفل لا يحتاج برامج تربوية خاصة، أما إذا كانت حالة الطفل من النوع المتطور أو غير القابل للعلاج أو التصحيح فإن الطفل يكون بحاجة إلى الانخراط في برامج التربية الخاصة