السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المضادات الحيوية أثناء الحمل قد تسبب إصابة الطفل بالربو
جاء في دراسة دنماركية ان الاطفال الذين تناولت أمهاتهم مضادات حيوية خلال فترة الحمل هم أكثر عرضة قليلا للإصابة بمرض الربو .
ولا تؤكد النتائج ان المضادات الحيوية هي السبب في زيادة المخاطر لكنها تؤيد النظرية القائمة بان البكتيريا “الصديقة” في الجسم لها دور فيما اذا كان الطفل سيصاب بالربو ام لا وان المضادات الحيوية يمكن ان تعطل عمل هذه الجراثيم المفيدة .
قال هانز بيسجارد أحد المشاركين في الدراسة وهو أستاذ بجامعة كوبنهاجن “نعتقد ان استخدام الامهات للمضادات الحيوية يغير التوازن في البكتيريا الطبيعية التي تنقل إلى المولود وان عدم التوازن هذا في البكتيريا في المرحلة المبكرة من العمر يؤثر على نضج الجهاز المناعي للمولود” .
وربطت أبحاث سابقة بين تناول المضادات الحيوية في الصغر وزيادة مخاطر الإصابة بالربو وان اختلف بعض الباحثين مع هذه النتائج .
وجمع بيسجارد وزملاؤه معلوماتهم من سجل وطني لبيانات المواليد في الدنمارك لاكثر من 30 ألف طفل ولدوا في الفترة ما بين 1997 و2019 وتابعوهم لاكثر من خمس سنوات .
ووجدوا ان نحو 7300 طفل اي نحو الربع تقريبا تعرضوا لتأثير المضادات الحيوية خلال فترة حمل أمهاتهم . وكان من بينهم 238 طفلا اي أكثر بقليل من ثلاثة في المئة إصيبوا بالربو في سن الخامسة .
وجاء في الدراسة التي نشرت في دورية طب الاطفال انه في المقابل اصيب بالربو نحو 5 .2 في المئة اي 581 طفلاً من بين نحو 23 ألفا لم تأخذ امهاتهم مضادات حيوية أثناء فترة الحمل .
وبعد أن وضع فريق بيسجارد العوامل الاخرى التي يمكن ان تزيد مخاطر الإصابة بالربو خلصوا إلى أن الاطفال الذين تعرضوا للمضادات الحيوية هم أكثر عرضة للإصابة بالربو بنسبة 17 في المئة .
وكان باحثون بريطانيون قد حذروا من إعطاء الأطفال مضادات حيوية قبل بلوغهم الشهر السادس من العمر بعدما أظهرت دراستهم ان هذا الأمر يزيد من خطر إصابتهم بالربو في وقت لاحق .
وذكر موقع “ماي فوكس” الأمريكي ان الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة “يال” أظهرت ان الأطفال الذي يأخذون جرعة واحدة من المضادات الحيوية في الأشهر القليلة الأولى من حياتهم معرضون 40% أكثر لخطر الإصابة بالربو، لكن الخطر يرتفع إلى 70% في حال تناول جرعة ثانية . يشار إلى ان الباحثين أجروا دراسة على 1400 طفل لمعرفة ما إذا كان إعطاء المضادات الحيوية للطفل في وقت مبكر يؤدي إلى ارتفاع حالات الربو مع بلوغ السادسة من العمر .
واكتشفوا أن إعطاء الطفل في أول حياته المضادات الحيوية يرفع خطر الإصابة بالربو في وقت لاحق حتى إذا لم يسبق للأطفال أن أصيبوا بالتهابات في الصدر ولم يكن أفراد عائلتهم يشكون من الربو .
وقال الباحثون ان المضادات الحيوية تسيء إلى توازن الميكروبات الوقائية في أمعاء الطفل ما يسهل تطور المرض في مراحل مبكرة من الحياة .
يشار إلى ان دراسة أمريكية ذكرت أن تدخين الحامل لا يعرّض مولودها وحده إلى مخاطر الربو، بل يزيد خطر إصابة أحفادها بهذا المرض أيضاً . ونقلت دورية “بي إم سي ميديسن” الطبية، عن الباحثين بمركز “هاربور يو سي إل آي” الطبي في كاليفورنيا، قولهم إن تدخين الحامل يزيد خطر إصابة أولادها وأحفادها بمرض الربو، بسبب تدهور وظيفة الموروثة المسؤولة عن نمو الرئة الطبيعي لدى الجيلين .
وقام الباحثون من مركز “هاربور يو سي إل آي” الطبي بدراسة على الفئران، حيث راقبوا أثر استخدام مادة النيكوتين خلال الحمل على الجيلين الأول والثاني من الفئران .
واستنتجوا أن احتواء الرحم على مادة النيكوتين أدى إلى تدهور وظائف الرئة لدى الجيل الأول من الفئران، ما يزيد خطر إصابتها بمرض الربو . كما استنتجوا أن هذا التعرض تسبب بتدهور وظائف الرئة لدى الجيل الثاني من الفئران، على الرغم من أن الجيل الأول منها لم يكن معرضاً لمادة النيكوتين بعد ولادته .
ولاحظ الباحثون أن الموروثة المسؤولة عن نمو الرئة الطبيعي تدهورت لدى الجيلين من الفئران .
وقال الباحث الأساسي في الدراسة، الطبيب فيريندير ريهان، إن “هذا التغير في علم الوراثة اللاجيني قد يكون السبب في تناقل الربو الناجم عن مادة النيكوتين من جيل لآخر” .
كما وجدت دراسة بريطانية جديدة أن السمنة قبل الحمل قد تزيد خطر إصابة المواليد لاحقاً بأعراض الربو .
وذكر موقع “هلث داي نيوز” الأمريكي أن الباحثين بجامعة “ لندن امبيريال كولدج” البريطانية وجدوا من خلال دراستهم التي شملت قرابة 7 آلاف مراهق ولدوا بين العامين 1985 و1986 والنظر في معلومات حول وزن وطول امهاتهم، أن قرابة 10% منهم يعانون من ازيز في الصدر، و10% يعانون من الربو .
كما ظهر أن 20% من هؤلاء المراهقين عانوا خلال فترة معيّنة من أزيز الصدر، و6% عانوا لفترة أيضاً من الربو .
ووجد الباحثون أن وزن الأم قبل الحمل له تأثير قوي على خطر إصابة المواليد بالربو، فقد ظهر أن 20 إلى 30% من المراهقين هم اكثر عرضة للإصابة بالأزيز الصدري أو من الربو إن كانت أمهاتهن تعانين من الوزن الزائد أو السمنة قبل الحمل بهم .
وقال العلماء إن كل كيلوغرام واحد زائد في وزن الحامل مرتبط بزيادة نسبتها بين 7 .2 إلى 7 .3% من خطر الإصابة بالربو أو أزيز الصدر عند الولد لاحقاً .
وتبيّن أن الأمهات الأكثر وزناً، عانى أولادهم لاحقاً في فترة المراهقة من زيادة في خطر الإصابة بالربو نسبتها 47% .
وقال الباحثون إن التأثيرات الهرمونية للحامل التي تعاني من الوزن الزائد قد تتدخل في النمو الطبيعي للجنين ونمو رئتيه .
وأظهرت دراسة هولندية جديدة ان تناول الفستق خلال الحمل يزيد احتمال إصابة المولود الجديد بالربو .
وذكر موقع “هيلث داي نيوز” الأمريكي ان إذا كان لدى العائلة تاريخ من الحساسية القوية أو الربو، فلا بد للحامل أن تفكر مليا قبل أن تتناول كمية من الفستق خلال حملها .
وأظهرت الدراسة ان تناول أطعمة فيها فستق خلال فترة الحمل يزيد بنسبة 50% من احتمالات إنجاب طفل يعاني من عوارض الربو .
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة “أميركان جورنال أوف ريسبيراتوري إند كريتيكال كير ميدسين” في عددها الصادر في 15 تموز/يوليو “ارتباطاً كبيراً بين استهلاك الحامل للمواد التي تحتوي على الفستق، مثل زبدة الفستق وغيرها، والجهد في التنفس أو تعذر التنفس وحتى الإصابة بالربو لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و8 سنوات” . وفسرت الدكتور جنيفر أبليارد رئيسة قسم الحساسية والمناعة في مستشفى ومركز سانت جون الطبي في مدينة ديترويت الأمريكية ان معظم أنواع الحساسية تتطور نتيحة “التحسس” المتكرر لمادة ما وكلما تعرض المرء لهذه المادة ازدادت ردات الفعل عليه أكثر وأكثر .
وأشارت إلى انه سبق وصدرت توصيات بعدم إطعام الأطفال دون الثالثة الفستق أو أي طعام يحتوي عليه لأن نظامهم المناعي ما زال في طور النمو وأكثر عرضة للتأثر بالمواد المثيرة للحساسية .
من جهتها لفتت معدة الدراسة ساسكيا ويلرز المرشحة للحصول على شهادة دكتوراه في جامعة أوترخت الهولندية انها جمعت وفريقها المعلومات لهذه الدراسة من خلال مقابلة 4 آلاف امرأة حامل و324 .1 منهن لديهن تاريخ من التحسس أو الربو و819 .2 منهن لا تاريخ لديهن في الحساسية .
ووجد الفريق ان لا ارتباط بين تناول الحوامل للخضار والسمك والبيض والحليب أو مشتقات الحليب على تطور الربو، لكن تناول الفستق زاد من احتمالات صفير صدر المولود الجديد بنسبة 42% وتعذر التنفس ب58% واستخدام الستيروييد لتخفيف عوارض الربو ب62% مقارنة مع أمهات قلما يتناولن الفستق، وتبين ان المعدل العام لتطوير عوارض الربو لدى طفل من أم تأكل يومياً الفستق كانت أعلى ب47% .
لكن ويلرز أوضحت انه ما زال من المبكر التوصية بالتوقف عن تناول الفستق خلال الحمل فلا بد من إجراء المزيد من الدراسات .
دمتم بخير .
الله يعطيكـِ العآآفية