الى كل متألم حطمه الناس اوصاحب بلاء 2024

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى كل متألم …

إلى كل من قسى عليه الناس …

إلى كل مجروح الفؤاد …

إلى كل انسان حساس …

الى كل من تأخرت عن الزواج فجرحها الناس أو لم يجرحوها

اصبري على تأخر تزويجك وان جرحت فاصبري عليهما

الى كل أرملة … جرحها الناس او لم يجرحوها اصبري على قدر موت

زوجك وان جرحت فاصبري عليهما

الى كل مطلقة … جرحها الناس أو لم يجرحوها اصبري على

قدرك واصبري على جرحك

والا فاصبري عليهما

الى كل مريض او معاق

إلى كل عقيم

الى كل متألم مكلوم

تعال وأقرأ …. هذه الكلمات …

اعلم ان الله بيده مقاليد كل شئ

اعلم ان الحياة مهما طالت ستغادرها

وستترك ورائك كل ماتمتعت به وكل ما كان مؤلم

فالمصائب ليست نهاية الكون

تخيل لو انك تعيش خالد لاتموت !

ان لكل شئ نهاية وستنتهي حياتك بآلامها يوما … ما

من منا لا يتألم … من منا لايمرض

من منا لم يكسر خاطره يوما ؟؟

من منا سلم من كلام الناس وذمهم وان اختلف مستوى الأذى

من شخص لآخر لكنه يدخل في انه أوذي يوما ما

ان كان أحد آلمك يوما … فاعلم ان أكمل البشر في كمال البشر

قد تألم يوما

لست أنسى قصة النبي صلى الله عليه وسلم حينما ذهب

الى الطائف فدخل عليهم في مجلسهم يدعوهم للإسلام

فلما دعا كبار القوم للإسلام تكلموا عليه كلاما قاسيا … ورفضوا دعوته

ولكن ماجعل قلبي يتمزق حين قرآءتي لأمر بين ثنايا القصة لأول مرة

أقرأه تمنيت حينها

أن أقبل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدري ما هو .؟؟؟؟

قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم

[اذا فعلتم مافعلتم فاكتموا عني]

يـــــــــــــــــــــــا اللــــــــــــــــه !!!

ماأحقر هذه الدنيا يقول لهم اذا لم تريدوا أن تؤمنوا

فلا تفشوا سري أني دعوتكم للإسلام

وياليت قلوب هؤلاء القساة رقت له ولانت بل جعلوا صبيانهم

يرمونه بالحجارة حتى أجبروه ان يلجأهو وزيد رضي الله عنه الى بستان

لك الآن ان تتوقف عن إكمال القصة ثم تتخيل المنظر !

محمد صلى الله عليه وسلم

رجل يبلغ الخمسين يجعلون أطفالهم يلاحقوه بالحجارة ؟؟!!!!!!!

أي قلوب تلك وماذا فعل بهم ليفعلوا به كل هذا !!!

رجل يبلغ الخمسين يركض جريا على قدميه

وخلفه أطفال يضربونه بالحجارة !!!!!!!!!!!!

حتى سال الدم من عقبا رجلي النبي صلى الله عليه سلم وتلطخت نعلاه

ولجأ هو وزيد رضي الله عنه الى شجرة عنب يستظلان بها

ان غزوة احد كانت أبلغ إيلاما من الناحية الجسمية

ولكن رحلة الطائف كانت مؤلمةأكثر من الناحية النفسية

لأن فيها إرهاقا كبيرا لنفسه صلوات ربي وسلامه عليه

وألم نفسي شديد جعله يستغرق في التفكير من الطائف الى قرن

الثعالب

ولذلك قال لعائشة رضي الله عنها

حينما سألته : هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟؟

فقال صلى الله عليه وسلم (لقد لقيت من قومك مالقيت ، وكان أشد مالقيت منهم يوم العقبة ، عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد بن كلال ، فلم يجبني الى ما أردت
فانطلقت وأنا مهــــــــــموم على وجهي ،

فلم أستفق الا وأنا بقرن الثعالب )

قرن الثعالب : هو قرن المنازل , ميقات اهل نجد , ويسمى الآن السيل الكبير

وهذه المعاناة الفكرية جعلته يستغرق في التفكير من الطائف فلم يستفق الا بقرن الثعالب

وفي هذه الغمرة من الأسى والحزن والآلام النفسية والجسمية من أثر

ضربه بالحجارة قيل توجه النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء الى ربه

[اللهم اني أشكو اليك ضعف قوتي

وقلة حيلتي

وهــــــــــــــــــــــــــواني على الناس

يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي

الى من تكلني؟

الى بعيد يتجهمني ؟

ام الى عدو ملكته أمري؟

ان لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي

أعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة

من أن تنزل بي غضبك

أو يحل علي سخطك

لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة الا بالله ]

العُتبى : الإسترضاء

وانا لنلمح في هذا الدعاء عظم توحيد النبي صلى الله عليه وسلم
اذ ان مطلبه الأعظم هو رضوان الله تعالى لذلك قال اذ لم يكن بك علي غضب فلا أبالي
وكل هذا من أجل ان يحل رضوان الله عليه وان كان هذا البلاء يجلي سخط الله فهلا بالبلاء اذا كان يرضي الله عزوجل

ثم يختم النبي صلى الله عليه وسلم دعاءه بالكلمة العظيمة التي علم أصحابه ان يقولوها

فقد ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء بقوله (ولا حول ولاقوة الابك)

فلاتحول للمؤمن من حال الشدة الى حال الرخاء و من الخوف الى الأمن إلا بالله تعالى

ولاقوة على مواجهة الشدائد وتحمل المكاره الا بالله جل وعلا

ان الدعاء من أعظم العبادات وهوسلاح فعال لحماية الإنسان

وقد تمر على المسلم مواقف يعجز فيها عن التفكير والتدبير تماما

فليس له مخرج منها الا ان يجأر بالدعاء الى الله تعالى

فما ان انتهى من الدعاء حتى جاءت الإجابة من رب العالمين مع جبريل وملك الجبال

وأنظر اخي القارئ كيف هو لطف الله ينزل مع الشدة

في طريق عودة النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة

1- نزل جبريل ومعه ملك الجبال

2- سمع الجن القرآن فأسلموا

وبعد رجوعه لمكة -كانت رحلة الإسراء والمعراج-

فانظر الى لطف الله إن كان البشر لم يؤمنوا جعل الله الجن يؤمنوا

وان لم يؤمن أهل الأرض رفعه الله الى السماء في رحلة الإسراء والمعراج فرأى من آيات

الله وصلى بالأنبياء وهو الإمام لهم في صلاتهم وكلمه الله فوصل الى منزلة لم يصلها قبله

مخلوق أبد حتى الأنبياء والرسل غيره

طبعا ستقول النبي صلى الله عليه وسلم ناله الأذى في سبيل الدعوة الى الله اما نحن لسنا دعاة اقول لك :

طبعا لامقارنة بيننا وبين الرسول صلى الله عليه سلم فقد غفر الله له ماتقدم وتأخر من ذنبه ولكن

أقول لك ألست تحتسب مابك من الأذى في سبيل صبرك على أقدار الله وان أحببت أن

ترفع درجتك أكثر فاعفو عمن ظلمك ليغفر الله لك

هناك حديث معناه ينادي منادي يوم القيامة (اين الذين أجرهم على الله ؟ فلا يقوم الا العافين عن الناس)

وفي معنى الحديث ماتنازل مسلم عن مظلمة الا زاده الله بها عزا… فاضمن العز من الله

وانظر الى الكريم اذا اعطى !!

يقول الشيخ صالح :نـــحن نعلم يقينا ان هذه الدنيا صحة مشوبة بسقم وسرور ممزوج بألم تضحك وتسر وقد اخبر الله عنها بقوله(وأنه هو اضحك وابكى وأنه هو امات وأحيا)
فالناس غني وفقير ,ضاحك وباكي,مسرور ومحزون,شقي وسعيد…وما الى ذلك.
فمن الاسر من تسأل الله ليلا ونهارا نعمة الولد ومنهم من تسأل الله البنات ومنهم من يتضرع الى الله ويسأله الرزق والمال

ومنهم من فيه ذا عاهه ومنهم من اذا قارب الشهر الانتصاف لم يجد في بيته ولا في جيبه ما يعينه على بقيةمصروفه
ثم يستذكر قول الله تعالى(وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم)فيصبر على قدر الله.

وهناك كثير من الابتلاء لايحصى لها عدد فمن الناس من لايجد له مكان وقدر بين اسرته فمن الشباب من يهمزويسخر منه بين والديه لانه اطاع الله واطاع الرسول وكل هذا يحتاج الى صبر على اقدار الله والسعيد من علم ان الله تبارك وتعالى خلق كل شيئا بقدر ويوفي الصابرين اجرهم بغير حساب يوم القيامة

فمن الناس من لايستطيع ان يهدي لابنه هدية النجاح ومنهم من لا يستطيع ان يحضر لاهل بيته طعامين في يوم واحد
هناك معونات من الدولة ومن اهل الخير لكن ان يكون هناك اغنياء وفقراء امر لا بد منه وإلا لانتفى الابتلاء والاختبار
في عهد الصادق المصدوق كان هناك اغنياء وفقراء 0عبدالرحمن بن عوف)مات وقسموا الذهب الذي تركه بالفؤوس,وكان رجال من اهل الصفة لا يستطيع ان يقوم احدهم للحظات من شدة الجوع ليبتلي الله هؤلاء بهؤلاء لكن ….

نركز على قضية ان اهل البيت المسلم لا بد ان يصبروا على اقدار الله.

ولابدمن التعاون فيما بينهم ولا بد من المحبة والتأخي والتكاتف مع احتساب الاجر عند الله
حتى في المصائب الطارئة كفقد الولد او الوالد لابد ان يكون الايمان واليقين الكامل بلقاء الله جل وعلا.

مر صلى الله عليه وسلم على قبر وعنده إمرأة تبكي فقال لها عليه الصلاة والسلام _اتقي الله واصبري قالت:اليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي فلما ولى عليه الصلاة والسلام اخبروها انه رسول الله فجأته واعتذرت فقال:إنما الصبر عند الصدمة الاولى)

فمن ابتلي بشيء من هذا او قدر له ان يبتلى ان يعلم ان ما عند الله خير وابقى وان لله ما اخذ وله ما اعطى.
كان هناك صحابي يتردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له فقال الرسول صلى الله عليه وسلم يا فلان اتحب هذا يقصد(ابنه)فقال يا رسول الله احبك الله كما احبه ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم فقده ذات يوم فقال ما صنع فلان قالوا يا رسول الله مات ابنه فلما لقيه الرسول قال:ما فعل ابنك؟قال:مات يارسول الله فقال عليه الصلاة والسلام وهو الصادق المصدوق

اما يسرك انك لاتأتي غدا باب من ابواب الجنة الا وجدته امامك يأخذ بردائك قالو يا رسول الله اله خاصة ام لنا كلنا
فقال بل لكم كلكم))

فمثل هذا الحديث وامثاله يعزي المؤمنين .
تعزا بالله فإن في الله عوض عن كل مفقود وخلف لكل احد والسعيد من ابتلي فصبر وانعم عليه فشكر واذنب فاستغفر.

المصدر شريط (البيت المسلم) للشيخ صالح المغامسي