كلمة واحدة اسكتت صفاً بأكمله ذلك الاستاذ القوي الشديد الذي يدخل الرعب والخوف في قلوب الطلبة مشى بخطواته البطيئة المرعبة ليقترب من ذلك الطالب الجالس في المقعد الاول انحنى نحوه وقال اين الواجب ؟ وبيدين مرتجفتين اخرج الطالب دفتره قائلا : ها هو يا استاذ . رسم الاستاذ على وجهه ابتسامة صغيرة ومضى يفتش على حل الواجب في دقتر كل طالب الى ان وصل الى طالب يجلس في اخر مقعد في الصف وجن جنونه عندما رأى ان الطالب لا يضع امامه كتاب او دفتر صرخ به : اين كتابك يا هذا واين الواجب الذي طلبته منك ؟! بقي الطالب صامتاً في مكانه ولم يستطع الاجابة على السؤال و بصوت اعلى صرخ الاستاذ ثانية : اخبرني اين كتابك ودفترك حالا ! حاول الطالب ان يمتلك المزيد من الشجاعة و بصوت منخفض : لم انجزه يا استاذي رفع الاستاذ حاجبيه مستغربا وقال لماذا ؟ اجاب الطالب ودموعه توشك على السقوط كان لدي موعد في المستشفى فأنا مريض ! …صرخ الاستاذ كاذب ومهمل وتكذب ايضا .
نظر الطالب في عيني الاستاذ وقال بتردد :ح استاذي اخبرتك وقبل ان يكمل قاطعه الاستاذ : لا تقل شيء واجبك وعليك ان تنجزه فهمت والان هيا اخرج الى السبورة لتلقى جزائك . بقي الطالب ساكناً وهذه ما جعل الاستاذ يغاظ اكثر صرخ به مرة اخرى لماذا لا تسمع كلامي ؟.. وكرر كلامه مشيراً باصبعه الى السبورة اخرج هيا ايها الغبي ثم امسكه من سترته و سحبه خارج مقعده ليقع الطالب ارضاً وهو عاجز عن الحركة رفع رأسه الى استاذه ودموعه تملأ عينيه : قلت لك يا استاذي … وبنبرة الحزن على صوته : قلت لك اني مريض مريض اذهب للمشفى كل يوم لعل الله يكنب لي العلاج لا اريد ان يعلم احد اني مشلول ابي يدخلني باكرا الى المدرسة واجلس في الصف وحيدا ..اكل في صفي كلهم يخرجون للفسحة الا انا كلهم يلعبون الا انا ليتك تعلم يا استاذي كم اتمنى ان ارى مرافق المدرسة ان ارى المسرح و المرسم والمكتبة ولكني عاااااااجز نعم اؤمن بقدر الله ولكن الطبيب اخبرنا بوجود امل ان اتعافى وانا طوال هذه الفترة اخفيت الامر لا اريد ان يعلم احد و بفضلك الان صرت حديث المدرسة … بفضلك بفضلك ؟؟!! واجهش بالبكاء فورا … دموع سالت على خديه وصرخة خرجت من قلبه واعتلت اثار الصدمة وجه الاستاذ ووقف ينظر اليه لا يغلم ماذا يفعل ركض الطلاب نحو زميلهم ورفعوه الى مقعده و استاذهم يقف لا يستطيع الحراك ثم قال بصوت مرتجف اسف ..يا بني لم اكن …. ولم يستطع الاكمال خوفا من ان تفضحه دموعه
في اليوم التالي رن جرس منزل الطالب المسكين وعندما فتح والده الباب وجد الاستاذ يقف وبيده كرسي بعجلات قالها والبسمة على وجهه ايمكنني ان اصطحب ابنك معي الى المدرسة اليوم اعدك اني ساعتني به جيدا وافق الاب باستغراب واستاذن المعلم لدقائق ثم عاد يحمل ابنه واجلسه على الكرسي الذي احضره الاستاذ .. دفع الاستاذ الطالب الى الامام وسار به نحو السيارة خاطبه قائلا : اتمانع ان تجلس مع ابني في السيارة اجابه الطالب بخجل لا يا استاذ فتح المعلم باب السيارة وحمل الطالب وادخله اليها وتفاجئ الطالب عندما سلم على ابن الاستاذ انه يعاني من مرضه نفسه !!
مشكوووووورة
الحمد لله على نعمة الصحة
قصة جميلة