المشكلة السكانية :
أبدأ حديثي باسم الله الواحد الأحد الذي قال في محكم كتابه (واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون، (26/ 132) صدق الله العظيم.. وعندما طلب إلي أن أحدد الموضوع الذي أتحدث فيه اليوم رأيت أنه من تقوى الله أن نتحدث فيما نعلم وفيما ينفع أمة الإسلام. ولو أن المؤتمر يدور حول قضايا الطب الإسلامي إلا أن الصحة تعرف بأنها حالة من التوازن النفسي والذهني والاجتماعي إذن فهي جزء لا يتجزأ من حالة الفرد والمجتمع التي تؤهله لحياة رغده منتجة تتناسب مع أسلوب العصر ووسائله، لذلك رأيتني أختار التحدث في قضية العصر، وهي البحث العلمي ودوره في التنمية هادفين إلى مواطن سليم في مجتمع سليم.
تحتل مشكلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية خاصة في العالم النامي الذي ننتمي إليه المركز الأول بين سائر المشاكل، ظاهرة محيرة للمخططين والمفكرين، وذلك لما تواجهه هذه الدول من انتماءات فكرية وعقائدية، ونحن منها فمنها دول انحازت إلى عالم الشمولية والشيوعية.
وأخرى اندرجت في أساليب العالم الرأسمالي الحر وأخرى انخرطت في تجارب جديدة فدخلت في متاهات الظلام والبحث عن الطريق مندفعة إلى الاقتصاد المزدوجDouble Economy حيث توجد الفوارق الواسعة بين الطبقات وحيث تتعايش صور متباينة في مجتمع أو أمة واحدة تستظل بمقومات واحدة وتسكن أرضا متصلة. هذه الصور تئمثل في نماذج صارخة من الفقر والحرمان تنظر بهلع ويأس إلى صور متحدة من الجشع والإسراف.
ترتب على ذلك أن أصبح عالمنا الإسلامي في كثير من أنحائه في موقع يجبره على أن طريقه نحو الأمان.
نظرة سريعة إلى مشاكلنا كجزء من العالم النامي غنيا كان أم فقيرا نجد ثلاثة مؤثرات تتفاعل في تلك الحالتين.
أولأ: جوع، و بطالة، وهجرة، في الدول غير القادرة.
ثانيا: ترف واستهلاك، وقلق، في الدول التي تعاني من مشكلات الوفرة وقانا الله شر آفات الحاجة وكذلك فتنة الغنى. ففي المجموعة الأولى: يمكن تحليل المشاكل كما يلي:
أولأ: الجوع: خاصة إذا كان تزايد السكان يفوق معدلات القدرة على إنتاج الطعام. وهذه ظاهرة سوف تحتل مكانها في الاقتصاد العالمي في الحقبة القادمة حيث، يأتي يوم ما هو ببعيد تكون فيه الأموال غير قادرة للحصول على الاحتياجات من الطعام، وسوف يكون التحكم في مواد الغذاء (سلاح الجوع والتجويع) السلاح الأساسي في الحروب القادمة وهو أخطر من الأسلحة التقليدية وحتى النووية.
ثانيها: البطالة: سواء كانت بطالة مباشرة أو بطالة مقنعة ويدخل تحت هذا الباب قضية تكدس العمالة مع قلة الإنتاج وهي آفة من آفات العالم النامي. وكذلك قضية التوسع في التعليم بدون توجيه أو ربط بخطة التنمية، والتعليم وسيلة عملية وحيوية في عصرنا الحالي وليس ترفا أو أسلوبا للمباهاة، إنه موجه إلى الارتزاق عن طريق اكتساب مهارات وقدرات يحتاج إليها المجتمع تضيف إلى رفاهيته وإلا كان التعليم جهدا وإنفاقا بلا عائد.
ثالثها: الهجرة: وهي ظاهرة خطيرة تتأكد في مجالين .
الهجرة من القرية إلى المدينة: والقرية التي تفقد سكانها تتميز بضيق الرزق وسوء أحوال المعيشة فيهرب ساكنها إلى المدينة أملأ في إيجاد فرصة أحسن للعمل ومستوى أحسن للحياة ولكنه في كثير من الأحوال يبوء بالفشل خاصة عندما تزداد الهجرة عن حد معين ، وتعجز المدينة عن توفير فرص العمل والرزق لهؤلاء المهاجرين.
أما الهجرة الأخرى فهي هجرة العقول المستنيرة والأيدي المدربة إلى خارج الوطن حيث النجاح أيسر وإثبات الذات أسهل والرزق متاح.
ورغم أن تلك الهجرة قد تكون مصدرا (لعائد اقتصادي له قيمته، إلا أنها عندما تزيد لا بد أن تؤخذ في حساب الانتقاص من قدرات البناء الداخلي للوطن.
هذه المظاهر الثلاثة: الجوع والبطالة والهجرة لا بد أن تعكس الحالة النفسية للأفراد وتنشط خمائر الاضطراب في المجتمع فيكون ما ينتظر من قلاقل سياسية وضغط اجتماعي.
أما في المجموعة الثانية فيمكن تحليل الظواهر فيما يلي:-
1-الترف: وما يتبعه من تغيرات نفسية إذا لم يخطط لها بتسليح للمجتمع والأفراد بالعلم والقيم فإنه لا بد وأن يندفع إلى تغيير أساليب الحياة إلى مسارب مختلفة منها ما هو مقبول ومنها ما هو مرفوض.
2- الاستهلاك المفرط: حيث ينطلق الإنسان لاستهلاك نفسه أولأ في ما يسمى بالحضارة الحديثة فيضعف ذراعه ويزداد اعتماد عقله على الغير ويصاب بأعراض التخمة ثم تنطلق الدول نحو تحويل رأس المال الكامن إلى مستهلكات ضائعة الأصول لا تعوض إذا فقدت.، وقضية العصر هي الحفاظ على ثروات كانت كامنة تحت الأرض إلى ثرواث خارجها، دائمة بإذن الله تدر عائدا مستديما.
3- القلق: فحيث ينمو مجتمع الترف والاستهلاك تبدأ قضية الرفض. الرفض لكل ما هو متاح طلب للممنوع وللمزيد، وهنا تبدأ المؤثرات الخارجية في إحداث التمزق الداخلي في النفس قلقا تحتاج إلى مهدئات ومثبطات.
والقلاقل في المجتمع تولد الثورات وما يتبعها من قمع وكبت وصراع بين السلطة وقطاعات الشباب والمترفين.
ومن الحقائق التي تذكر في هذا المجال أن نسبة الانتحار الفردي والجماعي ظاهرة خطيرة في هذه المجتمعات خاصة لمن هم في عمر الزهور وفي سن الإنتاج. (Teen -Agers Dilemma) وكما ذكر في تقرير عن الصحة النفسية في الولايات المتحدة.
‘ قد ثبت انخفاض معدلات الانتحار حيث يزكو الإ يمان، وارتفاع هذه المعدلات حيث تخفض معدلات الإيمان ‘.
لكل ذلك.. كان الأسلوب العلمي المرتب والبحث التطبيقي الموجه الذي يشمل العقيدة والفكر والسلوك هو الأسلوب الأمثل لطرق أبواب الحلول أمام القائمين على قضية التنمية.
وقد وصفت التنمية على أنها زيادة الدخل وأنها اندفاع في الرفاهية وأنها زيادة في قدرة المجتمع على إنتاج حجم معين من السلع والخدمات لكنها لابد أن توصف بأنها عملية ينتج عنها إحداث تطور شامل في الهيكل الاجتماعي والاقتصادي لمجموع الشعب.. وهذا جزء من الحقيقة ولكنه ليس كل الحقيقة، فهناك مقاييس أخرى ينبغي أن ندخلها في قياس التنمية حيث يكون القياس متكاملا دون اقتصار. على مجرد امتلاك المال.
لذلك كان إعداد الإطار المناسب للتقدم والنمو المناسب هو الشغل الشاغل للقائمين على مصلحة شعوبهم. ذلك لأن أي مما اختلال في الاستعمال الراشد لقدرات المجتمع ورأس ماله الكامن سواء منه المادي أو البشري أو الإنساني لابد أن يؤدي إلى خلل اجتماعي تكون عواقبه وخيمة تنعكس أول ما تنعكس على الشباب- بحساسيته المتدفقة- ذلك لأنه يطلع إلى غد مشرق وحياة أسعد.
إن محاولة عالمنا النامي- غنيا كان أو فقيرا- تقليد العالم المتقدم غربا كان أو شرقا عملية محفوفة بالكثير من المخاطر، والاندفاع فيها عواقبه فرقة اجتماعية وقلاقل سياسية والأمل في الاعتدال *(وكذلك جعلناكم أمة وسطا )(2 / 143) صدق الله العظيم. لكل ذلك كان علينا أن نتعاون في البحث عن طريقنا الذي ينبغ من أصالتنا، ويتفاعل مع العالم المتقدم حولنا، ويختصر لنا التجارب التي نعوض بها الزمن الفاقد حتى نستطيع أن نقف على أقدامنا دون انغلاق ودون ذوبان.
هناك عدة حقائق تحتاج منا وقفة قصيرة:
1- نحن نعيش اليوم الذي صار العلم فيه سبيلا أوحد لاتخاذ القرار السليم خاصة إذا صاحبه أسلوب مجرب مع رؤية لاحتمالات النتائج وتصور لمضاعفات التطبيق وآثارها مع التأكيد على أن التقدم ما زال وسوف يظل رهنا بقدرة الفرد على استيعاب المعرفة والابتكار فيها وتطويعها لرفاهية الإنسان.
2- ولما كان التعريف الحديث للسياسة هو أنها مهنة مجابهة مشاكل الحياة وحلها بأسلوب علمي نحو رفاهية الإنسان لذلك كان من أهم ظواهر العصر أ ن العلم أصبح سلعة سياسية يباع من خلاله التقدم وتحكم به القدرات.
3- ولقد تحول الاستعمار في وسائله أن قهر عسكري في الحروب وغزو اقتصادي بالديون أو قهر معنوي بتصدير الثورات.. لقد تطور الاستعمار نحو استعمال الذكاء والقدرة وجاذبية التقدم في غزو العقول والنفاذ إلى الناس عن طريق الانبهار وبالعلم والجديد من التكنولوجيات.
4- نظرة إلى العالم من حولنا نرى نماذج متباينة، فمن الدول من اتخذت العلم سبيلا إلى التقدم. فنراها عبرت فرصة التخلف وأصبحت في طريق المتقدمين (مثل اليابان وكوريا والهند والبرازيل) ومنها ما يحاول ويخطو متمهلا نحو التقدم وقد يضل السبيل فيتعرض للقلاقل والثورات، ومنها ما يترك الأمور بلا حراك وهذا هو الأسوأ..سيله الزوال فهو يفقد الجذور ويتحول إلى هشيم أو عبء حتى على نفسه.. فيسقط والعالم لا رحمة فيه، وقد يعين لفترة ما ولكنه سرعان ما يتخلى عمن لا يعين نفسه أو يفكر في غده.
لذلك أراني أقول إن ذخيرتنا في المقام الأول تتمثل في العقل والذكاء والقدرة على الإبداع والابتكار والتنويع والتطوير وفي نفس الوقت الارتباط بالقيم والإيمان.
كلها أسلحة المعركة القادمة فماذا أعددنا لها؟
والتنمية الصحيحة لا بد أن تبدأ من مصادر الثروة الأساسية للمجتمع.
– المصادر الطبيعية: بحثا وتنقيبا واستثمارا و حفاظا.
– المصادر البشرية: تعليما وتدريبا واستعمالا.
– المصادر النفسية: قيما ودينا وقومية.
ولقد أوضحت التجارب التي سبقتنا أن التنمية عملية محسوبة لا يؤمر بها ولكن يؤمن بها لا تدفع إلى الوجود بين يوم وليلة لكنها ارتقاء وتطور وجهد مستمر يحد ث ببطء ليتلاءم مع ظروف المجتمع.
والتنمية أصلها ومنابعها في التعليم الجيد وحقلها النظام والانتظام. وهو الاستقرار السياسي والإيمان والقيم وقضيتها الإنتاج الوفير والبحث والتطوير عن طريق العلم والتكنولوجيا والتي لا بد أن تتطور للتواؤم حالة المجتمع بصورة إنسانية تعبئ الموارد وتبرز الملكات وتعتمد على الأعداد الكبيرة لتمنع البطالة ويذكرني هذا بما قاله غاندي: نحن لا نريد الإنتاج الوفير ولكن نحتاج إلى الإنتاج بالوفرة.
WE DO NEED PRODUUCTION BY MASSES AND NOT MASSPRODUCTION
والتنمية الأساسية السليمة لا بد أن تحدث التغيير في جذور المجتمع حيث أثبتت التجربة أنها لا بد أن تبدأ في الريف حيث كثافة السكان وأن توجه إلى أسس التطور مثل استصلاح الأراضي. وتحسين المحاصيل كما ونوعا مما يعالج مشاكل الغذاء ودفع الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتي تسمى التكنولوجيات المتوسطة cottage and intermediate technology تبرز إلى! الأمام فئات قادرة على الإبداع والاختراع وهذه الفئات تفرز فيما بعد خبرة وقدرة ومهارة تستعمل فيما بعد دعما في التكنولوجيات المتقدمة.
خطوات ومراحل التنمية.. كيف تبدأ ومن أين
Need- Objectives – Planning – Programing- Management and Production-
هناك قضايا إجرائية ومراحل محددة تدفع نحو التطور التكنولوجي والتنمية
الأولى: الإحساس بالحاجة لها، ودافعها الاقتناع السياسي والحاجة الاقتصادية، وهي أول مراحل التطور ولا بد آلا تطول هذه المرحلة بدون تقدم وهذه وظيفة سياسية.
الثانية: تحديد الأهداف From Need to Objectives وهي مرحلة تبدأ من الإيمان بالحاجة لا بد أن تظهر المجالات المطلوبة وتحدد الأهداف، والأهداف لا بد أن تكون طموحة موجهة لإشباع آمال المستهلك حتى يتجدد فيه الأمل وتدفع القدرات نحو الإبداع.
الثالثة: تحديد المؤشرات والأسس التي يبدأ منها التقدم From Objectives to Criteria حيث تتحدد الأسس والاتجاهات مع وضع كافة الاحتمالات والظروف والطرق ومسارها وهذه وظيفة العلماء والمفكرين لوضع التصور ليطورا من القدرات.
الرابعة: From criteria to Planning وهنا يبدأ دور الحكومة حيث تتحدد الأهداف والأسس وتتحول إلى خطة محددة وملزمة بوضع الاختيار الملائم وتحدد الطريق وتوصف الملامح، وتضع البدائل لكل مجال يمكن الاختيار بينها.
الخامسة: البرمجةFrom Planning to Programming وهنا تكمن حسابات كثيرة وعديدة.
ا- تفصيل المشكلة مع تخطيط قطاعي داخل كل مجال مع المواءمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
2- تحديد للعلاقات بين المؤسسات.
3- تقويم القدرة المحلية واستيراد الجرعة المطلوبة وتطويعها للفرص القائمة.
4- وضع البرامج التدريبية بحيث أن تكون محددة وموجهة للمشروع.
5- نظام حوافز مادية ومعنوية.
6- تكامل بين البرامج حتى ترتبط داخليا وخارجيا متوافقة مع احتياج السوق ومع الناتج القومي، وهذا الدور تحكمه المؤسسات متعاونة مع الغرف التجارية والنقابات، المهنية والعمالية.
السادسة: مؤثرات ثلائة لا بد من مراعاتها أساسا للنجاح.
أ- الإدارة ومراقبة الإنتاج Management and Production Control إن إدارة ‘ الإنتاج أساس لا بد من
مراعاته بدقة.
ب- المعلومات والنظم Information System التعامل مع المعلومات هو قضية العصر حتى وصلنا اليوم إلى أن هناك دولا ذات وحدة إتصالية WIRED NATIONS يكون فيها متخذ القرار على علم بتطورات ومستويات المعرفة، تعدت قدرة البشر بفضل الله.
ب- تقويم العائد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمشروع ، قضايا حساباتها مختلفة ولكنها قضايا حاسمة ومطلوبة لضبط حركة التطور وديناميكية التقدم في المجتمع وحركة نموه التي لا بد وأن تكون محسوبة.
السابعة: توجيه العائد لمصلحة الكافة وهنا يبرز ثانية دور القيادة السياسية والاقتصادية لأن التنمية قضية اجتماعية في المقام الأول وليست اقتصادية فحسب، والنتيجة ليست زيادة في الدخل فقط ولكنها رفاهية للإنسان إن لم يحسب عائدها بحذر فإن انفلات العائد الاقتصادي من المعيار الاجتماعي أو العكس لا بد وأن يؤدي إلى عواقب معروفة-
التنمية والمجتمع والتكنولوجيا:
وتعرف التنمية العلمية أو الثروة التكنولوجية بأنها القدرة على استعمال جرعة العلم المتاحة لدفع البحث المعملي إلى مستوى التجربة الحقلية التي يمكن أن تتحول إلى سلعة أو خدمة ويمكن تطويرها وتحسينها عن طريق مواد أحسن ومنتج أفضل وأسلوب أرخص وأسهل ومن خلال منظومة وإدارة منضبطة وتضيف إلى رفاهية الإنسان- كل هذا مقبول..
ولكنها لا بد أن تربط أساسا بحاجة المجتمع وتتوافق مع مراحل نموه ووضعه الاجتماعي.. والعلاقة بين التنمية والعلم والمجتمع علاقة فتحت آفاقا عديدة للدراسة فظهرت مدارس وتخصصات جديدة على سبيل المثال:
*النسق الاجتماعي للعلم والتكنولوجيا Social System Of Scientific Technology
* التكنولوجيا والتغيير الاجتماعي Technology Social Reform
* علم اجتماع المعرفة Sociology of Knowledge
* علم اجتماع العلم Sociology of Science
* علم اجتماع العلم Sociology of Science
وكلها تدرس كيفية استعمال العلم في قضايا التنمية وخلق المناخ المناسب للإبداع العلمي والبيولوجي وترسخ العلاقة بين مجتمع العلم ومجتمع الإنتاج وقيم المستفيد وتفتح آفاق البحث العلمي في تقويم آثار العلم على المجتمع ماديا وثقافيا وتوفير المقومات الاجتماعية والثقافية لنمو التكنولوجيا وكذلك ضبط انعكاس التقدم التكنولوجي على القيم الذاتية والدينية!لمجتمع، وتقويم ذلك وضبط الجرعات الحميدة والممكنة لإحداث التطور على سلوك المجتمع في القرية…
قبل أن ندخل يما الإجابة أراني أذكر ثلاث حقائق:
ا- أن ثروة الأرض غير متجددة محكوم عليها بالفناء إلا في الزراعة إذا أحسن استغلالها.
2- أن الإنسانية محكوم عليها بالتلوث كلما تقدم العلم خاصة إذا استمر الحال على ما نحن فيه.
3- إن الإنسان يرفض التقدم اللا إنساني ويلفظه حتى إن طال المدى.
هذا وإذا حللنا الدخل القومي في المنطقة نجد أن أكثر من 80% منه يعتـمد على مصادر لا توصف بالاستمرار وهي البترول. المواني والممرات المائية- أموال المغتربين. السياحة ، وأن 20% فقط من مصادر إنتاجه الدائمة مثل الزراعة ،- الصناعة في حين أن النظرية تدعو إلى رفع ذلك، الرقم إلى 50% على الأقل، إذن فالحاجة واضحة والهدف معلوم في زيادة الإنتاج الزراعي والإنتاج الصناعي.
والمطلوب يمكن تحقيقه عن طريق يمكن أن يلخص فيما يلي :-
ا- زيادة إنتاجية الأرض القديمة والإضافة إليها باستمرار.
2- زيادة إنتاجية رأس المال المتاع والاستثمارات الجديدة.
3- زيادة إنتاجية القوى العاملة المستخدمة حاليا والإضافة إليها باستمرار.
4- زيادة القدرات التنظيمية والإدارة المتاحة بما في ذلك الانضباط الجماعي مع إطلاق المنافسة المفتوحة.
5- ربط النجاح بالعزة القومية والكرامة الوطنية واحتمالات العار والبؤس في حالة الفشل.
إذن فالقضية اجتماعية وسياسية في المقام الأول وانعكاساتها الإنتاجية والاقتصادية هي أساس التقدم..
ولكن كيف نستعمل التقدم العلمي والتكنولوجي في قضايا التنمية:
ا- تـطوير القدرات الإنتاجية- وذلك بتحسن، مستوى القوى العاملة تعليما وتدريبا وابتكارا. (كثورة اليابان التكنولوجية بدأت سنة 1929 بتطوير المدرسة الابتدائية).
2- اختيار مرحلي لمشاريع مناسبة تبدأ باستخدام الموارد المتاحة.
3- التحسين المستمر لمستوى الميكنة بالتجربة والبحث وكذا تطوير مستوى الإدارة وكذا محاولة الدخول في القدرة التنافسية العالمية.
4- تطوير القدرة على تطوير أنواع المنتج وابتكار الجديد بالتا لي
تطوير الخدمات وزيادة العائد تحفيزأ للتغيير وبمعنى آخر تحسين الإنتاج بمستوى الدخل للعاملين بأسلوب مباشر الصادق وليس كمسكن سياسي.
5- تحسين بيئة العمل الإنسانية والتكنولوجيةWork Environment
6- التطوير المستمر لعلاقات إنسانية ومجتمعه ‘ من خلال العمل ينتج عنها رفع مستوى المعيشة Changing Life Style
يتبع
كيف نطلق ملكات البحث ونعظم العائد؟
ا- الالتزام بقضايا محددة وتحديد مجالات مفيدة للمجتمع والإنتاج في أكثر الحالات أي الارتباط بالأهداف القومية.
2- الالتزام بالامتياز أي بحوث على مستوى عال ومنافسة اقتصادية.
3- أقل القيود على حرية القائمين عن البحث العلمي.
4- استقرار نفسي ومادي لهم.
5- أن تكون النتائج إيجابية مجتمعيا، ومرحليا وسياسيا.
ولذا فانه من الواضح مما سبق ذ كره بأن هناك العديد من الحقائق والمسلمات التي لا غنى عن ذكرها وعن استيفائها وهو ما سوف نلقى عليه الضوء.
إن من قدر العالم الإسلامي أن مقومات الحياة فيه موزعة بين أقطاره.. هذا يجعل التعاون بين أقطار هذا العالم ضرورة وحياة.
وإذا كانت مجموعات الدول كغرب أوروبا استطاعت أن تنتقل من مرحلة الصراعات في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين إلى مرحلة السوق الأوربية المشتركة والبرلمان الأوربي.. فما أحرانا أن نقوم بهذا باسم الدين والعلم والمستقبل.
وبهذا يصبح العالم الإسلامي كيانا كبيرا يتعاون على الصعيد العالمي في زمن لا تستطيع أن تأمن فيه إلا الوحدات الكبرى.
والسؤال الآن:-
ما هو موقف الدول العربية والإسلامية من مرحلة التنمية الشاملة أرض شاسعة مصادر ثروة وطاقة وهبها الله. أيد عاملة وعقول متميزة.
أين نحن من كل هذا لوحدة تنموية لا ترتبط بأفراد أو ساسة ولكن ترتبط بعقول مستنيرة وأذرع قادرة وإمكانيات مرتبطة كلها تعمل لغد أفضل من أجل أجيالنا القادمة. وغير عابئين باليوم ولكمن لتوفير غذاء أحسن لملايين من البشر سوف يعيشون على هذه الأرض.
والتحدي الرهيب الذي ينتظرنا يتحتم علينا قبوله حتى لا نعيش عبيدا على أرضنا وصرعى لتاريخ مجيد لجأ نستفد مما فيه من دروس وعبر.
وسلاحنا فيه العلم والثقة والارتباط بهدف محدد.
كلمة أخيرة !ذا أصاب الإنسان من خير من خلال البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة والمنظمة في علوم الطب نعمة الله على الإنسان والجن وهو السبيل لتقدمه.
في الصحة العامة: انخفضت وفيات الأطفال إلى أقل من 10 في الألف. انخفضت الوفيات من أمراض القلب 25% عن ذي قبل. انخفضت الوفيات من أمراض نزيف المرء40% عن ذي قبل. أما في علاج السرطان: فإنه ينظر إليه اليوم على أنه أحسن الأمراض المزمنة نتائج حيث زادت فرص الحياة منه اكثر من خمس سنوات في أكثر من 70% من الحالات وكذلك ب شبر أن 40% من حالات السرطان قابلة للشفاء تماما وضبطت معظم حالات اللوكيميا في الأطفال تماما وأصبحت قابلة للشفاء.
وغدا مع استعمال الـ Interferon ومع بحوث D.N.A. Recombinant Techniques سوف تفتح أبواب جديدة من الأمل لعلاج الكثير من الأمراض المختلفة.
ولقد تحسن إنتاج الفاكسينات والهرمونات وانخفض سعرها وكان ذلك كله نتيجة لدراسات ميكانيكا أو هندسة الوراثية.
وقد قضى على الحصبة في 97% من الحالات.
وانتهى رعب شلل الأطفال وكذلك الدفتريا والتيتانوس، في الأطفال ونقص حدوث الغدة النكفية 56% وتأكدت العلاقة بين الفيروسات ومرض البول السكري في الأطفال وكذلك علاقته.
وأدخلت وسائل العصر التكنولوجية قي التشخيص والعلاج واستعمل الليزر في الجراحة وعلاج الأرماد، ودخول الأشعة الضوئية والموجات الصوتية والأشعة المبرمجة واستعمال الحاسب الإلكتروني لتصوير المرض وإبراز المخفيات من العلل كل ذلك من نعم الله عن طريق البحث العلمي.
مع كل ذلك لا بد أن نأخذ في الاعتبار التقدم الذي دفع التعليم الطبي ووسائله وربطه باحتياجات المجتمع ومتطلبات سلامة الإنسان
للإستاذ الدكتور/ إبراهيم جميل بدران
عَمِيِقْ الوَد لـكم