هذا العمر من أجمل الأعمار، استمتعي به ولا تضيعي أي وقت،
أولاً في هذا العمر يفضل أن لا تتركي أمام طفلك تحفاً أو أغراضاً يمنع الاقتراب منها، فأنت تريدين منزلاً وجواً هادئاً نفسياً، وليست نفسية متوترة لكِ خوفاً من التخريب، وهو خوفاً من العقاب.
ولكن مع هذا، اتركي بعض الأشياء العادية والتي يفضل أن لا يملسها الطفل، ولكن إن لمسها، لا تسبب خراباً ولا يؤذي نفسه.
وهذا حتى يعتاد على في البيت أشياء ليست له، ولا يصح له أن يلمسها، وبهذا يتعلم نفس الشيء إن ذهب إلى منزل أحد للزيارة معك.
وإن اقترب من الشيء، احمليه وقولي له لا وأبعديه عن هذا الشيء وأعطه شيئاً يخصه، لا تقولي له لا بلا تعويض حتى يعرف المقارنة أن هذا له وهذا ليس له.
وإن رمى الشيء وذهب كما سبق، احمليه، انظري إليه مباشرة وقولي له بجدية: لا تمسك.
فإن كرر، امسكي يده وقولي له لا واضربي يده بيد خفيفة.. تذكري "خفيفة"، هنا لا نريد الألم، بل مجرد إشعار بالخطأ.
ربما يومين أو ثلاثة وسيعتاد على هذه الأشياء ولن تعني له الكثير.
في هذا العمر، يهتم الطفل كثيراً باللعب، ويصبح اهتمامه بالألوان والقصص أكثر. كما يحفظ ويقلد كثيراً، فاستغلي هذه الفرصة لتحفيظه بعض آيات القرآن، الحروف الأبجدية، الألوان، الأرقام… ولكن لا تجلسي وتعلمي.. لا أبداً، بل من خلال اللعب.. في هذا الوقت لا تكاد تخلو لعبة من التعليم، فهذه تغني الحروف الأبجدية وتسأل الطفل عنها، وتلك تعلم الأشكال والألوان، وغيرها الكثير..
كنت في هذا العمر أضع الطفل في حضني وألعب معه ألعاباً تعليمية ترفيهية على النت، وأسأل الكثير من الأسئلة ورغم صغر السن، إلا أن الإستيعاب يكون كبيراً حتى لو لم يكن يعرف الطفل الكلام.
ولكن نصيحة إن كنت في بلد أجنبي، لا تتركي طفلك في اليوم أكثر من نفس ساعة على التلفزيون، فلن تصدقي الكم الهائل من المعلومات التي يتشربها في هذا الوقت، وستجدينه يتكلم باللغة الأجنبية خلال فترة قصيرة.. وبرامج الانترنت، تصفي مواقع أطفال عربية.. أنا لم أكن أعرف هذا، ولهذا أتقن أطفالي اللغة الأجنبية أكثر من العربية، ولو عاد بي الزمن لأتصرف بطريقة مختلفة.
أما إن كنت في بلد عربي، فالمسألة أمان ولكن التلفزيون ارمه من الشباك
كل وقت تقضيه مع طفلك وحدكما هو وقت يستفيد فيه الطفل، تكلمي معه كثيراً، كرري العبارات التي يريدينه أن يتعلمها، مثل سبحان الله، ما شاء الله.. عندما تبدأين الأكل، قولي بصوت عال: بسم الله.. هذه الجمل سيتعلمها ويتقنها رغم صغر سنه لكثرة ما يسمعها.
نشدي له الأناشيد الخاصة بالأطفال وهي كثيرة جداً، سيحبها أكثر من أي شيء، عودي سمعه على سماع القرآن بصوت قارئ جميل الصوت.. الأفكار كثيرة التي تستغلي بها عقله