إن تأجيل الحمل لعدة أشهر, سنة أو حتى سنتين ليس فيه خطورة على إمكانية الحمل في حال أراد الزوجان ذلك، شريطة أن لا تعاني الزوجة من أية مشكلات يؤدي تأخيرها في الحمل إلى قلة فرص الإنجاب، فهناك العديد من الحالات التي ينصح فيها بالإسراع في الإنجاب لتجنب مخاطر التعرض للعقم أو صعوبة الحمل، منها تعرض الزوجة لاضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية، وكذلك حين تعاني من تكيّس المبايض. في هذه الحالات لابد أن تسرع في الحمل بعد علاج التكيس أولاً، كما أنه في حال وجود خلل أو كسل في نشاط الغدة النخامية المسئولة عن إفراز الهرمونات الأنثوية في المبايض يجب عدم تأجيل الحمل بل الاستفادة من الوقت قدر الإمكان .
ينصح أطباء النساء والتوليد كل زوجين حديثين أو مقبلين على الزواج بعدم تأجيل الحمل الأول إذا لم تكن الحاجة ماسة لذلك، وقبل اتخاذ هذا القرار عليهما الرجوع إلى الطبيب المختص لكل منهما، فعلى الرجل أن يعرض نفسه على طبيب أمراض الذكورة حيث أن الأمر لا يتوقف على المرأة وحدها، فحتى بعد إجراء الفحوصات والتأكد من سلامتها تكمن خطورة التأجيل إذا كان الرجل يعاني بعض المشكلات التي ينبغي علاجها والإسراع في فكرة الحمل .
من أهم الأشياء التي ينبغي الاطمئنان عليها قبل اتخاذ قرار تأجيل الحمل هو مخزون احتياطي المبيض، فلابد أن تكون المبايض نشطة وفيها أعداد وفيرة وكافية من البويضات، وذلك لأن المبايض التي تحوي عددا قليلا من البويضات تضعف وظيفتها مع مرور الوقت والتقدم في السن ،لذلك ينصح الزوجة حديثة الزواج بأن تحمل من دون التفكير في تأخير الحمل ولو ليوم واحد، خوفاً من تردّي حالتها ويضعف المبيض لدرجة أن الدورة الشهرية تنقطع لدى الزوجة أو حتى الفتاة في سن مبكرة.
ينصح الزوج بفحص نفسه أيضاً، فسلامة الزوجة لوحدها لا تكفي إذ قد يكتشف الزوج انه يعاني من بعض المشكلات التي قد تؤدي إلى عقم ثانوي وقلة فرص الإنجاب في حال تأجيل الحمل. لذلك ينصحه الأطباء بعدم تأخير الحمل في حال كشفت فحوصات المختبر أن عدد الحيوانات المنوية لديه قليل، كما أن الرجل الذي يعاني من دوالي الخصية ينصح بعدم تأجيل الحمل حيث أن هذه الدوالي تؤثر بالمدى الطويل على القدرة الإنجابية، كما أن الرجال الذين يعانون من أورام سرطانية ويتعاطون أدوية تتأثر قدرتهم على الإنجاب.كما أنّ تناول أدوية لعلاج بعض الأمراض مثل النقرس المعروف بداء الملوك تؤثر أيضا على قدرة الحيوان المنوي.
ومن الحالات التي يحذر فيها من تأجيل الحمل نهائياً هي الزواج في سن متأخر، ذلك لأن فرصة الحمل تتناسب عكسياً مع تقدم السن، فكلما زاد عمر الزوجة قلت فرصة الحمل لأن نشاط المبايض يضعف مع الزمن، إضافة إلى خطورة تعرض المرأة لأمراض تحول دون قدرتها على الحمل أو الإنجاب وإمكانية انقطاع الطمث.
يعطيكى العافيه
لا تحرمينا طرحك