تسوس الاسنان هو عبارة عن اجزاء من اسنان مصابة بالتعفن الذي قد يتطور الى ثقوب صغيرة او كبيرة بشكل تدريجي. التسوس، الذي يسمى ايضا تعفن السن، هو نتيجة لعدة اسباب وعوامل مجتمعة معا، من بينها: اسنان غير نظيفة، عدم الاعتناء بنظافة الاسنان، تناول حلويات ونقارش ومشروبات تحتوي على السكر. ويشكل تسوس الاسنان احدى المشاكل الصحية الاكثر انتشارا في مختلف انحاء العالم. وهو منتشر، بالدرجة الاولى، بين الاطفال والمراهقين، الا ان كل انسان في فمه اسنان قد يصاب بالتسوس. وفي حال عدم معالجة تسوس الاسنان، فان الثقوب قد تكبر وتتسع مما يسبب الاما شديدة، التهابات، وحتى فقدان اسنان ومضاعفات اخرى.
ان المواظبة على زيارة طبيب اسنان بشكل منتظم، تنظيف الاسنان بشكل دقيق واستعمال النصاح السني (خيط اسنان للتنظيف الاسنان – Dental floss) بشكل منتظم ودائم – هي، معا، الوقاية الافضل لمنع التسوس وتعفن الاسنان. وقد تستغربون، بالطبع، معرفة ان الجبنة يمكنها ان تساعد في الوقاية من تسوس الاسنان، وان تناول رقائق البطاطا المقلية يضر بالاسنان اكثر من النقارش الحلوية. وفي حال الاصابة بالتسوس وتعفن الاسنان، فان التشخيص المبكر والعلاج الفوري يمنعان الكثير من الالم ويقللان تكاليف العلاج، فضلا عن انهما يمنعان فقدان الاسنان نهائيا.
أعراض تسوس الاسنان
الاعراض الاولية لتطور تسوس الاسنان تختلف من حالة الى اخرى، وهي تتعلق بدرجة التسوس وموقعه. فالتسوس في بدايته قد لا يكون مصحوبا باية اعراض او علامات. لكن، كلما اشتد التسوس، فقد تظهر اعراض مختلفة، منها: الام الاسنان، حساسية الاسنان، الام طفيفة او حادة عند تناول اطعمة ساخنة او باردة او مشروبات محلاة (وهي الام تستمر حتى بعد الانتهاء من الاكل او الشرب)، ثقوب اسنان يمكن ملاحظتها بالعين، الم عند قضم الطعام وظهور قيح (صديد) حول السن.
انواع معينة من الماكولات والمشروبات مسببة للتسوس اكثر من غيرها يحتوي تجويف الفم، كما اعضاء اخرى في الجسم، على انواع عديدة من الجراثيم المختلفة. بعض هذه الجراثيم ينمو ويتكاثر في بيئة من الاغذية او المشروبات المختلفة التي تحتوي على السكريات او النشويات المطبوخة، والتي تعرف ايضا باسم الكربوهيدرات المخمرة (Fermentedcarbohydrates). وحين لا تتم ازالة هذه الكربوهيدرات، بواسطة تنظيف (فرك) الاسنان، تقوم الجراثيم بتحويلها الى احماض، في غضون 20 دقيقة. الجراثيم، الاحماض، جزيئات الطعام واللعاب تتحول الى لويحة سنية (Dentalplaque) هي عبارة عن طبقة لزجة تغطي الاسنان. وعند وضع اللسان على الاسنان يمكن استشعار هذه اللويحة السنية، بعد ساعات قليلة فقط من تنظيف الاسنان. وتكون اللويحة السنية خشنة بعض الشيء في منطقة الاسنان الطواحن (او: الارحاء – molars)، وخاصة على طول خط اللثة.
الاحماض التي تتكون في اللويحة السنية تهاجم المعادن الموجودة في الطبقة الصلبة من السن، والمسماة "مينا" (Enamel)، وهي الطبقة الخارجية التي تغطي السن. ان تاكل طبقة "المينا" في السن يؤدي الى حدوث ثقوب صغيرة فيها – هي تسوس الاسنان . وفي حال تاكل اجزاء من طبقة "المينا"، تصبح الجراثيم والاحماض قادرة على الوصول الى الطبقة الثانية من السن، والمسماة "العاج" (وهي الطبقة الوسطى من السن – Dentine). هذه الطبقة هي اكثر ليونة واقل قدرة على مقاومة الاحماض، من طبقة "المينا". وحين تصل عملية تسوس السن الى هذه النقطة، تزداد وتيرة وسرعة تعفن السن، تدريجيا. وكلما استمر هذا الامر، تتقدم الجراثيم والاحماض في طريقها الى داخل الطبقات التي تتكون منها السن. فهي تتقدم الى داخل طبقة اللب السني (لب السن – Dental pulp)، وهي الطبقة الداخلية من السن، مما يؤدي الى انتفاخها وتهيجها.
وقد يصيب تسوس الاسنان، ايضا، العظمة التي تسند السن. في المراحل المتقدمة جدا من التسوس، يعاني المصاب من الام حادة، من حساسية زائدة في الاسنان لدى القضم ومن اعراض اخرى. كما ان الجسم، قد يرد على مثل هذا التغلغل الجرثومي في داخله، وذلك عن طريق ارسال خلايا دم بيضاء لمحاربة الالتهاب الناشئ. ونتيجة لذلك، قد يتكون الخراج (Abscess) في الاسنان. عملية تعفن السن، هذه، تستغرق وقتا غير قصير.
اسنان ثابتة اقوى من اسنان الحليب ويمكنها اعاقة تطور التسوس لمدة تتراوح بين سنة واحدة وسنتين. وللعاب دور جزئي فقط في عملية تنظيف الاسنان من الجراثيم والاحماض. ولكن، كلما استمر تاكل طبقات السن، واحدة بعد الاخرى، من جراء التسوس، فان هذه العملية تاخذ بالتسارع اكثر فاكثر. والتسوس يبدا، غالبا، في منطقة الطواحن (الارحاء / الاضراس) الخلفية، نظرا لان فيها فتحات، فجوات وتعرجات اكثر من الاسنان الاخرى. وبالرغم من ان هذه البنية تساعد، كثيرا، في مضغ الطعام، الا انها تشكل، ايضا، مرتعا ممتازا لتكدس بقايا الطعام. كما ان تنظيف هذه الاضراس اكثر صعوبة من تنظيف الاسنان الامامية، التي هي اكثر ملامسة ومن السهل الوصول اليها. ونتيجة لذلك، تتكون اللويحة السنية بسهولة وسرعة اكبر في الاضراس الطاحنة حيث تترعرع الجراثيم وتنتج الاحماض وتقضي، بالتالي، على طبقة "المينا".
تسوس الاسنان ، كما ذكرنا، هو احدى المشاكل الصحية الاكثر انتشارا في العالم، وكل شخص في فمه اسنان معرض لخطر الاصابة بالتسوس. وثمة عوامل عدة من شانها زيادة خطر الاصابة بالتسوس او تطور حالة من تعفن الاسنان.
عوامل الخطر هذه عديدة، من بينها:
تسوس الاسنان منتشر بشكل واسع جدا الى درجة ان كثيرين من الناس لا يتعاملون معه بالجدية المناسبة. فمن الدارج، مثلا، عدم الاهتمام باصابة الاطفال بالتسوس في اسنان الحليب. الا ان تسوس الاسنان قد يؤدي الى مضاعفات وتعقيدات خطيرة وبعيدة المدى، حتى لدى الاطفال الذين لم تنبت اسنانهم الثابتة بعد.
وبالاضافة الى ذلك، فعندما يصل تسوس الاسنان الى مرحلة تكون فيها الاوجاع حادة جدا، فان هذا قد يعيق ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي، الى درجة الحيلولة دون خروج الطالب الى مدرسته او العامل الى عمله.
اما اذا كانت الاوجاع حادة وتعيق عملية الاكل او المضغ، فانها قد تؤدي الى سوء تغذية ثم خسارة في الوزن. واذا ادى التسوس الى تساقط اسنان فقد يؤثر ذلك سلبا على الثقة بالنفس. وفي بعض الحالات النادرة جدا، قد يؤدي الخراج (Abscess) المتكون جراء تسوس الاسنان، الى تلوث حاد قد يشكل خطرا على حياة المريض اذا لم تتم معالجته كما ينبغي.
يستطيع طبيب الاسنان تشخيص تسوس الاسنان بسهولة فائقة. فهو يسالك عما اذا كانت لديك الام او حساسية، ثم يقوم بفحص فمك واسنانك ويقوم بوخز الاسنان باداة فحص خاصة للتاكد ما اذا كانت هنالك اماكن رخوة في الاسنان. وقد تحتاج الى فحص اسنان بالاشعة السينية (اشعة رنتجن -X-ray) القادرة، هي ايضا، على تشخيص تسوس الاسنان.
طبيب الاسنان، يمكنه ايضا، تحديد انوع التسوس – وهي ثلاثة:
1. تسوس اسنان (تعفن) على سطح السن. تسوس اسنان من هذا النوع يصيب السطح الخارجي للسن، حيث تستطيع الجراثيم البقاء لوقت طويل، بينما تهاجم الاحماض طبقة "المينا". تسوس اسنان من هذا النوع يظهر، غالبا، على الجانب الخارجي من السن، اي المتجه نحو الخد، في الخط القريب من اللثة. وهذا النوع ممكن الوقاية منه ومعالجته بسهولة، نسبيا، الا اذا ظهر في مناطق ما بين الاسنان.
2. تسوس اسنان الطواحن (الارحاء). تسوس اسنان من هذا النوع يهاجم الفجوات والتقعرات في الاسنان الطاحنة، على سطح الجزء الماضغ. وهذا النوع قد يتطور بشكل سريع اذا ما لم نهتم بنظافة الفم والاسنان، او اذا لم نعالج تسوس الاسنان بشكل فوري لدى ظهوره.
3. تسوس اسنان من جذر السن. تسوس اسنان من هذا النوع يظهر في منطقة جذر السن. وهو منتشر، بالاساس، بين الكهول الذين يعانون من تراجع اللثة.
علاج تسوس الاسنان يتعلق، بشكل كبير، بدرجة التسوس ومدى خطورته وبالحالة الصحية بشكل عام.
من بين ما تشمله العلاجات:
المحافظة على نظافة الفم والاسنان بشكل منتظم تساعد على الوقاية من تسوس الاسنان.
اذا اتبعت النصائح والتعليمات التالية يمكنك منع تسوس اسنانك او تعفنها:
تم التكريم والتثبيت