تخطى إلى المحتوى

تفسير الآية رقم 55 من سورة المؤمنون 2024

{أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين}
الونشريس
إعراب الآية :
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ "حسب"، الجار "من مال" متعلق بحال من "ما"، و"أنَّ" ناسخة، "ما" موصولة اسمها، والجار "به" متعلق بـ"نمدُّهم".
الونشريس
الألفاظ المشتركة في الآية الكريمة :
خير
– الخير: ما يرغب فيه الكل، كالعقل مثلا، والعدل، والفضل، والشيء النافع، وضده: الشر. قيل: والخير ضربان: خير مطلق، وهو أن يكون مرغوبا فيه بكل حال، وعند كل أحد كما وصف عليه السلام به الجنة فقال: (لا خير بخير بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة) (لم أجده، وبمعناه قال الشاعر:تفنى اللذادة ممن نال شهوتها *** من الحرام ويبقى الإثم والعارتبقى عواقب سوء من مغبتها *** لا خير في لذة من بعدها النار). وخير وشر مقيدان، وهو أن يكون خيرا لواحد شرا لآخر، كالمال الذي ربما يكون خيرا لزيد وشرا لعمروا، ولذلك وصفه الله تعالى بالأمرين فقال في موضع: (إن ترك خيرا( [البقرة/180]، وقال في موضع آخر: (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين *** نسارع لهم في الخيرات( [المؤمنون/55 – 56]، وقوله تعالى: (إن ترك خيرا( [البقرة/180]، أي: مالا. وقال بعض العلماء: لا يقال للمال خير حتى يكون كثيرا، ومن مكان طيب، كما روي أن عليا رضي الله عنه دخل على مولى له فقال: ألا أوصي يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، لأن الله تعالى قال: (إن ترك خيرا( [البقرة/180]، وليس لك مال كثير (الخبر ذكره البيهقي في سننه 6/270 وعبد الرزاق 9/62 والحاكم 2/273، وفيه انقطاع)، وعلى هذا قوله: (وإنه لحب الخير لشديد( [العاديات/8]، أي: المال الكثير وقال بعض العلماء: إنما سمي المال ها هنا خيرا تنبيها على معنى لطيف، وهو أن الذي يحسن الوصية به ما كان مجموعا من المال من وجه محمود، وعلى هذا قوله: (قل ما أنفقتم من خير فللوالدين( [البقرة/215]، وقال: (وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم( [البقرة/273]، وقوله: (فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا( [النور/33]، قيل: عنى به مالا من جهتهم (وهذا قول ابن عباس وعطاء. راجع: الدر المنثور 5/190)، وقيل: إن علمتم أن عتقهم يعود عليكم وعليهم بنفع، أي: ثواب (أخرج عبد الرزاق وغيره عن أنس بن مالك قال: سألني سيرين المكاتبة، فأبيت عليه، فأتى عمر بن الخطاب فأقبل علي بالدرة، وقال: كاتبه، وتلا: (فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا( فكاتبته. راجع: الدر المنثور 5/190). والخير والشر يقالان على وجهين:أحدهما: أن يكونا اسمين كما تقدم، وهو قوله: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير( [آل عمران/104].والثاني: أن يكونا وصفين، وتقديرهما تقدير (أفعل منه)، نحو: هذا خير من ذاك وأفضل، وقوله: (نأت بخير منها( [البقرة/106]، وقوله: (وأن تصوموا خير لكم( [البقرة/184]، فخيرها هنا يصح أن يكون اسما، وأن يكون بمعنى أفعل، ومنه قوله: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى( [البقرة/197]، تقديره تقدير أفعل منه. فالخير يقابل به الشر مرة، والضر مرة، نحو قوله تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير( [الأنعام/17]، وقوله: (فيهن خيرات حسان( [الرحمن/70]، قيل: أصله خيرات، فخفف، فالخيرات من النساء الخيرات، يقال: رجل خير (يقال: رجل خير وخير، كميت وميت. راجع: البصائر 2/74) وامرأة خيرة، وهذا خير الرجال، وهذه خيرة النساء، والمراد بذلك المختارات، أي: فيهن مختارات لا رذل فيهن. والخير: الفاضل المختص بالخير، يقال: ناقة خيار، وجمل خيار، واستخار الله العبد فخار له، أي: طلب منه الخير فأولاه، وخايرت فلانا كذا فخرته، والخيرة: الحالة التي تحصل للمستخير والمختار، نحو الفعدة والجلسة لحال القاعد والجالس. والاختيار: طلب ما هو خير وفعله، وقد يقال لما يراه الإنسان خيرا؛ وإن لم يكن خيرا، وقوله: (ولقد اخترناهم على علم على العالمين( [الدخان/32]، يصح أن يكون إشارة إلى إيجاده تعالى إياهم خيرا، وأن يكون إشارة إلى تقديمهم على غيرهم. والمختار في عرف المتكلمين يقال لكل فعل يفعله الإنسان لا على سبيل الإكراه، فقولهم: هو مختار في كذا، فليس يريدون به ما يراد بقولهم فلان له اختيار؛ فإن الاختيار أخذ ما يراه خيرا، والمختار قد يقال للفاعل والمفعول.
مد
– أصل المد: الجر، ومنه: المدة للوقت الممتد، ومدة الجرح، ومد النهر، ومده نهر آخر، ومددت عيني إلى كذا. قال تعالى: (ولا تمدن عينيك( الآية [طه/131]. ومددته في غيه، ومددت الإبل: سقيتها المديد، وهو بزر ودقيق يخلطان بماء، وأمددت الجيش بمدد، والإنسان بطعام. قال تعالى: (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل( [الفرقان/45].وأكثر ما جاء الإمداد في المحبوب والمد في المكروه نحو: (وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون( [الطور/22]، (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين( [المؤمنون/55]، (ويمددكم بأموال وبنين( [نوح/12]، (يمددكم بخمسة آلاف( الآية [آل عمران/125]، (أتمدونن بمال( [النمل/36]، (ونمد له من العذاب مدا( [مريم/79]، (ويمدهم في طغيانهم يعمهون( [البقرة/15]، (وإخوانهم يمدونهم في الغي( [الأعراف/202]، (والبحر يمده من بعده سبعة أبحر( [لقمان/27] فمن قولهم: مده نهر آخر، وليس هو مما ذكرناه من الإمداد والمد المحبوب والمكروه، وإنما هو من قولهم: مددت الدواة أمدها (قال السرقسطي: مددت الدواة مدا، وأمددتها: جعلت فيها المداد. الأفعال 4/138)، وقوله: (ولو جئنا بمثله مددا( [الكهف/109] والمد من المكاييل معروف.
الونشريس
تفسير الجلالين :
55 – (أيحسبون أنما نمدهم به) نعطيهم (من مال وبنين) في الدنيا
الونشريس
تفسير ابن كثير :
وقوله" أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون " يعني أيظن هؤلاء المغرورون أن ما نعطيهم من الأموال والأولاد لكرامتهم علينا ومعزتهم عندنا كلا ليس الأمر كما يزعمون في قولهم " نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين " لقد أخطئوا في ذلك وخاب رجاؤهم بل إنما نفعل بهم ذلك استدراجا وإنظارا وإملاء ولهذا قال " بل لا يشعرون " كما قال تعالى" فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا " الآية . وقال تعالى " إنما نملي لهم ليزدادوا إثما " وقال تعالى " فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم " الآية وقال " ذرني ومن خلقت وحيدا . إلى قوله – عنيدا " وقال تعالى" وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا " الآية . والآيات في هذا كثيرة قال قتادة في قوله " أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون " قال مكر والله بالقوم في أموالهم وأولادهم يا ابن آدم فلا تعتبر الناس بأموالهم وأولادهم ولكن اعتبرهم بالإيمان والعمل الصالح . وقال الإمام أحمد حدثنا محمد بن عبيد حدثنا أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمداني حدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمن أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه يا رسول الله ؟ قال " غشمه وظلمه " ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث " .
الونشريس
تفسير القرطبي :
" ما " بمعنى الذي ; أي أيحسبون يا محمد أن الذي نعطيهم في الدنيا من المال والأولاد هو ثواب لهم , إنما هو استدراج وإملاء , ليس إسراعا في الخيرات . وفي خبر " أن " ثلاثة أقوال , منها أنه محذوف. وقال الزجاج : المعنى نسارع لهم به في الخيرات , وحذفت به . وقال هشام الضرير قولا دقيقا , قال : " أنما " هي الخيرات ; فصار المعنى : نسارع لهم فيه , ثم أظهر فقال " في الخيرات " , ولا حذف فيه على هذا التقدير . ومذهب الكسائي أن " أنما " حرف واحد فلا يحتاج إلى تقدير حذف , ويجوز الوقف على قول " وبنين " . ومن قال " أنما " حرفان فلا بد من ضمير يرجع من الخبر إلى اسم " أن " ولم يتم الوقف على " وبنين " . وقال السختياني : لا يحسن الوقف على " وبنين " ; لأن " يحسبون " يحتاج إلى مفعولين , فتمام المفعولين

    موضوع جميل يدور فى عقل كل انسان كلهم بيتعلقو بالمال والبنين الا ما رحم ربى موضوع حقيقى من واقع الحياه

    بارك الله فيكى ويرقنا الثبات

    بــــــــاركـ الله فيكي
    وجزاكـــي الله الجنننه

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatma7072 الونشريس
    الونشريس
    موضوع جميل يدور فى عقل كل انسان كلهم بيتعلقو بالمال والبنين الا ما رحم ربى موضوع حقيقى من واقع الحياه

    بارك الله فيكى ويرقنا الثبات

    الونشريس الونشريس

    فعلا حبيبتي

    ربنا يثبتنا يارب اللهم امين

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحبكm الونشريس
    الونشريس
    بــــــــاركـ الله فيكي
    وجزاكـــي الله الجنننه
    الونشريس الونشريس

    امين يارب العالمين
    جزانا واياكي الجنة ان شاء الله

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.