إعراب الآية :
جملة "فأعرض" مستأنفة، وكذا جملة "إنهم منتظرون".
تفسير الجلالين :
30 – (فأعرض عنهم وانتظر) إنزال العذاب بهم (إنهم منتظرون) بك حادث موت أو قتل فيستريحون منك وهذا قبل الأمر بقتالهم
تفسير ابن كثير :
ثم قال تعالى " فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون" أي أعرض عن هؤلاء المشركين وبلغ ما أنزل إليك من ربك كقوله تعالى " اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو " الآية وانتظر فإن الله سينجز لك ما وعدك وسينصرك على من خالفك إنه لا يخلف الميعاد وقوله " إنهم منتظرون " أي أنت منتظر وهم منتظرون ويتربصون بكم الدوائر" أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون " وسترى أنت عاقبة صبرك عليهم وعلى أداء رسالة الله في نصرتك وتأييدك وسيجدون غيب ما ينتظرونه فيك وفي أصحابك من وبيل عقاب الله لهم وحلول عذابه بهم وحسبنا الله ونعم الوكيل . آخر تفسير سورة السجدة ولله الحمد والمنة .
تفسير القرطبي :
معناه فأعرض عن سفههم ولا تجبهم إلا بما أمرت به . " وانتظر إنهم منتظرون " أي انتظر يوم الفتح , يوم يحكم الله لك عليهم . ابن عباس : " فأعرض عنهم " أي عن مشركي قريش مكة , وأن هذا منسوخ بالسيف في " براءة " في قوله : " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " [ التوبة : 5 ] . " وانتظر " أي موعدي لك . قيل : يعني يوم بدر . " إنهم منتظرون " أي ينتظرون بكم حوادث الزمان . وقيل : الآية غير منسوخة ; إذ قد يقع الإعراض مع الأمر بالقتال كالهدنة وغيرها . وقيل : أعرض عنهم بعدما بلغت الحجة , وانتظر إنهم منتظرون . إن قيل : كيف ينتظرون القيامة وهم لا يؤمنون ؟ ففي هذا جوابان : أحدهما : أن يكون المعنى أنهم منتظرون الموت وهو من أسباب القيامة ; فيكون هذا مجازا . والآخر : أن فيهم من يشك وفيهم من يؤمن بالقيامة ; فيكون هذا جوابا لهذين الصنفين . والله أعلم . وقرأ ابن السميقع : " إنهم منتظرون " بفتح الظاء . ورويت عن مجاهد وابن محيصن . قال الفراء : لا يصح هذا إلا بإضمار , مجازه : أنهم منتظرون بهم . قال أبو حاتم : الصحيح الكسر ; أي انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك . وقد قيل : إن قراءة ابن السميقع ( بفتح الظاء ) معناها : وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم ; يعني أنهم هالكون لا محالة , وانتظر ذلك فإن الملائكة في السماء ينتظرونه ; ذكره الزمخشري . وهو معنى قول الفراء . والله أعلم .
جزانا واياكم