الآيات 1 ـ 6
( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ *مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ *لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ *قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ *مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ)
ينبه الله باقتراب يوم القيامة ، وأن الناس غافلون عنها ولا يستعدون بالعمل لها
فهذا الوحى قد جاءهم بالقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم حديثا وهم يسألون أهل الكتاب الذين حرفوا كتبهم
قلوبهم مشغولة عن الإيمان ويتحدثون فيما بينهم فى الخفاء فيقولون إن محمد ليس بنبى وإنما هو بشر مثلكم
أفتأتون السحر وأنتم تبصرون : لو اتبعتموه ستكونون كمن أتى السحر لأنه ساحر
قال ربى يعلم القول فى السماء والأرض : فيجيبهم الله أنه سبحانه يعلم كل شئ ولا تخفى عليه خافية فى الأرض أو فى السماء
وهو سميع عليم بكل شئ
بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون : قال الكفار إن محمدا يحلم وهذه اضغاث أحلامه ، وتارة يقولون هو شاعر ، وتارة أخرى يقولون هو يفترى الكذب
فلو صدق لكان جاء لنا بمعجزة كما جاء الرسل الذين سبقوه
ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها ، أفهم يؤمنون : ثم يرد عليهم الله فيقول لقد جاءت الرسل من قبل بالمعجزات والآيات ولكنهم كفروا فهل لو جاءت الآيات لهؤلاء سيؤمنوا هم ؟ .. وهذا لإستبعاد إيمانهم فقلوبهم مغلقة .
الآيات 7 ـ 9
)وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ *وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ *ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ)
فجميع من أرسلنا من رسل من قبلك يا محمد كانوا رجالا من البشر وليسوا من الملائكة
واسألوا رجال العلم من اليهود والنصارى عن ذلك فمن جاؤهم كانوا بشر وليسوا ملائكة ، وهذا من نعمة الله عليكم
فقد كانوا يأكلون الطعام ويشربون ويعيشون ويعملون بالتجارة والكسب للرزق مثل الناس وماتوا ولم يعمروا فى الدنيا .
وكان أن نجاهم الله ومن معهم من المؤمنين وأهلك الكافرين كما وعدهم .
الآيات 10 ـ 15
(لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ *وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ *فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ *لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ *قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ *فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ)
لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم : لقد أنزلنا لكم القرآن فيه شرف لكم ودين وشريعة لكم
أفلا تعقلون : فاعقلوا وتقبلوا هذه النعمة
وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة : كم أهلكنا من قرى كانت ظالمة
وأنشأنا بعدها قوما آخرين : وخلقنا أمم أخرى بعدهم
فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون : فلما تيقنوا بوقوع العذاب بهم كما وعدنهم أنبياءهم
إذا هم منها يركضون : يفرون هاربين من مساكنهم وبلادهم
لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون : يسخر منهم ويقال لهم لا تهربوا عودوا إلى النعيم الذى كنتم فيه والمعيشة والمساكن الطيبة
سوف تسئلون يوم القيامة عن هذا النعيم وكيف أديتم شكره
قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين : ويوم القيامة يندموا ويعترفوا بظلمهم حيث لا ينفع الندم
فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين : وتظل تلك الحسرات حتى يخمد صوتهم وحركاتهم ويحصدهم الله حصدا
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ *لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ *بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ *وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ *يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ)
يخبر سبحانه وتعالى أن خلق السموات والأرض وما بينهما وما فيهما من مخلوقات ليس من باب العبث واللعب وإنما بالحق والعدل
ويقول أنه سبحانه لو أراد لهوا ما كان هناك من داع لخلق الجنة والنار والحساب والعقاب والجزاء ولا موت ولا حياة
وقال البعض أن كلمة لهو تعنى بلسان أهل اليمن المرأة وأن معنى الآية لو أن الله أراد إمرأة لكان اتخذ من الحور العين
وقالوا معناه الولد وسبحانه نفى عن نفسه اتخاذ الولد من قبل فى آيات كثيرة
ويقول إنما نبين الحق ونقضى على الباطل الذى يضمحل بظهور الحق عليه، فالويل للكفار بما يصفون به الله من باطل
هؤلاء الملائكة يسبحون الله ليلا ونهارا ولا يملون تسبيحه ولا يستكبرون عن طاعته .
الآيات 21 ـ 23
( أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)
اتخذ الكفار آلهة غير الله فهل يقدر هؤلاء الآلهة على ينشرون ويحيون الأموات من الأرض ؟
لو أن السموات والأرض فيهما غير الله آلهة لفسدتا وذهب كل إله بطريقته واختل نظام الكون
فالله هو الحاكم ولا يعترض أحد على حكمه وكل ماهو غير الله يسئل عن عمله إلا هو فهو الذى يسأل جميع المخلوقات .
(أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ * وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)
قل يا محمد للمشركين الذين اتخذوا آلهة غير الله ، هاتوا دليلكم على ما تدعون
فهذا القرآن وهذه الكتب السماوية من قبلى تنطق بأن لا إله إلا الله ، ولكنكم أيها المشركون تعرضون عن الحق وكل نبى بعثناه من قبلك كان ينادى بعبادة الله وحده لا شريك له .
الآيات 26 ـ 29
( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)
ــ زعم المشركون أن الله اتخذ الولد ( أنثى ) من الملائكة .. إن الملائكة عباد الله مكرمون عنده فى منازل عالية
ــ لا يتقدمون بين يديه بأمر ولا يخالفونه فيما يأمرهم به ويعملون بأمره
ــ ويعلم الله كل ما يفعلونه ولا تخفى عليه من أمرهم خافية
ولا يجترئ أحد منهم أن يشفع لكم عند الله إلا من بعد إذنه ورضى الله فهم يخافون الله ويرهبونه
ــ ومن يدعى أنه إله من دون الله فيعذبه الله فى جهنم وهذا هو جزاء من ظلم .
( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ * وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ * وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)
ألم ير الكافرون قدرة الله على الخلق وسلطانه فى مخلوقاته فقد كانت السموات والأرض متلاصقة ببعضها ثم فتقها الله بقدرته وجعلها سبع سموات وسبع أرضين بينهم فواصل بين كل واحدة والأخرى مسيرة سبعين ألف سنة
وجعل الله كل شئ حى أصله من الماء ، ألا يؤمن هؤلاء بما يرون ؟
وجعل الله فى الأرض جبالا تثقلها وتجعلها راسية حتى لا تضطرب بالناس وهى تتحرك فهى مغمورة بالهواء وعليها الماء .
وجعل فى الأرض طرقا كى يسلكها الناس ويعيشون عليها ويتنقلون من مكان لآخر
وجعل السماء كالقبة على الأرض تحيطها من كل مكان كالسقف الذى لا يطال عاليا محفوظا
والناس ترى كل ذلك ولا يتفكرون فى عظمة الخالق
فالله خلق الليل والنهار يطول هذا ويقصر هذا وهذا بسكونه وهذا بنشاط الحياة فيه والشمس والقمر يتحركان ويكونان الليل والنهار مع حركة الأرض
وكل منهم لا يحيد عن مساره أبدا .
الآيات 34 ، 35
( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد : لم نجعل لبشر من قبلك الحياة الخالدة فمن قبلك ماتوا
أفإن مت فهم الخالدون : وكذلك من بعدك يموتون ولن يعيشون بعدك كما يأملون الكفار
فكل نفس لابد لها من الممات
ونختبركم بالمصائب وبالنعم لنرى من يكفر ومن يشكر ويصبر ومن يقنط من رحمة الله
ثم ترجعون إلى الله ليجازيكم على أعمالكم
( وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ * خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ)
يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : إذا رآاك كفار قريش فإنهم يستهزئون بك ويقولون هذا الذى يسب آلهتكم ويسفه أحلامكم وهم كافرون بالله
لقد خلق الإنسان متعجلا دائما فلا تتعجل الإنتقام منهم لأنى سأوريك انتقامى وعذابى لهم فلا تستعجل ما قدرت لهم .
الآيات 38 ـ 40
( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَن ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ * بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنظَرُونَ)
ــ يستعجلك الكافرون بما وعدتهم من العذاب ويسألون أين هو عنادا وكفرا وتكذيبا.
ــ لو تيقن الكفار بأنها واقعة بهم لا محالة يوم لا يستطيعون أن يمنعوا عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم فالنار تحيط بهم ولا ناصر لهم لما استعجلوا به .
ــ ولكن ستأتيهم النار فجأة فتذعرهم ويستسلمون ولا يدرون ماذا يصنعون فلا حيلة لهم فى ردها ولا يؤخر عنهم العذاب .
الآيات 41 ـ 43
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون * قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ * أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ )
وليهون الله الأمر على رسوله صلى الله عليه وسلم يقول له : استهزئ من قبلك بالرسل لما وعدوا الكفار بالعذابولكنه أحاط بهم وهلكوا بما سخروا منه .
قل لهم يا محمد من الذى يحفظكم ( يكلؤكم ) ليلا ونهارا … لكنهم يكفرون بالله ولا يعترفون بنعمته وإحسانه لهم .
ثم يوبخهم الله وينكر عليهم فيقول : ألهم آلهة ترعاهم غير الله ؟
هذه الآلهة لا تستطيع نصر أنفسهم ولا يجارون من عذاب الله .
الآيات 44 ـ 47
( بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ * قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ * وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )
إن الذى غر المشركون وجعلهم يتجبرون هو ما متعناهم به فى الدنيا من مال وأولاد وطال عمرهم فاعتقدوا أنهم قادرون على شئ
فلو نظروا لوجدوا أن الله قادر على الأرض وما عليها وهلك من ظلم قبلهم أقوى منهم ونجا المؤمنين ، فهل هم الذين سيغلبوننا بل هم الأخسرون .
قل لهم إنما أبلغكم عن الله عن طريق الوحى جبريل عليه السلام ولا ينفع الذين ختم الله على آذانهم إنذار أو دعاء
وهؤلاء المكذبين لو أصابهم شئ قليل من عذاب الله يعترفون بذنوبهم وأنهم هم الذين ظلموا أنفسهم فى الدنيا
ويوم القيامة يكون العدل فلا تظلم نفس ولو كان العمل مثقال حبة الخردل وضئيل فنجازى به خيرا أو شرا .
( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ * وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ)
وقد أرسلنا إلى موسى وأخاه هارون التوراة التى تفرق بين الحق والباطل لتكون هداية لمن خاف الله وخاف عقابه يوم القيامة
وكما أرسلنا التوراة كذلك أرسلنا لك القرآن مبارك محفوظ من عند الله لتنذر به
ثم أنتم تنكرونه وتكفرون به أيها المشركون .
الآيات 51 ـ 56
( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ *قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ *قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ )
نهى قومه عن عبادة الأصنام ، ولكن أباه رفض أن يعقل وقال له هكذا وجدنا آباءنا يعبدونها فعبدناها مثلهم
وعظ أهل بابل وكسر أصنامهم ، ووعظ أهل حران وراجعهم عن عبادة الكواكب وقال لهم إنكم أنتم وآباؤكم خاطئين وفى ضلال
فقالوا له هل تسخر وتعبث أم جئت بالحق
فقال لهم إن ربكم هو الذى خلق السموات والأرض وأنا أشهد على ذلك .