تحقيق علمي حول الصابون والمنظفات المستعملة للعناية الشخصية
مقدمة:
الصابون
الصابون في التاريخ
الصابون اليوم
مساوئ الصابون
آلية عمل الصابون
الصابون العادي الشائع
صابون الحلاقة
الصابون الدهني
الصابون من دون صابون
الصابون السائل
الصابون المطهر
الهلام (الجل) لتنظيف الجسم
صابون مرسيليا
الصابون الأبيض
طريقة تصنيع صابون نقي وفاخر
"الصابون البلدي"
إذن فما هي هذه الحقيقة ؟
المنظفات الآمنة
مقدمة:
النظافة حاجة فطرية اعتمدها الإنسان القديم قبل أن يحقق العلم أهميتها وقبل أن تصبح مادة ثقافية وحاجة تربوية وعادة عصرية.
ما قبل الصابون استُعمِلَ التراب والرماد والصلصال والنطرون لتنظيف الجسم.
تَكَوَّن الصابون الأول من رماد ودهون حيوانية.
تطورت صناعة الصابون ببطء شديد قبل اكتشاف الصودا الكاوية وبعدها أخذت هذه الصناعة منحى جديداً من التطور المتسارع وتعددت مصادر المواد الدهنية وأنواع الصابون وأشكاله.
يعود الفضل لمصانع مرسيليا الفرنسية بتحسين صناعة صابون زيت الزيتون وإنتاج أفخره بطريقة باتت تعرف باسم مدينتهم: صابون مرسيليا = Savon de Marseille . وكانت هذه البداية ما بين أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر.
على الرغم من التاريخ الحافل الذي حظي به الصابون، تبين لاحقاً بأنه غير ملائم للعناية بالشعر ولا ببشرة الوجه ولا بجلد الجسم الحساس…
وعلى الرغم من السمعة الحسنة والممتازة التي يتحلى بها الصابون المنزلي أو الحرفي المُنتَج من زيت الزيتون بالطريقة التقليدية فهو من أسوأ أنواع الصابون ومن أكثرها ضرراً على البشرة والشعر ؟!!…
استبدل الصابون اليوم بمنظفات جديدة مُخَلَّقة كيميائياً من مشتقات بترولية وكحول دهنية طبيعية أو صناعية وتسمى هذه المنظفات بالمُشَرِّدَات الفعالة على الضغط السطحي Les tensioactifs.
المُشَرِّدَات الفعالة هي العناصر الأساسية في تركيب الشامبوهات؛
85 % من هذه المشردات الفعالة المستعملة حالياً في صناعة الشامبوهات وسائر سوائل التنظيف هي من مصادر بترو- كيميائية pétrochimiques.
صحيح أن المشردات الفعالة ألطف من الصابون على الشعر والبشرة الجسم. وصحيح أيضاً بأنه يمكن تكييفها وتلطيفها بإضافات لمواد مُحَسِّنة وخلاصات ملطفة ومعالجة، لكنها ليست مثالية بكافة الأحوال ولا بجميع أصنافها وأساليب جمعها وتركيبها…
تنتمي المشردات الفعالة إلى أربعة مجموعات حسب الشحنة الأيونية للمحاليل الناتجة عنها: الأنيونية = سالبة الشحنة، الكاتيونية = موجبة الشحنة، المُذّبذَبة = مزدوجة الشحنة، والغير أيونية = محايدة، من دون شحنة…
المشردات الغير أيونية: لطيفة على الجلد، لكنها لا تنتج رغوة ومفعولها ضعيف لجهة قدرتها على التنظيف. إنما قادرة على إنتاج مستحلبات ثابتة من الزيوت والماء…
وهذه المستحلبات هي أفضل ما يمكن استعماله حتى الآن لتنظيف البشرة والعناية بها، خصوصاً بشرة الوجه وبشرة الجلد الحساس، شرط أن تكون الزيوت المستعملة فيها عالية الجودة ومن مصادر نباتية نقية مزروعة وتنمو في ظروف بيولوجية. كما يجب أن تخضع جميع مكونات هذه المستحلبات وطرق تركيبها لجميع الشروط الصحية والبيئية المتوافقة مع حفظ السلامة العامة.
الصابون Les savons:
الصابون، موجود منذ آلاف السنين… ويعرفه جميع الناس.
النظافة جزء أساسي من العناية بجسمنا… وجميع الناس يهتمون بنظافة أجسامهم… وكل على طريقته.
أعتقد بأن الكثير من الناس يتساءلون لحظة استعمالهم للصابون: لماذا ينظف ؟، كيف يعمل ؟ وما هي مكوناته ؟. وعند ذهابهم لشرائه يحتارون لأي نوع منه يختارون… ومعظمهم يعتمدون على عناصر الجذب الظاهرية التي لا علاقة لها بالمكونات ولا بالحسنات أو السيئات.
مؤخراً وفي زحمة العودة إلى الطبيعة… يتراكض العائدون إليها باتجاه الصابون التقليدي الحرفي المُنتج من زيت الزيتون وزيت الغار وغيرها من الزيوت النباتية المختلفة ذات السمعة الحسنة اعتقاداً منهم بأن الخصائص الملطفة لهذه الزيوت تبقى معها حتى من بعد تحولها إلى صابون ؟!…
ولأجل تلك التساؤلات ولهذا الاعتقاد الخاطئ كتبت هذه الخلاصة لبحث علمي وعملي مطول أجريته حول الصابون والعناية الشخصية.
من الصابون اليوم أنواع وأنواع… وكل يغني على صابونه ويدعي بأنه الأفضل ويكثر من تعداد محاسنه…
الصابون في التاريخ:
أول صناعة كيميائية حققها الإنسان مع أنه لم يكن يعرف بالكيمياء بعد!…
فالنظافة حاجة فطرية والحاجة أم الاختراع :
كان المصريون القدامى ينظفون أجسادهم بفركها بمعجون مكون من: الرماد والصلصال والنطرون Natron(النطرون = وحل موجود في البحيرات المصرية بشكل طبيعي ويحتوي على نسبة عالية من بيكربونات الصوديوم).
أما الرومان فقد استعملوا نوع من التراب الصلصالي الناتج عن تفتت الصخور البركانية الذي عندما يخفق مع الماء ينتج رغوة كما الصابون…
لتنظيف الصوف والثياب والأنسجة القطنية والكتانية استعمل اليونانيون عصارة نبتة تسمى: الصابونية Saponaire(جنس نبات من الفصيلة القرنفلية تحتوي على مادة راغية ومنظفة تسمى صابونين Saponine).
من المحتمل أن تكون عملية التصبين la saponification هي أول عملية كيميائية أجراها الإنسان في التاريخ…
لا أحد يعرف بالتحديد متى بدأت صناعة الصابون لكن جميع المؤرخين يتفقون على أنها صناعة قديمة تعود لآلاف السنين قبل الميلاد…
كما أنه لا أحد يعرف بالتأكيد من هم أول من صنعوا الصابون: الغاليين أم المصريين القدامى أم الرومان أم السلتيين أم غيرهم ؟…
كان رماد النباتات البحرية يطبخ بالدهن الحيواني للحصول على صابون صلب… (النباتات البحرية غنية بالصودا NaOH)…
وكان رماد النباتات البرية يطبخ بالدهن الحيواني للحصول على صابون طري… (النباتات والأشجار البرية غنية بالبوتاسا KOH)…
تطورت صناعة الصابون ببطء شديد وتوارثتها الأجيال واقتبستها الشعوب دون تغيير مهم في طرائق تصنيعها البدائية…
في القرن الثاني عشر شاعت صناعة الصابون في إيطاليا وأسبانيا وذلك لوفرة المواد الأولية عندهم…
في القرن الثالث عشر ازدهرت صناعة الصابون في فرنسا وكانت المواد الأولية المستعملة هي دهن الماعز ورماد خشب الزان…
في القرن السابع عشر اشتهرت مرسيليا في فرنسا بصناعة الصابون (15 مصنعاً)…
… استبدل دهن الماعز بزيت الزيتون وطورت طريقة تصنيعه لتتلاءم مع هذه المادة الجديدة…
سنة 1688 صدور أول قانون ينظم صناعة الصابون في فرنسا.
بعد تلك الآلاف من السنين لم تشهد صناعة الصابون ثورة حقيقية إلا في العام 1791 ب.م. عندما توصل الكيميائي Nicolas Leblanc إلى تصنيع الصودا الكاوية NaOH من ملح الطعام… ومنذ ذلك التاريخ أخذت صناعة الصابون منحى جديداً إذ أصبحت عملية التصبين تتم بطبخ زيت الزيتون بمحلول الصودا الكاوية…
يعود الفضل لمصانع مرسيليا بتحسين صناعة صابون زيت الزيتون وإنتاج أفخره بطريقة باتت تعرف باسم مدينتهم: صابون مرسيليا = Savon de Marseille .
سنة1950: ظهور أساليب جديدة لإنتاج صابون صنعي يعتمد على مشتقات بترولية…
منذ العام 1960 وحتى يومنا هذا: تطورت وتنوعت صناعة الصابون ومواد التنظيف بشكل مذهل، خصوصاً الصابون السائل…
الصابون اليوم:
– يُصنع الصابون اليوم من:
– مادة دهنية: زيوت نباتية أو شحوم حيوانية أو صنعية.
– صودا كاوية NaOH للصابون الصلب (الصابون العادي) أو بوتاسا كاوية KOH للصابون الطري (معجون الحلاقة).
– أيون الصابون (R-COO-) = يتألف من:
رأس محب (صديق) للماء + ذنب محب (صديق) للدهن = أي أنه مزدوج الصداقة
– جودة الصابون لا تتوقف فقط على نوعية الزيوت أو الدهون المستعملة فحسب إنما على طريقة التصنيع التي تم فيها تصبين هذه الزيوت.
– لإنتاج صابون فاخر نحتاج إلى نوعية زيت فاخر، كزيت الزيتون الممتاز المعصور من أجود أنواع الزيتون، من العصرة الأولى والمستخرج بالطريقة الباردة…
– ولنأتي من هذا الزيت الفاخر بصابون فاخر تحتاج عملية الإنتاج إلى مراحل متتابعة من تكوين العجينة والتصبين وإزالة الغليسيرين الناتج وغسله من الصودا الفائضة وتكريره من الأملاح والفضلات وتستمر هذه المراحل مدة تزيد عن أسبوعين متكاملين من الإجراءات المتواصلة.
– أما الصابون المنزلي أو الحرفي الذي ينتج من أردأ نوع من زيت الزيتون وبالطرق التقليدية المتوارثة فهو صابون سيء، غير ناضج، يحتوي على أيونات صوديوم تنتج مناخاً قلوياً عالياً عند الاستعمال يؤذي البشرة والجلد والشعر إن استعمل لغسلها.
– بقي الصابون، لمدة طويلة، المادة الوحيدة لتنظيف الشعر والجسم.
مساوئ الصابون:
الصابون مُنَظِّف فَعَّال، وعندما يذوب في الماء يتحلل أيونياً، والأيونات الناتجة عن هذا التحلل تُفسِد "الكيراتين" Kératine (الكراتين هو المادة الليفية الأساسية في تكوين الشعر والطبقة القرنية لبشرة الجلد) واستعماله يسبب بعض المشاكل للشعر والبشرة:
بالنسبة للشعر:
– عندما يُستعمل الصابون مع المياه الكلسية، يتفاعل مع الأملاح الكلسية الموجودة في هذه المياه، وينتج عن ذلك التفاعل تَرَسُّبات مائلة إلى اللون الأبيض تلتصق بالشعر، والنتيجة: شعر باهت وظِلٌ مائلٌ إلى البياض. لذا يجب أن يلي غسل الشعر بالصابون، شطفه بماء حامضي (ماء مُضاف إليه قليل من الخل أو عصير الليمون الحامض أو حمض الليمون للتخلص من هذه المشكلة).
– جفاف الشعر، وما ينجم عن هذا الجفاف من مشاكل مُصاحِبة (ضعف مقاومة الشعر للعوامل الخارجية وإجراءات العناية والتجميل، فتقصف وتلف…).
بالنسبة للجلد:
– تخريب متواصل للغشاء المائي دهني (يتكون هذا الغشاء من: ماء، زهم (دهون) وعناصر حافظة للماء (NMF=Natural Moisturizing Factor) وهو ذو وسط حامضي (pH = 5.5). ويلعب دوراً مهماً في حفظ رطوبة البشرة، وحمايتها من الجفاف ومنع الأضرار الخارجية عنها).
– تدمير السيراميد (والسيراميد مركب دهني مهم جداً يشبه الباطون الذي يوضع بين أحجار البناء. ينحشر ما بين خلايا الطبقة القرنية فيدعم التحامها ويساهم في تنظيم النسبة الطبيعية لرطوبة الجلد).
– انتفاخ الكيراتين وتدمير الخلايا القرنية.
– احمرار وجفاف البشرة.
– ومن المفاعيل السيئة لهذه العوامل السابقة:
o تفقد البشرة دورها الأساسي في حماية الأدمة من الأضرار الخارجية؛
o وتضعف سيطرتها على تنظيم عملية تبخر الماء عن سطح الجلد؛
o يؤثر هذان العاملان بشكل مباشر على الأدمة. (والأدمة هي طبقة الجلد الأغنى والأكثر تعقيداً بأنواع الخلايا والأنسجة المتنوعة. وبالأوعية الدموية واللمفاوية والشبكات العصبية التي تسبح جميعها في وسط مائي غني بالعناصر البيولوجية الضرورية لاحتفاظ الجلد بحيويته وبمرونته وبكافة مقوماته التي تكسبه دوره كخط الدفاع الأول عن الجسم).
o وإن تبخر الرطوبة المضاعف عن سطح الجلد وجفاف البشرة المتواصل يلحق أفدح الأضرار بطبقة الأدمة التي يقع على عاتقها عملية تعويض الرطوبة الناقصة باتجاه سطح البشرة.
o وهذا التعويض المستمر، يؤدي إلى نقصان غير طبيعي ومتواصل في نسبة السوائل البيولوجية الضرورية للأداء الحيوي لوظائف خلايا الأدمة. فتخسر مرونتها وتأخذ أنسجتها بالقساوة التدريجية وتضعف عمليات الترميم والتجدد الخلوية… وتأخذ التجاعيد برسم علامات الشيخوخة على الجلد…
o فالصابون من العوامل الأساسية في ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة المبكرة على الوجه.
آلية عمل الصابون:
نستطيع القول بأن تنظيف المساحات والسطوح يتم بفضل عاملين أساسيين:
– قدرة المنظف على الترطيب، الفقاعات، الرغوة…
– قدرة المنظف على الاستحلاب في الماء.
وبفضل هاتين الخاصتين فإن جزيئات الصابون تعمل من خلال المراحل المتتالية الآتية:
1- استحلاب ما بين الماء، الأوساخ والصابون؛
2- تثبيت الأجسام الدهنية بمساعدة الجزيء المحب للدهون Lipophile من أيون الصابون أو أيون المشرد. والأجسام المائية يتم تثبيتها على الجزيء المحب للماء Hydrophile؛
3- تشتيت الأجسام الدهنية في الماء؛
4- إزالة الأوساخ والجراثيم بواسطة ماء الغسل.
وفي منتهى الأمر، فإن الصابون ينظف لأنه يتألف من جزء قطبي يذوب في الماء ومن جزء غير قطبي يذوب في الدهون (الأوساخ). في جزيئات الصابون، ذرة صوديوم مرتبطة بسلسلة طويلة من ذرات الهيدروجين والكربون. وبفضل هذه السلسلة الهيدرو- كربونية يتم تنظيف اليدين مثلاً. ذنب هذا الجزيء كاره للماء محب للدهن: لا ينسجم مع الماء فيتجه نحو الدهون، ويسهل نزعها.
بعض أنواع الصابون الشائعة الاستعمال
الصابون العادي الشائع: Vrai savon traditionnel
– ينتج من أحماض دهنية اصطناعية، نباتية أو حيوانية ومن الصودا الكاوية…
– تتوقف جودته على طبيعة وجودة الأحماض الدهنية المستعملة وعلى مقدار توازن هذه الأحماض الدهنية مع الصودا الكاوية…
– يضاف إليه أثناء التصنيع: ملونات وعطور اصطناعية مع مواد حفظ كيميائية متعددة ومتفاوتة التركيز…
– وهو الصابون الأكثر شيوعاً… موجود في الأسواق على شكل مكعبات مستطيلة… بأوزان تتراوح ما بين 85 غرام إلى 150 غرام لكل صابونة… محفوظة بأغلفة ورقية، كرتونية أو من النيلون…
– عند استعمال هذا الصابون ينحل من أجزائه في الماء فتنتج محلولاً أيونياً ذو شحنة سالبة (تكهرب الشعر)… وقلوية عالية: قدرة هيدروجينية (pH) أكبر من 10، وهذا المناخ القلوي وهذه الشحنة السالبة مؤذيان جداً للبشرة والشعر… أما الملونات والعطور ومواد الحفظ الكيميائية فقد تتسبب أو تضاعف بعض أنواع الحساسية الجلدية…
صابون الحلاقة savon à barbe:
صابون طري يتكون من ستيارات البوتاسيوم والصوديوم stéarates de potassium et de sodium… قلوي غبر ملائم للبشرة الجافة أو الحساسة… من بعد الاستعمال يجب تطبيق كريم مرطب ذو مناخ حمضي ph = 4 – 5 لتعديل القلوية على مستوى الخلايا الكيراتينية للبشرة وتفادي انتفاخها وتخريبها وتقشرها لأنها تحمي البشرة من الأضرار الخارجية… لا يصح استعمال الكولونيا على الوجه خصوصاً من بعد استعمال معجون حلاقة قلوي لأن الضرر سيتضاعف…
الصابون الدهني Savon surgras:
هذا النوع من الصابون مضاف إليه من بعد اكتمال عملية التصبين زوائد من عناصر دهنية تترك على البشرة غشاء رقيق واقي للبشرة لتخفيف أضرار الصابون وترك البشرة رطبة… لكنه لا يمنع الضرر عن الجلد الحساس ولا عن الجلد الجاف واستعماله المتكرر يؤدي بالتالي إلى جفاف البشرة…
الصابون من دون صابون Pain dermatologique ou savon sans savon :
مكون من مشردات أنيونية مصنعة بواسطة مصادر بتروكيميائية مسلفنة، إنما مضاف إليه أحياناً: زيوت نباتية أو بروتين الحليب أو فيتامينات… يتمتع بقدرة هيدروجينية حمضية أو متعادلة لذلك فهو يوصف للجلد الحساس والجاف… إنما ومن وجهة نظرنا من خلال خبرتنا… فلا يجب استعماله للعناية اليومية ببشرة الوجه… يمكن استعماله على الشعر لكن لمرة واحدة في الأسبوع وليس أكثر… وقد يكون ملائم أكثر للجسم…
الصابون السائل Savons liquides:
منه ما هو مكون من مواد صابونية سائلة. وتكون هنا مادة التصبين البوتاسا الكاوية KOH بدلاً من الصودا الكاوية NaOH. أو من مشردات أنيونية المصنعة بواسطة مصادر بترو – كيميائية مع إضافات أخرى: لونية، عطرية، مكثفة للرغوة، مواد حفظ، غليسرين وغيرها…
– ومن أكثر هذه المشردات استعمالاً الصوديوم لوريل سلفات Sodium Lauryl Sulfate (SLS) وهي ذات مفعول تنظيف قوي وتنتج رغوة كثيفة لكنها من أخطر المشردات على الإطلاق لما قد تسببه من مشاكل تحسسية وإكزيما جلدية، حتى أن بعض الدراسات تشير بأنها مادة مولدة للسرطانات الجلدية… وقد صدرت تشريعات وقوانين في عدد من الدول تمنع استعمالها للكائنات الحية وتحصر استعمالها لتنظيف البلاط والأرض، شرط أن لا تحتك بالأيدي… ويمنع استعمالها في الإسطبلات كي لا تحتك بقاياها بجلود الحيوانات القاطنة في هذه الأماكن… إنما وللأسف ما زالت تستعمل على نطاق واسع في الشامبوهات وغسولات الأيدي وسوائل الجلي ومساحيق الغسيل – لرخص ثمنها وقوة مفعولها وكثافة رغوتها – لاسيما في الدول التي لا تخضع فيها هذه الصناعات لرقابة مصالح حماية المستهلك !!!…
– إذن أيها المستهلك، ففي غياب الرقابة والحماية لك من قبل السلطات: أنت المسؤول الوحيد عن صحتك، اقرأ المكونات على العبوة (شامبو، غسول الأيدي، غسول الجسم، سائل الجلي، مساحيق التنظيف خصوصاً المخصصة لغسل ثياب الأطفال، وغيرها…) قبل أن تشتريها. فإن وجدت هذه المادة من ضمن مكوناتها، أهملها ولا تشتريها…
الهلام (الجل) لتنظيف الجسم أو الراغي للحمام Gels douches, bains moussants:
– مركب من المشردات المصنعة من مصادر بترو – كيميائية مع إضافات أخرى: لونية، عطرية، مواد مكثفة للرغوة، مواد حفظ…
– تعطي للجلد إحساساً ألطف من الصابون… إنما بسبب احتوائها عموماً على مشردات أنيونية لا سيما الصوديوم لوريل سلفات (كبريتات) SLS والإضافات المحسنة للون والرائحة والرغوة والحفظ فإنها تصبح بالنهاية مهيجة للجلد مثيرة للحساسية ومجففة…
– وبما أنها مولدة للرغوة الكثيفة (المحببة من قبل معظم الناس)… وبما أن هذه الرغوة ذات مفعول قوي في الاستحلاب فإنها تخرب الغشاء المائي – دهني الواقي الطبيعي للبشرة من الأضرار فإنها تغدو أكثر سوءاً على الجلد… ويعتقد بأنها مسبب رئيسي للالتهابات البولية – التناسلية خصوصاً عند الإناث…
الصابون المطهر أو المزيل للروائح Savon déodorant ou bactéricide:
نوع من الصابون يضاف إليه مواد مطهرة لإبادة الجراثيم المسببة للتعفن الجرثومي المسبب لروائح الجسم الكريهة… إنما هذه المواد لا تخلو من احتمالات قوية في استثارة الحساسية الجلدية بالإضافة إلى أضرار الصابون العامة… والأسوأ من ذلك أن مفعولها ينتهي من بعد الغسل مباشرة كما لا يمكن تركها على الجلد !!!…
صابون مرسيليا Savon de Marseille:
– التسمية (صابون مرسيليا) لا تعبر عن انتماء جغرافي إنما عن طريقة متطورة لتصنيع الصابون وعلى تكوين هذا الصابون (زيت الزيتون والصودا الكاوية).
– لا تحتوي على إضافات ولا مواد عطرية سوى قليل جداً من زيت قشر الليمون الطبيعي. وهي تحتوي على 63% أحماض دهنية مُصبنة و27% ماء. ولا تحتوي على بقايا زيتية غير مصبنة ولا بقايا صودا كاوية ولا على غليسيرن glycérine ناتج عن عملية التصبين…
– أفضل من الصابون السابق لجهة آثاره السلبية إنما غير مناسب للعناية ببشرة الوجه أو الشعر أو الجلد الحساس…
– مناسب لجلد الجسم العادي إنما غير مناسب للجلد الجاف أو الحساس…
الصابون الأبيض Savon blanc:
أفخر أنواع الصابون. نفس طريقة تصنيع ومكونات صابون مرسيليا إنما يستعمل هنا زيت الزيتون المأخوذ من أجود أنواع الزيتون وأفخرها. لكن نفس المحاذير إنما ألطف على الجسم…
طريقة تصنيع صابون نقي وفاخر:
1- مرحلة أولى: تكوين عجينة الصابون (التصبين) :
– بداية تنطلق هذه العملية بخلط ميكانيكي للمادة الدهنية ومحلول الصودا الكاوية بنسب مدروسة بحيث تؤمن فصل كافي للغليسرين عن الأحماض الدهنية وتكوين عجينة الصابون بنجاح تام…
– (تتم هذه العملية في مرجل "خِلقين" خاص على درجة حرارة بحدود 40 درجة مئوية).
– من بعد تكوين الخليط المتجانس (حوالي نصف ساعة تقريباً) يتم رفع درجة حرارة المرجل عن طريق البخار المضغوط إلى 120 درجة مئوية مع التحريك المستمر لمدة 8 ساعات حتى تصبين كامل الزيت والحصول على العجينة الطرية.
2- مرحلة ثانية: فصل الصابون عن الغليسيرين :
بعد 8 ساعات من طبخ المزيج على 120 درجة مئوية:
• يضاف إلى عجينة الصابون محلول مُرَكَّز من الماء والملح…
• يتم التحريك المستمر على نفس درجة الحرارة (120 درجة مئوية) لمدة 4 ساعات متتالية…
• من بعد 4 ساعات من إضافة محلول الملح، يتوقف التحريك لمدة 12 ساعة ويترك الصابون ليطفو على سطح محلول الماء والملح والغليسيرين…
• بعدما تطفو عجينة الصابون على سطح محلول الماء والملح والغليسيرين… يتم تصريف هذا المحلول كلياً بهدف فصل عجينة الصابون عن الجليسيرين الناتج من المرحلة السابقة…
3- مرحلة ثالثة : طبخ الصابون :
إعادة إضافة محلول جديد من الصودا الكاوية وطبخ عجينة الصابون على 120 درجة مئوية لعدة أيام حتى تكتمل عملية تصبين الأحماض الدهنية بشكل تام…
4- مرحلة رابعة: غسل الصابون المتكرر:
من بعد اكتمال عملية التصبين يعاد غسل الصابون بمحلول مركز من الماء والملح. لمدة 4 ساعات… على 120 درجة مئوية… يليها 12 ساعة من الراحة… يفصل الماء عن الصابون… تكرر هذه العملية من مرتين إلى ثلاث مرات متتالية… حتى إزالة بقايا الصودا الكاوية بالكامل…
5- مرحلة خامسة : غسل الصابون النهائي:
غسل نهائي للصابون بالماء المقطر… (لمدة 4 ساعات… على 120 درجة مئوية… يليها 12 ساعة من الراحة… يفصل الماء عن الصابون…) تكرر هذه العملية من مرتين إلى ثلاث مرات متتالية أيضاً… حتى إزالة آثار الملح بالكامل…
6- مرحلة سادسة: سكب الصابون في القوالب:
يسكب الصابون ساخناً ما بين 50 و70 درجة مئوية في القوالب الخاصة…
7- مرحلة سابعة : تقطيع الصابون:
بعدما يجف الصابون:
– يقطع إلى قوالب كبيرة
– ثم إلى مكعبات صغيرة مناسبة
– ويترك لينضج لعدة أسابيع أو أشهر ليصبح بعدها صالحاً للاستعمال…
– أما إذا رغبتم بصابون فاخر… وأكاد أقول أفخر أنواع الصابون… فعليكم اختيار زيت زيتون نخب أول… وتصنيعه بهذه الطريقة العلمية… صحيح أنها تحتاج إلى كل هذا العناء… إنما صحتكم تستحق الأفضل…
– ومع كل هذا وذاك… فالصابون غير صالح للاستعمال على بشرة الوجه أو فروة الرأس أو الجلد الحساس أو بشرة الطفل… حتى هذا النوع من الصابون الفاخر…
– فالمسألة ليست مسألة نظافة فحسب إنما مسألة عناية…
"الصابون البلدي" ؟؟:
مقدمة:
يدعي كل من ينتج أو يروج للصابون "البلدي" بأنه من أفضل أنواع الصابون… وقد يكون هذا الإدعاء عن صدق لجهل بالحقيقة… وقد يكون عن غير صدق… ولسابق تصور وتصميم بكسب الربح الوفير… ما دام المستهلك ينجذب نفسياً لهذه الإدعاءات… الباطلة جملة وتفصيلاً…. ويباع "الصابون البلدي" بأغلى الأثمان نظراً لنوعية الزبائن الذين يطلبون هذا الصابون… لأن معظمهم من ذوي الدخل الميسور… ولطلبهم الدائم للأشياء المميزة… خصوصاً لما توسعت أنواع هذا الصابون: فهذا صابون للعناية الطبيعية… وذاك صابون مغذي للجلد… وآخر لمنع تجاعيد الوجه… وصابون للتنحيف… ولقهر السلوليت… ولحب الشباب… وهذا بالعسل… وذاك بالأفوكا… وبالغار… واللوز… والجوز… والزيتون… الكافيار… الجوجوبا… الجنسينغ… وإلى آخره من ما أنتجته الطبيعة من خيرات جمة فوق الأرض وتحتها… ومن البحر… وربما قريباً سنجد صابوناً طبيعياً من تراب القمر… أو ربما من المريخ… ما دمنا في عصر الفضاء والفضائيات…
أمر مثير للجدل فعلاً… إنما من يستطيع إثبات هذه الإدعاءات أو دحضها سوى العلم والتجربة ؟…
لقد أضأت لكم في الحلقات السابقة على العديد من أوجه صناعة الصابون وآلية عمله وطرق تصنيعه…
وعلى القارئ الكريم، مراجعة الحلقات السابقة لفهم ما سيدور في سياق هذه المقالة العلمية الخالصة… التي ليست منقولة… بقدر ما هي نتاج بحث علمي وعملي طويل… بحث أخذ سنوات في مختبرنا وفي مركزنا… مخبرياً وعلى الكائن الحي… (in vitro + in vivo)… وجميع المراجع العلمية تؤكد هذه الحقيقة…
إذن فما هي هذه الحقيقة ؟
– الصابون البلدي: تسمية رائجة تهدف إلى جذب الزبائن. وهي تطلق عادةً على بعض أنواع الصابون، لاسيما التي يدخل زيت الزيتون في تكوينها. وهناك تسميات أخرى أكثر جذباً، لهذا الصابون، يستغلها المنتجون للتأثير على المستهلك وشد انتباهه وإغرائه بالشراء… ومن هذه التسميات: الصابون اليدوي الحقيقي Real Handmade Soap!، الصابون المنزلي Domestic Soap، الصابون الحرفي Artisanal Soap، الصابون العضوي Organic Soap، صابون زيت الزيتون البلدي native olive oil soap، صابون الغار laurel soap، الصابون الطبيعي natural soap…
– إلى غير ذلك من التسميات الأخرى المرادفة لزيت من الزيوت التي دخلت في صناعة هذا الصابون أو لمكون معين من مكوناته المضافة… كصابون العسل مثلاً… بحيث تكون نسبة بسيطة جداً من العسل قد أضيفت إلى الصابون أثناء التحضير… ظناً من المنتج بأن هذه النسبة من العسل المضاف ستحمل خصائص العسل العلاجية إلى جلد المستهلك… أو بهدف الترويج لهذا الصابون من خلال سمعة العسل الطيبة في أذهان الناس والجاذبة لعقول المستهلكين…
[url=https://vb.3dlat.com/][/u
– وبغض النظر عن حقيقة أو طبيعة ومواصفات تلك المكونات…
– ولو افترضنا بأنها فعلاً من مصادر طبيعية…
– ولو سلمنا جدلاً بأن هذه الزيوت أو المكونات الطبيعية هي بالأصل ذات خصائص علاجية مميزة…
– لكن لا يمكننا التغاضي عن الشروط العلمية والمواصفات التركيبية التي يجب أن تتوفر بأي مستحضر كان، من مصادر طبيعية أو مركبة كيميائياً:
– فلكي يحتفظ المستحضر بسلامة عناصره الأساسية الفاعلة أولاً.
– ولأجل تأمين وصول أكبر نسبة من هذه العناصر إلى الخلايا المستهدفة ثانياً.
– فعلى من يصنع هذه المستحضرات أن يدرك ويلتزم ويحترم تحقيق الشروط الضرورية التالية:
– التجانس الكيميائي ما بين العناصر التي يتألف منها السواغ الناقل للعناصر الفعالة (السواغ خليط من المواد لتشكيل النسيج أو القوام المطلوب للمستحضر… لحمل العناصر الفعالة ونقلها إلى الجلد أثناء الإستعمال…).
– تجانس العناصر الفعالة فيما بينها.
– التجانس ما بين السواغ والعناصر الفعالة.
– ثبات هذه العناصر واحتفاظها بخصائصها تحت تأثير إجراءات التحضير.
– نوع العبوة الحاوية للمستحضر وإمكانية تفاعلها مع عناصره.
– ثبات جميع العناصر واحتفاظها بخصائصها خلال فترة التخزين.
– طرق النقل والتخزين.
– طريقة تطبيق أو استعمال المستحضر ومدة بقائه على الجلد.
– توافق تركيب المستحضر مع خلايا البشرة والسيراميد الذي يؤمن التحام هذه الخلايا، والغشاء المائي – دهني وعناصر الترطيب الطبيعي الحافظة لبيئة البشرة اللازمة لسلامتها.
– قابلية وسرعة نفاذ المستحضر عبر سطح البشرة نحو الطبقة الأساسية.
– إمكانية وصول العناصر الفاعلة إلى الخلايا المستهدفة.
– وبما أن الزيوت النباتية الطبيعية التي يمكن اعتبارها غذائية أو علاجية، أكان ذلك داخلياً عن طريق التناول… أو كان خارجياً عن طريق التطبيق على البشرة… فإنه يجب أن تصل إلى مستهلكها محتفظة بعناصرها الأساسية دون أدنى تحول أو تفاعل كيميائي مع مواد أو مكونات أخرى، حتى ولو مع الأكسيجين (أكسدة الزيوت) أي يجب أن يبقى الزيت بكراً huile vierge = virgin oil محتفظاً بأحماضه الدهنية الأساسية (الأوميغا 3 و 6 …) وبالفيتامينات (A, E, F) التي تلعب أدواراً مهمة في حماية الجلد من الجفاف ومن الأضرار الخارجية ومن الشيخوخة المبكرة…
– والزيت البكر هو الذي يستخرج من أجود أنواع الثمار الزيتية (الزيتون وغيره…). شرط أن تكون هذه الثمار ناضجة، سليمة، غير ذابلة أو تالفة. على أن تتم عملية استخراج الزيت منها بأقصى سرعة ممكنة (خلال 24 ساعة لا أكثر بالنسبة لزيت الزيتون) من بعد القطاف. وعلى أن تتم عملية استخراج الزيت بطريقة ميكانيكية، باردة…
– والأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات سريعة العطب وتتأكسد وتتحول تحت تأثيرات فيزيائية وكيميائية مختلفة (حرارة مرتفعة، رطوبة، أكسيجين، ضوء، مواد كيميائية…) وتخسر جميع خصائصها النافعة لا بل تصبح ضارة في معظم الأحيان…
– ولو علمت عزيزي القارئ كما شرحنا أعلاه:
– بأن عملية التصبين لا تتم إلا في مناخ قلوي قوي (pH= 14). ينشأ هذا المناخ القلوي من محلول الصودا الكاوية (NaOH) في الماء التي تعمل بدورها على تصبن saponification الزيوت والمواد الدهنية، نباتية كانت أو حيوانية المصدر.
– كما أن عملية التصبن تتم ضمن درجة حرارة مرتفعة (120 درجة مئوية) لعدة ساعات أو لعدة أيام… (عدة ساعات بالنسبة للصابون المنزلي، لكنه يبقى ناقص التصبين وحوالي أسبوعين بالنسبة للصابون مكتمل التصبين (صابون مرسيليا)).
– هذه العملية الكيميائية المعقدة التي تدخل الصودا الكاوية فيها لتفكك التريغليسيردات الدهنية الطبيعية إلى أحماض دهنية وغليسرين أولاً… ومن ثم التفاعل الكيميائي والمصاهرة مع هذه الأحماض الناتجة عن التحول إلى صابون ثانياً…
– ويتبع عملية التصبين والمراحل اللاحقة لها وتعريض الصابون في الهواء الطلق لعدة أشهر حتى يجف ويصبح صالحاً للاستعمال.
– ومن خلال ما تقدم، فإني أتوجه إليك بالسؤال أخي المنتج وإليك عزيزي المستهلك على السواء: هل أحد منكم يتصور بقاء هذه المواد الطبيعية الفعالة التي يدعي المنتجون وجودها في صابونهم أو أنها ستبقى محافظة على أهميتها العلاجية من بعد عملية التصبين ؟… فالجواب طبعاً لا… لأنها تحولت إلى مواد أخرى معقدة التركيب. ولا يمكن إعادة تمثيلها وتأويلها إلى عناصرها الأساسية للاستفادة منها…
– ولو علمنا أيضاً بأن قلوية الصابون هي من الدرجة العالية (ما بين 10 و12): pH = 10 – 12
– ومن باب التذكير فإن مناخ سطح البشرة الطبيعي يجب أن يبقى حمضياً (بحدود 5.5): pH = 5.5 وهذا المناخ الحمضي ضروري لاحتفاظ البشرة بسلامتها ووظائفها الضرورية لحماية الجلد… والبشرة هي خط الدفاع الأول عن الجلد… والجلد بدوره خط الدفاع الأول عن الجسم…
– فهل يعقل بأن نضع مواد فعالة ذات قيمة عالية في خدمة الجسم في مناخ قلوي… عالي القلوية… وفيها ما فيها من الأضرار على البشرة:
– تخيرب الغشاء المائي – دهني: الواقي للبشرة… الحافظ لرطوبتها… والمقاوم لنمو الجراثيم…
– تخرب السيراميد: المادة الدهنية الضرورية لتماسك خلايا الطبقة القرنية من البشرة…
– تخريب عناصر الإسترطاب الطبيعية الموجودة ما بين خلايا البشرة…
– انتفاخ الكيراتين: المادة الأساسية المكونة لخلايا الطبقة القرنية وللشعر على السواء… فتؤدي إلى إتلاف هذه الخلايا… وللتقشر المفرط للبشرة… وإتلاف ساق الشعرة…
– إذن فلا وجود حقيقة للصابون المغذي أو المنحف أو العلاجي… مهما كان هذا العلاج… ومهما كانت طريقة تصنيع هذا الصابون…
أما بالنسبة لاستعمال الصابون المنزلي للنظافة فقط… من دون هدف علاجي… فإني أبين ما يلي:
– نحن نستعمل نظرياً الصابون بهدف التنظيف… إنما الحقيقة يجب أن نستعمله للعناية… والمقصود بالعناية هنا: تأمين النظافة… إنما مع احترام المناخ البيولوجي والمكونات العضوية الداخلة ضمن نسيج هذه البشرة…
– والصابون البلدي يصنع بطريقة تقليدية… ولا يخضع لعمليات فصل الغليسيرين من عجينة الصابون… بحيث يبقى هذا الصابون غير مكتمل لأنه لا يمكن نضوج الصابون بوجود الغليسيرين… والذي لا يخضع أيضاً لعمليات الغسل المتكرر بهدف إزالة جزئيات الصوديوم الحرة الفائضة عن عملية التصبين… فهو يترك في هذا الصابون أسوأ ما يمكن أن تواجهه البشرة عند ذوبان الصابون في الماء وتحلل جزيئات الصوديوم إلى أيونات تعمل على تخريب المكونات العضوية للبشرة…
فإلى كل من يريد أن يعلم.
وإلى كل من يهمه الأمر،
فإن هذا اللوح الصغير من الصابون يحتوي على كل هذه التعقيدات !…
وبعد هذه الخاتمة عن الصابون،
أعتقد، بأنك غداً صباحاً،
عندما ستدخل إلى حمامك وعندما ستأخذ صابونتك لتستحم،
ستفكر حتماً بهذا المقال…
مشكووووووووووووووره
مشكوووووووووووره
شكرا يا نسرينا ع التنبيه