(( نيوجرسي)) ان تربية الأولاد (( الصبيان )) على حبس البكاءوالسخرية
من الباكي ظاهرة من أسوأ ظواهر سلبيات الثقافة الإنسانية ، ذلك لأن الحس المرهف هو سمة التوازن في نفس الإنسان أما القدرة على حبس البكاء وكتمان الضحك ،فتصرف يشير الى خلل في المشاعر .
اذا ضج الجميع بالضحك عندسماع نكته وبقي واحد لم تهزه البهجة فاننا
نصفه ببلادة الحس وأولى بهذاالوصف شخص لا تقطر عيناه دمعة عندما يتعرض
لألم مبرح أو حزن ساحق ..
وهذان النقيضان غالبا من نتاج التربية على حبس البكاء ، وغالبا ما يصبحهؤلاء غلاظ أكباد يفيدون جانبا كبيرا من شفافية الإحساس الإنساني ويعجزون عنتكوين نسيج من العلاقات الطيبة الوثيقة مع عشرائهم .
الرجل الذي يدفنآلامه في أعماقه ويقاومها حتى لاتفيض دموعا تغسل
أحزانه ويبقيها جمرات تعذبهوتسبب له ولغيره متاعب لا مبرر لها وليس من السهل أن يشارك اي فرد غيره منالناس أفراحه ومسراته . أما عظمة الإنسانية فهي القدرة على رقة الإحساس بمايصيب الناس ، ومشاركتهم في أحزانهم لكن هذه العظمة العاطفية تقضي عليها فكرةيورثها الآباء للأبناء في مختلف الثقافات التاريخية والمعاصرة .مؤداها أنالبكاء والدموع هما أوضح علاماتالضعف .
ولو نظرنا الى هذا الاعتقاد نظرةموضوعية لوجدنا أن الدموع ربما كانت دليلا على القوة وليس الضعف ، دموعالضعف يدرفها المستجدي والمستعطف
أما دموع الأسى والمشاركة الوجدانيةوالشعور بالألم ، فلا يجرؤ على مواجهة الواقع بها في مجتمع يستنكر رجالهالبكاء الا شخص قوي شجاع والرجل القوي الشجاع يثق في قدرته على التعامل مععواطفه ولا يهمه ان يخطئ الناس في طويته اذا عبر عن مشاعره الطبيعية بصدق .
.. فأضحكته النكته او ابكته كارثة ما دام محافظا على مشاعرالناس لا يخدشها ولا يقصد بالضحك او البكاءخداعا او رياء او تزلقا .
ان جمودالاحساس وكبت المشاعر علة تقلل من القدرة على مقاومة المرض لأنهاتحكم بالجمود على أجزاء معينة من المخ والجسم ، ولكن تراكم الآلام يجعلهاتنفجر يوما في صورة مرضية.
ميرسي جداً