"وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" ( هود -6)
عند مقدم الشتاء هناك أنواع كثيرة من الحشرات التي تعيش في المناطق الباردة من الأرض تموت بسبب شدة البرد أو النقص في الغذاء,
فالحشرات كائنات رقيقة للغاية، غير أن هناك بعض الحالات الاستثنائية في هذا الموضوع, ومثال ذلك حشرة ”الكوكوفا” التي تشبه الفراشة، فهي في الظاهر تبدو رقيقة جدا، ولكنها تمتلك بنية تمكنّها من تحمل حتى برد الشتاء القارس. ولهذا السبب فقد أطلق على هذه الحشرات اسم ”حشرات الشتاء”.
فحشرات الشتاء هذه تشبه الفراشة، وهي ذات جناحين اثنين يربط بينهما بدن صغير, ولكي تتمكن هذه الحشرة من الطيران ينبغي أن تكون درجة الحرارة في المنطقة التي يوجد فيها الصدر في حدود 30 درجة مئوية% والحال أن درجة الحرارة في المناطق التي تعيش فيها هذه الحشرات هي بصفة عامة صفر درجة أو حتى أقل من ذلك؟.
في المرحلة الأولى، وقبل أن تطير هذه الحشرة تأخذ في تقليص العضلات الرئيسية وتحرك أجنحتها. وعندما تحرك الحشرة أجنحتها بسرعة ترتفع درجة الحرارة في منطقة الصدر، وبفضل هذا الارتفاع تقفز درجة الحرارة من صفر درجة إلى 30 درجة مئوية وحتى إلى أعلى من ذلك· وهذه إحدى الخصائص المميزة لهذه الحشرة حتى تتمكن من الحفاظ على حياتها· ولا يكفي أن تسخن حشرة الشتاء جسمها لكي تتمكن من الطيران!!
فعند الطيران، يمكن أن تفقد الحشرة تلك الحرارة بسبب الفرق بين حرارة جسمها وحرارة الجو المحيط بها· فحشرة الشتاء تفقد حرارتها مثلما يفقد الشاي الموجود في الكأس حرارته· ولذلك فتحريك الحشرة لجناحيها لا يفيد، فهي في حاجة إلى نظام آخر لكي تطير، أو بالأحرى لكي تحافظ به على حياتها·
والله سبحانه وتعالى وفر لها هذه الحاجة من خلال التركيب الخاص في جسمها· فالحشرة مغلفة بطبقة كثيفة من القشر تمنع الحرارة من النزول· وقد بينت الأبحاث التي أجراها العلماء المتخصصون أن الحشرات المغلفة بهذه القشرة ترتفع درجة حرارتها مرتين مقدار ما ترتفع به حرارة الحشرات التي لا تمتلك هذه القشرة·