دعونا نتفق أن أي حياة زوجية معرضة لحالات الملل الذي يأتي على فترات متباعدة، أو متقاربة، حسب طبيعة العلاقة بين الزوجين، وبما أن الحياة الزوجية لها قدسيتها وأهميتها يجب الحفاظ عليها واستمراريتها، لابد أن نكسر حواجز الملل التي يمكن أن تصيب العلاقة الزوجية بالشلل، فديناميكية الحياة هي النبع التي تتفجر منه الطاقات الكامنة، التي يمكن أن تحول الملل إلى حياة مليئة بالتفائل والحب.
وفي ظل الظروف التي تواجه السيدة المصرية، خاصة العاملة، وفي ظل مضي سنوات عديدة من الزواج، ومواجهة متطلبات الحياة اليومية يولد الملل الزوجي، الذي يأتي نتاجاً لتكرار الأداء اليومي بين الزوجين وعدم تجديده من حين لآخر، ومن أخطر ما يواجه الحياة الزوجية الجفاف الذي يخيم عليها، حيث يجد أحد الأزواج عند الطرف الآخر مشاعر متبلدة، وعواطف متجمدة، تؤدي إن استمرت إلى ضياع الأسرة وتشتت الشمل وإطفاء نور المودة.
الزوجة الذكية هي التي تسعى إلى تغيير الروتين "الممل" وإذكاء روح البهجة والمودة في البيت، فكم للمداعبة والتودد والترفق بين الأزواج دور كبير في إضفاء السعادة على بيت الزوجية.
ومن أجل تقارب يومي بين الزوجين،لابد أن يتمسك الزوجين بقوة بالمفهوم العام للمودة بعيداً عن الإثارة، لأنها الدعم الجنسي للعلاقة لا يكفي وحده، خصوصاً مع مرور السنين، والزوجة الطيبة هي التي تفعل ما يحب زوجها، وتتجنب ما يكره، ويجب أن تحفظ هذا ولا تحتاج إلى أن يكرر عليها ذلك في كل وقت.
في دراسة للدكتور ودني هيربرت مؤلف كتاب دليل الزوجين للتعامل مع سنة أولى للزواج يقول: "ليالي أسبوع العمل يمكن أن يكثر فيها الزوجين من الهمسات اللطيفة، عندما يحاول الزوجان اختلاس الدقائق كي يكونا على سجيتهما، أو حتى يتشاركا في الهموم والمسؤوليات اليومية من أجل متطلبات المعيشة، الأمر الذي سيشيع روح الدفء ويطرد الملل، ثم حتى إذا حل موعد الإجازة في نهاية الأسبوع يكون لدى الزوجين رصيد مرتفع من الألفة والسعادة.
إلى ذلك، تقدم باحثة العلاقات الإنسانية شيماء فؤاد للمرأة مجموعة من النصائح والإرشادات للتخلص من الملل الذى قد يصيب الحياة الزوجية، وتبدأ هذه النصائح بمحاولة إشاعة جو المرح والمزاح فى أرجاء المنزل، والتخطيط للسفر فى رحلة قصيرة للاستجمام، مع محاولة المشاركة فى عمل اجتماعى أو نشاط ثقافى سويا لإنعاش الجو بعمل غير معتاد، ولابد أن تحاول المرأة تغيير أثاث المنزل أو نظامه أو أصناف الطعام التى تكررها عدة مرات فى الأسبوع، ويجب على المرأة وعلى الرجل إدراك أهمية الهدايا والمفاجآت فى تغيير الملل وكسر حاجز الروتين، وتوضح باحثة العلاقات الإنسانية أن من ضمن الأفعال التى تساعد على كسر حالة الملل أيضا تبادل الزيارات الأسرية بين الأصدقاء، مع مراعاة التوازن فى كل شىء، فلا يفضل إقبال شديد ولا تمنع شديد، فالإفراط فى الأمرين يجلب الملل.
ومن أجل الخروج من هذه الحالة من الملل، يمكن اتباع عدد من الافكار منها
– تشكيل فريق عمل في المطبخ، كأن يعد الزوج السلطة مثلاً أو أي طبق يحبه ويجيده، وتقوم الزوجة بالطبخ ويتبادلان الحديث أثناء إعداد الطعام، مما يشيع جواً من التعاون والألفة والتذكير بأيام الزواج الأولى وبساطتها.
– تصفحا معاً في جو من الحب والرومانسية ألبوم الصور واستغرقا في ذكريات زفافكما وشهر العسل، أو إجازتكما الأخيرة وفكرا معاً في إجازة قادمة.
– العبي مع زوجك، فاللعب عنصر من عناصر التودد والغزل، وهو عنصر لا يوجد خلال أيام الأسبوع المملوءة بالقلق والضغوط، فيمكن أن تمارسا معاً أي لعبة بعد العشاء، ولستما مضطرين للعب كل ليلة، بل اختارا يوماً من أيام الأسبوع ( أيام العمل) ثم إن عنصر المنافسة في اللعب يفتت التوتر الذي قد ينشأ بينكما لسبب أو لآخر.
– غيري من شكلك أو طريقة ملابسك كل فترة من الزمن،ولا تبخلي على زوجك ببعض المجهود الذي يجعلك في عينيه جميلة
– كونى رومانسية وغلفى الحياة الزوجية ببعض الحركات الجذابة مثلا إرسال رسالة عاطفية إلى زوجك أثناء تواجده بالعمل ليشعر باهتمامك، أو شراء بعض الورود أو هدية بسيطة كل فترة من أجل إسعاده وإشعاره بحبك واهتمامك
– الحمام الدافئ مع زوجك يعطيكِ احساس منعش، ويساعدكما على الاسترخاء معاً بعد يوم عمل شاق.
– دللي زوجك وكأنه طفلك، فالرجل مهما كان وضعه أو شأنه أو سنه يعتبر طفلا كبيراً ، ويحب أن تعامله زوجته بدلال وطيبة وحنان كالأطفال، فشعور الرجل بحب زوجته من شأنه أن يشعل في قلبه مشاعر الحب والأمان والثقة.
– احترامك لزوجك يزيد محبته لكِ، ويجعلك في عينيه أجمل نساء الكون، خاصة إذا صاحب احترامك له طاعة أوامره وتجنب ما يكرهه من سلوكك أو مظهرك.
– اللجوء إلى حل المشكلة التي تنشب بينك وبين زوجك من بدايتها عن طريق المناقشة، أفضل من إهمالها الذي يجعل الحل أكثر صعوبة، ولابد أن تخلو المناقشة من التجريح أو لمس كبرياء الآخر أو كرامته، وتجنب نبرة السخرية والاستهزاء، فمن السهل جداً جرح كرامة الآخر، ولكن من الصعب علاج هذا الجرح.
– النظرة الحانية من عينيكِ لزوجك يمكنها أن تجعله ينسى أية جراحات مهما كانت قاسية، فهي تعكس حبك ورغبتك به وتمسكك في البقاء معه إلى الأبد.
– الدعاء وذكر الله في جميع الأوقات فذكر الله يريح النفس ويشعرها بالطمأنينة.
