الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حديث نبوي:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عطاء بن أبي رباح قال: "قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى.
قال: هذه المرأة السوداء، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيك» فقالت: أصبرُ. قالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف. فدعا لها".
حوار أخوي:
قالت الملتزمة لصديقتها: هذه امرأة سوداء، لكنها بيضاء اللون، تصبر على المرض وإن كان صرعًا يتخبطها، لكنها لا تصبر على خدش الحياء، وجرح العفاف وإن كان ذلك خارجًا عن إرادتها -وهو التكشف.
– سوداء، تستحق وبكل جدارة أن تكون من أهل الجنة.
ـ كان الحجاب الإسلامي على نفوس الصالحات أبرد من الثلج، وألذ من العسل. كالصّدفة يحجب اللؤلؤة المكنونة، فوراء الحجاب السمو والاستقرار.
ـ اللؤلؤة المكنونة بحجابها صفعت دعاة التحرير بتمسكها والتزامها، قد عضت على حيائها وعفافها بالنواجذ. فهي القلعة الشامخة أمام طوفان التبرج وبهرجته.
عباءة الرأس:
هو خنجر مغروس في خاصرة الأمة الإسلامية، وزلزال زعزع ببعض نساء المسلمين.
ماذا حدث لأخواتنا وبناتنا من حفيدات خديجة وعائشة!!
ما لهن لا يراعين الله وأنفسهن! تبرج وسفور، بعطر ينادي من في القبور، شعر ونحر ظاهر للعيان، بدون أدنى خجل من الله الوهاب الديان.
أختاه: أدعوك لكي تكوني ضيفة على مائدة القلب، أقدم لك مشاعر المحبة في الله. لم أقصد بها إلا وجهه الكريم، راجية أن يتقبلني من عباده المخلصين.
رسالة من القلب:
أيتها الغالية: ألا تتعجبين من هذا الزمن الذي جعل المرأة سلعة تعرض لكل إعلان، وأدخل الحب الزائف والاختلاط من بوابة الانفتاح، حتى أطلقت لنفسها العنان!!
أسقط معها طابعها الأنثوي، جعلها تتنفس فقط الهم الدنيوي، حتى وقفت على شفير النار!!
فأين هم الآخرة!! {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ} [الأنبياء :1].
تلك الحفرة التي تنتظرنا، إما أن تكون استراحة الهانئين وسعير المذنبين!! إما جنان ونعيم أو قبر وجحيم.
الحب في العـصر الحديث كسلعـة *** معـروضـة في أبشــع الأســـواق
يتنــدر العـشـاق فـيـــه بـبعـضـهـم *** ويقاطعـــون مـكـارم الأخــــــلاق
ويمـهـــدون لــه بكـــل عبــــــــــارة *** مـأخــوذة مـن دفـتـر الفســــاق
كـســروا بــراءتــه وطـافـــوا حـولهـا *** يستهزئون بطهـرها المهــــراق
وتـعـلقـــوا بـغـنــاء كـــل غـريـقــــة *** في لهوها مصبوغة الأشـــــداق
تبكي وتضحك وهي أكذب ضاحك *** بــاكٍ وأصــدق عــابـث أفـــــــــاق
الحــب في العـصـر الحديث روايــة *** ممسوخة عرضت على الأطباق
ويح حال من قدمت المهم على الأهم. من خلعت الحجاب وهي تبتسم!
أين ذهب الحياء من الخالق، أذهب أدراج الرياح!! لم كشفت وجهها وزينت الوشاح!
ألا ترين أختاه: في كل يوم تمر أمام أعيننا ألوان وأشكال من الكاسيات العاريات، التي تكدست بشاكلتهن الشوارع والمجلات.
من هجرت الأنوثة باسم الحرية، بعد أن تابطت ذراع المساواة، يقول تعالى عن مثل هؤلاء: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: 3].
أختاه يا من سقيت بذرة الخير التي في قلبك بدموع الاستغفار. أدعوك أن تكوني داعية في نفسك، علمي قلبك أن يكون وطن التضحيات. أن تأخذي بيد الغافلات. ما أجمل أن نأخذ من العفاف سياجًا! وتكون عباءة الرأس على رؤوسنا كالتاج.
باختصار أختاه: كوني درة مكنونة بعباءة الرأس والقفاز.
حقيقة:
جملة من المشاهدات التي يندى لها الجبين، أقلقت ضمائرنا حول بعض النساء اللاتي فتحن المجال لاستقبال نفثات الغرب المسمومة ودعاويه العابثة، بصفاء ونقاوة وصدق المرأة المسلمة وأخلاقها. بعد أن وقعت عيناي مصادفة على تلك المرأة المسكينة المخدوعة، يوم أن وضعت من مستحضرات التجميل ما الله به عليم، حول عينيها علاوة على نقابها الفاضح. ومشيتها المثيرة للاستهجان، في الوقت الذي تناست فيه أن زينة الوجه ليست في مساحيق التجميل بل في شرف المرأة، حين تنبذ التبرج والتبهرج بمثل هذه المساحيق أمام الملأ في الأسواق، أهذه ابنة الإسلام؟! أهذه بنت حواء التي رضعت لبن العقيدة؟!
أختاه!! والله إنك بحجابك شمعة تضيئين أرضنا ودروبنا، ووردة تعطرنا، نخشى أن تكوني الضحية فتشربي من كأس الأعداء المسموم، وتدرسي مكايدهم وتحفظيها.
يـا أخـيتـي إن أردت آيــة حســـــن *** وجمــالا يـزيـن جـسـمًا وعـقـــلًا
فـانـبـــذي عـــادة الـتـبـــرج نـبـــــذًا *** فجمـال النفوس أسـمى وأعلى
صـبـغــة الله صـبغـة تـبـهـر النفــس *** تـعــــالـى الإلـــه عـــــز وجــــــلا
ثم كوني كالشمس تسطع للناس *** ســــواء مـن عـــز منـــهــم وذلا
زيـنــة الـوجـه أن تــرى العـيــن فـيه *** شـرفًا يسـحـــر العـيـــون ونبــلا
واجـعـلي شـيمــة الحـيــاء خـمـــارًا *** فـهــو بالغــــادة الكـريمــة أولى
لـيس للبـنــت فـي السعــادة حــظ *** إن تنـــاءى الحيــاء عنهـا وولَّـى
تذكرة وذكرى:
تذكري أن جمالك حر طليق، إلا من قيدين اثنين كلاهما أجمل (العفاف والشرف) وأرجوك ألا تنسي هذين القيدين إذا ما عنَّ لك داعي الفتنة.. وأغواك الشيطان.
واعلمي أن أعظم مستحضرات التجميل للمرأة هو (مستحضر العفاف والسعادة).
واعلمي أن قلة كلامك مع الرجال يزيدك ويرفعك قدرًا، ولباسك المحتشم يزيدك جمالًا.
فوالله إني لأكره اثنين في الحياة: صحافي يبيع قلمه وامرأة تبيع جسدها.
ولتعلمي أن خير النساء من عفت، وكفت، ورضيت باليسير، وأكثرت التزيين ولم تظهره إلا لزوجها.
إذا كنت تقولين أنك وردة جميلة، وتقتنعين بذلك حقًا، فاعلمي أن الوردة التي يشمها كثيرون تفقد عبيرها ورونقها. وقيسي ذلك على من تبرجت وتكشفت!!
عليك بما جاء في كتاب الله ومن آيات كثيرة كلها تنهى عن التبرج قال تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ} [الأحزاب: 33].
فلا تطفئي مصباح عقلك بعواصف هوى نفسك!! فأين عقلك حينما تتجاوزين نداء الله.. ألم تعلمي أن العقل وزير ناجح، والهوى وكيل فاضح!!
حاسبي نفسك عند كل هوى للنفس يجرفك إلى الهاوية. وهنا قول مأثور، يدعونا إلى محاسبة النفس: على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بمطعمه ومشربه.
ولمن تباهت بجسمها وطولها وأغوت عباد الله بفتنتها أقول لها:
لا خير في حُسن الجسوم وطُولها *** إن لم تزن حُسنَ الجسوم عقولُ
فالله الله.. بحسن الفعل ولا تلتفتي لجميل القول ممن يصطاد في الماء العكر، فما هي إلا إغراءات الآخرين المسمومة، وهي بنهاية مستقبلك وافتضاح أمرك أمام الملأ موسومة:
ما انتفع المرء بمثل عقله *** وخيرُ ذُخر المرء حُسن فِعله
أنت والحور العين!!
ماذا تقول امرأة من أهل الجنة؟! كيف بك إن سمعت وصفها، وأدركت حسنها وجمالها؟!
حتمًا ستغارين منها.
فلله درها! ما أهناها، حُطَّت رحالُها منذ أن خُلقت في جنة المولى.
الله أكبر، تفطرت قلوبنا عشقًا لجناته، وتمايلت مشاعرنا غيرةً من الحور العين، وأَبَيْنا إلا أن تكون في الجنة سيدات لهن.
أختاه يا صاحبة الهمة، هذه هي القمة. فاصعدي حيث النعيم المقيم والفوز العظيم.
إياك، ثم إياك، ثم إياك أن تبيعي الآخرة بالدنيا، فالأمر عظيم والحياة هناك باقية وتذكري أنها الجنة، سلعة الله الغالية.
فبالله عليك أخبريني. كيف بك إن صرت تحت عرش العظيم، ينظر إليك وتنظرين إليه، ويضحك إليك وتضحكين إليه!!
أم كيف بك إن ظفرت بقرب الحبيب صلى الله عليه وسلم، تشربين من كفه الشريف. تملئي عيناك منه ويُملي عليك!!
أم كيف بك وأنت بين القصور، تتدللين مع الحور!! الأنهار تجري من تحتك، والخدم كاللؤلؤ من حولك، بسمة ثغرك تشرق لها الجنات، ونشيدك تهتز له الغصون، كلامك مسموع، وأمرك مطاع وكل ما تشتهي نفسك موجود، ما فيها خادم فالكل هنالك مخدوم.
أختاه أنت ملكة في الجنة، فمن يلبس التيجان إن لم تلبسيها؟! ومن يأمر الحور العين إن لم تأمريها؟! ومن يتنعم بالقصور إن لم تدخليها؟!
أختاه اصبري واحتسبي، فما ينتظرك هناك خير -والله- مما أنت فيه.
أختاه عودًا لما بدأت به كوني كالمرأة السوداء.
بارك الله فيكى
أختاه اصبري واحتسبي، فما ينتظرك هناك خير -والله- مما أنت فيه.
أختاه عودًا لما بدأت به كوني كالمرأة السوداء.
أختاه عودًا لما بدأت به كوني كالمرأة السوداء.
الف شكر حبيبتى وجزاكى ربى الفردوس الاعلى
جزاكِ الله خيراً
جزاك الله خيرا
بـــــــــارك الله فيكى حبيبتى